المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > سياسة وإقتصاد وقضايا المجتمع > سقيفة الحوار السياسي
سقيفة الحوار السياسي جميع الآراء والأفكار المطروحه هنا لاتُمثّل السقيفه ومالكيها وإدارييها بل تقع مسؤوليتها القانونيه والأخلاقيه على كاتبيها !!
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


لإن هذه المشاركة تفضح حراكه البائس قام بحذفها ؟!

سقيفة الحوار السياسي


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-29-2014, 08:28 AM   #1
يماني وشامخ كياني
حال قيادي
 
الصورة الرمزية يماني وشامخ كياني

افتراضي لإن هذه المشاركة تفضح حراكه البائس قام بحذفها ؟!


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بعد ان عجزنا في إيصال الشكوى لإدارة السقيفة

وبعد قيام المشرف الاخ حد من الوادي مشرف سقيفة الاخبار السياسيه

قام المذكور بحذف العديد من المشاركات ومنها مشاركة ( الحراك الهمجي )

في ظاهرة معيبه تكررت كثيرا وصمتت عنها الادارة في محاوله بائسه منه الى جرنا للعمل بالمثل

بل ان اعماله الصبيانيه زادتنا قوة وحضور وتواجد ومنحناه

اكثر حرية في سقيفة الحوار السياسي

لإننا نراعي المسئولية والامانه لذا ننقل لكم المشاركة في سقيفة الحوار السياسي ..

ولن يفلح هذا المشرف البائس في طمس الحقيقة عن اعين الحلان والزوار

والشعب اليمني في جنوب الوطن وشماله

لإننا في الطريق القويم ان شاء الله ضد الشر والفساد والتشظي والانفصال

ومثل اعماله لاتدعوا سوى للكراهية والعنف والفوضى والانقسام







.................................................. ..................................

الحراك الهمجي






البيضاء برس










استمعت قبل شهور إلى أحد المتحدثين اليمنيين في قناة BBC البريطانية, حرص في ذلك اللقاء
على تقديم الحراك الجنوبي بأنه أفضل ما شهدته اليمن من أحداث في تاريخها, من حيث سلميته ومطالبه
المشروعة وقيمه العالية النبيلة, وأزعم أنه قال ما قاله مخلصاً ومقتنعاً به,
ولكن ما لبثت الأيام القليلة التي تبعت ذلك اللقاء أن أثبتت للبقية الباقية التي تتعاطف مع ذلك الحراك أنهم
وبدون أن يشعروا - باتوا يؤيدون عصابات متعددة المذاهب والمشارب والأهواء, مما جعل هؤلاء المتعاطفين في الخليج
والدول العربية والمهجر يترددون ويتراجعون عن مواقفهم السابقة, فالمظاهرات السلمية تحولت إلى مظاهر عنف هتكت الحرمات
وخربت الممتلكات وأفسدت مشروعات البنية التحتية وأربكت المستثمر وجعلته يتجه صوب تعز والحديدة اللتين تتميزان
باستقرار وسلم اجتماعيين دائمين, وجعلت المستثمر الوطني والأجنبي الذي كان ييمم صوب حضرموت يغير رأيه ويتجه
صوب عدن والحديدة وتعز, بعد أن تغلغلت تلك العصابات وأولئك الهمج حتى في أوساط المجتمع الحضرمي المسالم الحريص
دائماً على أمن مجتمعه واستقراره, ومن المعروف أن التصوف الحضرمي جنبها حمامات الدم أيام حكومة البطش الاشتراكية
ولكن بدأت خلايا القاعدة تتواجد في ربوع هذه المحافظة الواسعة بتواجد الحراك
فبدأت تمسخ القيم المسالمة التي نشأ المجتمع الحضرمي عليها وترعرع وهو يؤمن بها, وظهرت القيم
التي تحض على العنف والقتل والسلب والكراهية المناطقية, وهي قيم سلبية تظهر كنتيجة طبيعية لظهور
تلك الحركات كالقاعدة. الشيء الذي يطمئن الجميع أن أبناء حضرموت انتبهوا لهذا المنزلق واختفت مظاهر
الفوضى والسلب والنهب التي كانت قد بدأت فيها, وبقيت مظاهر الهمجية - وكما هي العادة - في مناطق الضالع ولحج
وأصبحت التصرفات التي تصدر عن رعاع الحراك لا تمثل مناطق أخرى.

