05-07-2007, 11:21 PM | #1 | |||||
شخصيات هامه
|
ابن سبأ ... وهم مفترى عليه من قبل السنة والشيعة على حد سواء !!!!!
قال الإمام علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه واصفا طبيعة الدنيا :
إذا اقبلت الدنيا على أحد أعارته محاسن غيره ... وإذا أدبرت سلبته محاسن نفسه . من منا لم يسمع عن أبي ذر الغفاري ؟ إنه الإشتراكي الأول في الإسلام ... قال عنه الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم : رحم الله أبا ذر ، يمشي وحده ، ويموت وحده ، ويبعث وحده . ومما يلفت نظرنا أن نجد أبا ذر البدوي الوحيد الذي دخل الإسلام قبل الهجرة حيث كان النبي معذّبا مضطهدا ، والبدو في العادة لا يدخلون في دين لا قوة له ، فهم مؤمنون بالقوة ويحتقرون الضعف بشتى أشكاله ولذا وجدناهم يسخرون من النبي محمدا يوم أن كان ضعيفا مضطهدا ، ولم يكد ينتصر ويأخذ بزمام القوة بيده حتى رأينا القبائل البدوية تدخل إلأى دين الله أفواجا . كان أبو ذر يشبه الأنبياء ولعله كان نبيا من طراز خاص ، فهذا الرجل يسبق البدو جميعا بالتوجه إلى الله ثم سبقهم بعد ذلك في الثورة على المترفين ... إتهم أبا ذر المترفين بأنهم يزعمون أن يد الله مغلولة وأن الله فقير وهم أغنياء فلاموه في ذلك فقال لهم لو كنتم لا تزعمون لأنفقتم مال الله على عباده ... غضب منه عثمان بن عفان رضي الله عنه غضبا شديدا وقال ملن حوله اشيروا علي في هذا الشيخ الكذّاب ، إما أن أضربه أو أقتله أو أنفيه من الأرض فإنه فرّق جماعة المسلمين فقال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وكان حاضرا : اشير عليك بما قاله مؤمن آل فرعون : ان يك كاذبا فعليه كذبه وان يكن صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم إن الله لا يهدي من هو مسرف كذّاب .. غضب عثمان من جواب علي وأمام نفاذ صبره أمر بنفي أبي ذر وأن لايشيعه أو يودعه أحد ، والظاهر أن عليا لم يسمع بهذا المنع أوتغافل عنه وخرج لتوديع أبي ذر يصبحه ولده الحسن والحسين وأخوه عقيل وابن أخيه عبد الله بن جعفر وعمار بن ياسر رضي الله عن الجميع . قضية أبي ذر كانت الشرارة الأولى التي أندلعت منها الفتنة الكبرى في عهد عثمان وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يخشى أن تندلع تلك النار في عهده فكان يداريها ويلطّف منها ما أستطاع إلى ذلك سبيلا وقد تنبأ عمر بقرب إندلاع النار ولو بقى رضي الله عنه على قيد الحياة مدة أطول لقضى على جذور الفتنة أو استمر في التلطيف من وقعها ، ويبدو أن عثمان لم يكن بذلك الرجل الحكيم الذي يستطيع أن يفعل شيئا في هذا السبيل ... كان عطوفا شديد اللين والرحمة محبا لأقربائه وتلك لعمري صفات تليق برجل يقبع في بيته ولا تصلح لرجل يدير دفة سفينة في بحر شديد الموج .. وقد ظهرت في عهده كما أشار الدكتور طه حسين طبقة قوية من أصحاب الملكيات الضخمة وكان بإزائها المحرومون من سواد الناس وهذا أمر شديد الخطر فهوبمثابة وضع برميل بارود قرب شعلة من النار سيما اذا كان في الناس وعاظ من طراز أبي ذر . يتبع ........................ المرجع : وعاظ السلاطين للدكتور علي الوردي . |
|||||
05-07-2007, 11:23 PM | #2 | |||||
شخصيات هامه
|
أرجع المؤرخون السبب الأكبر في تلك الفتنة إلى عبد الله بن سبأ ذلك اليهودي الطارىء الذي دخل في الإسلام يريد الكيد به ... قالوا عن ابن سبأ : إنه قد ساءه انتشار الإسلام وانتصاره فجأ يريد تحطيمه على رؤوس أصحابه وقد نجح اللعين في ما أراد :lol نجاحا منقطع النظير ، والظاهر أن أصحاب الملكيات الكبيرة التي نشأت في أيام عثمان هالهم ذلك التذمر الذي انتشر بين الجمهور ازاء ثرواتهم المفرطة فنسبوا هذا التذمر إلى شخص يهودي طارىء جاء يريد المكيدة بالإسلام وأهله ، وكأنهم بذلك أرادوا تغطية السبب الأصلي في ثورة الغوغاء عليهم .
إن الأعمال العظيمة التي تنسب إلى عبد الله بن سبأ :n_06 لا يمكن أن يقوم بها إلا عبقري أو ساحر أو منوّم مغناطيسي من طراز فذ ، فهو لا بد أن يكون ذا عيون مغناطيسية تكسر الصخور أو ذا قوة نفسية خارقة تجعل الناس أمامه كالغنم يتأثرون بأقواله من حيث لا يشعرون ، ولو كان قد ظهر في أيام عثمان مثل هذا الرجل لوصل إلينا وصفه على وجه من الوجوه ، والغريب أننا لا نجد لابن سبأ ذكرا في المصادر المهمة التي قصّت أمر الخلاف على عثمان فلم يذكره من المؤرخون سوى الطبري في رواية واحدة من رواياته هي رواية سيف بن عمر ، ويبدو أن المؤرخين المتأخرين اعتمدوا في حكاية ابن سبأ على هذه الرواية وحدها وأخذوا يزايدون عليها ويستفيدون منها لأغراضهم المذهبية المتنوعة ... ومن المدهش حقا أن نجد المذاهب الإٍسلامية على اختلاف أنواعها تؤمن بحكاية أبن سبأ وتبني عليها كثيرا من آرائها ... ولا نجد في كتب التاريخ حكاية وهمية تروج وتبقى على توالي الدهور مثل هذه الحكاية السخيفة ، ولعل هذه الحكاية قد لاءمت أغراض جميع المذاهب فتمسكوا بها وأخذوا ينشدون عليها في كل وجه ، ورحم الله ذلك الداهية الذي اخترعها فهو قد اخترع بها آلة فكرية لا تقل في فائدتها عن آلة الطنبور التي يضرب عليها المبتهج والحزين ويتلذذ بها الفقير والغني معا ::3 ::3 يروي الشيعة حكاية ابن سبأ فيذمونه وينسبون إليه كل نقيصة ويطعنون في سلوكه ، فهم يعزون إليه الغلو في تقديس علي بن أبي طالب أو تأليهه ، ولعلهم يقصدون بذلك أن يدرأو عن أنفسهم تهمة الغلو في علي وهم يقولون أن عليا أحرق أصحاب ابن سبأ بالنار لغلوهم فيه ونفى ابن سبأ نفسه إلى المدائن .... وعلى هذا فالشيعة ضربوا عصفورين بحجر واحد فهم من جهة نزهوا إمامهم علي من حب الغلو فيه وهم من الجهة الأخرى برهنوا على أنهم ليسوا من السبئيين الغلاة ( لعنة الله عليهم ) :n_77 أما أهل السنّة فقد استفادوا بدورهم من حكاية ابن سبأ استفادة كبرى فهم يحبون الصحابة كلهم لا فرق في ذلك بين من أسلم قبل الفتح أو أسلم بعده فهم يحبون مروان ومعاوية وهم يحبون عليا وأباذر وهم يحبون كل من صحب النبي ولو يوما واحدا ... كلهم في رأي أهل السنة أخيارا وأبرارا رضي الله عنهم ورضوا عنه :|| :|| وهنا تظهر لهم مشكلة كبرى فهؤلاء الصحابة تنازعوا وتشاتموا وتقاتلوا وكفّر بعضهم بعضا فكيف يتقاتل الأخيار فيما بينهم ياترى ؟:anf :n_77 قال أهل السنّة : أن السبب في هذا التقاتل هو اللعين ابن سبأ ، فهو الذي أثار الثورة على عثمان وهو الذي حرّض الصحابة بعضهم على بعض من حيث لا يدرون وهو الذي منع الصلح بينهم حين كان الصلح وشيكا ، ولذلك نجد ابن سبأ وقد تحمّل أوزار العالمين جميعا ، ولو كان شخصا حقيقيا لكثر بكاؤه واعتراضه على هذه التهم التي تكال له وهو نائم فكل مكسورة ترمى عليه كما يقول المثل الدارج :lol يتبع ..................... |
