المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > سياسة وإقتصاد وقضايا المجتمع > سقيفة الأخبار السياسيه
سقيفة الأخبار السياسيه جميع الآراء والأفكار المطروحه والأخبار المنقوله هنا لاتُمثّل السقيفه ومالكيها وإدارييها بل تقع مسؤوليتها القانونيه والأخلاقيه على كاتبيها ومصادرها !!
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


الحلقة الثانية : العبدلي يشرح تفاصيل إجبار البيض على إعلان الإنفصال

سقيفة الأخبار السياسيه


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-23-2011, 01:14 AM   #1
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

الحلقة الثانية : العبدلي يشرح تفاصيل إجبار البيض على إعلان الإنفصال


الحلقة الثانية : العبدلي يشرح تفاصيل إجبار البيض على إعلان الإنفصال

بتاريخ : الأربعاء 14-09-2011 02:23 صباحا

شبكة الطيف - كتب/ جهـاد جميـل محسـن

فـي «الحلقـة الأولـى» مـن الحـوار المفتوح مع «فضل محمد العبدلـي» المرافـق الإعلامي للرئيس الجنوبي «علي سالم البيض» تطرق إلـى اللحظات الأولـى التي شهـد وصـور فيها زعيما «الشطرين» وهما يرفعان علم الدولـة الموحدة فـي سماء العاصمة عـدن،



ومشاعر الفرحة التي انتابته حين تحقق منجز الوحدة، بالإضافة إلى بعض مواقـف وأراء «البيض» حيال ما شاهده بعد تحقيق الوحدة من فوضى وازدواج الوظيفة فـي المحافظات الشمالية، وحفاوة الاستقبال الذي حظـي بـهِ خـلال زيارتـه إلـى محافظـة صعدة.

وفـي هـذا الجـزء يواصـل «العبدلـي» الحديث عـن بعـض ما يتذكره مـن وقائـع ومواقـف شاهدها خـلال مرافقته للرئيس الجنوبي، وكيف كانت مواقـف «البيض» ورددوه العقلانية خلال تعاطيه مع الأزمـة السياسية التي أفضت نتائجهـا إلـى اجتياح المحافظات الجنوبية فـي حـرب 1994م.

ونؤكـد فـي «القضيـة» أن الهدف من تناولنا وتوثيقنا لمثل هكـذا مواضيع والاستماع لحوارات مع شخصيات وموظفين كانـوا مقربيـن من الزعماء الجنوبيين، هو تسليط الضوء عن حجم المعانـاة والأوضـاع الصعبة التي أضحـى يعيشها هـؤلاء، وكيف أصبح مصيرهم بعد أن انقلب نظـام صنعـاء على كل اتفاقيات الوحـدة، وشـن حربـه على الجنوب، وتقديـم مقارنة لبعض تلكم الشخصيات الجنوبية التي كان ينبغي لهـا أن تعيش اليوم فـي نعيم ورفاهيـة وعيـش رغيـد، فـي الوقت الذي لا يزال فيه حـراس وخـدم القصر الجمهـوري فـي صنعاء، يعيشون مكانة الأمراء والأثرياء.

شعبية (البيض) في الشمال

يواصل «العبدلـي» حديثه في هـذا الجزء قائلاً: كُنت في العدد السابق أشرت في كلامي إلى الزيارة التي قام بها «البيض» إلى محافظة صعدة، بعد تحقيق الوحدة مباشرة، والهدف من ذلك هو الإشارة إلى مدى الشعبية الواسعة التي كان يتمتع بها في المحافظات والمناطق الشمالية، وإظهار حجم الحفاوة والقبول التي كان المواطنون البسطاء في مناطق الشمال يستقبلونه خلال كل رحلة كان يقوم بها لزيارتهم والاطلاع عـن أوضاعهم.

ولاشك من هـذا أن «البيـض» كان محـل تقديـر واحترام المواطنين البسطاء في المحافظات الشمالية، وذلك قبل أن يكرس نظام صنعاء في أعقاب حرب 1994م، كل وسائل الإساءة لسمعته الوطنية الطيبة وتشويها أمام مواطني المحافظات الشمالية، وعمل مع بروز الأزمة السياسية إلى تسخير خطاباته السياسية ومختلف قنوات إعلامه إلى استخدام لغة الخيانة والردة والتجريح لشخصه، ومن تأليب الرأي العام في المناطق الشمالية ضده، وزرع بذور الكراهية والأحقاد بين مواطني «الجنوب والشمال» حين بلغت إلى حـد توظيف الدين في تكفير وهدر دماء الجنوبيين، واتهامهم بالشيوعية والخيانة والانفصال، بغية كسب التأيد الشعبي لدعمه في شـن حربه على الجنوب، على الرغـم من أن «البيض» كان زعيم دولة يمثل شعب، وشريك أساسي في صناعة الوحـدة، ولأجل ذلك تنازل عن منصبه، وسلم مقاليد دولته بكامل مؤسساتها وثرواتها، وتنازل عـن الكثير من أجل أن تتحقق منجز دولة الوحدة، ليصطدم بعد ذلك بواقع التهميش والإقصاء، وتعنت نظام صنعاء الذي أراد أن يحكم البلاد ويبقيها بعقليته الشمولية، ولم يفي أو يلتزم بكل الاتفاقيات والبنـود التي أعلنت بموجبها دولة الوحدة، وظل يماطل ويسوف في تنفيذها، ويخفي نوايا مبيته في الانقضاض على كل مكونات الجنوب وطمس هويته واستلاب ثرواته ومرتكزاته الأساسية، لهذا كان من البديهي أن يتخـذ «البيض» ذلك الموقف كنتيجة حتمية فرضته عليه معطيات تلكم المرحلة.