لقد أصبح الكثير وهم يتعاطفون مع الحراك وأمسوا وهم يعلموا أنه قد تحول إلى مجرد عصابات لقطع الطرق ونهب المسافرين
وترويع الآمنين, وهذه السمعة الكريهة ابتدأت عندما سمح الحراكيون للقوى المعادية للأمن والاستقرار بالانخراط في صفوفهم
تلك القوى المتطرفة التي تصطاد في الماء العكر, مثل عناصر القاعدة وأولئك
الأفراد الموتورين من الوحدة التي هدمت صروح أحلامهم وعصفت بمصالحهم الشخصية الضيقة
وهكذا افتقد الحراك الجنوني لأهم الصفات التي كان يفاخر بها قادته, فقيادة الحراك تقول
شيء ولكن تلك الجماهير الذين تظهر في شوارع المدن تخذلها وتمارس تصرفات خرقاء تجعل الحراكيون يظهروا للعالم بمظهر
قطاع الطرق والآذنان والأعضاء التناسلية والحرث والنسل ونشر ثقافة الكراهية والبغضاء والمناطقية
التي تهدد أمن واستقرار اليمن, وبالتالي المحيط العربي والإقليمي.
إن الحراك الجنوبي في بداياته كان حراكا يُخشى منه على مستقبل اليمن والإقليم, كان يمثل تهديداً مباشرة للوحدة
وأسسها ولليمن عامة والمجتمع الدولي, ولكنه لم يعد كذلك بعد الآن, كونه تحول إلى تجمع يضم المجرمين والمختلين
والهمج والمعارضة والقاعدة, وأصبح الخوف من الحراك يتمثل في الخوف من قطع أذن
مواطن برئ أو عضوه التناسلي, بعد أن كان الخوف من هذا الحراك في السابق يتمثل
في قطع أوصال الوطن وتمزيق عرى وحدته واستقراره.
لقد أصبح الحراك الهمجي يتركز في مناطق محددة ومعروفة في الضالع ولحج, وأصبحت هذه المناطق
مأوى ومرتع ومستقر لقطاع الطرق والمنحرفين والمجرمين مثلها مثل بعض المناطق (وأقول بعض المناطق)
في صعده والجوف فيما مضى, ولكن الفارق أن أبناء تلك المناطق في الجوف لم تمتد أيديهم قط لتهتك حرمة مواطن
أو تقطع أذنه أو عضوه التناسلي كما حدث في لحج والضالع, لأنهم يعلمون
تماماً أنهم ليسوا بوحوش حيوانية أو قطعان برية.




التعديل الأخير تم بواسطة يماني وشامخ كياني ; 10-29-2014 الساعة 09:16 AM
  رد مع اقتباس
قديم 10-29-2014, 08:29 AM   #2
يماني وشامخ كياني
حال قيادي
 
الصورة الرمزية يماني وشامخ كياني

افتراضي

سيتم نقل الاخبار السياسية في سقيفة الحوار السياسي

الى ان ترى و تنظر الادارة حلاً لتصرفات المشرف الانفصالي ( حد من الوادي )

قيامه بدمج المشاركات بطريقه صبيانيه غير مهنيه لغرض التطفيش والاقصاء

http://www.alshibami.net/saqifa/showthread.php?t=138673
  رد مع اقتباس
قديم 10-29-2014, 08:00 PM   #4
يماني وشامخ كياني
حال قيادي
 
الصورة الرمزية يماني وشامخ كياني

افتراضي


(6) أخطاء فادحة للحراك جعلت مشروع الانفصال مستحيلاً

كتب: نزار العبادي -



نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



قد يكون البعض محقاً في وصفه للسياسة بأنها "لعبة"، لكن من الغباء أن لا يلعبها كما لعبة الشطرنج، لأنها الوحيدة
التي لا يمكن أن تكسبها إن لم تضع في حساباتك بأن خصمك أذكى منك... لذلك كان "الحراك" يشق طريقه بسرعة البرق
لأن أحداً لم يكترث لنبض الشارع "الجنوبي" وهو يزداد خفقاناً على إيقاع الهتافات، والشعارات، والمهرجانات التعبوية..
ولنفس السبب أيضاً وجد "الحراك" نفسه في مأزق كبير لأنه هو الآخر لم يعمل بالمثل الشعبي اليمني:
(لا تأمن الدولة ولو كانت رماد)!