|||||
05-07-2007, 11:24 PM | #3 | |||||
شخصيات هامه
|
كل حركة اجتماعية جديدة تتهم في أول الأمر بأنها من صنع الأجانب والزنادقة ، فإذا نجحت واستولت على الحكم صارت من صلب الدين ودخلت في سجل المقدسات الموروثة ( منطق عجيب طبعا ) :% :% فلو أن الحركة الإشتراكية التي دعى إليها أبو ذر نجحت لأصبح أبو ذر في تاريخ الإسلام من أعظم الرجال ولعدّه المؤرخون من الحكماء أصحاب النظر البعيد والرأي السديد ، ولكن أبو ذر فشل في حركته فأصبح في نظر الكثيرين من الناس مهووسا أو مغفلا أو خارجيا ، ومات أبوذر منكوبا منفيا ولم يبق ذكره إلا في قلب علي بن أبي طالب وعمار بن ياسر ومن لف لفهما ، ولو أنه مات منتصرا لربما رأينا بغداد تسمى اليوم بلد أبي ذر بدلا من بلد الرشيد :c-14 (31) ... إنها طبيعة الحياة وقد وصفها علي بن أبي طالب وصفا محكما ( كما أسلفنا ) ومن المؤسف أن نجد الناس وفيهم المفكّر والحكيم والفيلسوف ينجرفون مع الدنيا فيحكمون على الأشخاص بما تحكم هي عليه ، فرب صدفة صعدت بانسان إلى أوج المعالي فجاء الناس من بعد ذلك ينسبون إليه كل حسنة ويعدون نجاحه ناشئا عن بعد نظر ورجاحة عقل ، ولو حققنا في الأمر لوجدنا أن الحظ قد ساعد ذلك الإنسان فنجح في معركة أو مات عدوه فتغلب عليه لكنه ارتفع رغم ذلك في أعين الناس وأصبحت كل سيئاته حسنات ، وقد يفشل الإنسان العظيم أحيانا من جراء مصادفة سيئة طرأت عليه فيأخذ الناس عند ذلك بالبحث عن عيوبه حيث يعزون فشله إلى سوء نيته أو ضعف تفكيره ويقد يقولون عنه أنه كان عميلا مأجورا من عملاء الأجانب .
أنا ( والعياذ بالله من كلمة أنا ) كمسلم تبلورت مداركه وتوسعت معارفه بعد أن قرأ عبر التاريخ ونتائجه لا أرى أن الخليفة الأول أبوبكر رضي الله عنه قد استحق الخلافة لأنه صلى بالناس في مرض النبي الكريم وغدى ذلك إشارة نبوية بخلافته لا يجب الخوض فيها أو نقاشها .... ولكني سأعمل العقل في ما جرى في السقيفة ومطامح المهاجرين والأنصار جميعا في بروز شخصية منهم تقود المسلمين وتطلع علي للخلافة للخروج باستنتاج يفيد أنني أمام معركة سياسية ولست أمام ملائكة وأنبياء سرعان ما برز الخلاف بينهم قبل أن يوسد النبي الكريم في لحده ..... فعثمان رفض التنازل عن الخلافة وقال عبارته الشهيرة : لن أنزع ثوبا ألبسني اياه الله معتبرا أن الخلافة قد جاءته كخيار إلهي ، ومعاوية لم يكن حريا بتولي قياة المسلمين وتأسيس ملك عضوض تفردت على اثره بني أمية بقيادة الأمة وما جرى بينه وبين علي كان فتنة كبرى وجب عدم غض الطرف عنها أو سدل الأستار عليها وتأجيلها إلى أجل غير مسمى والإدعاء أنها فتنة قد كفانا الله شرها دون وضع اعتبار يذكر لما خلفته من شق في وحدة المسلمين وبروز الطوائف والأشياع والأحلاف ... كيف نريد من الشيعة التخلي عن تعصبهم وشذوذهم وغلوهم الديني ونحن كسنّة نعيش نفس النمط مع فارق بسيط وهو اعتقادنا بأننا دعاة حق وأتباع منهج سليم غير منحرف ولو بحثنا في مجريات التاريخ وما أقمنا عليه تلك الحقوق والمناهج السليمة ( حسب الإدعاء ) سنكتشف زيفها والتهرب من معالجة قضايا أفرزتها .... التراث بحاجة إلى رجال شجعان يجمعون على نقضه بعيدا عن مراى ومسمع الحركات السلفية الجهادية وشيوخ نجد ومن خلفهم علماء الأزهر الشريف والاخوان المسلمين وعلى رأسهم القرضاوي الذي يتجنب الخوض فيه ويعده بعضهم اجماعا للأمة على الحق في حين أن ذلك الحق ليس حقا خالصا ولكن الزيف والبهتان واختلاق القصص والرويات والعمل بالأحاديث التي وضعت في حينه للترويج لحكم بني أميه وبني العباس وورثها عنهم أصحاب العروش الإسلامية القطرية اللاحقة كانت زيفا اعتراه ولم نعد قادرين على التخلص منه رغم ادراكنا بحقيقة الزيف ... نحن بحاجة لمن يشكك في صحة كتب البخاري ومسلم ومن يرفض أن يجعل من محتواها كتب لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها ويصر على إقرانها بالقرآن ككتب مقدسة اضافية لا تقل قدسية عنه ..... وحتى ننقض التراث سنبقى في غينا الذين لن نفيق منه ما حيينا إن لم يبادر علماء الأمة وقادتها إلى الإتفاق على غربلة كتب التراث واعادة صياغة التاريخ حسب معطياته دون غض الطرف عن سلبياته قبل إيجابياته . سلام . |
|||||
05-09-2007, 12:40 AM | #4 | |||||
حال نشيط
|
حقيقة الصحابة ( بالإطلاق اللغوي لا التخصيص الشرعي ) ليسوا جميعا أخيار .. ففيهم الفاسق والكذاب والمنافق والزاني .. وهذا مايثبته القرآن الكريم وصحيح حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .. أما ماروي عن الأكذوبة عبدالله بن سبأ ..فمعظم ماروي عن الاسطورة عبدالله بن سبأ هي مجرد تلفيقات تقوم على روايات سيف بن عمر الضبّي الاسيدي .. وسيف هذا من الضعفاء والمتروكين .. قال عنه إبن حبان في المجروحين الجزء الأول الصفحة 439 : أتهم بالزندقة وكان يضع الحديث .. وقال عنه الدارقطني كما في التهذيب للحافظ إبن حجر الجزء الرابع صفحة 296 : ضعيف .. وقال عنه العقيلي في كتابه الضعفاء الجزء الثاني الصفحة 175 : سيف لايتابع .. وقال عنه النسائي في الضعفاء والمتروكين صفحة123 : ضعيف .. وورد في كتاب الضعفاء والمتروكين للنسائي بأن ابوداؤود قال عن سيف : ليس بشئ .. وقال ابو حاتم الرازي : متروك .. وقال يحيى بن معين : ضعيف .. أما ما ورد عن أبي ذر الغفاري .. فقد كان مصيره النفي إلى قريته الصغيرة ( الربدة ) وأخرج من المدينة المنورة في خلافة عثمان رضي الله عنهما قسرا منفيا إليها .. فقد كان خطرا حقيقيا على كل الأثرياء والذين انهمكوا على حب الدنيا وجمع حطامها من الصحابة رضي الله عنهم .. وكان يرى بأن مال المسلمين للجميع و يجب أن يوزّع على المسلمين ولا يستأثر به أولى