عرض مشاركة واحدة
قديم 01-14-2010, 12:26 AM   #20
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


المقدم عبدالله سالمين باسلوم: كان جيش البادية جيشاً احترافياً وبعيداً عن المحسوبية والحزبية

2010/1/13 المكلا اليوم / فهيم باخريبة


الشيخ عبدالله سالمين باسلوم من مواليد منطقة رأس حويرة ( كور سيبان ) يبلغ من العمر 75 عاماً متزوج وأب لثلاث بنات وولد أنتقل إلى مدينة المكلا وعاش وترعرع في أحضان هذا المدينة التي عشقها

موقع المكلا اليوم زار الشيخ عبدالله وأستمع منه حكايات الزمن الجميل
البداية:

أولاً الشكر لكم في موقع المكلا اليوم على ما يعتمل من نبش في ذكريات الماضي التي عاشتها كل أرجاء حضرموت.

والحقيقة أنا من منطقة رأس حويره وتحديداً من قرية كور سيبان عشت في باديتي مع الوالد والوالده وعدد من أخواني وهم بنت وولد.

وبعدها أنتقلنا مع الوالد إلى مدينة المكلا وتركنا البادية وما فيها من حياة للبدو الرحل.

الرحيل من البادية إلى مدينة المكلا

في الزمن الذي حلت فيها المجاعة بحضرموت كنا نحن نعيش هذه الظروف الصعبة وذلك أبان الحرب العالمية الثانية وحينها قرر الوالد الانتقال بالأسرة كلها إلى مدينة المكلا وفعلاً رحلنا إلى المكلا وحين وصولنا أستقر بنا المقام في منطقة الشرج وكانت هذه المنطقة خالية تماماً من أي ساكن وعدد بيوتها قليل جداً المهم أننا استقرينا في منطقة الشرج ولا زالت المجاعة تعصف بالبشر وكانت حياتنا صعبة جداً ولا يمكن أن تتخيلها وحينها عمل الوالد مع المستشار البريطاني آنذاك وهو هارلود أنجرامس وكان عمري لا يتجاوز السبعة أعوام وأختي عمرها 4 أعوام وكان أخي أحمد يكبرنا بالسن وكان عمره يومها 9 سنوات, وحين وصلنا إلى منزل المستشار البريطاني رحب بناء واستدعى زوجته مدام دورين أيضاً ووأمرنا بالتعليم في مدرسة البنات وحين قضيت أنا فترة 4 سنوات تم نقلي إلى مدرسة أولاد البدو الرحل وهي مدرسة أولاد البادية وكان نقلي عبر الشيخ صالح يسلم بن سميدع وهو قائداً لمدرسة أولاد البادية وأستمريت أدرس لمدة 4 أعوام بعدها تم تحويلي إلى الجيش البدوي وعملت في الخدمات الطبية في جيش البادية وذلك بعد أن أخضعت لدوره تدريبية في الخدمات الطبية في مستشفى باشراحيل وكان ترشيحي لهذه الدورة من قبل القائد الأردني ( خلف ) وحين أكملت الدورة لمدة ثلاثة أعوام تحت أشراف الدكتور الهندي ( شاكر ) وكان من زملائي في هذه الدورة الشهيد صالح أبوبكر بن حسينون مرشح, والأخ علوي بن كنيد والأخ مبارك ناصر بن سريع والسيد العيدروس ويومها كان مسؤل علينا الشيخ / أحمد سعيد باوزير أطال الله في عمره وبعد أن أكملت الدراسة ألتحقت بالعمل في الوحدات العسكرية




العمل في الوحدات العسكرية

حين أكملنا الدورة الطبية في مستشفى باشراحيل مباشرة تم نقلنا إلى أرض الواحدي وهي محافظة شبوة وتحديد في منطقة الخبر وذلك بطلب من السلطان ناصر الواحدي الذي كان حاكماً لشبوة وفعلاً تم تحويلنا إلى منطقة الخبر والسبب في تحويلنا إلى شبوة نظراً لضعف الناحية الأمنية واستمرينا لمدة ستة شهور في أرض الواحدي ثم عدنا إلى المكلا ومن المكلا تم نقلنا إلى منطقة العبر والغيظة وأيضاً إلى منطقة ثمود ثم عدنا إلى المكلا بعدها تم نقلنا إلى المصينعه وهي منطقة ساحلية تقع شرق مدينة الشحر بعدها عدنا إلى معسكر جيش البادية.