ما دمت سأتحدث عن "أخطاء فادحة" للحراك، لابد أن ألفت الأنظار أولاً إلى أن هناك خطأ لا يقل فداحة عن أخطاء الحراك
ارتكبه الحزب الحاكم وهو أنه رغم حديثه عن (ثقافة كراهية) تجاهل أن "الثقافة" لا تواجه إلاّ بـ"ثقافة"، وأن الإعلام هو السلاح الثقافي
الأشد فتكاً في العالم، لكن الإعلام ظل الغائب الوحيد عن ساحة المواجهة، ولم يدخلها إلاّ قبل شهر ونصف تقريباً، وبأدوات هزيلة
بدأت تتحدث عن وجود "مؤامرة" في الجنوب، كما لو كانت قد اكتشفها لأول مرة.. في الوقت الذي كان "الحراك" قد عمل على مدار أكثر
من عامين ونصف على ترسيخ ثقافة الكراهية، وانتهى من اقناع الرأي العام بأن "نضاله سلمي"..!


ومع أن اليمن حتى هذه اللحظة لم تشهد حرباً مسلحة، لكن هناك (حرب تعبوية) ضارية فجرها "الحراك" و"المشترك"
كل بأسلوبه الخاص- وظلا يصولان ويجولان في الساحة الجنوبية بمفردهما دون أن يجدا أي تعبئة مضادة: تفند خطابهما
أو تدافع عما يهاجمان، أو تعبيء بثقافة مغايرة، أو تتناول إعلامياً ما كان يدور على الساحة بأي أسلوب كان يخدم مصالح اليمن
أو حتى يخدم مصالح الحزب الحاكم أو النظام.. وحتى بعد أن بات الجميع مدركاً أن الحرب (تعبوية)، وإن "الحراك" يستثمر
خبرات عناصره في الحرب النفسية، وبث الاشاعات، وغرس ثقافة الشك، التي تدرب عليها في أفضل المدارس الأمنية
لدول المعسكر الاشتراكي قبل الوحدة، لكن الحزب الحاكم ظل يقف في نفس المربع، ولم يكلف نفسه عناء البحث
عن أدوات إعلامية تحترف (الإعلام السياسي)، وتخوض غمار الحرب النفسية (التعبوية)..


* أخطـــاء الحـــراك الفادحــــة:

إن عدم متابعة النخب السياسية لحيثيات "الحراك الانفصالي" منذ بدايته، وجهلها بالكثير من الأحداث الميدانية جعلها غير دقيقة
في كثير من الأحيان في تكهناتها لمستقبل "الحراك"، ومدى خطورته على الوحدة اليمنية.. فالحراك ارتكب أخطاء فادحة جداً جعلت
من إمكانية بلوغه ما ينادي إليه مسألة صعبة للغاية، بل ومستحيلة، لكونه لم يتعاط مع أبجديات الواقع
وقفز فوق الكثير من الحسابات، وهو ما سنستعرضه فيما يلي:


* أولاً- تقاطع أجيال الحراك
إن كبرى أخطاء الحراك الانفصالي هو أنه لا يسمح للقيادات الشبابية بالوقوف في الصدارة، وعمل عوضاً عن ذلك على إعادة قيادات
"مستهلكة" إلى الواجهة.. ولا أقصد هنا الاستهانة بتلك القيادات، بقدر ما أعني أنها مرتبطة في الذاكرة الشعبية الجنوبية بكثير من الأحداث الصاخبة
التي تركت آثارها في نفوس أبناء الجنوب.. فبمقاييس العمل السياسي يعتبر السيد حيدر أبو بكر العطاس رجل دولة متميز
غير أنه بالمقاييس "الثورية" ليس برجل المرحلة، لأن هناك قطاع واسع من الجنوبيين يربطون اسمه بأحداث فترات سابقة للوحدة
ويجدون أنفسهم عاجزين عن رسم صورة جديدة لحكم الجنوب بعيداً عن صورة النظام الشمولي الذي شارك فيه العطاس.