الأمر وأهل القرب منهم .. فكان مصيره المحاربة والنفي من قبل أهل الغلبة في خلافة عثمان رضي الله عنه .. فكان الطلقاء راس حربة في نفيه رضي الله عنه وهو الرجل الذي أسلم قبل الهجرة .. وهذه من الطوام الكبرى التي حلّت بأصحاب السابقة في الإسلام .. فقد إستأثر الطلقاء بكل شئ وسلبوا أهل السابقة من المهاجرين والأنصار كل شئ .. تقديس صحيح مسلم والبخاري أمر درج عليه الغلاة منذ أزمان متطاولة لدرجة جعلت لهاذين الكتابين هيبة مقاربة للقرآن الكريم .. وكما تعلم بأن الحافظ الدارقطني تعقّب صحيح البخاري وأظهر مافيه من علل في الإسانيد والمتون .. ويكفي بأن الإمام البخاري رحمه الله يروي بعض الأحاديث بلفظين وبإسناد واحد .. فضلا عن أنه بإعترافه كان يحفظ الحديث بالشام ويكتبه في البصرة .. بل مات البخاري رحمه الله قبل أن يبيّض صحيحه حسب رواية تلميذه الفربري الذي إعترف بأنهم لم ينقلوا صحيح شيخهم كما سوّده .. وهناك طعن واضح في رجال البخاري كما أوضح الدارقطني والحافظ إبن حجر في مقدمة الفتح .. بل أن البعض يتوهّم بأن شرط البخاري في الرواية هو شرط قاس .. بينما هو شرط متراخ وليس شرطا قاسيا .. وقد شرحنا تراخي شرط البخاري في مواضيع كثيرة عن الصحاح إلا أن مصيرها للأسف كان في سقيفة المحذوفات .. , |
|||||
التعديل الأخير تم بواسطة ( masterkey ) ; 05-09-2007 الساعة 02:16 AM |
||||||
05-09-2007, 04:18 PM | #5 | ||||||||
المشرف العام
|
ماهذا الهراء يامسرور؟؟!! اتق الله يارجل وتحدث بأدب عن ثالث الخلفاء الراشدين!! اتق الله ،، احذرك ان تعود لمثل هذا!! اولا من هو عثمان بن عفان الذي تحثت عنه ايها الدعيّ بهذه الطريقه؟؟ هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس القرشي الأُموي، وأمه أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس، أسلمت، وأمها البيضاء بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أمير المؤمنين، وصهر رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابنتيه رقية ثم أم كلثوم، ثالث الخلفاء الراشدين، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، وممّن توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راضٍ، أسلم بعد البعثة بقليل، وهو ممن أسلموا بدعوة الصديق رضي الله عنهم أجمعين، وكان غنيًا شريفًا في الجاهلية وبعدما أسلم، ومن أعظم أعماله تجهيزه جيش العُسْرة بماله، حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم، ما ضر ابن عفان ما فعل بعد اليوم»، صارت إليه الخلافة بعد استشهاد عمر بن الخطاب رضي الله عنه سنة ثلاث وعشرين بمشورة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، افتتحت في أيامه أرمينية والقوقاز، وخراسان وكرمان وسجستان وقبرص وغيرها، أتم جمع القرآن، وجمع المسلمين على مصحف واحد عندما كادت تحدث بينهم الفتن باختلافهم في القراءة، وشاء الله تعالى أن ينقم عليه بعض المفسدين، فحاصروه في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستشهد وهو يقرأ القرآن صبيحة عيد الأضحى سنة خمس وثلاثين من الهجرة، رضي الله عنه وأرضاه. فكانت مدة خلافته اثنتي عشرة سنة. ثانيًا: بعض ما ورد في فضائل عثمان رضي الله عنه: عثمان رغم أنف الروافض لقد ورد في فضل عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه أحاديث كثيرةجدًا، فقد أورد الإمام أحمد بن حنبل رحمة الله عليه في كتاب فضائل الصحابة نحوًا من تسعة وخمسين حديثًا ومائة حديث ما بين صحيح وحسن وضعيف، هذا بالإضافة إلى ما ورد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية في عموم فضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو داخل فيهم بلا شك على رغم أنف الروافض الذين نشأوا وتربوا على سب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم، فهم في ذلك شر من اليهود والنصارى، فإنه لم يرد أن اليهود سبوا أصحاب موسى ولا تنقصوا أحدًا منهم، كما أنه لم يرد أن النصارى سبوا أصحاب عيسى ولا تنقصوهم، فالروافض في أمر عجيب تجاه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأعجب منهم أمر من يهون من سبهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمهات المؤمنين ولعنهم، وتصويرهم بصورة من يتناحرون من أجل السلطة والإمارة، وهم الذين فدوا دينَ الله ورسوَل الله صلى الله عليه وسلم بأغلى ما يملكون، فدوه بآبائهم وأمهاتهم وبأرواحهم، شهد الله لهم بذلك في كتابه وشهد لهم به رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونحن سنقتصر على بعض ما ورد في فضائل عثمان بن عفان أمير المؤمنين ولا سيما الصحيح منه، وبالله التوفيق، فمن ذلك:فضائل عثمان رضي الله عنه 1- ثبوت الهجرتين لذي النورين رضي الله عنه: نصح عبيد الله بن عدي بن الخيار عثمان رضي الله عنه وهو خليفة للمسلمين، فتشهد عثمان رضي الله عنه ثم قال: أما بعد؛ فإن الله عز وجل بعث محمدًا صلى الله عليه وسلم بالحق، فكنتُ ممن استجاب لله ولرسوله، وآمن بما بُعث به محمدٌ صلى الله عليه وسلم، ثم هاجرتُ الهجرتين كما قلتَ، ونلتُ صِهْرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوالله ما عصيته ولا غشتته حتى توفاه الله عز وجل، ثم أبو بكر مثله، ثم عمر مثله، ثم استُخلِفْتُ...» الحديث. [أخرجه الإمام أحمد في المسند مختصرًا هكذا، كما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه مطولاً] 2- بشارتان لذي النورين رضي الله عنه: عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل حائطًا وأمرني بحفظ باب الحائط، فجاء رجل يستأذن فقال: «ائذن له وبشره بالجنة»، فإذا أبو بكر رضي الله عنه، ثم جاء آخر يستأذن فقال: «ائذن له وبشره بالجنة»، فإذا عمر رضي الله عنه، ثم جاء آخر يستأذن فسكت النبي صلى الله عليه وسلم هنيهةً ثم قال: «ائذن له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه»، فإذا عثمان بن عفان رضي الله عنه. [أخرجه الشيخان والترمذي، وأحمد] وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان على حراء هو وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير فتحركت الصخرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اهدأ فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد». [أخرجه مسلم والترمذي وأحمد] 3- حياء ذي النورين رضي الله عنه: عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها وعثمان بن عفان رضي الله عنه أن أبا بكر استأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع على فراشه لابسٌ مِرْط عائشة (كساؤها التي تتلفع به) فأذن لأبي بكر وهو كذلك فقضى إليه حاجته، ثم انصرف، ثم استأذن عمر فأذن له وهو على تلك الحال، فقضى إليه حاجته، ثم انصرف، قال عثمان: ثم استأذنت عليه فجلس وقال لعائشة: «اجمعي عليك ثيابك». فقضيتُ إليه حاجتي، ثم انصرفت، فقالت عائشة: يا رسول الله، ما لي لم أرك فزعت لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما كما فزعت لعثمان؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن عثمان رجلٌ حَيِيٌّ، وإني خشيت إن أذنت له على تلك الحال أن لا يبلغ إليَّ في حاجته». [أخرجه مسلم وأحمد] 4- الملائكة تستْحِييْ من ذي النورين عثمان رضي الله عنه: عن عائشة زوج النبي رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مضطجعًا في بيتي كاشفًا عن فخذيه أو ساقيه، فاستأذن أبو بكر فأذن له وهو على تلك الحال فتحدث ثم استأذن عمر فأذن له وهو كذلك فتحدث، ثم استأذن عثمان فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وسوَّى ثيابه، فدخل فتحدث، فلما خرج قالت عائشة: دخل أبو بكر فلم تَهْتَشَّ له ولم تباله، ثم دخل عمر عمر فلم تَهْتَشَّ له ولم تبالِه، ثم دخل عثمان فجلستَ وسوَّيت ثيابك! فقال صلى الله عليه وسلم: «ألا أسْتَحِي من رجل تستحي منه الملائكة». [أخرجه الإمام مسلم] 5- شهادة النبي صلى الله عليه وسلم لذي النورين أنه على الهدى والحق: عن مُرَّةَ بن كعب - ويقال: كعب بن مرة - قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر فتنةً فَقرَّبها فمرَّ رجلٌ مُتَقَنِّعٌ فقال: «هذا يومئذ وأصحابه على الحق والهدى»، فقلت: هذا يا رسول الله؟ وأقبلتُ بوجهه إليه، فقال: «هذا». فإذا هو عثمان رضي الله عنه. [أخرجه الإمام أحمد في المسند وفي فضائل الصحابة وأخرجه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي، وأخرجه الترمذي وقال عقبه: هذا حديث حسن، وفي الباب عن ابن عمر وعبد الله بن حوالة وكعب بن عجرة] وعن ابن حَوَالةَ قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو جالسٌ في ظل دَومة وعنده كاتب له يملي عليه، فقال: «ألا أكتبك يا ابن حَوَالَة؟» قلت: فيمَ يا رسول الله؟ فأعرض عني وأكب على كاتبه يملي عليه، ثم قال: «أنكتبك يا ابن حَوَالةَ؟» قلت: فيم يا رسول الله ؟ فأعرض عني وأكبَّ على كاتبه يملي عليه، فنظرت فإذا في الكتاب عمر، فقلت: إن عمر لا يُكْتَبُ إلا في خير، ثم قال: «أنكتبك يا ابن حوالة؟» قلتُ: نعم. فقال: «يا ابن حوالة كيف تفعل في فتن تخرج في أطراف الأرض كأنها صَيَاصِي بَقَرٍ، قلت: لا أدري ما خار الله لي ورسولُهُ، قال: «وكيف تفعل في أخرى تخرج بعدها كأن الأولى فيها انتفاجة أرنب؟» (أي وثبة أرنب) قلت: لا أدري ما خار الله لي ورسوله، قال صلى الله عليه وسلم: «اتبعوا هذا» قال: ورجل مُقَفٍ حينئذٍ، قال: فانطلقتُ فسعيتُ، وأخذتِ بمَنكبَيْهِ، فأقبلتُ بوجهه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: هذا؟ قال: «نعم». قال: وإذا هو عثمان بن عفان رضي الله عنه. [أخرجه الإمام أحمد في المسند وفي فضائل الصحابة] 6- عفاف ذي النورين رضي الله عنه: عن أبي أمامة بن سهل قال: كنا مع عثمان وهو محصور في الدار، وكان في الدار مَدْخلٌ، من دخله سمع من على البلاط، فدخله عثمان رضي الله عنه فخرج إلينا وهو متغير لونه فقال: إنهم ليتواعدونني بالقتل آنفًا. قال: قلنا: يكفيكهم الله يا أمير المؤمنين، قال: ولِمَ يقتلونني؟ سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: كُفْرٌ بعدَ إسلامٍ، أو زِنًا بعد إحصان، أو قتل نفس بغير نفس، فوالله ما زنيت في جاهلية ولا إسلام قط، ولا أحببت أن لي بديني بدلاً منذ هداني الله، ولا قتلت نفسًا، فبمَ يقتلونني؟» [أخرجه الإمام أحمد في المسند وفي فضائل الصحابة وأصحاب السنن الأربعة] 7- ذو النورين والمبادرة إلى الجنة وما يقرب إليها من عمل: عن أبي عبد الرحمن - هو السُّلميُّ - أن عثمان رضي الله عنه حين حوصر أشرف عليهم وقال: «أنشدكم الله، ولا أنشُدُ إلا أصحابَ النبي صلى الله عليه وسلم: أَلَسْتُمْ تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من حفر رومة فله الجَنةُ فحفرتها؟ أَلَسْتُمْ تعلمون أنه قال: مَن جَهَّز جَيْشَ العُسْرَةِ فله الجَنةُ فجهَّزتهُ؟ قال: فصدقوه بما قال». [أخرجه الإمام البخاري تعليقًا، وقال الحافظ: وصله الدارقطني والإسماعيلي وغيرهما] 8- قصة الاتفاق على بيعة ذي النورين وفيها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مات وهو عنه راضٍ: أخرج الإمام البخاري في صحيحه القصة بتمامها وفيها مقتل أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه وما حدث له من طعن أبي لؤلؤة المجوسي غلام المغيرة بن شعبة له وهو في الصلاة، إلى أن قال له بعض الصحابة: أوصِ يا أمير المؤمنين، اسْتَخْلِفْ، فقال رضي الله عنه: ما أحدٌ أحقَّ بهذا الأمر من هؤلاء النفر - أو الرهط - الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راضٍ، فسمَّى عليًا وعثمان والزبير وطلحة وسعدًا وعبد الرحمن، وقال: يشهدكم عبد الله بن عمر، وليس له من الأمر شيءٌ - كهيئة التعزية له - فإن أصابت الإمرة سعدًا فهو ذاك، وإلا فليستَعن به أيُّكم مَا أمِّر، فإني لم أعزله من عجز ولا خيانة، وقال: أوصي الخليفة من بعدي بالمهاجرين الأولين أن يعرف لهم حقهم، ويحفظ لهم حرمتهم، وأوصيه بالأنصار خيرًا الذين تبوءا الدار والإيمان من قبلهم أن يقبل من محسنهم وأن يعفي عن مسيئهم، وأوصيه بأهل الأمصار خيرًا، فإنهم ردءُ الإسلام وجُباة المالِ وغيظُ العَدُوِّ، وأن لا يؤخذ منهم إلا فضلهم عن رضاهم، وأوصيه بالأعراب خيرًا، فإنهم أصل العرب ومادة الإسلام أن يؤخذ حواشي أموالهم وتردَّ على فقرائهم، وأوصيه بذمة الله وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم - إلى أن قال: فلما فرغ من دفنه اجتمع هؤلاء الرهط فقال عبد الرحمن: اجعلوا أمركم إلى ثلاثة منكم، فقال الزبير: قد جعلت أمري إلى عليّ، فقال طلحة: قد جعلت أمري إلى عثمان، وقال سعد: قد جعلت أمري إلى عبد الرحمن بن عوف، فقال عبد الرحمن بن عوف: أيكما تبرأ من هذا الأمر فنجعله إليه؟ واللهُ عليه والإسلامُ لينظرنَّ أفضلهم في نفسه؟ فأُسْكتَ الشيخان. فقال عبد الرحمن: أفتجعلونه إليَّ واللهُ عليَّ أن لا آلو عن أفضلكم؟ قالا: نعم، فأخذ بيد أحدهما فقال: لك قرابة من رسول الله صلى الله عليه وسلم والقدمُ في الإسلام ما قد علمتَ، فالله عليك لئن أمرتك لتعدلنَّ، ولئن أمَّرْتُ عثمان لتسمعنَّ ولتطعينَّ، ثم خلا بالآخر فقال له مثل ذلك، فلما أخذ الميثاق قال: ارفع يدك يا عثمان، فبايعه، وبايع له عليٌّ، ووَلَجَ أهلُ الدار فبايعوه. ثالثًا: شرح الحديث هذا رجل من اهل مصر ممن تأثروا بفتنة عبد الله بن سبأ اليهودي الذي تظاهر بالإسلام، ليدخل في المسلمين ويزرع فيهم الفتن التي تؤدي إلى التفرق والاختلاف، ولا شك أن الخبيث يعرف أن أعظم فتنة إنما هي تشكيك المسلمين في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا سيما من ولي الخلافة منهم، فيبحث عن الزلات وعن الخطايا التي يمكن أن تقع من أي بشر، ولم يعصم منها إلا الأنبياء، فيشيعها بين الناس محرضًا على بغض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي ذلك من البلاء العظيم الذي يصيب المسلمين، فيسأل هذا الرجل بعدما حجَّ البيت يسأل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عما يشيعه أعداء الإسلام عن ذي النورين عثمان رضي الله عنه وهم يهرفون بما لا يعرفون، ثم إنهم لجهلهم بنصوص الكتاب والسنة تنزل الفرية على قلوبهم فتتشربها وكأنها حق لا مرية فيه، ولو ردوه إلى الكتاب والسنة وإلى أهل العلم لعلموه، ولذهب ما يجدونه في صدورهم، يسأل المصري عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن ثلاثة اتهامات اتهم بها عثمان رضي الله عنه أولها: هل تعلم أن عثمان فر يوم أحد؟ فييجبه عبد الله: نعم، وثانيها: هل تعلم أنه تغيب عن غزوة بدر ولم يشهدها؟ فيجيبه: نعم، وثالثها: هل تعلم أنه تغيب عن بيعة الرضوان فلم يشهدها؟ فيجيبه: نعم، فيكبر الرجل، معلنًا بهذا التكبير عما في قلبه من ضغينة على ذي النورين رضي الله عنه، والله إنه لأمر خطير أن تؤخذ الأمور بظواهرها عن جهل وعدم روية، وذلك الذي يتيح لأعداء الإسلام غرس الفتن في قلوب أبناء الإسلام، وأبناء الإسلام في غفلة عن نصوص الكتاب والسنة، ولكن عبد الله بن عمر المعروف بتحري الحق وتحري سنة نبيه صلى الله عليه وسلم وهو من أفقه الصحابة وأعقلهم وأشدهم فطنة يبين للرجل ولكل جاهل يبغض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وخاصة ذا النورين رضي الله عنه، يبين ابن عمر رضي الله عنهما وجه الحق بنصوص الكتاب والسنة فيما نسب إلى عثمان رضي الله عنه فيقول: تَعالَ أبينْ لك: أما الأولى وهي فراره يوم أحد فأشهد أن الله عفا عنه وغفر له، نعم فالله عز وجل قال في شأن هؤلاء: إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ [آل عمران: 155]. وقال ابن عمر في الثانية: وأما تغيبه عن بدر فإنه كان تحته بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت مريضة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ لك أجر رجل ممن شهد بدرًا وسهمه». قال ابن حجر رحمه الله: بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم هي رقية، روى الحاكم في المستدرك بسنده إلى عروة بن الزبير قال: «خلَّفَ رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان وأسامة بن زيد على رقية في مرضها لما خرج إلى بدر، فماتت رقية حين وصل زيد بن حارثة بالبشارة، وكان عُمُرُ رقية لما ماتت عشرين سنة، ومعلوم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم زوج عثمان أم كلثوم بعد موت رقية، ولما ماتت أم كلثوم قال لعثمان: لو كان عندنا ثالثة لزوجناك». كما روي أنه صلى الله عليه وسلم قال: «وما زوجته إلا بوحي». وأما الثالثة فقال ابن عمر للرجل في شأنها: وأما تغيبه عن بيعة الرضوان، فلو كان أحدٌ ببطن مكة أعزَّ من عثمان لبعثه مكانه، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان، أي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي بعث عثمان ليعلم قريشًا أنه إنما جاء معتمرًا لا محاربًا، ففي الوقت الذي تغيب فيه عثمان شاع عند المسلمين أن المشركين تعرضوا لحرب المسلمين، فاستعد المسلمون للقتال، وبايعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حينئذٍ تحت الشجرة على ألا يفروا، وقيل: بل جاء الخبر أن المشركين قتلوا عثمان رضي الله عنه، فكان ذلك سبب البيعة، كما بين ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بيده اليمنى: «هذه يد عثمان». فضرب بها على يده فقال: «هذه لعثمان». ولا شك أن يد رسول الله صلى الله عليه وسلم خير من يد عثمان، بل خير لكل أحد من المسلمين من يده، فيا له من شرف عظيم أن يتولى رسول الله صلى الله عليه وسلم البيعة لعثمان نيابة عنه، ثم إن عثمان ليس مقصرًا في ذلك بل كان في مهمة كلفه بها قائده صلى الله عليه وسلم. وفي قول ابن عمر رضي الله عنهما للرجل: اذهب بها الآن معك: أي خذ العذر واقرنه بالجواب حتى لا تكون لك حجة بعد ذلك في ما كنت تعتقد من استحلالك لغيبة عثمان رضي الله عنه. ونقل ابن حجر عن الطيبي قوله: قال له ابن عمر ذلك تهكمًا به، أي توجَّهْ بما تمسكت به فإنه لا ينفعك بعدما بينت لك. ولا عجب أن يوجد في المسلمين من أمثال هذا الرجل الذي ثبت في حديث آخر أنه سأل ابن عمر عن عثمان فذكر له محاسن عمله ثم قال له ابن عمر: لعلَّ ذلك يسوؤك ؟ قال: نعم. قال: فأرغم الله بأنفك، ثم سأله عن علي رضي الله عنه فذكر له ابن عمر محاسن عمله، فقال ابن عمر للرجل لعل ذلك يسوؤك ؟ قال: أجل، فقال: فأرغم الله بأنفك، انطلق فاجْهَدْ على جَهْدِك. وأمثال هذا الرجل كثيرون الآن، لا يهمهم إلا تتبع الزلات والبحث عن العثرات لإشاعتها بين المسلمين، ولو أن كل مسلم شغل بعيوب نفسه فأصلحها لكان خيرًا له وللناس، أما أن ينشغل بعيوب المسيئين عن عيوب نفسه فذلك هو الضلال والفساد العريض، فما بالك بمن ينشغل بزلات المحسنين الذين تغمر بحار حسناتهم ما بدر منهم من هفوات وزلات، فذلك هو الذي يحلق دين المرء فلا يبقى منه شيئًا. نسأل الله العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة، كما نسأله أن يشفي مرضى المسلمين من أمراضهم التي تتغلغل في قلوبهم، وأن يوحد صفوفهم وأن يؤلف بين قلوبهم ويجمعهم على الحق وحب أهل الحق وعلى رأسهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم خير القرون، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه أجمعين. والحمد لله أولاً وآخرًا. |
||||||||
05-09-2007, 05:32 PM | #6 | |||||
شخصيات هامه
|
المشرف العام ( الشبامي )
لا أظن أنني في تناولي لتلك المرحلة من تاريخنا قد خرجت عن حدود اللباقة والأدب عثمان وعمر وعلي رضوان الله عليهم وكل الصحابة ليسوا معصومون من الأخطاء ( لاحظ أني لم أجامل الشعية ) وتناول معطيات التاريخ بسلبياتها وإيجابياتها للإستفادة من عبرها ودون التأثر بترهات أصحاب العمائم الذين يفرضون قتامة سوداء على فصول من تاريخنا تحت ذريعة تجنب الفتنة التي أنجانا الله منها غير مقبول منطقيا . إعادة النظر في التشبث بالماضوية السلفية ضرورة تقتضيها أهمية الإرتقاء بمفاهيمنا الدينية لتواكب التطور الحضاري المعاصر ، ولن يتم ذلك إلا بنقض كتب التراث وغربلتها مما علق بها من صهيونيات أصبحت بمرور الوقت جزء من الدين ومن التاريخ الذي لا نستيطع فعل شيىء حيال نقده بسبب القدسية الوهمية المفروضة عليه . ديباجتك المنقولة ( على طريقة القص واللزق ) في تعديد مناقب عثمان رضي الله عنه لا يجب أن تقف عازلا دون نقد فترة حكمه بسلبياتها وايجابياتها للخروج منها بعبرة تاريخية . سلام . |
|||||
التعديل الأخير تم بواسطة مسرور ; 05-09-2007 الساعة 05:50 PM |
||||||
05-09-2007, 05:35 PM | #7 | |||||
شخصيات هامه
|
يقول بعض المؤرخون :
ان ابن سبأ قام بأعمال عديدة علاوة على تحريضه أباذر ... فهو في رأيهم كان المحرّض الرئيس الذي حرك الثورة على عثمان ، وهو الذي منع وقوع الصلح بين علي وعائشة في واقعة الجمل المشهورة ، وينسبون إليه أيضا أنه كان أول من بث فكرة الرجعة والمدّيّة في الإسلام ... سبحان الله .,.. ابن سبأ مخترع وحيد لهذه المشاكل التي لم يكن لها وجود في المجتمع الإسلامي من قبل !!!! مما يلصق بابن سبأ أيضا أنه مخترع فكرة الوصية ، إذ كان يدعو أن لكل نبي وصي وأن وصي النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم هو ابن عمه علي بن أبي طالب ... والمؤرخون الذين ذكروا قصة ابن سبأ لم يأتوا لنا بوصف واف عن شخصية هذا الرجل العجيب ، فنحن لا نعرف عنه سوى أنه كان يهوديا من أهل اليمن وأمه حبشية جاء في أيام عثمان فأعلن الإسلام ثم ذهب في الأمصار يبث دعوته المتشعبة ويحرّض الناس على عثمان ويدعو إلى تأليه علي ... اذا دراسة شخصية هذا الرجل عويصة في الواقع فنحن نعرف عن أفكاره وأعماله أكثر مما نعرف عن شخصيته وصفاته :% . يقول الدكتور علي الوردي في المرجع المشار إليه : أنه سمع ذات يوم أحد القساوسة وهو يسخر من الإسلام قائلا : أنظروا إلى هذا الدين ، فهو في أبان عزه وانتصاره يقع فريسة هيّنة لرجل غريب لا يعرف التاريخ عنه شيئا كثيرا ، ففي الوقت الذي كان فيه الصحابة يسيطرون على المجتمع الإسلامي ويبثون فيه تعاليم نبيهم نرى طارئا يهوديا يدخل المجتمع فيمزقه تمزيقا مريعا من غير أنيرفع أحد يده لطرده أو البطش به ...هل كان ابن سبأ سوبر مان لهذه الدرجة يارفاق وصاحب فكر خارق وساحر استطاع بث الفرقة في صفوف من نهلوا من نبع محمد صلى الله عليه وسلم ؟ لا جواب لدي أنا شخصيا !!!!!!!!! يعتقد الدكتور طه حسين أن عبد الله بن سبأ وهم من الأوهام فهو في رأيه شخصية اخترعها المخترعون لحاجة في أنفسهم وهو لا وجود له كما يتصوره المؤرخون الذين ذكروا قصته وحجته في هذا الرأي : أن المسلمين لم يكونوا في عصر عثمان من الوهن بحيث يعبث بعقولهم وآرائهم وسلطانهم طارىء يهودي أسلم مؤخرا ، ويقول طه حسين : أنه كان من اليسير علىولاة عثمان وعماله أن يتتبعوا هذا الطارىء أويطاردوه أو يكتبوا بشأنه إلى عثمان على الأقل وهم كانوا مهرة في تتبع المعارضين وفي نفيهم لسبب أقل جدا مما يرويه المؤرخون عن ابن سبأ !!!! ( كلام منطقي ) (88) (88) ... يأتي طه حسين إلى قضية أبي ذر وإلى قصة تحريضه من قبل ابن سبأ فيقول : وما أعرف اسرافا يشبه هذا الإسراف فما كان أبو ذر بحاجة إلى طارىء محدث في الإسلام ليعلمه أن للفقراء على الأغنياء حقوقا وأن الله يبشر الذين يكتنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله بعذاب أليم .... أما الدكتور أحمد أمين فيرى خلاف هذا الرأي ويقول : يذهب بعض الباحثين إلى أن عبد الله بن سبأ شخص خرافي ليس له وجود تاريخي محقق ولكننا لم نر من الأدلة ما يثبت مدعاهم !!!!! ... نحن اذا أمام رأيين متناقضين ... فهل كان ابن سبأ شخصا حقيقيا أم كان وهميا ؟ إن هذا السؤآل مهم جدا عند من يريد أن يدرس تاريخ المجتمع الإسلامي ويعتبر بعظاته البالغات ... فهل توفرت بحوث ودراسات لدى خبراء التاريخ الإسلامي تعالج قضية ابن سبأ وتتخذ موقفا حاسما حيالها خلاف تناول طه حسين وأحمد أمين له كمتناقضين ؟ تفتقد المكتبة العربية والإسلامية إلى دراسات تبحث في لب الإشكاليات التي رافقت علاقات الصحابة بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ولا يزال المنطق القائل : هذه فتنه نجى الله منها سيوفنا فلن نخوض فيها بالسنتنا هو السائد مما يفرض قتامة على حقبة تاريخية هامة من حقب التاريخ الإسلامي ويرفض الخوض فيها خلافا لما أقره فقهاء السلطان وأدخلوه ضمن التراث وغدى سياسة تنقاد بها الأمة لجلاديها وحجة على المخالفين ودليلا على خروجهم عن جادة الصواب وكله على مشجب عبد الله بن سبأ . للحديث صلة . تحياتي |
|||||
التعديل الأخير تم بواسطة مسرور ; 05-09-2007 الساعة 05:46 PM |
||||||
05-09-2007, 11:19 PM | #8 | |||||
حال نشيط
|
