عرض مشاركة واحدة
قديم 02-14-2010, 08:23 PM   #12
عصام صالح عمر
حال نشيط
 
الصورة الرمزية عصام صالح عمر


هواياتي :  الموسقى والفن الأصيل
عصام صالح عمر is on a distinguished road
عصام صالح عمر غير متواجد حالياً
افتراضي

ألأستاذ الخليفي الهلالي حفظه الله

الأستاذ عاشق الجوهرةالأستاذ أبو إيمان

أولاً أشكر مُداخلتكم حول موضوع الغناء في الجزيرة العربية .

ما أود توضيحه أنه بحكم أن مكة المكرمة خاصة والحجاز عامة مُلتقى مُعظم الثقافات في العالم فذلك حريُ بأن تتلاقح الفنون وتمتزج مع بعضها ، ولكن هناك أمرُ مهم أن التراث يضل قائم ومحافظ على جذوره وأصوله التي نشأفيها حتى وإن أُضيف له فهو يضل يحتفظ بأصالته ، أنا كتبت عن فن الصوت الذي هو أساس الغناء العربي والذي انطلق من مكة المكرمة حسب المراجع إلى المدينة وازدهر هناك وكان له حُفاظه ومُجيدوه . وأجبرتموني على الدخول في أغوار ومتاهات الغناء ( في الجزيرة العربية ) .
في استهلالية كتابتي السابقة عن الموضوع ذكرت الغناء في هاته الدنيا ليس له تاريخ محدد ولكن ما أوردَتهُ الكتب والمراجع تقول أن الغناء في الجزيرة العربية من مكة ، بدايةً بالحداء ومروراً بما يُسمى بالنواح ثم ازدهر في المدينة ومن ثم اليمن ثم بقية الجزيرة العربية ، وهناك مقولة مشهورة تحضرني ( الغناء نشأ في مكة وتطور في اليمن وبكى في العراق ) . لا نغفل الذكر أن الغناء تلاقح وامتزج مع فنون أخرى مثل الفارسية وغيرها ، سأل الخليفة هارون الرشيد إبراهيم الموصلي ما هو أصل الغناء العربي يا إبراهيم فقال: معبد وابن سُريج أما نحن بسبب جوارنا بالفرس فقد أخذنا منهم بعض الشيء ، فإبن محرز ( مسلم بن محرز المكي ) أحد تلاميذ عزة الميلاء وابن مسجح ذهب إلى فارس وعند عودته رجع بترانيم وألحان ومزجها مع فن الصوت العربي الذي يخصه ومزجها أيضاً مع مختلف المدارس فهو أول من غنى بما يُسمى الرمّل وهذا منقول عن الفارسية أيام هارون الرشيد سمي بعد ذلك بمقام ( العجم ) أي بمعنى مقام غير الناطقين باللغة العربية ، واختلاط العادات والتراث من سنة الحياة وخصوصاً في الحجاز الذي يفد إليه ملاين الناس ذهاباً وإياباً وإقامةً . وأما ما ذكرته عن القرنين التاسع عشر والعشرون ، وكان هناك خليط من فنون ولهجة ً فهذا الأمر بديهي جداً واسبابه واضحة وأن الفن في الحجازاختلط مع الفن العربي الأصيل في اليمن وبدأ في الانتشار ،يعني هذا أنه لايوجد في الحجاز فن أصيل ، تطور الفن في اليمن نعم ولكن لا بُد من الشفافية في الموضوع قد يكون منشأ أي شيء في هذه الدنيا بلداً معيناً ويتطور في بلد آخر ، هذا ما حصل لفن الصوت كيف ؟ نبدأ من المدينة المنورة والعراق هاجر معبد من المدينة وزرياب من العراق كلاهما اتجها للمغرب وبعد ذلك في الأندلس ، وأما ماذكرت أن القرنين التاسع عشر والعشرين كان حال الغناء في الحجاز لم يتجاوز الحدود المحلية ، عفواً أخي العزيز لا بُد أن تكون لدينا الشفافية لهذا الموضوع ، إذا كان من وَفَدَ إلى مكة وأحضر معه من تراث بلده ونشره في مكة أيعني ذلك أنه لم يكن في مكة تراث أو فلكلور _ لا أبداً تضل مكة محتفظة بتراثها وموروثها الغنائي التي ورثته عمن سبقها فمثلاً الراحل / حسن جاوة عندما بدأ في نشر التراث أيعني ذلك هو أحضره أو جمعه ، حسن باجنيد الشهير بحسن جاوة قام بنشر الدانة المكاوية ، والمجس المكاوي ، الذي هو في الأصل تربى عليها في مكة ، وللعلم الفن المكي