كما لم يكن علي ناصر محمد، أو علي سالم البيض وقيادات أخرى شاركت في حقبة حكم العهد الشمولي أفضل حالاً من العطاس..
لذلك ما أن سنحت الفرصة الأولى حتى وجدنا الحراك ينقسم خلف تحالفاته السابقة للوحدة ويبدأ باجترار الماضي، ويتراشق الاتهامات
والشبهات، ويلف ويدور حول موضوع "التصالح والتسامح"، مترجماً عقدته النفسية من ماضيه
ومؤكداً حجم العقبة التي يضعها ذلك الماضي أمام مشاريع الحراك.


وبوضوح أكثر، أن "الحراك" يعاني من أزمة قيادة، وأن الشارع الجنوبي مهما تمت تعبئته لمشروع الانفصال ظل يبحث
عن (القائد الرمز) الذي يلتف حوله.. فالجيل الشبابي وإن كان يتمتع بالحيوية لكنه يعجز عن تقديم نفسه للساحة، لانه يصطدم دائماً
بالجيل السابق الذي يؤطر مواقفه بحسابات الماضي وليس حسابات المرحلة. علاوة على أن الجيل الشبابي يجد صعوبة بالغة
في تقديم نفسه للخارج ليحضى بدعمه السياسي والمادي.. ومن هنا وجدناه
دائماً يدفع بـ"القيادات التاريخية" ليستظل تحت مظلتها.


ومن هنا وجدنا الجيل الشبابي يندفع بشدة خلف العميد ناصر النوبة، حتى إذا ما ظهر حسن باعوم اندفع بعده، ليجد نفسه بعد أشهر
أمام شخصية جديدة مثيرة للجدل مثل طارق الفضلي يتحمس لها، ويلهث ورائها، ثم فجأة يظهر علي سالم البيض، فينسى الجميع "الفضلي"
وينهمك بالتهليل لـ"البيض".. وعندما نتأمل ردود فعل الداخل على "البيض" نكتشف أن صوره رفعت في الضالع ولحج فقط
وغابت عن مظاهرات أبين وشبوة لتضعنا أمام عقدة الماضي، مؤكدة أن صراع "الزمرة" و"الطغمة" ما زال قائماً
وأن أي قيادي جديد سيظهر على مسرح الحراك سيستهل خطابه بالحديث عن "التصالح والتسامح"..


* ثانياً- العصبية المناطقية والقبلية
ظلت قيادات الحراك تحرص على تسويق نفسها داخل الأطر "المناطقية والقبلية"، وهو مؤشر على عدة أمور:
أولها هو أن الحراك قائم على العصبيات، فلا وزن للفضلي خارج أبين، ولا للشنفرة خارج الضالع، ولا للخبجي خارج لحج
ولا للنوبة خارج شبوة.. لذلك فشلت تجربة حسن باعوم عندما غادر حضرموت ولجأ الى "العسكرية" في يافع، وانفض من حوله الانصار
تدريجياً حتى أفل نجمه.. وهذه النقطة تؤكد استحالة توحد الحراك تحت قيادة واحدة
وتضاعف من احتمالات انفجار الصراعات بين بعض تكوينات.


أما المؤشر الثاني فهو ضعف القاعدة الشعبية للحراك لذلك يلجأ قادته الى تعويضها بالولاءات العصبية- القبلية
وهو الأمر الذي يفسر لماذا مظاهرالت الحراك تتألف بنسبة تزيد عن 75% من الشباب دون العشرين عاماً، لأنهم فئة مراهقة
وتندفع في مثل هذه الممارسات حباً للظهور، واشغالاً للفراغ، والاستمتاع بالمغامرة، وليس من باب الولاء
للحراك، بدليل أنها نفسها تشارك في تظاهرات المشترك.