عثمان رضي الله عنه لاشك أنه أحد رجال الإسلام العظام .. عثمان لو لم يفعل شيئا سوى تجهيزه لجيش العسرة لكفاه رضي الله عنه .. فضلا عن الكثير من الأعمال الجليلة كشراء بئر رومة من اليهودي وجعلها صدقة للمسلمين .. فيمكن للمرء أن يحدث عن فضائل عثمان ولن يفيه حقه .. فلا أحد يقدح في عثمان وفي فضل عثمان رضي الله عنه .. لكن قراءة تاريخ شئ والإقرار بفضل هؤلاء شئ آخر .. ففضله لايمنع أحد من قراءة الوقائع والأحداث التي جرت في عهده رضي الله عنه .. فعثمان ليس باشرف من محمد صلى الله عليه وسلم .. فهاهو رب العالمين يقول لنبيه صلى الله عليه وسلم .. (عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ ) ويقول له عز وجل : ( مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) .. فماذا تكون فضائل عثمان رضي الله عنه مقارنة بفضائل محمد صلى الله عليه وسلم .. ورغم ذلك سرد لنا القرآن الكريم أحداثا تاريخية فصّل فيها لنا بعض أفعاله صلى الله عليه وسلم .. ثم أن عثمان كما ورد في كثير من السير بأنه رجل فيه لين وطيبة وحياء وصلة للأرحام ومحبة للأقارب لدرجة إستغلها الطلقاء كمروان بن الحكم ومعاوية بن أبي سفيان .. بل أن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها كما روت كتب السير والتراجم تحرّض عليه فتصفه وتسميه ( نعثل ) .. وهذا محمد بن ابي بكر الصديق يمسك بلحية عثمان ويجرها .. وقال ابن كثير في البداية والنهاية الجزء الأول صفحة191 وهو يعدّ عمّار بن ياسر من المحرّضين على عثمان : ( وكان عمّاراً متعصّباً على عثمان بسبب تأديبه لـه .. وضربه إيّاه في ذلك .. وذلك بسبب شتمه عبّاس بن عتبة بن أبي لهب .. فتآمر عمّار لذلك وجعل يحرّض الناس عليه ) .. وكان طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه من اشد الناس تحريضا على عثمان فقد روى البلاذري في انساب الشراف بنوعبد شمس الجزء /5 صفحة 81 عن ابن سيرين قال : ( لم يكن من أصحاب النبيّ أشدّ على عثمان من طلحة ) .. بل أن عثمان رضي الله عنه عندما قتل لم يستطع الصحابة دفنه إلا بعد ثلاثة أيام ودفنوه سرا خوفا من نبش قبره والتمثيل به .. وجاء في مجمع الزوائد عن مالك ابن أنس قال : ( قتل عثمان فأقام مطروحاً على كناسة بني فلان ثلاثاً .. وأتاه اثنا عشر رجلاً منهم جدّي مالك بن أبي عامر.. وحويطب بن عبد العزّى وحكيم بن حزام .. وعبد الله بن الزبير وعائشة بنت عثمان .. معهم مصباح في حُق فحملوه على باب .. وأنّ رأسه تقول على الباب : طق طق حتى أتوا البقيع فاختلفوا في الصلاة عليه.. ثم أرادوا دفنه فقام رجل من بني مازن فقال : لئن دفنتموه مع المسلمين لأخبرنّ الناس غداً .. فحملوه حتّى أتوا به حش كوكب .. ) : وجاء في تاريخ ابن عساكر : ( قام صعصة بن صوحان إلى عثمان بن عفان وهو على المنبر فقال : يا أمير المؤمنين .. ملت فمالت أُمّتك فإعتدل يا أمير المؤمنين تعتدل أُمّتك .. وتكلّم وأكثر فقال عثمان : يا أيها الناس إن هذا البجباج النفاج ما يدري من الله ولا أين الله ..فقال صعصعة لعثمان : أما قولك ما أدري من الله فإن الله ربّنا وربّ آبائنا الأوّلين .. وأمّا قولك : لا أدري أين الله ؟؟ فإن الله لك لبالمرصاد ثمّ قرأ صعصعة : ( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ) .. هذه الروايات لم تضمّها الملفات السرية أو تناقلها علماء الرافضة فهي مبسوطة في كتب التواريخ ونحن لن نعتمد روايات الطبري عن سيف بن عمر الضبي .. بل سنعتمد على ماجاء في مجمع الزوائد والبداية والنهاية و الإصابة والإستيعاب وسير اعلام النبلاء وتاريخ ابن عساكر وغيرها .. فرغم كل ماورد من تحريض واضح من بعض كبار الصحابة على عثمان رضي الله عنه .. فهل تغيّر أو نقص شيئا من فضل عثمان رغم كل ذلك ؟؟ ؟؟ لكن قراءة التاريخ يجب أن تكون قراءة مجرّدة وتكميم الأفواه والمنع عن نقل عن أحداث ذكرها يملأ كتب السير والتراجم عند أهل السنة أمر لاجدوى منه فهل سنمنع متاح ؟؟ .. عثمان بن عفان رضي الله عنه رجل له من الفضائل مالا يعد ولايحصى .. ولكن الفضائل أمر والسياسة وإدارة شئون الدولة أمر مختلف .. فهاهو معاوية إبن أبي سفيان الذي لم تصح ولم تثبت له فضيلة واحدة في الوقت الذي نجده رجل دولة ورجل سياسة من الطراز الأول .. فعثمان رضي الله عنه على فضله لم يكن رجل دولة إطلاقا .. بل وصف باللين والحياء والطيبة وليس فيه شئ من حزم وشدة عمر رضي الله عنه الذي إستطاع إدارة الدولة رغم كل الظروف والتحديات بكل كفاءة وإقتدار .. فإنفلت زمام الأمر على عثمان رضي الله عنه .. وإستبد الطلقاء بكبار الصحابة من أهل بدر والرضوان .. وإستغلوا طيبة عثمان وصلته لأرحامه أسوأ إستغلال .. وكانت هذه أبرز المحفزات والدوافع التي جعلت كبار الصحابة من أهل بدر والرضوان .. يحرّضون عليه كأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وطلحة بن عبيدالله وعمار بن ياسر وعبدالرحمن بن عديس البلوي وصعصعة بن صوحان .. وجهجاه الغفاري الذي سلب العصا من يد عثمان وكسرها على ركبته .. ومحمد بن أبي بكر الصديق وغيرهم .. أما الروايات التي عن الأكذوبة عبدالله بن سبأ فهي لاتصح مطلقا .. فهي تقوم وتدور على أقوال سيف بن عمر الضبي وقد شرحنا حال سيف عند كبار أئمة الجرح والتعديل من أئمة أهل السنة كالدارقطني ويحي بن معين والنسائي والرازي وغيرهم .. ولم ترد روايات يعوّل عليها بخصوص عبدالله بن سبأ سوى روايات سيف بن عمر الضبي .. فسيف مجروح بل متهم بالزنقة والضعف كما أسلفنا ولا حاجة لنا في الإطالة عن ذكر الأكذوبة عبد الله بن سبأ طالما أنها تقوم على رجل وضّاع للحديث متهم بالزندقة والضعف .. الأخ المشرف العام .. دعك من كتب الرافضة فكتب ائمة أهل السنة الكبار تثبت بأن كبار الصحابة من اهل بدر والرضوان كانوا يسبون ويشتمون عثمان رضي الله عنه وهو على المنبر .. بل أن أحدهم سحب عصا كانت بيد عثمان وضرب بها على ركبة عثمان حتى إنكسرت .. فهل هؤلاء الصحابة روافض ؟؟ فإن كان كل من سب عثمان أو تنقص منه رافضيا قبيحا إذن فأم المؤمنين عائشة وأخوها محمد بن أبي بكر الصديق وغيرهم من كبار الصحابة لاشك سيكونون روافض على هذا المفهوم الغريب .. إذن لايجب أن ننساق خلف رمي الإتهامات .. لأنه لو إتهمنا كل من سب عثمان فنكون سبينا كبار الصحابة .. وهذا تناقض ظاهر يوقعنا فيه الضعف وعدم القدرة على تبيين الحقائق .. فبعض الذين لايعرفون سوى كيل الإتهامات للمخالف يريد أن يسكت الآخرين بمثل هذه الإتهامات .. فيقعون في سب وإتهام كبار الصحابة .. خصوصا أنه لايستطيع أحد من خلق الله أجمعين أن ينكر بأن بعض كبار الصحابة شتموا وسبوا عثمان في وجهه وهو على المنبر .. وألّبوا عليه الناس .. فسب عثمان رضي الله عنه من قبلنا أمر مرفوض وغير مقبول البتة .. ولكن لايجب أن نحاور الرافضة بهذا الأسلوب .. لأنه إن قلنا لهم مثلا : أن كل من يسب عثمان فهو قبيح ورجل سوء .. فسيأخذون بأقوالنا ويتهموننا بأننا نحن نسب الصحابة .. وهذا تناقض يجعلنا في موقف الضعف مع الرافضة .. سلام . |