بالاعتكاف واجه الأزمة السياسية

عندما تأصلت قناعة «علي سالم البيض» بان «علي عبدالله صالح» لا يريد أن ينفذ كل اتفاقيات الوحدة وقرارات مجلس الرئاسة التي كان يتخذها الطرفين، تولدت لديه حالة من اليأس والإحباط، وتوصل إلى قناعة من عدم جدية وجدوى التفاهم مع «علي عبدالله صالح» واختار أن يعتكف في منزله بصنعاء، ولم يتخذ سلوكا مضادا لمواجهة الحملة الإعلامية التي بدأت تمهدها وسائل إعلام صنعاء، وبحسب تعبير كاتب سياسي مخضرم قال لي، أثناء بروز الأزمة السياسية، أن اعتكاف «البيض» والتزامه بالصمت هـو نوع من الاحتجاج الحضاري الذي من خلاله يوصل رسالته بعدم رضاه وقناعته عن ما يفعله الطرف الآخر، وهو التزام سلمي قام به «البيض» بعيداً عن استخدام وسائل التهديد والوعيد باستخدام القوة أو اللجوء إلى التصعيد الإعلامي في التعاطي مع الأزمة بينهما.

وأتذكر بأن «البيض» رفض ولأيام عديـدة خلال فترة اعتكافه بمنزله، استقبال كل من كان يطلب زيارته أو الالتقاء به، وحين بدأ باستقبال زواره، فكان بحسب ما أعتقـد، أول من استقبلهم هم الشيخ «سنان أبو لحوم» والأخوين «حيدر أبوبكر العطاس» و«سالم صالح محمد»، ثم توالت زيارات بقية القيادات السياسية الأخرى.

مخارج للأزمة رفضها نظام صنعاء

وبعد حوارات ومداولات طويلة مع الشخصيات الوطنية التي كانت تزوره في منزله، تم الاتفاق على بعض النقاط التي كانت تؤرق تفكير «البيض» وبسببها لزم منزله ولم يبارحه، وهي شروط تم الإعلان عنها في ذلك الحين، وتتلخص بحسب ما أتذكره، هـو البدء الفوري في تطبيق اتفاقيات الوحدة وبعض القرارات الهامة منها، الأخذ ببعض الجوانب المتفق عليها في بنود اتفاقية الوحدة، مع الاستفادة بما هـو الأفضل من القوانين والقرارات الإدارية التي كانت تطبق بين الدولتين خلال مرحلة التشطير، وأن يكون للقضاء استقلالية كاملة باعتباره المرتكز الأساسي لبناء أسس نظام الحكم، ودمج المؤسسات العسكرية والمدنية في إطار منظومة قوانين وقيادة موحدة، وتوحيد العملة النقدية التي لم تتوحد وقتها، وعلى أن تكون العملة الأساسية المتداولة في دولة الوحدة هي «الدرهم» بدلاً من «الدينار» الذي كان يتداوله المواطنون في الجنوب، و«الريال» في الشمال، وتم الاتفاق أيضاً على إصدار قرار سياسي بتشكيل لجنة لإنهاء «الثارات» في المناطق الشمالية، وأن تتحمل الدولة تكاليف «الأرش» والديات ومعالجة هذه القضية وإغلاق ملفها بشكل كامل وعاجل، بالإضافة إلى إصدار قانون يمنع حمل وتداول السلاح في العاصمة صنعاء وكافة المحافظات اليمنية، والذي لم ينفذ حتى الآن، وتطبيق نظام «الخزانة العامة» التي كان يطبق في دولة الجنوب سابقاً -وهـو بحسب علمي- نظام اقتصادي «بريطاني» يحول دون وصول الفاسدين ولصوص الأموال العامة من الانتفاع بها لمصالحهم الخاصة، وغيرها من القضايا الجوهرية والشروط الطبيعية التي تصب في مصلحة الوطن والمواطن، لكن نظام صنعاء لم يبدي حيالها نوايا سليمة ولم يبادر حتى في تنفيذ جزء منها، الأمر الذي دفع «البيض» مجدداً إلى مواصلة اعتكافه حتى يتم تنفيذها، ولم يلجأ إلى خيارات أخرى من شأنها تصعيد الأزمة، حرصاً منه لعدم انزلاق البلاد إلى إشكاليات وحروب كراثية، لكنه وجد نفسه في مواجهتها بعد إعلان الحرب على المحافظات الجنوبية، والانقلاب على كل بنود واتفاقيات الشراكة بدولة الوحدة.

سخرية من مواقف شريفة

على غـرار ذكر نظام «الخزانة العامة» الـذي هـو في الحقيقة نظام اقتصادي ناجح يفضي إلى توفيـر عائـدات واسعة لمصلحة الاقتصاد الوطني، تحضرني الذاكرة الآن، إنه من خلال أول زيارة قـام بهـا «البيـض» لعـدد من المحافظات الشمالية بعد إعلان الوحـدة مباشرة، كان برفقتنا مسؤول مالي ينتمي لإحدى المحافظات الشمالية ويلقب «بالثلايا» كانت بحوزته عهـدة مالية يشرف بموجبها على صرف النثريات لمرافقي «البيض»، وعند عودتنا إلى العاصمة صنعـاء، تبقى لدى هـذا المسؤول المالي مبلغاً لم يصرف خلال الرحلة، وفي صنعاء طلب مني هذا المسؤول مقابلة مدير مكتب «البيض» لأن عنده مبلغاً فائضاً يريد تسليمه إياه ليقوم بدوره تسليمه للنائـب، طبعاً من باب الفضول سألته عن حجم المبلغ، فـرد (1.300.000) ريـال، ولأنها كانت عهدة باسمـه، قلت له: لماذا لا تورده للخزانة العامة، ضحك بوجهي وقـال بلهجته الخاصة «ما بلا هـذا كان عندكم في الجنوب، ونحنُ عندنا في الشمال المال الذي يخرج من الخزانة لا يعـود»، وعندما تم إبلاغ «البيض» بذلـك الأمـر، طلب منا وبأمـر حاسم منه على إعادة المبلغ إلى خزينة الرئاسة فوراً، حينها كان يتواجد معنا بعض الإخوة الشماليين، وعلقوا على موقف «البيض» بالقول، «لماذا الأستاذ لا يصرف المبلغ علينا» فـرد عليهم ضابط جنوبي من حرس «البيض» هـذه فلوس دولة، لكنهم بادروه بالسخرية والضحك.

تفاقم الأزمة وبداية شرارة الحرب

طبعاً بعد تفاقم الأزمة وبلوغ الخلاف ذروته بين «البيض» و«علي صالح» بسبب موقف الأخير الرافض على تنفيذ شروط الاتفاق بينهما، ذهبت جميع الأطراف والقوى السياسية الأخرى، إلى العاصمة الأردنية «عمان» للتوقيع على وثيقـة «العهد والاتفاق» التي أشرف عليها العاهل الأردني الراحل «حسين بن طلال» بغية تجنيب البلاد من السقوط في ويلات الحرب والدمار، سيما وأن طبول الحرب بدأت تقرع في منطقة «حرف سفيان» عندما تم التحرش بإحدى الألوية العسكرية الجنوبية المرابطة في المنطقة.


وفي «عمـان» كُنت أمكث في جناح الرئيس «علي سالم البيض» جاء أحـد الدبلوماسيين الجنوبيين ليخبر «البيض» بأن لواء «العمالقة» التابع لنظام صنعاء، قـام بالانتشار في محافظة «أبيـن» واستهداف أحـد الوحدات العسكرية الجنوبية.


حدث ذلك بالطبع بعـد توقيع الوثيقـة من قبل الطرفين، الأمر الذي أغضب «البيض» وقام باستدعاء كل من الشيخ «سنان أبو لحـوم» والشيخ «مجاهد أبو شـوارب» اللذان كانا متواجدين معنا في قصر الضيافة الملكي في الأردن، وأبلغهما بأخر التطورات الميدانية في اليمن -والشهادة لله- ان الشيخان «سنان ومجاهد» بذلا جهوداً مضنية متواصلة في احتواء الموقف، وهما يحظيان بقبول وحفاوة واحترام من قبل الرئيسان «علي سالم البيض» و«علي عبدالله صالح» وقاما بما يشبه بالرحلات المكوكية أثناء تنقلهما ذهابا وآياباً بين جناحي «البيض» و«علي صالح» بدافع من الحرص والإخلاص للسيطرة على الأوضاع، وتجنيب البلاد من السقوط في المنزلق الخطير الذي ساقه إليه ومهد لـه نظام صنعاء، ولم تفلح جهود الشيخين بأي حلول مجدية، وساد التوتر في بهو القصر وانشقت بعثة الطرفين إلى شطرين، وبدأت الاتهامات توجه لكل الأطراف، وكان «البيض» ومرافقيه حينها، يتلقون تفاصيل أخر التطورات الميدانية من أحد الشخصيات الجنوبية التي كانت على اتصال مباشر مع القيادة الجنوبية في الأردن، أعقب ذلك قيام «البيض» بزيارة المملكة العربية السعودية، ولـم أتمكن مـن معرفة أسباب هـذه الزيارة.
البقيـة العـدد القـادم،،،

صحيفة القضية

الجزء الاول على الرابط التالي

http://www.al-teef.com/news.php?action=viewid=7468
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس
قديم 09-23-2011, 01:18 AM   #2
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


المصور المرافق للبيض في الحلقة الثالثة من تفاصيل الصورة التي رمته الى رصيف البطالة

بتاريخ : الأربعاء 21-09-2011 04:47 مساء

شبكة الطيف - جهاد جميل حسن

تحدث "العبدلي" في حلقة العدد الماضي، كيف تعامل الرئيس "علي سالم البيض" مع معطيات الأزمة السياسية، ومواقف "علي عبدالله صالح" المتصلبة إزائها، ورفضه لكل المخارج والحلول التي كان من شأنها انفراج الأزمة وحلها،



وعن بداية اندلاع شرارة الحرب التي خطط لها نظام صنعاء وسعى إلـى تفجيرها، بعد قيام لواء "العمالقة" التابع له بالانتشار فـي محافظة "أبين" والاعتداء على إحدى الوحدات العسكرية الجنوبية، وذلك عقب توقيع الطرفين على اتفاقيـة "العهد والاتفاق" في العاصمة الأردنية، وكيف بذلا الشيخين "سنان أبو لحوم" و "مجاهد أبو شوارب" جهوداً مخلصة في احتواء التصعيد العسكري على الجنوب من قبل نظام صنعاء.

وفي هذه الحلقة يوضح "العبدلي" كيف واجه الجنوبيون آلة الحرب المدمرة، التي شنها وفرضها عليهم نظام صنعـاء، وكيف تعاطف الأشقـاء الخليجيون مع "الجنوبيين" الذين لاجئو إليهـم، بعد اجتياح قوات صنعاء حدود الأراضي الجنوبية، أثناء الحرب المشئومة عام 1994م.