وعليه فإن تخندق قيادات الحراك تحت مظلات قبلية، أو مناطقية أسهم في محاصرتها، وتحجيم نشاطها، وتأليب أطرافاً أخرى
عليها إنطلاقاً من ذات النزعة القبلية والمناطقية؛ لذلك سقطت صورة "الرمز" الجماهيري لحسن باعوم في "العسكرية"، لأنه اضطر
هناك من أجل التوازن مع نفوذ الخبجي إلى تدجين العمل السياسي وتحويله إلى ثقافة قبلية، يحضى بموجبها أبناء "الشيخ" بلقب
"مشائخ" تلقائياً، ويحضى بها أبناء باعوم بمناصب قيادية في "المجلس الوطني" طالما أبوهم رئيس المجلس..
والشيء ذاته تكرر في شبوة مع النوبة، وفي الضالع مع معظم قياداتها التي لم تعد تظهر بين الأوساط الشعبية إلاّ و"عكفة"
أبناء العموم تحيطها من كل صوب.. وبطبيعة الحال كان ذلك التوجه مستفزاً لأبناء الجنوب الذين تمرسوا على العمل السياسي
من قبل، ويعرفون جيداً أصوله، ومعاييره، وقيمه السياسية.. لذلك كان الحراك
في الخارج أقل عرضة للتمزق، وأكثر احترافاً من الداخل.


* ثالثاً- الخطاب العنصري المتطرف
ظل الخطاب السياسي والإعلامي للحراك يفتقر للحدود الدنيا للاحتراف، والمهارة، وبعد النظر.. إذ أن اللغة التهكمية الحادة
والتي لا تخلو من البذاءة في معظم الأحيان، فيما يتعلق بأبناء المحافظات الشمالية كانت مؤشراً قوياً على جهل القائمين على صناعة
الرأي بالعمل السياسي، لأنهم تجاهلوا حجم التداخل المجتمعي، ليس فقط الناشئ عن المصاهرات
بل أيضاً عن المصالح، ومقتضيات الحياة المدنية العصرية..


ففي بداية الحراك كانت هناك العديد من منظمات المجتمع المدني والأقلام في صنعاء والمدن الشمالية متعاطفة مع القضية الجنوبية
وتشارك في معظم المهرجانات، وتشكل ضغطاً قوياً على النظام، غير أن لغة الاستفزاز ذات الصبغة الانتقامية
ومفردات "التحقير" دفعتها جميعاً للوراء- أما لحالة صمت وأما لموقف مناوئ..


كما أن أصحاب المصالح الاقتصادية- سواء كانوا رجال أعمال جنوبيين أو شماليين- وجدوا في ذلك الخطاب مصدر تهديد لمصالحهم
وبادروا لممارسة نفوذهم المالي والاجتماعي لتفكيك الحراك أو استمالة العديد من واجهاته إلى خارج الحلبة..
والأمر نفسه انعكس على ردود أفعال عشرات آلاف الموظفين "الجنوبيين"، والعاملين في القطاع الخاص في نطاق المحافظات الشمالية
والذين تحولوا عفوياً إلى التخندق ضد المشاريع التشطيرية. إلى جانب خسارة
الحراك لموقف المعارضين "الشماليين" للنظام.


ومن جهة أخرى، فإن ضعف الموضوعية، التي تتعاطى مع عقليات الطبقة المثقفة من أبناء الجنوب، دونما مغالاة أو تهويل
أو تلفيق، قادت إلى تحييد شريحة واسعة في المجتمع من التفاعل مع الحراك، واستخفافها بما يطرح، رغم أنه لم يكن كل ما يطرح زائفاً
بل يتضمن حقائق، لكن أسلوب الخطاب افسد حتى الحقائق.. وفي نفس الوقت أسهمت بعض المنابر الإعلامية الجنوبية
مثل (بالتوك صوت الجنوب) في إذكاء الخلافات البينية، وشق الصفوف.


وفي النهاية، فإن خطاب الحراك لم يختزل مواقفه العدائية على النظام السياسي، بل خاطب النظام والمرأة والطفل بنفس اللغة والأسلوب
ووصفهم "محتلين" و"مستوطنين"، وهدد بمعاملتهم كما اللاجئين "الصوماليين"- وهو الأمر الذي استفز "الجنوبيين" قبل "الشماليين"
لكونه يتجاوز الهامش الأخلاقي والانساني، ويتعاطى معهم كما لو كانوا بلا مشاعر، ولا ثقافة تعايش اجتماعي..
وقد تولد عن ذلك الخطاب نفور أبناء الجنوب عن الحراك، وتعاظم خوفهم من نتائج هذه الثقافة العنصرية
المجردة من أي ثقافة انسانية، وأعاد لأذهانهم صوراً مخيفة من واقع ما قبل الوحدة..


