القنصليه اليمنيه بجده ,مرجعنا الرسمي في الديار السعوديه بالحجاز ,
لم أتوقع أن تكون بالصوره اللي شاهدتها اليوم , فقد كانت مغايره تماما عن صورتها
قبل عشرة اعوام من الزمن ,كان السقف الكبير للصاله مكشوف والشمس تجلد ظهور
المراجعين المتكدسين في طوابير أشبة ماتكون طوابير الجمعيات الخيريه والمجمعات
الاستهلاكيه بالافلام العربيه المصريه.
كان النظام معدوم تماما والعشوائيه هيا اسلوب التعامل بين المراجع والموظف القنصلي
أذكر قبل 10 سنوات وكنت أرغب بأستلام جواز سفر لأحد اصدقائي أنهم كانوا يجمعون المراجعين
بصاله باخر مبنى القنصليه , ويبدأوون ينادون الاسماء للجمهور فلان بن فلان فيصرخ انا هنا
فيرمون الجواز من الشبباك وقد يكون هناك اكثر من جواز سفر للرجل فتتفرق نتيجة رميها هكذا
فيبدا دورر الرجل بالبحث عن جوازاته تحت الأقدام عله يجدها سالمه او لايجدها ,
وقد يقوم الرجل غاضبا برمي الجواز من يده والقفز على موظف الشبباك يجره من قفاه ليجبره ان
يبحث عن جواز سفره تحت الأقدام وكم ياكم حدثت من صدامات ومشاجرات
كنت تلك المره بالصاله أنتظر أستلام جواز رفيقي مثلي مثل الناس فاذا بالموظف يصرخ فلان أدمي
فيصرخ شاب عابث مع اصدقاءه نعم هنا فيرمي الموظف الجواز جهة مصدر الصوت ليستلمه صاحبه بين
جموع المواطنين فيسقط الجواز ارضا ولا يأخذه الشاب العابث فالورق ليس له ولكنه يتسلى بمصير الناس
بدون ذرة مسؤوليه او قليل من أدب ,
حتى الموظف الذي أستلمت منه جواز رفيقي أعطاني أياه بمجرد أن ذكرت أسم الشخص بكل سهوله
فقلت له شكرا وأنا متعجب من هذا التساهل فربما يأخذ الجواز غير صاحبه
الآن الوضع تغيير تمااما بجد
أول ماتدخل تجد بوابة لدخول المواطنين تجد أمامك مباشرة شباب يمنين مهذبون يتلقونك بالترحاب ويسألونك عن معاملتك
ويوجهونك بكل مهنيه لخطوات انهاء معاملتك ويتاكدون من أنك مستوف للأوراق المطلوبه والصور حسب معاملاتك كي لا يضيع
وقتك بالداخل فتجد أنك لم تستوف أوراقك بعد طابور طويل فيضيع يومك كاملا للأزدحام الشديد
وبعد ذلك تتجه للشباك رقم كذا للتدقيق ثم شباك اخر فالتالي حتى تنتهي بكل هدوء وانت تنتظر دورك جالسا بصاله مكيفه
وتستطيع التفاهم بمنطق مع كادر شبابي من موظفي القنصليه , لا مجال ابدا للعبث فالبيانات الألكترونيه موثقه وجاهزه للأستدعاء
طلب الرجل مني صورة لطفلي الصغير فقلت له بالسياره اعذرني فقال لاتهتم انتظر , وأدخل أسم الطفل المذكور فطلعت صورته عالشاشه
وقام بأنهاء المعامله , وقد شكرته ودعوت له وانا اشعر نحوه بالأمتنان ليس لانه خدمني فقط بل لأنه تعامل معي كانسان له كينونه واحترام
بدون الألتفات لامور أخرى,
خرجت من قنصليتنا مبتسما سعيدا خلال 40 دقيقه فقط , وكان تفكيري في مكان اخر ماذا لو كانت معاملتي قبل 10 سنوات
وكنت لأ أملك صوره للطفل , والله لكانوا عذبوني واعادوني للمدينة المنوره أجر خيبتي ومرارتي وقهري معي,
أسأل الله التوفيق للقائمين على شؤون القنصليه اليمنيه بجده وموظفيها جميعا فردا فردا
شكرا لكم فقد اديتم واجبكم كما ينبغي فلكم جزيل الشكرر منا ومن الله حسن الاجر والثواب’