اغتيال مشروع الوحدة السلمية

يقـول "العبدلي".. عقـب توقيـع اتفاقيـة "العهـد والاتفاق" وقيـام لواء "العمالقة" التابع لنظام صنعاء بالانتشار في "أبيـن" والاعتداء على إحدى الوحدات العسكرية الجنوبية، أجرى "البيض" سلسلة لقاءات متواصلة مع كل الأطراف والأحزاب السياسية والشخصيات والوجاهات الاجتماعية، التي حرص من خلالها إلى منع الكارثة وتفادي السقوط في مستنقع الحرب، بعد أن كان نظام "الجمهورية العربية اليمنية" كما يعرفه الجميع، قد رسم المخطط وحسم أمره على تفجيرها، بعد أن استنفذ كل وسائل التحرشات والمضايقات والاغتيالات التي استهدفت الكثير من القيادات والشخصيات والكوادر الجنوبية.

وفي الحقيقة لم يكن الجنوب مستعداً للحرب إطلاقاً، وأتذكر أنه قبيل اندلاع الحرب، التقى "البيض" ببعض القادة العسكريين الجنوبيين، وقال لهم.. تعرفـون مدى استعداد نظام صنعاء لاجتياح الجنوب، لكن أحد القـادة العسكريين قاطعه قائلاً: "كنا نطالبكم من زمان "يا رئيس" بأن تلتفتوا إلينا وتمدونا بالسلاح وتجندوا الرجال، ولكنكم تجاهلتمونا طوال تلكم الفترة"، ورد "البيض" عليه: كُنـا لا نريد أن نترك لـ "علي عبدالله صالح" ذرائع وحجج بأننا دعاة حرب، غير أن أحد الضباط الجنوبيين أكد حينها "للبيض" بأن الجاهـزية القتالية لقواتنا المسلحة الجنوبية لا تزيد عن 40%!!.

عموماً.. عندما حلت الكارثة وأقـدم نظام صنعاء وشركائه من القبائل والموالين له، بشن حربهم الشعواء ضد الجنـوب وأهله، دفع بالرئيس "البيض" التعامل مع هذا التصعيد بسياسة الأمر الواقع الذي فرض عليه لمواجهته، وأتذكر لحظتها، أنه وبعد عشرة أيام من اندلاع المعارك، اجتمع "البيض" بالمكتب السياسي في العاصمة عدن، وأقر توزيع المهام على أعضاء المكتب السياسي لمتابعة ومواجهة تطورات الوضع، والإشراف على المناطق التي كانت تدور بداخلها الحرب، وقـد كلف حينها "البيض" بالإشراف على محافظتي حضرموت وشبوة.

"الحريوة" التي سلموها

وأود التنويه هنا وبكل أمانة وصدق، بأننا كنا نعيش في صنعاء بعـد الوحـدة، وخصوصاً خلال مرحلة الأزمة السياسية في ظروف بالغة الصعوبة، لاسيما في جوانب مهمة للإنسان، حيث لم يتم توفير لنا كجنوبيين أبسط قواعد الحياة الكريمة، وكنا نلتمس بأن نظام صنعاء لا يفهم معنى الوحدة ولا يحرص عليها، بخلاف حرصنا عليها، بل دأب يمارس أساليب مستفزة تحاول النيل من كرامة كل جنوبي، وهي أساليب لا يمكن القبول بها، ناهيكم عن تسكيننا في منازل إيجار، وحين بدأت الأزمة السياسية تتوالى تداعياتها، كان المؤجرون الشماليون يمارسون علينا وسائل الابتزاز والاستفزاز، وبطريقة يمكن تسميتها بالاصطفاف غير المسبوق والممنهج ضد المواطنين الجنوبيين.

وبلغت ذروة تلكم الاستفزازات حين تم التقطع لسيارة أولاد "البيض" في صنعاء، أثناء طريقهم إلى المدرسة الخاصة في مبنى جامعة صنعاء الجديدة، على الرغم من معرفة الأمـن بأن السيارة التي أوقفوها، تتبع نائب رئيس الجمهورية، لكنهم عمدوا إلى إيقافها بالقوة وتمزيق "ورق العاكس" من على زجاجاتها، بحجة أن اللاصق الزجاجي ممنوع تركيبه، وفق قرار رئيس الوزراء المهندس "حيدر أبو بكر العطاس" وهـو القرار الذي كان قد أصدره عقب الوحدة مباشرة، واستثني تطبيقه على سيارات الرئيس ونائبه ورئيس الوزراء، ووزيرا الدفاع والداخلية، لكن كان الهدف من ذلك السلوك هو استفزاز "البيض" وكل جنوبي حر، وهي رسالة واضحة أرادت عناصر الأمن المركزي إيصالها "للبيض" عبر أطفاله، وبمثابة سلوك عدواني لا يخدم الوحدة، بقـدر ما تهدف دلالاته إلى تعكير صفو الأمن والاستقرار لدى الجنوبيين في الشمال.

وأتذكر أيضاً أن هناك حواراً دار بين أحد الأصدقاء مع أحد الشماليين في صنعاء، وتحدث ذلك الصديق معاتباً موقف الشمالي المؤيد لشن حرب ضروس ضد القيادة الجنوبية، فكان جواب الشمالي صاعقاً، حين رد "وصلتم الحريـوة وتريدون تنشطرون" والمقصود بــ "الحريوة" أي العروسة، أي بمعنى إننا قمنا بتسليم الجنوب كعروسة، ونريد فصلها الآن، فرديت عليه: "وهل مطالبنا بقيام دولة نظام وقانون ومواطنة متساوية، وغيرها من المطالب التي تخدم الوطن والمواطن، وتسمح للجميع أن ينعموا تحت ظلها بخير وأمان، تعتبر خطاءً"، وكان جوابه مستهزئاً على كلامي: "أنت من يافـع وقبيلي وإيش عـاد طرحت للقبيلة ورجالها"، للأسف أقـول، كانت هذه نماذج من العقليات القاصرة في الشمال، حيال دولة الجنوب بعد أن تحققت الوحدة.