جيش البادية بعد الاستقلال

بعد أن أستقلت البلد وأستلم الحكم الجبهة القومية كانت هناك عدد من المؤامرات التي تحيك في الخفاء لإسقاط النظام في اليمن الجنوبي من البعض خارج اليمن وقد شهدت المناطق الحدودية خلال هذه الفترة هجمات عنيفة استهدفت إسقاط النظام الجديد الذي أستلم السلطة بعد الاستقلال وقد شهدت منطقة العبر أشرس المعارك بيننا وبين ما كان يسمى بالمرتزقة وهي مجاميع يتم تدريبهم لإسقاط النظام من قبل قوى خارجية وفي هذه الفترة كان أخي المرحوم الفقيد أحمد سالمين باسلوم قائد للجيش البدوي في المنطقة الشرقية وكان تحت أمرته العديد من القيادات العسكرية التي برزت لاحقاً ومن أهم هذه القيادات العسكرية المرحوم اللواء عمر علي العطاس نائب رئيس هيئة الأركان والشهيد صالح أبوبكر بن حسينون واللواء علي سعيد الحيقي وهو حالياًً يعمل نائباً لرئيس هيئة الأركان والعميد عمر سالم بارشيد وهو يعمل حالياً قائداً لمدرسة القيادة والأركان والعقيد صالح موح الحيقي واللواء متقاعد سالم باعبود المرشدي وكان يعمل سابقاً نائبا لأخي أحمد وأنا كنت حينها من ضمن المجموعة المتواجدة في جيش البادية في القارة السوداء وقد خضنا معارك كبيرة مع هؤلاء المرتزقة قتل فيها من قتل وأصيب فيها بعض أفراد اللواء.

وفي الأخير قضينا على هؤلاء المرتزقة وانتهت بذلك هذه الحركات المدعومة إلى غير رجعه.



الولاء للوطن

حب الوطن من قوة الإيمان هذا هو شعارنا لما كنا في جيش البادية كنا نعمل ونخدم بصمت حباً منا للوطن والولاء للتراب الطاهر الذي عشنا وترعرعنا فيه, وفي تلك الفترة لم توجد أي انتماءات حزبية بيننا ولكن كله من أجل الوطن وكان جيش البادية جيشاً احترافياً لا توجد فيه أي محسوبية ولا أي ولاءات غبر الولاء لحب الوطن.

ولكن للأسف بعد الخطوة التصحيحية في 20يونيو 1969م تم أستدعاء بعض أفراد من زملائنا وكان هؤلاء الذين تم استدعائهم لا يحملون أي رتب عسكرية غير أنهم جنود وتم استدعائهم إلى العاصمة عدن وحين عودتهم من العاصمة عدن فؤجئنا بأن هؤلاء قد عادوا وهم يحملون رتب عسكرية كبيرة تعادل رتب كبار قادة الجيش البدوي.

والسبب يعود أن هؤلاء المجموعة أنظمت إلى صفوف قيادة الجبهة القومية ومن خلال هذه الخطوة الغير محسوبة من قبل قيادة الجبهة القومية بدأ التذمر في أفراد الجيش الذين عملوا بكل أخلاص وتفاني من أجل بناء جيش وطني قوي ولكن للأسف هذه هي الحزبية ومشاكلها.

بعد ذلك طلب أكثر قادة جيش البادية الاحالة إلى التقاعد وأنا كنت من هؤلاء.




الأغتراب وترك الوطن

بعد أن تركت الجيش البدوي قررت الهجرة والأغتراب إلى السعودية وفعلاً استقر بي المقام في مدينة الدمام وكان فترة الأغتراب عشرون عاماً.

وقد عملت خلال فترة الأغتراب مساعداً طبياً ثم تركت العمل لأنتقل لأشغل أمين صندوق بعد ذلك عملت على الحدود اليمنية في أنشاءات الطرقات بعد ذلك عدت إلى الوطن بعد أزمة الخليج.

والآن أنا أحمد الله أنني أقضي يومي بين المنزل والمسجد.

وأحمد الله بأنه قد أكرمني بذرية صالحه مكونة من 4 بنات وولد وزوجة صالحة.

لنا كلمة

أولاً أتوجه بالشكر الجزيل إلى الزميل الوفي ورفيق دربي وعملي الأعلامي والصحفي الخلوق أنور عبدالله باسلوم على تذليل كل الصعاب من خلال التمهيد والتنسيق مع الوالد عبدالله باسلوم ( أبو أنور ) لأجراء هذا الحوار فله مني كل الشكر.

والحقيقة أن الحديث مع رجل مثل أبو أنور حديث رائع بكل المقاييس لأن الرجل يحتفظ بذاكره طيبة عن زمن جميل عاشه الرعيل الأول من الأباء والأجداد وكم كانت الجلسة رائعة أثناء الحديث مع أبو أنور وبحضور نجله ( أنور ) وكنت أود الأستمرار لكن الساعات مضت بسرعة ولم نشعر بها وحينها كان أبو أنور يستعد للذهاب إلى المسجد لأداء الصلاة.

حينها ودعت العم عبدالله وعدت بسيارتي من حيث أتيت.

هنا أنتهت حكاية العم عبدالله حتى الملتقى لكم منى الف تحية وسلام

[email protected]


اجمالي التعليقات 1

--------------------------------------------------------------------------------
ابن المكلا (المكلا) 13-01-2010 نشكرك يافهيم على هذه اللفتة الطيبة لشخصية من شخصيات البادية في حضرموت ، فهؤلاء رجال أفذاذ احبوا بلادهم واخلصوا لها ، وهم قبائل حضرموت وشجعانها ، وغيره كثير كثير ضحوا من اجل حضرموت بصمت وبلامحسوبية ..وشكرا لك.

من برأيك المسئول عن مقتل شهداء خشم العين ؟
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح