المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > سياسة وإقتصاد وقضايا المجتمع > سقيفة الأخبار السياسيه
سقيفة الأخبار السياسيه جميع الآراء والأفكار المطروحه والأخبار المنقوله هنا لاتُمثّل السقيفه ومالكيها وإدارييها بل تقع مسؤوليتها القانونيه والأخلاقيه على كاتبيها ومصادرها !!
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


حتى لا يكون اليمن عراقا آخر / بدر العامر

سقيفة الأخبار السياسيه


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-09-2015, 03:10 PM   #1
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

حتى لا يكون اليمن عراقا آخر / بدر العامر


لاثنين 09 مارس 2015 11:16 صباحاً
حتى لا يكون اليمن عراقا آخر

بدر العامر
صفحة الكاتب

المعادلة في اليمن صعبة، إذ القضية فيه ليست صراعا داخليا على أطراف يمنية بعيدة عن التأثيرات الخارجية وما يجري في الشرق الأوسط المعاصر، بل هناك قوى كثيرة تنظر إلى اليمن على أنه نقطة قوة في المنطقة إذا ما استحكم عليه بأي طريق





كانت القوات الأميركية تتصور أن تستقبل في العراق بعد احتلاله عام 2003 بالورود والهتافات، وكان الشعب العراقي يتصور أنه بمجرد الإطاحة بالرئيس صدام حسين سوف ينتقل مباشرة إلى عالم الحرية والعدالة والرفاه، هكذا كان يتصور الطرفان، بينما جاءت النتائج عكس كل التوقعات، فالأميركان بدلاً من أن يحملوا على دباباتهم وطائراتهم الحرية والعدالة والرفاه والاستقرار للشعب العراقي إذا هم يفتحون أبواب الجحيم على العراق الذي لم يذق طعم الراحة والأمن منذ 2003 إلى الآن، ويستقبلون بوابل من المتفجرات والرصاص والقناصة، فالتفجيرات، والطائفية، والتوتر الأمني، وفرق الموت، وخلق جماعات العنف، وتدخل إيران في مفاصل المجتمع العراقي والتحكم في مصيره بل حتى في تعيينات الساسة الذين يحكمونه، وتغلغل استخباراتهم وأمنهم بل وطائراتهم في العراق تمهيدا لتقسيمه طائفيا وعرقيا، واتخاذ الجماعات الإرهابية سبيلا لرسم خارطته الجديدة، كما تهيأت البيئة الحاضنة للجماعات الإرهابية، وانهيار العملة والاقتصاد كلها مشكلات مركبة جاءت نتيجة العبث الأميركي الذي ضرب بالإرادة العالمية عرض الحائط واحتل العراق بحجج هي أوهى من بيت العنكبوت.


ربما كان المتمتع بالوضع العراقي أصحاب المشاريع السياسية التي يرون أنها لا تتم إلا عن طريق إحداث الفوضى العارمة في ربوع الشرق الأوسط، أو أولئك الذين خدعوا الشعب العراقي بأنهم هم الأمل، فإذا هم يحصدون الملايين من الدولارات، ويقبضون قيمة تآمرهم مع الأميركان، ثم يتركون العراق الجريح يئن تحت وطأة الفتنة والتشرذم متمتعين في بيوتهم ومنتجعاتهم في أوروبا وأميركا.


