عرض مشاركة واحدة
قديم 10-16-2009, 12:23 AM   #50
ابوعبدالسلام
حال نشيط

افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين وعلى اله وصحبه اجمعين

ان صنع سفينة نوح عليه السلام وبهذا الحجم تجعلنا نضع عليها اسئلة من باب اننا بشر في النهاية ومن حق كل منا التسائل وهو ماجعل المفسرين يضعون موضوع صنع السفينة بين التخمين والنقل عن اهل الكتاب .
وان دل هذا على شئ فانما يدل على ان الرسول صلى الله عليه وسلم وقومه لاعلم لهم بما جاء عن تلك السفينة الا مما عرفوه من الوحي المنزل على الرسول الكريم وهو في قوله تعالى :
تِلْكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَـذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ }هود49
وهذه الاية اتاحت لي ان اضع قصة نوح عليه السلام في مراحلها النهائية من القصة والتي اتت خاتمتها في سورة هود .
والعجيب اننا اذا بحثنا في القصة نراها تأتي مرتبة بشكل جميل جدا وهذا بحاجة الى وقت لنشره وانشاء الله سننشر ذلك لما فيه من علم ينتفع به وفيه افاق علمية مهمة للبحث .
ومن تلك القصة فيها صنع السفينة والتي بعدها سنبين لكم كم كانت السفينة والله اعلم اجمل صنع مما اوحى الله اليه الى نبيه الكريم نبي الله نوح .
وسنبداء سرد القصة في ايات لنرى كيف ان الايات فعلا نمر عليها مرور الكرام وحسبي الا نكون مثل قوم نوح كانوايمرون عليه وهم قوم عمي .
وكنا قد ذكرنا ان الله اوحى الى نبيه الكريم في سورة المؤمنون بسبع ايات كبداية الوحي وهي بدات بالوحي والبدء في الايات التالية :

1-فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا
2-فَإِذَا جَاء أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ
3-فَاسْلُكْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ
4-وَأَهْلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ
5-وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ
6-فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنتَ وَمَن مَّعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ{28}
7-وَقُل رَّبِّ أَنزِلْنِي مُنزَلاً مُّبَارَكاً وَأَنتَ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ{29}
وهنا الاوامر ان تتم صناعة السفينة بوحي من الله وكذا باعيننا , ونجد ان الوحي هنا بمعنى في كيفية صنع السفينة اما باعيننا لادخل لها في صنع السفينة كتركيب وعمل ولكن اتت لحماية السفينة من فعل القوم مما قد يصدر منهم من عمل يؤدي بالتالي الى احراق الفلك في حالة نوم نوح وقومه ليلا . ولذا انظر معنا قوله تعالى :
{وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ }هود36 وهنا نرى كم كان نوح عليه السلام قد اخذه قومه بالكذب والتعنت وهو في صنع السفينة كان يعلم ماذا سيفعلون عند صنع السفينة ولذا اتت الاية الاخرى الشروع بالبدى في قوله تعالى :
{وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ }هود37 وهنا على نبي الله نوح ان يصنع السفينة كما اوحى اليه ان يسلك فيها لاناس معدودين له وان لاامل من ان قومه سوف يؤمن ولو واحد منهم ,
ومن اغرب الامور اننا نرى الايات التاليه :
وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُواْ مِنْهُ قَالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ{38}
فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ{39}
وهنا في الاية 38 نرى ان قومه عندما بداء في صنع السفينة كانوا يمرون عليه ويسخرون منه وفي نفس الوقت نرى نبي الله نوح يسخر منهم في نفس السخرية اذ كيف يبادلهم بنفس السخرية بينما هم لايمتلكون سفينة مثله ؟
اما الاية التالية قال لهم( فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ ) أي انه وعدهم ان يوم الطوفان سيخزيكم الله ويجعلكم في النهاية في النار( وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ ) وهذا ماوعدهم نبي الله نوح عندما يبداء الطوفان .
واسؤال المهم الان كيف كان نبي الله يسخر منهم ويبادلهم السخرية في قوله
(قَالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ ) وهذا السؤال لم اجد له تفسير مقنع من وجهة نظري الا من التوراة وبعض قصص الشعوب وكان فعلا شئ محير وانني لم اجد لها تفسير عند أي احد الا من قال ان السخرية هي ساعة الطوفان وهذا كان غير صحيح من وجهة نظري والله اعلم ,
ومن هنا نجد ان القران الكريم احتوى كل شئ بداخله ولكن لو نتدبر كان خيرا لنا وفي ذلك مثال ركوب زوجته معه في الفلك كما بيناه من القران الكريم وان دل هذا على شئ فأمنا يدل ان المفسرين لتلك الايات انما يدل على عظيم الاعجاز لهذا القران الكريم اذ نجدهم لو فسروها لقالوا انما نسخ من التوراةوالانجيل وهذا الذي اذهلنا ان معاني القران الكريم بحاجة الى تمعن وتدبر وهو ما جعلنا اعتقد ان حجم السفينة وبهذه الضخامة لن يستطيع نبي الله نوح ان يصنع لوحده بل كانت الملائكة تصنع معه الفلك وكان نبي الله يرى الاخشاب تاتي اليه جاهزة ومن دون مشقة وما عليه الا تركيبها هو وقومه في زمن قياسي مما جعل نبي الله نوح عندما يمر عليه القوم كانوا لايرون كيف تاتي الاخشاب جاهزة مصنعة وهم كانوا كما قال تعالى :
{فَكَذَّبُوهُ فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً عَمِينَ }الأعراف64
{قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّيَ وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ }هود28
وكم كان يحز في النفس وحسرة والم ان نرى اناس كانوا ولازالوا قوم عمي ,
وفعلا كان نبي الله نوح يسخر منهم من السفينة نفسها التي يصنعها والملائكة
ولذا قال (قَالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا ) أي ليس منه وحسب بل قال منا هو مقومه وملائكة الله عز وجل , بينما لم يرواالملائكة بل كانوا حتى لم يروا الاخشاب وهي تاتي اليه ليركبها هو وقومه ونجد هنا يصنع بمعنى التكرار في التصنيع الداخلي للسفينة وهو ماجعل الفرنسيين في عمليات التنقيب في شبوة القديمة يروا ان البيوت كانت على نمط واحد في التخطيط وان الاخشاب صنعت مسبقا قل الشروع في البناء و بينما سخريتهم تدل على انهم قوم يعلمون مامعنى صنع سفينة وهي حرفتهم ولكنهم سخروا ان نبي الله نوح ان له يصنع سفينة كبيرة جدا في وادي حتى وان اتى طوفان لياخذها كيف لها ان تخرج من منطقة دمون الهجرين الى الصحراء في طرق متعرجة وهذا ما جاة في قوله تعالى :
{تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاء لِّمَن كَانَ كُفِرَ }القمر14أي ان السفينة تتحرك بامر من الله للملائكة لتسيير الفلك بعد ان اغلق نوح عليه السلام الباب وقال تعالى على لسان نوح : وَقَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ{41} أي ان نوح لاعلاقة له بقيادة الفلك وفي الحقيقة ان تركيب السفينة المفترضة في الحاسوب ثلاثي الابعاد فتح كثير من التفسير وسنرى كيف كانت خيانة زوجته له وكذا ما المقصود انه عمل غير صالح وهي من القصة والله اعلم
وسوف نلتقي بعون الله
  رد مع اقتباس