مواقف الأشقاء الخليجيين حيال الجنوبيين

بعد 70 يوماً مـن عمر الحرب التي أفضت تداعياتها المشئومة إلى اجتياح الجنوب برمته، من قبل الجيش الشمالي وحلفائه من القبائل، غادرنا إلى الشقيقة "سلطنة عمان" واستقبلنا الأشقاء هناك بكل حفاوة وتقدير ومحبة، ومكثنا في ضيافتهم نحو أكثر من شهر، قبل أن نغادر إلى الشقيقة "الإمارات العربية المتحدة" التي استقبلت عـدداً كبيراً من الجنوبيين وأسكنتهم في مجمع "بني يأس" وهو مجمع شيدته الإمارات للأشقاء الكويتيين الذين طردهم وشردهم من أرضهم نظام "صدام حسين" حين أقـدم بفعلته الشنعاء عام 1990م، على احتلال أراضي دولة الكويت خلال حرب الخليج الثانية، "وما أشبه الليلة بالبارحة" حين سلك نظام صنعاء ذات المسلك بلجوئه إلى حسم الأمور بالقوة وبنفس الطريقة العنيفة التي مارسها النظام العراقي حيال شعب الكويت، وأعتقد بأن الجنوبيين حين يطردون من أرضهم قسراً، سوف يتلاشون وينتهون كالهنود الأحمر، لكنه دون أن يعلم صدق المقولة التي تقول "ما يضيع حق وبعده مطالب".

وحين غادرنا إلى دولة الإمارات الشقيقة، استقبلنا الأشقاء أيضاً بكل حفاوة وترحاب، وهو موقف يجعلنا الآن نسجل كل شكرنا وتقديرنا لهم، لأنهم لم يبخلوا معنا طيلة فترة ضيافتنا عندهم، ووفروا لنا السكن والغذاء وبعض الخدمات والمتطلبات الأخرى، بالإضافة إلى تضامنهم مع قضيتنا، وتعاطفهم مع حقنا المسلوب.

انقطاع اتصالاتنا مع "البيض"

منذ مغادرتنا ولجوؤنا في أول مرة إلى "سلطنة عمان" وبعدها إلى دولة "الإمارات" انقطعت اتصالاتنا بالرئيس "علي سالم البيض" ولم يعد هو يتواصل معنا، ربما لأنه شعر بالإحباط واليأس، وشعر بأن معظم الذين كانوا يدقون له صدورهم قد خذلوه، لهذا كنا أنا وزملائي في بلاد المهجر نلتمس له العذر، ولكن الشيء الذي كان يحز في نفوسنا، بأننا قمنا بإجراء عدة اتصالات مع قيادات جنوبية أخرى، شرحنا لهم بعض الصعوبات التي بدأنا نواجهها، ومن إشكالية عدم اعتمادنا من ضمن كشوفات الذين كانوا يتحصلون على مساعدات مادية تعينهم على مواجهة متطلبات الغربة ومتاعبها، ناهيك عـن ظروفنا الخاصة في الخارج ومسؤوليتنا تجاه أسرنا بالداخل، والتي جعلت البعض منا يعود مضطراً تحت ضغط الظروف المادية الصعبة التي كنا نعيشها بالخارج، وبسببها جعلت معظمنا يعيش "عالة" على المغتربين من أهلنا هناك.

وعندما قدم لنا الأشقاء في دولة "الإمارات" مبلغ مالية، غادرنا إلى "القاهرة" وتمكنا من التواصل مع قيادات جنوبية بارزة، وقلنا لهم بأننا لم نستلم المساعدات المقررة لنا، كبقية "المشردين" اللاجئين من أبناء الجنوب في بعض دول الأشقاء، وتحصلنا على وعد منهم بأنه سيتم النظر في أوضاعنا، ولكن للأسف شارف عام 1995م على الانتهاء، ولم يتم اعتمادنا ضمن قوائم اللاجئين، ولا نعلم إن كان هناك شخص غيرنا كان يستلمها بدلاً عنا، مع أن هـذا الأمر جائز، ولكننا لا نستطيع أن نتهم أحـداً، وستظل حقوقنا أمانة في أعناقهم، لأننا تحملنا على كواهلنا الكثير من الديون لبعض من تعاطفوا معنا وأحسنوا إلينا خلال فترة غربتنا بالخارج.

استعادة "الجنوب" هدفنا الوحيد

وللأسف.. وأقولها بكل حزن ومرارة، لقد عشنا في بعد الوحدة في ضنك العيش والفقر، ونحن كنا نتعشم منها الخير للجميع، وحين غادرنا صنعاء كنا غارقين بالديون بعد طردنا من أعمالنا، بخلاف القادمون إلى عدن، الذين نهبوا كل شيء، وباتوا يعيشون اليوم في ثراء فاحش، وأصبح ما يمكن وصفهم بالمحتلين والغزاة الذي شنوا الحرب على الجنوب، ودمروا الوحدة السلمية الحقيقية وقضوا عليها في المهد قبل أن ترى النور، واستولوا على مساكن وملكوها لأنفسهم بعد الوحدة والحرب، وأصبحوا بفضل سياسة النهب والفيد التي انتهجوها حيال ثروات وممتلكات الجنوب، بعـد حرب 1994م من الأثرياء والسلاطين، ولم يكتفوا بذلك بل أذاقوا أخواننا في الجنوب مرارة الذل والمهانة، وشردوا من شردوا، وبقى تحت رحمتهم من بقى، ومارسوا وسائل الإقصاء والطرد القسري بحق الآلاف من الجنوبيين الذين استبعدوهم من وظائفهم، وجرعوهم حجم القهر والذل والغبن، بل وتمادوا في القضاء على كل ما كان يحلم به الجنوبيون من تحقيق مشروع دولة حديثة تلحق بركب الدول المتحضرة التي تضع في نصب اهتماماتها التنمية والتعليم والصحة والمستقبل والعدالة والحرية والمواطنة المتساوية.

لهذا فإنني أنظر بأنه من حق الجنوبيين اليوم بأن يناضلوا ويتمسكوا بخيارهم على استعادة وطنهم المسلوب "الجنوب" ذلكم الحلم الذي سيبقى حياً في نظر كل جنوبي حر، بعد أن كانت الوحدة أمامه بالأمس حلمه الكبير، وحولها نظام صنعاء إلى كابوس دمر وشوه فيها كل المعاني الجميلة، وقتلها في نظرنا تماماً، ولم يترك أمامنا خياراً آخراً سوى الحصول على أرضنا ودولتنا، بنفس الطريقة السلمية التي دخلنا بها الوحدة قبل أن يغدر بنا.
البقية العدد القادم....
  رد مع اقتباس
قديم 09-23-2011, 05:13 PM   #3
المنبعث
حال نشيط

افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حد من الوادي [ مشاهدة المشاركة ]

الحلقة الثانية : العبدلي يشرح تفاصيل إجبار البيض على إعلان الإنفصال

بتاريخ : الأربعاء 14-09-2011 02:23 صباحا

شبكة الطيف - كتب/ جهـاد جميـل محسـن

فـي «الحلقـة الأولـى» مـن الحـوار المفتوح مع «فضل محمد العبدلـي» المرافـق الإعلامي للرئيس الجنوبي «علي سالم البيض» تطرق إلـى اللحظات الأولـى التي شهـد وصـور فيها زعيما «الشطرين» وهما يرفعان علم الدولـة الموحدة فـي سماء العاصمة عـدن،



ومشاعر الفرحة التي انتابته حين تحقق منجز الوحدة، بالإضافة إلى بعض مواقـف وأراء «البيض» حيال ما شاهده بعد تحقيق الوحدة من فوضى وازدواج الوظيفة فـي المحافظات الشمالية، وحفاوة الاستقبال الذي حظـي بـهِ خـلال زيارتـه إلـى محافظـة صعدة.

وفـي هـذا الجـزء يواصـل «العبدلـي» الحديث عـن بعـض ما يتذكره مـن وقائـع ومواقـف شاهدها خـلال مرافقته للرئيس الجنوبي، وكيف كانت مواقـف «البيض» ورددوه العقلانية خلال تعاطيه مع الأزمـة السياسية التي أفضت نتائجهـا إلـى اجتياح المحافظات الجنوبية فـي حـرب 1994م.

ونؤكـد فـي «القضيـة» أن الهدف من تناولنا وتوثيقنا لمثل هكـذا مواضيع والاستماع لحوارات مع شخصيات وموظفين كانـوا مقربيـن من الزعماء الجنوبيين، هو تسليط الضوء عن حجم المعانـاة والأوضـاع الصعبة التي أضحـى يعيشها هـؤلاء، وكيف أصبح مصيرهم بعد أن انقلب نظـام صنعـاء على كل اتفاقيات الوحـدة، وشـن حربـه على الجنوب، وتقديـم مقارنة لبعض تلكم الشخصيات الجنوبية التي كان ينبغي لهـا أن تعيش اليوم فـي نعيم ورفاهيـة وعيـش رغيـد، فـي الوقت الذي لا يزال فيه حـراس وخـدم القصر الجمهـوري فـي صنعاء، يعيشون مكانة الأمراء والأثرياء.

شعبية (البيض) في الشمال

يواصل «العبدلـي» حديثه في هـذا الجزء قائلاً: كُنت في العدد السابق أشرت في كلامي إلى الزيارة التي قام بها «البيض» إلى محافظة صعدة، بعد تحقيق الوحدة مباشرة، والهدف من ذلك هو الإشارة إلى مدى الشعبية الواسعة التي كان يتمتع بها في المحافظات والمناطق الشمالية، وإظهار حجم الحفاوة والقبول التي كان المواطنون البسطاء في مناطق الشمال يستقبلونه خلال كل رحلة كان يقوم بها لزيارتهم والاطلاع عـن أوضاعهم.

ولاشك من هـذا أن «البيـض» كان محـل تقديـر واحترام المواطنين البسطاء في المحافظات الشمالية، وذلك قبل أن يكرس نظام صنعاء في أعقاب حرب 1994م، كل وسائل الإساءة لسمعته الوطنية الطيبة وتشويها أمام مواطني المحافظات الشمالية، وعمل مع بروز الأزمة السياسية إلى تسخير خطاباته السياسية ومختلف قنوات إعلامه إلى استخدام لغة الخيانة والردة والتجريح لشخصه، ومن تأليب الرأي العام في المناطق الشمالية ضده، وزرع بذور الكراهية والأحقاد بين مواطني «الجنوب والشمال» حين بلغت إلى حـد توظيف الدين في تكفير وهدر دماء الجنوبيين، واتهامهم بالشيوعية والخيانة والانفصال، بغية كسب التأيد الشعبي لدعمه في شـن حربه على الجنوب، على الرغـم من أن «البيض» كان زعيم دولة يمثل شعب، وشريك أساسي في صناعة الوحـدة، ولأجل ذلك تنازل عن منصبه، وسلم مقاليد دولته بكامل مؤسساتها وثرواتها، وتنازل عـن الكثير من أجل أن تتحقق منجز دولة الوحدة، ليصطدم بعد ذلك بواقع التهميش والإقصاء، وتعنت نظام صنعاء الذي أراد أن يحكم البلاد ويبقيها بعقليته الشمولية، ولم يفي أو يلتزم بكل الاتفاقيات والبنـود التي أعلنت بموجبها دولة الوحدة، وظل يماطل ويسوف في تنفيذها، ويخفي نوايا مبيته في الانقضاض على كل مكونات الجنوب وطمس هويته واستلاب ثرواته ومرتكزاته الأساسية، لهذا كان من البديهي أن يتخـذ «البيض» ذلك الموقف كنتيجة حتمية فرضته عليه معطيات تلكم المرحلة.