وقد كانت إيران وهي تعبث بالعراق برضى أميركي، وتتدخل في شؤونه، وتسعى لقلب موازين القوى فيه، وإضعاف العرب والسنة تنظر إلى العراق بعين، وتضع عينها على صنعاء وعدن، وتريد إعادة سيناريو الاستحكام والسيطرة على بلد مثل اليمن الذي يشكل العمق العربي في جنوب الجزيرة العربية، ويمثل الامتداد الطبيعي للسعودية جنوبا، ويمثل كذلك مصدر قلق كبير للوضع الأمني لدول الخليج كافة، إذ اليمن الذي يربو سكانه على التسعة والعشرين مليونا يعيشون في ظل دولة فقيرة ومنهكة لا يمكن إلا أن يكون مؤثراً في محيطه، ويشكل عبئا أخلاقيا وسياسيا واقتصاديا على العرب والمسلمين، ولذا كانت إيران منذ سنوات تحض للسيطرة عليه من خلال الجيوب الموالية التي اشترتها وأثرت فيها ماليا وأيديولوجيا، فكان الحوثي يمثل الذراع الإيراني فيه، الذي استطاع - في عشية وضحاها- بسط نفوذه على اليمن وانهيار كل المحافظات أمامه، حتى أعلن نفسه حاكماً على اليمن بإعلان دستوري جديد.
وفي عملية وخطة ناجحة تحدث التوازن المطلوب في المرحلة الجديدة تم تهريب الرئيس اليمني إلى عدن، وممارسة مهامه من هناك بعد أن حصره الحوثيون في قصره وأجبروه على التخلي والاستقالة مكرها، وهذا ينبئ عن عهد جديد وصراع جديد في اليمن، إذا أصبح لليمن حاكمان، حاكم في عدن معترف به دوليا وخاضعا للمبادرة الخليجية التي أعقبت خلع علي عبدالله صالح، وحاكم في صنعاء تأتي الأوامر إليه من طهران، ويتمتع بإغضاء من الإدارة الأميركية وموقفها المريب منه.


إن مكمن الخطورة في اليمن في تكرار السيناريو العراقي، حين يتم تحشيد المجتمع اليمني المليوني على أساس طائفي، ثم يكون الاحتكام إلى القوة والسلاح هو الحل في إنهاء مشكلة اليمن، أو تشجيع الطموح الانفصالي الذي لن يجني منه اليمن إلا مزيدا من الدمار والخراب والاحتراب، وخاصة حين يكون توفر السلاح وحمله في اليمن ثقافة اجتماعية تاريخية مكنت العموم من امتلاك مختلف أنواع الأسلحة.


العامل المؤثر في المعضلة اليمنية الآن هو "القوة السعودية" السياسية التي أصبحت عاملا مؤثرا ومعادلة صعبة، وهي التي تتوجه إليها الأنظار في إعطاء القضية اليمنية الاهتمام البالغ، ليس فقط من باب دورها التاريخي والأخلاقي والإسلامي والجوار، بل لأن ما يجري في اليمن يمس استقرارها ومصالحها وأمنها مساً مباشرا، وعندها من الحكمة والحنكة والخبرة في الشأن اليمني ما تستطيع به بعد توفيق الله تجنيب اليمن شبح الفوضى والاحتراب، ولا يتم ذلك إلا بعمل دؤوب وعقلاني ومدرك لطبيعة الصراع وموازين القوى.


المعادلة في اليمن صعبة، إذ القضية فيه ليست صراعا داخليا على أطراف يمنية بعيدة عن التأثيرات الخارجية وما يجري في الشرق الأوسط المعاصر، بل هناك قوى كثيرة تنظر إلى اليمن على أنه نقطة قوة في المنطقة إذا ما استحكم عليه بأي طريق، وتمثل "إيران" المعضلة الكبرى التي تحتاج إلى جهد كبير لتحييدها عن الوضع اليمني، إما بمزيد من إنهاكها اقتصاديا، أو تغيير العقلية السياسية الحاكمة المؤدلجة فيها، أو تقوية مواجهتها داخل اليمن سياسيا من خلال خلق تكتلات شعبية وسياسية مناهضة لها ولمشروعها، وإقناع المجتمع اليمني إعلاميا بخطورة الارتماء في حضن إيران وانعكاس ذلك الخطر على الأمة كلها، وهذا كله سوف يعيق مشروعها الاستراتيجي في اليمن الذي هو جزء من هلالها الحلم.


إن ما جرى في العراق وسورية، والكوارث التي خلفتها سياسة إيران التوسعية لهما كفيلان ببذل كل السبل حتى لا يقع اليمن ضحية جديدة للمشروع الصفوي الذي لن تجني منه الدول إلا الخراب والدمار، وهذا يكفي ليتفطن أهل العلم والإيمان والحكمة لخطورة وجوده ومواجهته بكل ما يملكون، وعدم تمكين عملائه من التحكم بحاضرهم ومستقبلهم، وعدم السماح كذلك لأن يكون اليمن حاضنا للجماعات المتطرفة التي هي سبب رئيس في إشعال نار الفتن الطائفية، وشن هجماتها على السعودية من أراضيه، فمصير الدولتين الآن هو مصير واحد.



* نقلاً عن " الوطن السعودية"



اقرأ المزيد من عدن الغد
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas