عرض مشاركة واحدة
قديم 04-04-2010, 05:34 PM   #6
محمد سعيد بن مخاشن
نائب مشرف عام قسم الأدب والفن

افتراضي

إخواني ... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

للأسف الشديد أن بعض الإخوة في السقيفة كل من كتب له كلمتين جاء بهما لنا على أساس أن ما كتب يعتبر بحثا موثقا. الأخ أبو عوض تكلم عن شاعر يعتبر قمة من قمم الشعر الشعبي الحضرمي وشرشح فيه إلى حد الثمالة دون بينة ومراجع أوردها مرجعا مرجعا.

ثم يلبّخ الباحث الكبير أبو عوض الشبامي بالكلام ويقول ما معناه (( إن صلاح أحمد ليس بثائر ضد الإنجليز وحتى لو إعتبرناه ثائر فالثورة على كل حال مشتقة من الثور )). ما معنى هذا الكلام أخي أبا عوض هداك الله. أنت تقول: 1) هو ليس بثائر؛ 2) لو حتى أنه ثائر فالثورة مشتقة لغويا من الثور!!! كلام مخيط بصميل. الثورة مشتقة من الثور ... أي نعم. صاغ العرب لغتهم ( وصاغت كل شعوب الدنيا لغاتها ) من بيئتها. العرب رأوا أن الثور أكثر الحيوانات في بيئتهم هياجا. أي أكثر من الجمل ومن الحمار ومن الفرس وحتى أكثر من الأسد الذي كان نادر الظهور فإشتقوا الجذر ((( ث و ر ))) ومنه ثار يثور ثائر ثورة ثائرته ... إلخ. هل نتخذ من ذلك ذريعة أن الثورة ما لهاش لزمة؟

نأتي إلى أسياد الكون حاليا وهم الجنس الأنجلوسكسوني. لقد إشتقوا إسم الثورة Revolution من الفعل Revolve أي ( يدور ). طبعا هم مجتمع صناعي فيه مكن تدور وتروس تدور وتدير تلك المكن ورأوا أن التغيير يأتي عن طريق الحركة وأكثر أنواع الحركة هو الحركة الدورانية. فماذا في ذلك؟؟؟ لا أعرف الثورة في اللغة الصينية مشتقة من ماذا ولا في اللغة الكورية ( التي يجيدها على فكرة الأخ عاشق الجوهرة ).

على كل حال؛ الوقت عامل مهم ولا نملك منه الرصيد الكبير. مجرد أنني سأورد أدناه مقتطفا من مكان آخر أعارض به ما ذهب إليه أبو عوض الشبامي من إنتقاص لمكانة الشاعر صلاح أحمد الذي أصبحت أشعاره ونبوآته مضرب الأمثال. وأنا أعترف سلفا أن ليس لدي الوقت للغوص في المراجع. إنما فقط أنظروا الرأي والرأي الآخر.

&&&&&&&&&&&&&&&&



29-07-2001 #1
بقلم ضبضب الشامخ



القصيدة التي هزت الوجود البريطاني في حضرموت

--------------------------------------------------------------------------------


قصائد لها تاريخ : قصــيدة الغضـــب
ـــــــــــــــــــ
في التاريخ عبرة وعظة لمن أراد أن يعتبر .. ودروس وتجارب لمن أراد أن يتعلم ..فمن تعلم وفهم فقد افلح ونجح .. ومن تغافل وتجاهل دارت على رأسه الدوائر .. وفي تاريخنا القريب لم يستفد القعيطيون ممن سبقوهم وقد خلفوا وراءهم حصيلة ضخمة من التجارب لو وعوها لكان حالهم احسن ممن سبق لكن لكل وقت دولة ورجال ، وكما تقول الحكمة (لو دامت لغيرك ماوصلت إليك ) فكانت بذرة الشقاق في مابينهم بداية الانـهيار والسقوط لسلطنتهم وحكمهم ، فحينما أراد السلطان صالح بن غالب سلب عمه عمر بن عوض حق ولاية السلطنة مخالفا لوصية جده مؤسس الدولة القعيطية احدث صدعا كبيرا لم يستطع رتقه بعد أن ولي السلطنة وجرت عليه وعلى أسرته وبلاده الويلات والكوارث ومتاعب لاقبل له بها , وسحب من تحت قدميه بساط الحكم والتصرف في شئون السلطنة حينما سعى حثيثا لدى الانجليز في عدن لتنحية ابن عمه محمد بن عمر عن ولاية عهده ليكون ابنه عوض وليا للعهد .. هذه الأثرة الممقوته استغلها الانجليز في عدن اسؤا استغلال فأملوا شروطهم عليه وكانت بينهم والسلطان صالح معاهدة استشارة عام 1937م فاصبح بموجبها المستشار البريطاني هارولد انجرامس هو صاحب الأمر والنهي في حضرموت واصبح السلطان دمية بين يديه ليس له في الأمر ناقة ولا جمل .
وهذه هي نتيجة الحماقات الهوجاء والتصرفات الفردية غير المحسوبة .. وقد ثار أحرار حضرموت وحذروا وانذروا قبل استفحال الخطر ولكن لا حياة لمن تنادي .. وكان الشيخ صلاح احمد الاحمدي * قد استاء اشد الاستياء مما وصلت أليه حالة الوطن المثخن بجراح الذل والمهانة فأنشأ قصيدته الشهيرة التي أحدثت ضجة كبرى في الأوساط السياسية وطبقات الشعب المختلفة ، يستنهض فيها فئات الشعب ويشحذ عزائمهم في مواجهة الخطر المحدق بهم وبالوطن .. ونشعر بالمرارة في تعبيراته وهو يحدثنا في ألم قائلا :ـ
لكنني تأثرت من خفض الشرف بعد الصعود
أخبار بلغت ما تسر القلب من ارض النجـود
راحت جهة لحقاف لحمة فاس سرحت بالبرود
راحت مع الصاحب بلا قيمة ولا عسكر يقود

