عرض مشاركة واحدة
قديم 01-04-2014, 08:02 PM   #16
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

حضرموت والجنوب العربي ( واليمن ) اليمن الموحد حقيقة أم زيف " د. أحمد بافرط


اليمن الموحد حقيقة أم زيف

1/4/2014 د. أحمد بافرط


"تستطيع أن تخدع كلَّ الناس بعضَ الوقت، وبعضَ الناس كلَّ الوقت، لكنك لا تستطيع أن تخدع كلَّ الناس كلَّ الوقت"أعلم بأنني سوف اغضب الكثيرين وخاصة احبائي من ابناء اليمن وخاصة ممن تربطني بهم علاقات طيبة ولكن هذا لن يمنعني من ان ابحث في امهات الكتب عن حقيقة وحدة اليمن ومن خلال كتاب يمنيين وخاصة كتاب بهجة الزمن في تاريخ اليمن للكاتب تاج الدين عبدالباقي بن عبد المجيد اليماني كاتب الملك الرسولي و الذي تمت كتابته قبل ستة قرون الذي سوف استشهد به بتصوير مقاطع من الكتاب تجنبا لاتهامي بالتعديل .

هنا لن اتكلم عن اليمن كجهة جغرافية تمتد من الركن اليماني في الكعبة المشرفة وحتى البحر العربي جنوبا بل سوف اتكلم عن اليمن ككيان سياسي يتغنى به الكثيرون بأنه كان موحدا في الماضي وما هذه الوحدة التي تمت بين اليمن الديموقراطية و الجمهورية العربية اليمنية إلا استعادة للوحدة اتي يتخيلون انها قد تمت في السابق ويرددون ذلك في مقابلاتهم ومقالاتهم .

كما تلاحظون في المقطع اعلاه الذي يشير إلى أن الكاتب رحل من مكة الى عدن ثم الى الديار اليمنية مما يدل الى ان عدن ليست من الديار اليمنية .

كي نتكلم عن اليمن كجهة و كاسم ذكر كثيرا ومازال يذكر طاغيا على الكثير من الحضارات والممالك في هذه المنطقة مثل سبا وحضرموت وريدان ومعين و قتبان والجند فلابد هنا من ذكر الشام ونجد والحجاز التي تم ذكرها كثيرا فعلى سبيل المثال لو سوريا سمت نفسها بجمهورية الشام أو مملكة الشام هل ذلك يعطيها الحق لاستعادة جميع المناطق التي كانت تنضوي تحت هذا الاسم الجهوي الشام .. لقد بقيت في الشام سوريا والاردن ولبنان وفلسطين والعراق وشمال المملكة العربية السعودية والعراق ككيانات سياسية ودول مستقله بالرغم من انها كانت في يوم من الأيام متحدة تحت لواء الدولة العثمانية

فعلى سبيل المثال المملكة العربية السعودية عندما وحدها الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه وحدها باسم مملكة نجد والحجاز وبعد ان اتسعت توحدت باسم المملكة العربية السعودية ولم يفرض اسم نجد او الحجاز عليها .

جنوب الجزيرة العربية كان يحوي العديد من الكيانات القديمة والأقوام والدول التي ذكرت في القرآن الكريم مثل سبا وحضرموت متمثلة في الأحقاف ثمود ومنها من لم تذكر بالقرآن الكريم مثل حمير وريدان و قتبان و الجند و معين ولم يتم ايضا ذكر اليمن .

عند وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم كان هنالك ثلاثة ولاة في جهة اليمن حسب ما جاء في هذا الكتاب مما يؤكد بأن اليمن لا ينظر اليه ككيان واحد وإنما أكثر من كيان ( صنعا والجند وحضرموت )
وبعد خروج حضرموت عن الخلافة الاسلامية تم تولية والي على صنعا ووالي على الجند كما جاء في الكتاب اعلاه

يلاحظ هنا ان الكاتب يذكر أهل حضرموت دون أن يشير اليها بأنها من اليمن .


وهنا نجد ان الكاتب يذكر مخلافي صنعا والجند دون ذكر حضرموت ايام يزيد ابن معاوية
وهنا يذكر الكاتب كيف ثار عبدالله ابن يحيى الحضرمي (الملقب الأعور الخارجي) الذي وصل نفوذه الى صنعا و الى المدينة المنورة . لاحظ عبارة حتى أصفى اليمن منهم وسار الى حضرموت وهذا دليل دامغ بأن حضرموت لم تكن يوما من اليمن ككيان أو كشعب .

