أنتَ تحتَ المراقبة,
ويا ليتك تشعر حينما تشعر أنكَ تحتَ المراقبة كيف تكون؟
ليتكَ توازن نفسكَ, حينما تشعر أنَّ إنساناً يُراقُبك, وبيده حولٌ وطور,
وبإمكانه أن يفعلَ معكَ ما يفعل, إذا شعرتَ أنه يُراقبُك, وأنكَ تحتَ مُراقبته,
كيفَ تنضبط؟
كيفَ تستحيي؟ يقول:
﴿إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾
يعني إذا قرأت أنَّ هذا الطريق مُراقب بالرادار, هل تُسرع؟
إذا أسرعت, تُلتقطُ صورةٌ لمركبتك, وتُحاسبُ حِساباً عسيراً،
إذا دخلتَ إلى مكان للبيع, وقرأتَ أنَّ هذه الصالة مُراقبة تلفزيونياً,
كيف تتحرك؟
الله سبحانه وتعالى يقول:
﴿إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾
(( الْحَيَاءُ لا يَأْتِي إِلا بِخَيْرٍ ))
فَقَالَ بُشَيْرُ بْنُ كَعْبٍ : مَكْتُوبٌ فِي الْحِكْمَةِ : إِنَّ مِنَ الْحَيَاءِ وَقَارًا , وَإِنَّ مِنَ الْحَيَاءِ سَكِينَةً .
كيفما تحركت الحياء يُقدّمُ لكَ كلَّ خير،
تستحيي أن تعصي الله لأنه يُراقبك،
تستحيي أن تؤذي الناس لأنَّ الله يُراقبك،
تستحيي أن تأخذَ ما ليسَ لك لأنَّ الله معك،
الحياءُ لا يأتي إلا بخير.
هذا الذي لا يستحيي , له نظراتٌ وقحة، له عِباراتٌ بذيئة، له سلوكٌ جافٍ ،
هذا الذي يُحرج الناس يوقعهم في الحرج، يُحمّرٌ وجوههم،
يتلذذ برؤية وجوههم وهم يرتبكون,
هذا ليسَ مؤمناً، المؤمن يستحيي, ويستحيي أن يوقعَ أحداً في الحرج .
النبي عليه الصلاة والسلام يقول:
((لا تُحمّروا الوجوه))
ما قولكم: إنَّ الله عزّ وجل حيي؟ .
إنَّ الله تعالى حييٌ كريم,
يستحيي من عبده إذا بسطَ إليه يديه, أن يردهُما خائبتين.
قال بعضهم: الحياءُ من الحياةِ،
علامة حياة القلب:
لكَ قلبٌ حي إذاً أنتَ تستحيي،
القلبُ ميت إذاً لا تستحيي, الحياءُ من الحياة,
قِلةُ الحياة علامةُ موت القلب، كلما كانَ القلبُ أحيا كانَ الحياءُ أتم .
الفُضيل بنُ عياض ؛ هذا القاضي الجليل قال :
خمسٌ من علامات الشقاء : القسوة في القلب ،
وجمود العين ,
وقِلة الحياء ، والرغبةُ في الدنيا ، وطولُ الأمل .
أجزاء مُختارة: فضيلة الدكتور
/ محمد راتب النابلسي