والصاحب هنا هم الانجليز ..يواري بهم في تهكم مقصود فاضحا أمرهم .. مما جعل المستشار البريطاني انجرامس ومن يدور في فلكه ينتدب للرد عليه شاعرا مجهولا أتى بحجج واهية .. بل وهتف بكل جرأة ووقاحة لا مثيل لها قائلا :ـ
يحيا انجرامس ذي جبال الارض من خوفه تنود
بالهيبة أصلحها بلا ضولة ولا عسكر يقــود
أحياء الشريعة وانتصر للحق والشر له يذود .

ويا عجبا أن يحي نصراني شرع الله وهو كافرا بما انزل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وان ينتصر للحق وهو ضال عن طريق الحق .. ولكنه الباطل في أوج قوته وجبروته يقلب موازين الأمور .. أما قصيدة الاحمدي فكانت شمعة مضيئة في طريق الثورة والتغيير .. ووثيقة من وثائق النضال ضد الانجليز تقول كلماتـها :ـ
ابديت بك وادعوك ياجيد وغيرك مايـجـــود
ياحي ياقيوم يامطلق من الساق القيــــــود
اسالك غفرانك إذا بيتت وحدي في اللحــــود
قال القعيطي طول ليلي ماتـهنيت الرقـــــود
لا هم من دنيا ولا من عشق منسوع الـجــعـود
شيبه في التسعين متوجه الى دار الـخـــــلـود
عسى يقع مسكني في الجنة ووعالـحوض الـــورود
ولا علي قاصـر ولا السلطان يطلــبني نـــقود
ساكن في الدكن بلد عثمان سلطان الـهـــنـود
سلطان بن سلطان بن سلطان عالــــعزة يـذود
لكنني تأثرت من خفض الشرف بعــد الصـعـود
أخبار بلغت ماتسر القلب من ارض النـــجــود
راحت جهة لـحقاف لحمة فاس سرحت بالبــرود
راحت مع الصاحب بلا قيمة ولاعسكر يقــــود
وشيدوا فيها الكنائس والبراكس للجـــــنود
آه على الاوطان ياغبني على مثوى الجـــــدود
كم صحت كم ناديت قد بينت به قبل الوجـــود
لكننا معذور واحد عود مامني وقــــــــود
اين الدول اين آل عبدالله وهمــدان الأسود
وأين ابن مطلق وين ربعه وين بن سالم عـــبو د
اين القعيطي اين يافع لي تطرح في الربـــــود
ذي يرعضون السيل محرى يطلعونه في سنــــود
اللي لهم عادات بالجودات من عاد او ثـمـــود
وين التميمي والمناهيل وين بن عبدالـــــودود
اين الشنافر اين نـهد اللي يزرون الشــــدود
اين الجعيدي اين كندة لي تعزوا ( بن كنــــود)
والعبوثاني هم وياسيبان شــرحان الحــــدود
واين باصرة وبن صالح محمد بو عمــــــود
اين الذي قالوا حمــيناها بأسرار الجــــدود
هم حضروا البيعة وهم كانوا على البيعة شـهــود
وبايعادون المدارس والمساجد والســــــجود
والخمر في لسواق باتبسط به افراخ اليـــهــود
وتبرجت حرات في لسواق حلوات الخـــــدود
ياحر جوفي ياحياة الذل يامــر الكــــــبود
قده احسـن المسراح والمسكن يقع بأرض الزيــود
والا الى مكة ونترعوي لفيصل بن ســعــــود
ابن الأمام العادل المنصف على رغم الحســــود
وجاور الكعبة وزور المصطفى فخـر الـوجــود
عليه صلى الله دائم عد حــنات الرعــــود
ـــــــــــــــ
* صلاح بن احمد الاحمدي اليافعي الحضرمي ، شاعر حميني مشهور . مولده ونشأته وتعليمه بمسقط رأسه قرية ( العنين ) بـمنطقة القطن . هاجر في سن مبكرة الى حيدر اباد الدكن . له قصائد حمينية مشهورة تعالج الشئون السياسية بحضرموت وأحوال اليمنيين المهاجرين بالهند واشهرها القصيدة التي أسميناها (قصيدة الغضب ). توفي بحيدر أباد عام 1954م عن عمر نيف على المئة . له ديوان شعر كبير مخطوط.
  رد مع اقتباس