* رابعاً- تعدد قنوات التمويل وأجنداتها
إن تعدد قنوات التمويل، وضخامة الدعومات، وغياب الالية الرقابية على انفاقها، شجع على تعدد المشاريع
التي يدعو إليها الحراك، وحول القضية الجنوبية إلى بازار تتهافت عليه القوى الانتهازية، الأمر الذي وسع من دائرة الخلافات
وباتت هناك العديد من القوى التي تحرص على إحراق أوراق بعض منافسيها
أو إزاحتهم من طريقها للزعامة أو المال بشتى الوسائل..


وقد تجلت بوضوح أنماط مختلفة من الصراعات: فالقوى الانفصالية في الخارج تتصارع على المال، بينما قوى الداخل
تتصارع على الأدوار والمناصب القيادية.. وفي نفس الوقت تتسابق قوى الخارج لكسب ولاءات في الداخل والترويج لنفسها
عبر المنابر المختلفة، فيما تتسابق قوى الداخل لكسب ثقة الخارج والفوز ببعض الدعم المالي.


ولأن قوى الخارج لا تتلقى الدعم إلاّ مقابل تمرير أجندات الجهات الممولة، فإنها تحرص على فرض إملاءاتها على قوى الداخل
مقابل ما تقدمه لها من نصيب ضئيل جداً من التمويل... فكان هذا التداخل المعقد سبباً في خلط أوراق الحراك، وتأجيج خلافاته وضياع فرصه أيضاً..
فعلى سبيل المثال، بادرت هيئات الداخل الى محاولة تشكيل قيادة موحدة، وأحرزت تقدماً نسبياً في اتفاقاتها
غير أنها فوجئت عند اقترابها من النهاية بقيام مجلس حسن باعوم بخلط الأوراق وافشال
المبادرة لكونه ينفذ أجندة التجمع الديمقراطي الجنوبي "تاج"- مقره لندن- الذي
عارض تشكيل هيئة موحدة بذريعة الخوف من الانقسامات بحسب الخطاب
الذي وجهه أحمد عبد الله الحالمي- رئيس تاج..


لكن السبب الحقيقي لمعارضة توحيد قيادة حراك الداخل هو تخوف "تاج" من أن يتعاظم نفوذ القيادة الموحدة للحراك
في الداخل فتتحول الى القطب الممثل للجنوب في نظر أبناء الجنوب، والنظام بصنعاء، والمجتمع الدولي، وبما يجعله مؤهلاً للفوز
بقيادة الجنوب إذا ما حالفهم الحظ في الانفصال، فتضيع على معارضة الخارج الزعامة، أو على أقل تقدير تضيع فرص التسوية..
وبالتالي فإن هذا التقاطع بين الداخل والخارج في الاجندات، وفي ظروف العمل، سيبقى شرخاً
يمنع الحراك من بلوغ أي هدف من أهدافه في إعادة تشطير اليمن.


* خامساً- العنف ورفض الحزبية
إن جنوح الحراك إلى العنف، والعمل المسلح، ورفعه شعار: (لا حزبية بعد اليوم) في تظاهراته، أوحى لمعظم "الجنوبيين"
بالدرجة الأولى أن مشروع الحراك لا يختلف شيئاً عن نظام "اليمن الجنوبي" لما قبل الوحدة.
كما أن هؤلاء القادمون تحت عباءة (تحرير الجنوب)، يحرمون التعددية الحزبية- بما يعني أنهم إذا ما نجحوا في فصل الجنوب
سيقومون بمصادرة كل الحريات الديمقراطية القائمة حالياً، وإعادة الجنوب إلى نفس الحضيرة
ومعاودة حكمه بالحديد والنار، فلا تفسير لهتافهم
(لا حزبية بعد اليوم) سوى إلغاء الديمقراطية.


وفي ظل تصدر نفس الوجوه لنظام ما قبل الوحدة للحراك الانفصالي، فإن الطليعة الجنوبية المثقفة تتعاظم مخاوفها من الحراك
وتعمل جاهدة لافشال مشاريعه التي تتنافى مع لغة العصر والثقافة الديمقراطية، والعالم المتحرر..
لذلك نجد الحراك عندما يعتزم اقامة مهرجان أو مسيرة في عدن- ذات المجتمع المدني الحداثي- تضطر لاستقدام عناصرها
من المحافظات المجاورة لحج وأبين التي هي أدنى مدنية وتحضرا من عدن، وذلك لاحجام أبناء عدن عن المشاركة..
والحال نفسه يتكرر في حضرموت التي تمارس حراكاً مدنياً سلمياً، وتترفع عن العنف.


