[حد من الوادي]

مخرجات الحوار سقطت في عدن ومفتاح الحل يكمن بعودة الدولتين

بواسطة فيصل السعيدي , 24 فبراير 2014,


قمع المليونية السلمية في عدن من قبل قوات الجيش اليمني والامن ومانتج عنها من قتل وجرح واعتقال طال عشرات الناشطين في الثورة السلمية الجنوبية ، وتعرض الاعلاميين والصحفيين العرب والمحليين ونشطاء حقوقين الى الاعتداء المباشر ،كل هذ يؤكد ان اليمن تسلك الطريق الخطا ، ولم يتغير اسلوبها القمعي الدموي ،الذي اعتادت عليه ، أبان الحكم العسكري القبلي السابق ، بزعامة المخلوع صالح .

من خلال تواجدنا الشخصي بين اوساط الجماهير المشاركة في مليونية الحسم والدفاع عن الهوية الجنوبية ،لاحظنا قوات الامن والجيش مدججين بالاسلحه والهراوات وقاذفات القنابل السامه الفتاكه في مداخل ووسط وعلى اسطح المنازل والمرافق الحكوميه في مدينة خورمكسر ، بالاضافة الى المصفحات وعربات الجنود ومضادات الطيران ،المنتشره في الازقة والحارات ، كذلك الحواجزالامنيه التي نصبت في مداخل محافظة عدن ، حبث تم التصدى المباشر للافواج البشريه الزاحفه من جميع محافظات ومدن الجنوب ، ومنعها من الدخول الى ساحة العروض للتعبير عن ارادتها بالطرق السلميه .

لم يكتفي الجنود وتلك المليشيات المنتشرين في المدينة بشكل مخيف ،يوحى بنشوب معركة حربية من طرف واحد ضد الشعب الاعزل في جنوب اليمن ، بل تعدت هذ المشهد ،في سابقة هي الاولى من نوعها ، فقامت القوات الحقيره بمطاردة آلاف المواطنين في الشوارع التي تبعد عن الساحه بأكثر من عشرة الى خمسة عشر كيلو متر ، واطلاق النار الحي ومسيلات الدموع في المطاعم المكتضه بالزبائن ،وامام عيناي الاثنتين شاهدت ذلك ،بالاضافة الى اقتحام سوق القات في خورمكسر واطلاق الرصاص وقنابل سامه بداخله ، في وقت الذروه والسوق ممتلئه بالزبائن، فتمكن الجنودمن نهب املاك المواطنين.شاهدت القنابل السامه التي طالت اسطح ونوافذالمنازل بجوار كلية الاداب بخورمكسر،في مشهد مروع لم تستخدمه القوات الاسرائيله في فلسطين المحتله .

هذه الرسالةالدموية المرسلة من صنعاء ،الى الشعب الجنوبي بمناسبة اختتام مؤتمرالحواراليمني ،تؤكد دون شك ان مخرجاته ستطبق تحت فوهات البنادق والمدفعية وربما الطيران الحربي مستقبلآ .

هذ هو الفشل الذريع بعينه للمخرجات التي تم تفصيلها بمقاسات تناسب قوى النفوذ ،لحفظ مصالحها وتأمين وصول الثروة الجنوبية الى جيوب الاطراف التي ساهمت بحرب العام 1994م على الجنوب ،واستولت عليه بقوة السلاح .نعم فالمشهد في عدن خاصة والجنوب عامه يومي 20-21فبراير2014م اعاد الى الاذهان تلك الحرب الظالمة، وان تبدلت الوجوه،والاقنعه التي تديرالاله العسكرية الا انها تحمل نفس الفكر الاقصائي ، وحصداروح المواطنين الجنوبيين منذالعام 94م الى يومنا هذ.

كلمة اخيره اود ايصالها الى الدول التي تبنت المبادره الخليجيه والدول الراعيه لها ،…ان جهودكم ومحاولتكم لنزع فتيل الحرب في اليمن قداجهضت ،ودوركم اقتصر على تأجيل اشتعال فتيل الحرب في حينها ،مع ان الفتيل باقي وقابل للاشتعال في اي لحظةممكنه.والسبب يعود الى عدم فهم طبيعة التركيبة اليمنية الفريده ، للقوى المتنفذه على رأسها مشائخ القبائل وكبار القادةالعسكريين وثالثهم رجال الدين المملكوين للسلطه والقبيله بالاضافة الى رموزسلطويه ممسكه بزمام الامور عبراستخدام المال والثروة ،لا جهاض اي مشروع يتناقض مع مصالحها.

والخلاصه استحالة قيام دولة مدنية في اليمن على المدى البعيد ،واستحالة استقرار الامن والسلم الاجتماعي ،في شمال اليمن .ومفتاح الحل يكمن بعودة الدولتين السابقتين الجمهوريةالعربية اليمنية وجمهوريةاليمن الديمقراطية الشعبية الى سابق عهدهما ،مع الاحتفاظ بعلاقةاقتصادية متينه تمهدلعودة الثقة بين الشعبين على اساس الاخوه وحسن الجواروتبادل المنافع.ومساعدة الشعبين على اختيار نظام الحكم الذي يتناسب مع الواقع المعاش وبمايلبي طموح وتطلعات البلدين .