|||||
التعديل الأخير تم بواسطة ( masterkey ) ; 05-10-2007 الساعة 12:00 AM |
||||||
05-09-2007, 11:39 PM | #9 | |||||
شخصيات هامه
|
الصحابة بشر يخطئؤن ويصيبون ولم يكونوا ملائكة جلس كل منهم في محراب واعتزل العالم وفرغ نفسه للعبادة ... الخوض في سيرهم وبخاصة أولئك المبرزون منهم الذين كان لهم حضور فاعل في رسم السياسات العامة ضرورة تاريخية ... فأبوبكر يختلف في طريقة إدارته لشأن الكيان الإسلامي عن عمر وعمر يختلف عن عثمان وعثمان يختلف عن علي ، واستطاع عمر خلال فترة خلافته وبحدسه وفطنته تجنب اشتعال فتنة مبكّرة في عهده فقد ألزم كبار الصحابة بالبقاء في المدينة وحظر عليهم مغادرتها إلا بإذنه وفسر لهم ذلك في رفق بأنه يحب أن يستأنس بهم ويهتدي بمشورتهم بينما حقيقة الأمر كان خشيته من أن يفتتن الناس بهم وأن يفتنوا هم أنفسهم بالناس وبما يفتن الناس وأجرى عليهم أرزاقا محددة ألزمهم بها وألزم نفسه بها قبلهم فقبلوها منه مثلما قبلوا مجمل سيرته ..... .. لكن عثمان وغداة ولايته أطلق الصحابة وتركهم يذهبون حيث شاؤا وزد بأن أجزل لهم العطايا وذلك أمر يتفق مع طبيعة عثمان وما جبل عليه من لين ورقة وكرم وتسامح ، ولم تكن عطايا عثمان هينة أو محدودة ، فقد أعطى الزبير ستمائة ألف وأعطى طلحة مائة ألف ولعله كان يتألف قلوبهم لعلمه أن اجتهاداته قد تختلف مع اجتهاداتهم وأنه مقدم على أمور لن تكون منهم محل قبول وزمن صالحه أن يذهبوا في الأفاق وأن يكون قبولهم لعطاياه مانعا لهم من الثورة أو حتى الغضب حين يعلمون أنه اقتطع القطائع في الأمصار لبني أمية غير أنهم لم يأبهوا لشيىء مثل هذا وخرجو إلى الأمصار ، وحين تقبل الدنيا دون حدود فلا بد أن تذهب العقيدة ولو بقدر محدود أما كيف أقبلت هذه وأدبرت تلك فبإمكاننا معرفتها من خلال ثروة خمسة من الصحابة أسماءهم لوامع ومبشرون بالجنة وهم من الستة الذين حصر فيهم عمر الخلافة ... يقول ابن سعد ة في كتابه الطبقات الكبرى كان لعثمان بن عفان عند خازنه يوم قتل ثلاثون ألف ألف درهم وخمسمائة ألف درهم وخمسون ومائة ألف دينار انتهبت وذهبت وترك ألف بعير بالربذة وترك صدقات بقيمة مائتي ألف دينار وترك كل من الزبير وطلحة بن عبيد الله وعبد الرحمن بن عوف من العقار والأموال الكثير ولا داعي لحصرها هنا .... واستند طه حسين في كتابه الفتنة الكبرى لتقديرات ابن سعد وذكر ابن كثير أن ثروة الزبير قد بلغت سبعة وخمسين مليونا وأن غلة أموال طلحه بلغت ألف درهم كل يوم ... نحن إذا امام مؤشر خطير لما حدث للمسلمين فالدين والدنيا لا يجتمعان !!!!! وفي وضع كهذا وفي فترة كان المجتمع الإسلامي يعاني من أزمة اجتماعية كبرى والفرق بين الغنى والفقر تتقزز منه النفوس برز أبو ذر ، وأبو ذر حسب قول الدكتور طه حسين : لم يكن بحاجة إلى من يعلمه مبدأ الإشتراكية الذي دعى اليه والثورة في ذلك الحين لابد منها فنحن لانحتاج إلى تعليل لظهورها وإنما نحتاج إلى تعليل فيما إذا لم تحدث إذ ذاك ثورة أو فتنة ..
ان ابن سبأ الذي تنسب إليه الفتنة وهم من الأوهام كما قال الدكتور طه حسين ، ويبدو أن هذه الشخصية العجيبة اخترعت اختراعا وقد اخترعها أولئك الأغنياء الذين كانت الثورة موجهة اليهم وذلك من شأن الطبقات المترفة في كل مرحلة من مراحل التاريخ ازاء من يثور عليهم ( ما يحدث في تاريخنا المعاصر خير شاهد ) فكل انتفاضة اجتماعية يعزوها أعداؤها إلى تأثير أجنبي (1) ... ومما تجدر الإشارة إليه أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم نفسه اتهمته قريش في بدء دعوته بأنه كان يأخذ تعاليمه من نصراني اسمه جبر .. وأتهمه بعضهم بعد ذلك بأنه كان يتلقى أفكاره من بحيرا الراهب وسلمان الفارسي وغيرهما ونزلت آية من القرآن تفنّد هذا الزعم تقول : ولقد نعلم أنهم يقولون انما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين ... ويتضح من هذا أن قريشا كانت تنسب دعوة الرسول إلى تأثير الأعاجم ، ولكن بعد أن دخلت في الدين الجديد واستفادت منه نسبت هذه التهمة التي ألصقتها بالنبي العظيم إلى وهم من صنع الخيال ، ولو لم تدخل قريش إلى الدين الإسلامي لظلت هذه التهمة لاصقة بالنبي إلى الأبد كما لصقت بالمسكين أبي ذر بعده ستكون لنا وقفة لاحقة . سلام (1) الفرق بين الثورة والفتنة فرق نسبي أو اعتباري فكل حركة اجتماعية جديدة تدعى في أول الأمر فتنة حتى إذا نجحت قيل عنها أنها كانت ثورة مقدسة وانتفاضة في سبيل الحق ... ياويلك ياعلي عبدالله صالح لو نجح الحوثي في استعادة سلطة الإمامة . |
|||||
05-09-2007, 11:58 PM | #10 | |||||||
حال نشيط
|
تذكرنا بأطروحات المتشرد الرائعة .. فرائع وأكثر من رائع يامسرور .. فلذلك ظهرت أكذوبة عبدالله بن سبأ !!!!!!!!!!!!! |
|||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
جميع حلقات رحلة القبائل الناقلة إلى حضرموت في موضوع واحد | الحضرمي التريمي | تاريخ وتراث | 12 | 09-07-2017 11:03 AM |
صدر موخرا | فهمي احمد بن سلم | مكتبة السقيفه | 2 | 05-06-2011 08:45 PM |
جميع حلقات رحلة القبائل الناقلة إلى حضرموت في موضوع واحد | الحضرمي التريمي | سقيفـــــــــة التمـــــيّز | 1 | 04-20-2011 01:52 AM |
ملف القومية العربية (3) : الثورة العربية - الشعوبية الفارسية الإيرانية | نجد الحسيني | سقيفة الحوار السياسي | 2 | 01-08-2011 07:31 PM |
الحضارم السلفيون | ابوسعدالنشوندلي | سقيفة إسلاميات | 0 | 12-12-2010 02:24 PM |
|