عرض مشاركة واحدة
قديم 02-06-2012, 09:46 PM   #6
أبو صلاح
مشرف قسم تاريخ وتراث
 
الصورة الرمزية أبو صلاح

افتراضي

الوقفة الرابعة:الحياة في السوق ( "البازار ")
وهكذا و اصل الضيفان الأجنبيان اللذان نزلا في مدينة المكلا الساحلية الجميلة وقد أستقرا في مكان إقامتهما يرافقهما الطبيب المكلف بمرافقتهما في هذه الزيارة فأشار عليهما بالنزول في أحد المساكن المهيئة للضيافة قائلاً: "يا حيا بكم" ودخلوا قبيل المغرب من ذلك اليوم من شهر مايو عام 1931م ،وبعد أستراحة قصيرة تناولوا فيها شرب الشاي خرجوا لزيارة السوق الذي يطلق عليه (البازار ) وهي كلمة لها انتساب للغة فارس أو الهند حتى قيل على الفلفل الأسود في حضرموت (بزار ) المهم أنهما خرجا إلى السوق وهنا نتركهما في زيارة السوق التجاري بالمكلا وهما في وصف السوق والبائعين وكذا الحركة في السوق وأنظر للوصف الدقيق لهيئة سكان المدينة والقاطنين فيها من البدو المنتقلين من البوادي في حضرموت نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة ( ذهبنا نتجول في الطريق الرئيسي الذي يجري مثل بحر من البشر على امتداد الساحل من غرب المدينة إلى شرقها. يوجد ممثلون لكل قبائل الداخل, وهم يتجمعون في حلقات في الحوانيت المصطفة. أغلبهم لهم بشرة داكنة, ونصفهم الأعلى عار, وأجسامهم مدهونة بالنيلة). ورؤوسهم عارية أقدامهم حافية ويلبسون فوطة غليظة يلفونها حول وسطهم. وشعرهم المنفوش المرسل الفاحم السواد المعقوص يربطونه بعقدة مستديرة في مؤخرة الرأس. و يعصبونه في مكانه بصفيرة جلدية, أو يلفونه بخرقة خلف الرأس. كان لابد من تسليم بنادقهم وأحزمة الذخيرة على الحارس عند بوابة المدينة مما بعث فيهم شعورا بعدم الاطمئنان. ويلتمع شعرهم المدهون بالسمن. كما يدهنون الجزء الأعلى من جسمهم بالسمن فوق طبقة النيلة, فتنبعث منهم رائحة قوية من خليط السمن مع النيلة.) وأما زيارتهما لسوق الصيد أو الخصار كما هو الغالب على تسميته قال : : (مررنا في طريقنا بسوق السمك وهو مسرح لحركة تجارية نشطة في الأسماك التي يزخر بحرهم بأنواع متعددة منها. ويستمر ذلك النشاط من الصباح حتى المغرب. ويبدو أن سمك القرش أكثر الأسماك انتشاراً, فقد رأينا جوالات من القرش المجفف المملوح وهي معدة لترسل إلى الداخل, حيث يتناول البدو والحضر في أوقات الرفاهية قطعة منه يدعمون بها وجبتهم البائسة المكونة من الخبز والأزر إن رائحة السمك المجفف المتعفن تصاحب المسافر حتى وادي حضرموت ))
كانت طرق المواصلات شاقة ولم يكن أمام الباعة أو الصيادين سوى وسائل حفظ بدائية كالتمليح والتدخين والتجفيف لهذا تجد هذه الرائحة أكثر نفاذاً في الهواء الجاف خاصة في وادي حضرموت البعيدين عن البحر فسمك القرش (اللخم ) أكثر استخداماً له أهل الوادي أكثر من الساحل الذي تتشبع اجواءه برطوبة البحر وتقلل من أنتشار الروائح 00
  رد مع اقتباس