الدانة والرمل ويماني الكف لا يستطيع أحد إجادتها مالم يكن عاش وولد في مكة غنى بعض الفنون من اليمن وحضرموت ولكن ما نشره حسن جاوة الدانة ، والمجس ، والمجرور ، والحدري وبعض من فنون وادي فاطمة ولا يحقُ لنا أن نقول أن ليس في الحجاز فن أو تراث هذا يُعد مجافاة للحقيقة ، وأما ما ذكرته عن فترة جيل الستينات وذكرت أنهم نقلوا ألوان مختلفة من غناء بلدانهم الأصلية هذا ما لا أتفق معك فيها ذكرت على سبيل المثال طلال مداح ، ومحمد عبده ، وعبد المجيد عبدالله وعبادي الجوهر إلى آخره ...
طلال مداح هل نقل التراث الحضرمي إلى الحجاز كيف وهو مولود في مكة المكرمة وتربى في الطائف وإن كان والده حمل معه بعض الفلكلور الحضرمي إلا أن طلال لم يُغني أي لون حضرمي طلال عندما ظهر للدنيا وجد أمامه فن وتراث متعدد الجداول والينابيع . ، محمد عبده كذلك لم ينقل أي فلكلور إلا بعد أن عُرفت هويته الغنائية الأصلية بعدها بدأ في التقليد للألوان اليمنية الصنعانية على وجه التحديد وكان لذلك السبب الرئيسي تدريب صوته وتمكين راحلته على السيطرة من المقامات .
عبد المجيد لا يُذكر الآن في هذا الموقف لأني أعرف تاريخ عبد المجيد وصغر سنه ،وكذلك عبدالله رشاد هؤلاء من منطقة الحجاز بما فيها مكة وقد أضافوا ألحاناً ستصبح يوماً ما تراثاً والتاريخ يُعيد نفسه مثلما بدأ الغناء مع ابن محرز ومسجح وغيرهم .
فهل نحن بالفعل كما ذكرت أمام هجمة لتكوين حضارة وتراث لأرض ليس بها شيء هذا يا سيدي الكريم إجحاف في حق مكة نحن لا نتحدث عن الناس الذين توافدوا نحن نتحدث عن موروث ما زال عبقه منثور لهذه اللحظة .
الأستاذ أبو إيمان حسب المصادر والمراجع لم تذكر أن الغريض وُلد في اليمن ، فالغريض (ابو يزيد عبد الملك ) لقبه النساء بالغريض لأنه غض الشباب وحسن المنظر ، كان يزاول مهنة الخياطة وأرسلته السيدة سكينة إلى ابن سُريج فتعلم عليه وبعدها غار منه فطرده لما به من جمال وحسن صوت واتجه بعد ذلك إلى النائحتين المشهورتين بمكة ( حوراء ) و (بغوم) وأخذ عنهما واصبح يُعارض أستاذه بالإنتاج على كل تلاحينه فغير ابن سُريج منهجه التقليدي واتجه إلى الأغاني الخفيفة المعروفة بالإهزاج ، وعندما وُلي أمارة مكة (نافع بن علقمة ) أكثر في طلبه للغناء فأختفى عنه ثم هرب لليمن إلى أن مات فيها في عهد الخليفة سليمان بن عبد الملك سنة 96- 99هـ 715- 717م
الأستاذ عاشق الجوهرة / عشقتك الصحة والعافية
أشكر لك مرورك على الموضوع وشخصك الكريم أورد ملحوظة مهمة وهي عن أي حقبة من الزمن نتحدث ؟؟ ما كنت أتحدث عنه الموسيقى العربية في عهدها الأول وعن فن الصوت وأما عن المقال الذي أوردته بقلم أميمة الفردان هناك بعض الأخطاء البسيطة فيه ، محمد علي سندي عندما ظهر في الوسط الفني كان لا يُغني إلا الغناء المصري وقد تأثر به كثيراً إضافة إلى تواضع عزفه على آلة العود أتجه بعد ذلك لغناء الدانات المكية الأصيلة بكل ألوانها وعلى قدر سماعي له لم أسمعه يُغني لون المجرور.
ذُكر في المقال سعيد باخشبة والصحيح سعيد أبو خشبة
ذُكر عازف الكمان محمود حلواني ......... - ومحمود حلواني فنان سعودي كبير هو أو من نشر الأغنية السعودية في الجزيرة العربية ومن بينهم اليمن ، وهو من مواليد مكة المكرمة قضى معظم حياته في مدينة جدة وتوفي فيها . مع تمنياتي للجميع بالخير والسعادة ودمتم

عصام صالح عمر
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  رد مع اقتباس