عرض مشاركة واحدة
قديم 04-18-2004, 01:09 PM   #3
أبوعوض الشبامي
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية أبوعوض الشبامي

افتراضي

.

نتواصل مع فرحة نزول الغيث وعموم الرحمة على شبام ووادي حضرموت ويشدنا مع هذه الفرحة الحنين الى عودة الطبيعة في نسج حليها وبساطها الأخضر على رقعة الأرض المجذبة والقاحلة
وعودة الحياة لأرض تنشد الحياة والعطاء والخير للناس والحيوانات والطيور .
وقد تناقلت بشائر المبشرين اخبار الأمطار والسيول على وادي حضرموت عامة وعلى شبام خاصة عبر وسائل الإتصالات السريعة بما فيها شبكة الإنترنت حين سعدنا حين نقل لنا بعض من الأعضاء من شبام بشائر الخير والسيول وبشرنا كما بشرت شبام بالسيول إنها الحياة والتاريخ في دورته يكرر نفسه في دورته الطبيعية وهكذا كان حال أباؤنا واجدادنا من قبل .

وهذه اللوحة التي رسمها الشيخ عبدالله بن معروف باجمال الشبامي في أول قصيدة من ديوانه الشعبي تصور لنا أن موروثنا وحياتنا في تواصل دائم مع الطبيعة وظواهرها وان الفرحة هي الفرحة والأمل هو الأمل والرجاء هو الرجاء والخوف هو الخوف والنتائج هي النتائج والدعاء واللجؤ الى الله هو أول وآخر ما يلجأ إليه الإنسان في حالة الخير والشر وفي حالة الجذب والعطاء وهذه هي صوركانت ولا زالت تمر في ذاكرتنا التي لا تنسى ولن تنسى ماذامنا في تواصل مع الموروث ومع الحياة وما تشكله من معاني في حياتنا قال الشاعر الشيخ عبدالله بن معروف باجمال الشبامي في رسم لوحة لليلة شبامية وصف فيها اللحظات أول بأول حين بشر المبشر بالسيول ثم تحول صوت المبشر الى نذير خطر :


وتتوالى بشائر الخير و بشرى الرحمة ومجيء السيول وتدفقها على عجل نحو شبام إلا إنها لا بد من أن يكون لها آثارها السلبية خاصة إذا كان منسوب الماء عالي وظلت السيول في تواصل وتدفق ( قدمة تلو قدمه ) وسيلا يتلو سيلا آخر فحينها يتحول صوت البشير إلى صوت نذير للخطر الذي قد يحذق بالناس فقد وصل السيل الجارف وبدأ ( الروف ) يجرف التراب والسد الترابي للساقية ويتصايح الناس بأخذ زمام المبادرة خوفا من مكسر في الساقية .


ومرت ساعة الخطر بسلام إلا أن تدفق السيول لا زال مستمرًا وتمر ( غواربه ) تعتلج وتزمجر في الوادي وهي تتحدى من يقف أمامها بكل غضب تحمل معها اشجار العلوب والسمر والإثل والجمال وكل شيء يقف في طريقها وتتوالى القدمات ثانية وثالثة ورابعة اثر بعدها وبدأت تهدد نخل البلد وتنال منه وبدأ الماء يصل الى الكادس من الذبور والكادس هي الأرض الزراعية المرتفعة

وأمام هذا الخطر الذي يحيط بشبام والخوف من النتائج يلجأ الشاعر باجمال في اطلاق ابتهالاته ودعائه بأن يحفظ الله شبام من مغبات نتائج هذه السيول والتي بدأت يتحول مسارها من سقيا الرحمة الى سيول تدمير ونذير خطر على مدينته وعلى أهلها.



ولنا لقاء آخر


.
التوقيع :
  رد مع اقتباس