بالاعتكاف واجه الأزمة السياسية

عندما تأصلت قناعة «علي سالم البيض» بان «علي عبدالله صالح» لا يريد أن ينفذ كل اتفاقيات الوحدة وقرارات مجلس الرئاسة التي كان يتخذها الطرفين، تولدت لديه حالة من اليأس والإحباط، وتوصل إلى قناعة من عدم جدية وجدوى التفاهم مع «علي عبدالله صالح» واختار أن يعتكف في منزله بصنعاء، ولم يتخذ سلوكا مضادا لمواجهة الحملة الإعلامية التي بدأت تمهدها وسائل إعلام صنعاء، وبحسب تعبير كاتب سياسي مخضرم قال لي، أثناء بروز الأزمة السياسية، أن اعتكاف «البيض» والتزامه بالصمت هـو نوع من الاحتجاج الحضاري الذي من خلاله يوصل رسالته بعدم رضاه وقناعته عن ما يفعله الطرف الآخر، وهو التزام سلمي قام به «البيض» بعيداً عن استخدام وسائل التهديد والوعيد باستخدام القوة أو اللجوء إلى التصعيد الإعلامي في التعاطي مع الأزمة بينهما.

وأتذكر بأن «البيض» رفض ولأيام عديـدة خلال فترة اعتكافه بمنزله، استقبال كل من كان يطلب زيارته أو الالتقاء به، وحين بدأ باستقبال زواره، فكان بحسب ما أعتقـد، أول من استقبلهم هم الشيخ «سنان أبو لحوم» والأخوين «حيدر أبوبكر العطاس» و«سالم صالح محمد»، ثم توالت زيارات بقية القيادات السياسية الأخرى.

مخارج للأزمة رفضها نظام صنعاء

وبعد حوارات ومداولات طويلة مع الشخصيات الوطنية التي كانت تزوره في منزله، تم الاتفاق على بعض النقاط التي كانت تؤرق تفكير «البيض» وبسببها لزم منزله ولم يبارحه، وهي شروط تم الإعلان عنها في ذلك الحين، وتتلخص بحسب ما أتذكره، هـو البدء الفوري في تطبيق اتفاقيات الوحدة وبعض القرارات الهامة منها، الأخذ ببعض الجوانب المتفق عليها في بنود اتفاقية الوحدة، مع الاستفادة بما هـو الأفضل من القوانين والقرارات الإدارية التي كانت تطبق بين الدولتين خلال مرحلة التشطير، وأن يكون للقضاء استقلالية كاملة باعتباره المرتكز الأساسي لبناء أسس نظام الحكم، ودمج المؤسسات العسكرية والمدنية في إطار منظومة قوانين وقيادة موحدة، وتوحيد العملة النقدية التي لم تتوحد وقتها، وعلى أن تكون العملة الأساسية المتداولة في دولة الوحدة هي «الدرهم» بدلاً من «الدينار» الذي كان يتداوله المواطنون في الجنوب، و«الريال» في الشمال، وتم الاتفاق أيضاً على إصدار قرار سياسي بتشكيل لجنة لإنهاء «الثارات» في المناطق الشمالية، وأن تتحمل الدولة تكاليف «الأرش» والديات ومعالجة هذه القضية وإغلاق ملفها بشكل كامل وعاجل، بالإضافة إلى إصدار قانون يمنع حمل وتداول السلاح في العاصمة صنعاء وكافة المحافظات اليمنية، والذي لم ينفذ حتى الآن، وتطبيق نظام «الخزانة العامة» التي كان يطبق في دولة الجنوب سابقاً -وهـو بحسب علمي- نظام اقتصادي «بريطاني» يحول دون وصول الفاسدين ولصوص الأموال العامة من الانتفاع بها لمصالحهم الخاصة، وغيرها من القضايا الجوهرية والشروط الطبيعية التي تصب في مصلحة الوطن والمواطن، لكن نظام صنعاء لم يبدي حيالها نوايا سليمة ولم يبادر حتى في تنفيذ جزء منها، الأمر الذي دفع «البيض» مجدداً إلى مواصلة اعتكافه حتى يتم تنفيذها، ولم يلجأ إلى خيارات أخرى من شأنها تصعيد الأزمة، حرصاً منه لعدم انزلاق البلاد إلى إشكاليات وحروب كراثية، لكنه وجد نفسه في مواجهتها بعد إعلان الحرب على المحافظات الجنوبية، والانقلاب على كل بنود واتفاقيات الشراكة بدولة الوحدة.