وفي موقع آخر يذكر انتفاضة حضرموت على معن ابن زائدة الشيباني

وفي حاشية الكتاب يعرف حضرموت وحدودها كما يلي:


كانت حضرموت تعامل كمنطقة ذات حدود معروفة وكانت تحت حكم الخلافة الإسلامية منذ اعتناق شعبها الاسلام و كذلك صنعاء و الجند وكان يطلق على هذه الجهة اليمن كما كان يطلق على كل ما هو شمال نجد الشام
وفي موضع آخر يذكر الكاتب جليا بأن اليمن جهة وليس كيانا سياسيا تبدأ من مكة حيث يقول ((جميع اليمن من مكة الى حضرموت))

وفي موقع آخر من الكتاب يحدد اليمن بما هو معروف حاليا باليمن الشمالي حيث يقول اقبل من الشحر لطلب الملك ولما قرب من اليمن وصل اليه كتاب من أخيه الملك المنصور يحذره من التقدم الى جهة اليمن .

مما سبق نخلص الى ما يلي :

أن مصطلح اليمن يطلق على جهة من جنوب مكة الى بحر العرب جنوبا .

حضرموت يتم التعامل معها ككيان له حدوده الجغرافية وكشعب له خصوصيته .

احيانا يطلق على اليمن ما هو معروف باليمن الشمالي حاليا .

عبر التاريخ القديم والمتوسط والاسلامي لا يوجد كيان سياسي وحد جهة اليمن تحت مسمى دولة اليمن .


لا يوجد شيء اسمه اعادة وحدة اليمن لأن اليمن لم يكن موحدا تحت هذا الاسم في أي يوم من الأيام .

يوجد جهات معروفة مثل اليمن والشام ونجد والحجاز وبالمقابل توجد دول واقوام معروفة مثل سبا و حضرموت و قتبان ومعين وريدان وحمير و مصر والعراق و سوريا .


بالرجوع للتاريخ الحديث وكيف تكون كيان سياسي باسم اليمن نجد ان أول من اطلق هذه التسمية لكيان سياسي معترف به دوليا في 30 أكتوبر 1918 في أعقاب انهيار الإمبراطورية العثمانية، عندما أعلن الإمام يحيى حميد الدين في شمال اليمن دولة مستقلة، وفي عام 1926 أعلن الإمام يحيى نفسه ملكا على المملكة المتوكلية اليمنية، وكان زعيماً للطائفة الزيدية الشيعية، وفاز باعتراف دولي للدولة.


وخلال فترة حكمه دخل في صراع مع بريطانيا حول مناطق الحدود بين الجانبين، إضافة إلى الحرب التي خاضها ضد الإدريسي في عسير، ثم حربه ضد الملك عبد العزيز آل سعود والتي انتهت بتوقيع معاهدة الطائف 1934 م .


في العشرينات 1920، وسع يحيى نقاط مملكته إلى جنوب تهامة وجنوب عسير. وهذا يتسق مع طموحة بان يحقق السيطرة على جميع اليمن كجهة تمتد من جنوب مكة وحتى البحر العربي جنوبا تحت سيطرة المذهب الزيدي .

بقيام المملكة المتوكلية اليمنية ودخولها الجامعة العربية و الأمم المتحدة بدأ الترويج لدولة اليمن من عسير شمالا وحتى البحر العربي جنوبا ومنذ ذلك الحين كانت سيطرة القبائل الزيدية في الشمال على هذه الدولة حتى بعد أن سيطر الجمهوريين عليها لم تتغير المعادلة حيث تجد ان السيطرة والقوى المؤثرة ومراكز القوى كلها زيدية حتى هذه الأيام تجد ان من هم بالواجهة ليسوا من الزيدية ولكن من بيدهم الحل والربط هم الزيدية .


لبقاء هذه السيطرة الزيدية كان يتم تصفية أي قوى مؤثرة غير زيدية كالقضاء على جيش الجنوب ومسلسل الاغتيالات لمعظم القيادات الجنوبية أو أي تحرك جنوبي يطالب بفصل الجنوب .
من هنا تجد رفضهم لأي نظام فيدرالي قد يفضي مستقبلا لنشؤ دول خارجة عن سيطرتهم بحجة أن اليمن كان موحدا ولابد ان يبقى موحدا مع ان ذلك غير صحيح كما تم تبيانه أعلاه .


الخلاصة :


لا يوجد أي كيان سياسي أو دولة باسم اليمن إلا بعد نشؤ المملكة المتوكلية اليمنية ضمن الحدود المعروفة بهذه المملكة .
اليمن كدولة و ككيان سياسي مرتبط بالزيدية و ائمة الزيدية وليس من المقبول أن تطلق هذه التسمية كدولة وكيان سياسي إلا على المناطق الزيدية فقط .


ابن خلدون حدد مكان الأئمة الزيدية في صعدة وهذا ما يقوم به الحوثيين حاليا لاسترداد مناطق نفوذهم وفيما يلي صورة من كتاب ابن خلدون يحدد ذلك :

اذا اتفق الجنوبيين على اتحاد فدرالي مع اليمن يجب ان لا يكون باسم اليمن لأن اليمن جغرافيا وليست تاريخ .


التاريخ هو حضرموت و سبا وقتبان ومعين وريدان وحمير ومعين وثمود من القدم يوجد صراع في جنوب الجزيرة العربية بين شعوبها للسيطرة على أكبر قسم من الأراضي بهذه المنطقة من جنوب مكة المكرمة حتى عدن و الأراضي العمانية والحضرمية جنوبا .

مصطلح عودة توحيد اليمن مصطلح تم ترسيخه للسيطرة على الجنوب أساسا.


تم اتحاد بين دولتين هم الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديموقراطية عام 1990 م .


تم احتلال الجنوب عام 1994 بعد اعلان انفصاله عن اليمن .


ليس أدل على ان اليمن وحضرموت وعدن كيانات مستقلة عبر الزمن إلا ما قاله إبن خلدون ((يقول ابن خلدون رحمه الله ” وفيما بعد ذلك مدينة عدن في شماليها صنعاء وبعدهما إلى المشرق أرض الأحقاف وظفار وبعدها أرض حضرموت ثم بلاد الشحر ما بين البحر الجنوبي وبحر فارس ” ص٩٨ ج ١


ويقول في كلامه عن عُمان ” وهي من ممالك الجزيرة المشتملة على اليمن والحجاز والشحر وحضرموت وعمان وهي خامسها ” ص١٩٨ج٧



ويقول عن عدن ” عدن من ممالك اليمن ” ص٤٧٣ج ٧

وذكر في المقدمة عن جزيرة العرب ” وتشتمل على بلاد اليمن وبلاد الشحر في شرقيها على ساحل هذا البحر الهندي “ص358 ج ))


وقال :” وعلى سمت نجران أرض سبأ ومأرب ثم أرض الشحر” ص360ج1


أما الخانجي مؤلف كتاب ” منجم العمران المستدرك على معجم البلدان ” فيقول عن اليمن :”ولاية عثمانية يحدها شمالا الحجاز وجنوبا خليج عدن و عدن وحضرموت وغربا البحر الاحمر وشرقا صحراء الأحقاف ” ص٣٦٠ج ٢


ويقول عن حضرموت ” حضرموت بلاد في أرض العرب واقعة على شاطئ بحر عمان يحدها شمالا صحراء الأحقاف وجنوبا بحر عمان وشرقا سلطنة مسقط وغربا ولاية اليمن وخطها الساحلي يمتد من الشمال الشرقي من ٤٥ درجة الى ٥٦ ” ص١٧٤ج ٢


ابن خلدون يحدد اليمن والشام والحجاز كجهة كما يلي :


وفي موضع آخر يحدد ابن خلدون وجود اليمن وحضرموت كما يلي :


قد يتحجج البعض ببعض الأحاديث للرسوم الأعظم محمد (ص) الذي لا ينطق عن الهوى وما هو الا وحي يوحى :
وعن البخاري في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعاً :

' اللهم بارك لنا في شامنا و في يمننا ' ( ثلاثاً ) .. فقالوا : و في نجدنا يا رسول الله ؟؟ فقال : ' منه الزلازل و الفتن و منه يطلع قرن الشيطان ' .

يلاحظ هنا ان الرسول يجمع جهة اليمن و جهة الشام مما يستدل منه أن اليمن كانت جهة وهي الجهة التي تمتد من مكة الى البحر العربي جنوبا كما كانت الشام . وباقي الأحاديث الشريفة التي تتحدث عن اليمن وأهلها تتحدث عن اليمن كجهة وذلك لعدم وجود كيان سياسي أو دولة آنذاك تسمى اليمن.


آمل ان اكون قد صححت الكثير من المفاهيم المغلوطة التي يستند عليها دعاة الوحدة أو الموت وفي حال إصرارهم على ذلك فالوحدة انتهت ولم يعد لها وجود ولم يبقى أمامهم إلا الموت غيضا وكمدا .
ش
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس