عرض مشاركة واحدة
قديم 12-07-2004, 08:30 PM   #8
أبوعوض الشبامي
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية أبوعوض الشبامي

افتراضي

.

شكرًا للأخوة السادة المعقبين وهؤلاء اصنفهم - ان جاز التعبير - الى فئة التعالي وفئة التعالي في سقيفة الشبامي هم الأخوة المشرفين وهذا يأتي إنعكاسا لمحيطنا الاجتماعي ...!!

و كما ان الحديث متداخل و يربط بعضه البعض فإنه من كان يتفحص المجتمع الحضرمي وعلاقاته والبناءالاجتماعي في الماضي يجد ان المجتمع يتكون من فئات وطبقات اجتماعية رئيسية وهي كما وصفها الاستاذ كرامه مبارك بامؤمن في كتابه الرائع الفكر والمجتمع في حضرموت ص 59
(( ان من يتفحص نسيج العلاقات الإجتماعية والبناء الاجتماعي في حضرموت خاصة في الدور الصوفي يجد ان المجتمع الحضرمي يتكون من ثلاث فئات ( طبقات ) اجتماعية رئيسية هي:

1- فئة التعالي وسلاحها : العلم ويمثلها - السادة والمشائخ - .
2- فئة التسلط وسلاحها : القوة ويمثلها - القبائل - .
3- فئة التمسكن وسلاحها : العمل ويمثلها - المساكين -.

وتحمي كل فئة من هذه الفئات الثلاث نفسها وتحافظ على وجودها من الفناء وعلى تماسكها من الانقراظ بسلاحها. فبالعلم حافظ السادة والمشائخ على تميزهم وبه اعتلوا قمة الهرم الاجتماعي وروّضوا به بطش القبيلي وجلافة البدوي وقادوا به خطام المسكين ..
وبالقوة حافظت القبائل على تميزها وانتزعوا مكانتهم في المجتمع بالحق وبالباطل وبباطل الباطل احيانا.
وبالعمل وبالصبر والإنقياد سلم المساكين من بطش القبائل وكسبوا مودة السادة لهم وفي خدمة المجتمع عاشوا سالمين...)

إلاّ إن هذا النسيج الاجتماعي شهد تناقصا وانحسارا كبيرا وملموسا وانهيارًا تدريجيًا و بشكل ملحوظ وتقاربت فئات المجتمع الحضرمي واصبح التمازج بينها وشيكا حيث شهدت حضرموت بروز قيادات علمية واقتصادية وسياسية مشهود لها بالتفوق والنبوغ تنتمي الى فئة التمسكن - المساكين - وايضا برزت من بين جميع الفئات الاجتماعية الحضرمية قيادات اقتصادية وسياسية ونخب مثقفة ولم تعد الثقافة والعلم والقيادة حكرا على فئة دون الاخرى وذلك يعود بفضل انتشار المدارس وزيادة الاقبال على التحصيل العلمي بكل مستوياته لا بفضل دعوى الأصل والنسب أومنطق القبولة والقوة..!!
تساوى الناس وانهارت الحواجز الاجتماعية بينهم . ولم يعد مفهوم القبولة ذلك المعنى الاخلاقي الرفيع والذي اراد له الاستاذ القدير محمد عبدالقادر بامطرف ان يكون سائدا في المجتمع الحضرمي كما
جاء في كتابه المعلم عبدالحق ص 204
(( ان يربأ القبيلي بنفسه عن الحانثين بالعهود وان يجتنب الظلم وان يعمل على وحدة الرأي والعمل في قبيلته وان يسارع الى استعمال سلاحه لاحقاق الحق وان لايتوانى عن تلبية نداء الواجب دفاعا عن كينونة القبيلة وشرفها بالمبادرة الى القاء نفسه في اتون الحرب اذا اضطرم اورها وان يلزم نفسه وغيره بتطبيق هذه المتطلبات بأمانة وصدق وكل ذلك لكي يكسب الاحدوثة في محيطه العشائري حيا وميتا يقول المعلم عبدالحق:


والأستاذ بامطرف يرى ان القبولة يجب ان تكون ذات معاني اخلاقية نظرية وعملية وان تضم مفاهميها
مجموعة من المزايا الرفيعة الشأن والتي لاتختلف عن معاني الفروسية في القرون الوسطى.
ولكن هل هذه المعاني الاخلاقية والنظرية والعملية قد ضمتها مفاهيم وسلوك ابناء القبائل الحضرمية وغيرها من الطبقات المتعالية في المجتمع الحضرمي ؟
نجزم بكلاّ ...!!!
لقد غربت شمس القبوله قبل ان تشرق وأفل نجمها قبل بزوغه وأندثرت مفاهيمها وسلوكها قبل أن تتحول الى واقع عملي في المجتمع ووأدت على يد أبنائها منذ عصر المعلم عبدالحق القرن التاسع عشر بل ما قبل المعلم عبدالحق ..
واضحت شيمةابناء القبائل الإقتتال فيما بينهم البين على اتفه الأسباب وحبا في الفتنة والشقاق واتباع الهوى والنزعات العصبية القبلية وشق عصا الطاعة والنهب والسلب لبعضهم البعض دون حرمة لسيد فقيه أو شيخ علم اومسكين مستضعف . وهذه الفئة من حملة السلاح لا تنثني او تلين لها قناة إلاّ باللغة التي تلجأ إليها وتستعملها لفرض سطوتها ونفوذها في المجتمع وهي لغة القوة والسلاح والقتل وحين تأتيها الضربة الموجهة بنفس الأسلوب وبالقوة التي تزيد عن حجم قوتها فإنها تنهار وتضعف وتتمسكن وتستسلم وكل القراءات التاريخية للمجتمع الحضرمي هي شواهد واقعية فيما نقوله وهناك نماذج كثيرة امامنا ونأخذ مثال لنا حادثة الشحر حين لجأت الحكومة القعيطية الى ضرب قبائل الحموم الذين اخلوا بالأمن وعبثوا بالأرواح والأموال ولم يرتدعوا الا بعد ان جمع السلطان القعيطي تحت قبضته عددا من زعمائهم في الشحروامربذبحم وعن هذه الحادثة يسجل لنا الشعر الشعبي قصيدة الشاعر ( سالم قريشن ) التي يقول فيها:




وفي صور للمنعطفات الاجتماعية التي كانت تتسم بالفوضى واضطراب الأمن والخلل الاجتماعي الرافض للنظام وحكم الشرايع والقانون والذي تسعى الى تطبيقه الدولة بمؤسساتها القضائية والأمنية فالدولة هي بمثابة الراعي المكلف بإدارة مصالح - الرعية - واشاعة الأمن الاجتماعي بين المواطنين
ودفع عجلة التمنية الاقتصادية والتعلمية والصحية والاجتماعية في البلاد وحين تتعرض هيبة الدولة والامن الاجتماعي الى الخطر فيحق للدولة ان تتحرك بقوة وتضرب بقوة على الفئات الاجتماعية المارقة والخارجة عن النظام والقانون ...
برالشاعر سالم قريشن عن صوراجتماعية كانت سائدة في محيطه الاجتماعي وذلك قبل ان تضرب الدولة ضربتها الحديدية وتقتل 27 من مقادمة القبائل الحمومية في حل أخير أو العلاج الأخير للفوضى وكما عرف في الطب الشعبي ان آخر العلاج هو الكي وهذا - الطب قد توافق مع الكلام الزين - وأتى بالنتيجة المرجوة كما وصف ذلك شاعرنا سالم قريشن حين قال:




هنا نتوقف عن التواصل معكم في هذه الليلة ولكن لنا تواصل آخر انشاء الله تعالى...!!


.
التوقيع :
  رد مع اقتباس