سخرية من مواقف شريفة

على غـرار ذكر نظام «الخزانة العامة» الـذي هـو في الحقيقة نظام اقتصادي ناجح يفضي إلى توفيـر عائـدات واسعة لمصلحة الاقتصاد الوطني، تحضرني الذاكرة الآن، إنه من خلال أول زيارة قـام بهـا «البيـض» لعـدد من المحافظات الشمالية بعد إعلان الوحـدة مباشرة، كان برفقتنا مسؤول مالي ينتمي لإحدى المحافظات الشمالية ويلقب «بالثلايا» كانت بحوزته عهـدة مالية يشرف بموجبها على صرف النثريات لمرافقي «البيض»، وعند عودتنا إلى العاصمة صنعـاء، تبقى لدى هـذا المسؤول المالي مبلغاً لم يصرف خلال الرحلة، وفي صنعاء طلب مني هذا المسؤول مقابلة مدير مكتب «البيض» لأن عنده مبلغاً فائضاً يريد تسليمه إياه ليقوم بدوره تسليمه للنائـب، طبعاً من باب الفضول سألته عن حجم المبلغ، فـرد (1.300.000) ريـال، ولأنها كانت عهدة باسمـه، قلت له: لماذا لا تورده للخزانة العامة، ضحك بوجهي وقـال بلهجته الخاصة «ما بلا هـذا كان عندكم في الجنوب، ونحنُ عندنا في الشمال المال الذي يخرج من الخزانة لا يعـود»، وعندما تم إبلاغ «البيض» بذلـك الأمـر، طلب منا وبأمـر حاسم منه على إعادة المبلغ إلى خزينة الرئاسة فوراً، حينها كان يتواجد معنا بعض الإخوة الشماليين، وعلقوا على موقف «البيض» بالقول، «لماذا الأستاذ لا يصرف المبلغ علينا» فـرد عليهم ضابط جنوبي من حرس «البيض» هـذه فلوس دولة، لكنهم بادروه بالسخرية والضحك.

تفاقم الأزمة وبداية شرارة الحرب

طبعاً بعد تفاقم الأزمة وبلوغ الخلاف ذروته بين «البيض» و«علي صالح» بسبب موقف الأخير الرافض على تنفيذ شروط الاتفاق بينهما، ذهبت جميع الأطراف والقوى السياسية الأخرى، إلى العاصمة الأردنية «عمان» للتوقيع على وثيقـة «العهد والاتفاق» التي أشرف عليها العاهل الأردني الراحل «حسين بن طلال» بغية تجنيب البلاد من السقوط في ويلات الحرب والدمار، سيما وأن طبول الحرب بدأت تقرع في منطقة «حرف سفيان» عندما تم التحرش بإحدى الألوية العسكرية الجنوبية المرابطة في المنطقة.


وفي «عمـان» كُنت أمكث في جناح الرئيس «علي سالم البيض» جاء أحـد الدبلوماسيين الجنوبيين ليخبر «البيض» بأن لواء «العمالقة» التابع لنظام صنعاء، قـام بالانتشار في محافظة «أبيـن» واستهداف أحـد الوحدات العسكرية الجنوبية.


حدث ذلك بالطبع بعـد توقيع الوثيقـة من قبل الطرفين، الأمر الذي أغضب «البيض» وقام باستدعاء كل من الشيخ «سنان أبو لحـوم» والشيخ «مجاهد أبو شـوارب» اللذان كانا متواجدين معنا في قصر الضيافة الملكي في الأردن، وأبلغهما بأخر التطورات الميدانية في اليمن -والشهادة لله- ان الشيخان «سنان ومجاهد» بذلا جهوداً مضنية متواصلة في احتواء الموقف، وهما يحظيان بقبول وحفاوة واحترام من قبل الرئيسان «علي سالم البيض» و«علي عبدالله صالح» وقاما بما يشبه بالرحلات المكوكية أثناء تنقلهما ذهابا وآياباً بين جناحي «البيض» و«علي صالح» بدافع من الحرص والإخلاص للسيطرة على الأوضاع، وتجنيب البلاد من السقوط في المنزلق الخطير الذي ساقه إليه ومهد لـه نظام صنعاء، ولم تفلح جهود الشيخين بأي حلول مجدية، وساد التوتر في بهو القصر وانشقت بعثة الطرفين إلى شطرين، وبدأت الاتهامات توجه لكل الأطراف، وكان «البيض» ومرافقيه حينها، يتلقون تفاصيل أخر التطورات الميدانية من أحد الشخصيات الجنوبية التي كانت على اتصال مباشر مع القيادة الجنوبية في الأردن، أعقب ذلك قيام «البيض» بزيارة المملكة العربية السعودية، ولـم أتمكن مـن معرفة أسباب هـذه الزيارة.
البقيـة العـدد القـادم،،،

صحيفة القضية

الجزء الاول على الرابط التالي

http://www.al-teef.com/news.php?action=viewid=7468

الاخوه النشر هل ممكن تطرحون لنا اتفاقات الوحده التي تمت على اساسها توقيع الوحده ليعرف شعب الجنوب من من الطرفين الذي لم يلتزم بالوحده و عام90 و اتفاقاتها لاننا قد عشنا 22 سنه لانعرف شي عن اتفاقية الاستقلال التي وقعت في جنيف و بعها نشرتها صوت العمال عام1992 فاذا بها اتفاقية خونه يبيعون وطنهم الجنوب بلا ثمن والا من يكتب في وثيقة الاستقلال و في فقرات فقرات اكثر من مره عبارة (نظرا لضيق الوقت) اي وقت ضيق و لماذا ضيق ؟؟؟؟ بل هي الخيانه التي درجوا عليها البيض و شلته وعليه ارجو من الجميع او ممن يعرف نشر اتفاق الوحده وشكرا لكم
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas