04-16-2019, 11:05 PM | #1 | |||||
حال جديد
|
اتبعوا ولاتبتدعوا فقد كفيتم !
قال العلامة ابن الحاج المالكي (ت 737هـ)- رحمه الله - في "المدخل" (2/312) : «فإن خلا - أي عمل المولد- منه - أي من السماع - وعمل طعاماً فقط، ونوى به المولد ودعا إليه الاخوان ,وسلم من كل ما تقدم ذكره - أي من المفاسد- فهو بدعة بنفس نيته فقط، إذ أن ذلك زيادة في الدين ليس من عمل السلف الماضين، وإتباع السلف أولى بل أوجب من أن يزيد نية مخالفة لما كانوا عليه، لأنهم أشد الناس إتباعا لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعظيماً له ولسنته صلى الله عليه وسلم ، ولهم قدم السبق في المبادرة إلى ذلك، ولم ينقل عن أحد منهم أنه نوى المولد، ونحن لهم تبع، فيسعنا ما وسعهم... الخ».
وقال كذالك : «وبعضهم- أي المشتغلين بعمل المولد- يتورع عن هذا- أي سماع الغناء وتوابعه- بقراءة البخاري وغيره عوضاً عن ذلك، هذا وإن كانت قراءة الحديث في نفسها من أكبر القرب والعبادات وفيها البركة العظيمة والخير الكثير، لكن إذا فعل ذلك بشرطه اللائق به على الوجه الشرعي لا بنية المولد، ألا ترى أن الصلاة من أعظم القرب إلى الله تعالى، ومع ذلك فلو فعلها إنسان في غير الوقت المشروع لها لكان مذموماً مخالفاً، فإذا كانت الصلاة بهذه المثابة فما بالك بغيرها» المصدر السابق وقال : العجب العجيب : كيف يعملون المولد بالمغاني والفرح والسرور كما تقدّم ، لأجل مولده صلى الله عليه وسلم كما تقدّم في هذا الشهر الكريم ؟ وهو صلى الله عليه وسلم فيه انتقل إلى كرامة ربه عزّ وجل ، وفجعت الأمة وأصيبت بمصابٍ عظيم ، لا يعدل ذلك غيرها من المصائب أبدًا ، فعلى هذا كان يتعيّن البكاء والحزن الكثير ... فانظر في هذا الشهر الكريم ـ والحالة هذه ـ كيف يلعبون فيه ويرقصون ) المدخل 2 / 16 . قلت : وفي هذا بيان شاف كاف لمن اراد أن يحتفل بالمولد النبوي بطريقة أخرى تحفظ لهم ماء الوجه أمام المشغبين ممن بثوا شبهاتهم في اوساط هؤلاء المساكين وزينوا لهم البدع والمحدثات وحملوهم عليها وهؤلاء اي الذين انطلت عليهم هذه الشبهات لايخلوا حالهم من أمرين : الأمر الأول : هو اقتناعهم بالاحتفال المبتدع ابتداء أوتذببهم في ذلك الأمر الثاني : حسن نية هؤلاء وسلامة مقصدهم وهذان الأمران لايبلغان بالمرء إداراك الخير كما يقال (وكم من مريد للخير لايبلغه ) |
|||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|