* سادساً- الحسابات المغرورة
إن الحراك مغرم بثقافة التهويل والتأويل، والمبالغة؛ وغالباً ما يصدق حتى الأكاذيب التي يروج لها من باب الحرب النفسية والتحريض
حتى ابتعد عن الواقع ولم تعد حساباته دقيقة خاصة في ظل استهانته بامكانيات وخيارات الطرف الآخر..
وكما ذكرنا في بداية الموضوع أننا ممكن أن نتعاطى مع السياسة على أنها "لعبة"، لكن من الغباء أن لا نلعبها كلعبة الشطرنج
التي لا يمكن أن يكسبها إلاّ من يفكر بأن خصمه أذكى منه.. وهذا هو النهج الأبعد من أسلوب
عمل الحراك الذي يستضعف خصمه، وينظر لنفسه بغرور.


فالحراك يعتقد أنه نجح في اختراق الأحزاب السياسية اليمنية، وخاصة الحزب الحاكم، وجند رموزاً فيه للعمل سراً لحسابه
وأنه نخره من جوفه وأصبح آيلاً للسقوط.. لكنه لا يفكر إطلاقاً بحجم اختراق الحزب الحاكم وأحزاب المشترك لتنظيماته في الداخل والخارج..
ولا يفكر أيضاً بأن هناك قيادات جنوبية في أعلى هرم الحراك لديها أسبابها التي تدفعها لتمزيق الحراك
بل ومساعدة السلطة على سحقه.. وأن هناك آخرون انتهازيون يتاجرون بقادة الحراك وبأسراره..!


فنظرة الحراك الدونية لسواه، وغروره بخبرات ومهارات بعض عناصره الأمنيين والعسكريين أقصته كثيراً عن الواقع
وأعمت بصيرته عن رؤية الكثير من الأمور، أو عن تفسير الأحداث بمنطقها السليم، وابعدته كثيراً جداً عن مشاريعه التشطيرية..
بل يمكن القول أنه أصبح مطية جميع الأحزاب والقوى الوطنية تمتطيه لبلوغ مآربها، وخوض مناوراتها..
ولو قدر لقادة الحراك تتبع الشرارات الأولى التي أضرمت لهيب الحراك في الجنوب لأدركوا أنهم صنيعة "المشترك"
وأن تسميتهم بـ"الحراك" مستمدة من عبارة (تحريك الشارع) التي كان المشترك يهدد بها الحزب الحاكم كلما ضاقت به السبل..
ولأدركوا أيضاً من وراء الكثير من خلافاتهم، واتفاقاتهم، وتسوياتهم
ومن يحرك شوارعهم بالريموت كنترول من داخل مقره الحزبي..

ولعل أوضح مثال على ضحالة مهارات الحراك السياسية هو موقفه الذي عارض به الانتخابات البرلمانية
ففوت على نفسه فرصة العمر وهو في أوج نشاطه.. فقد كانت الظروف مهيأة له لكسب الغالبية العظمى من الدوائر
في المحافظات الجنوبية، إذ لم تكن الحرب التعبوية المضادة قد بدأت ضده.. ولو فعلها لأضفى صبغة مؤسسية على كل مشاريعه السياسية
ولاكتسبت الكثير من قياداته حصانة برلمانية تمنع اعتقالها. غير أنه تأثر بموقف المشترك وخطابه، من غير أن يدرك أن المشترك
لم يصر على تأجيل الانتخابات إلاّ لأنه كان متيقناً بأن "الجنوب" لم يعد ساحته التي راهن على كسب ود أبنائها..
وأنه أضاع نحو العامين وهو يعبيء ويحرض ويحشد، ليكتشف قبل موعد الانتخابات ببضعة أشهر أن "الحراك"
حصد كل ما غرسته أحزابه، وأنه أضاع "الشمال والجنوب" معاً.. واعتقد أن الحزب الحاكم
كان سعيداً بالتأجيل لأنه كان قلقاً من لإمكانية فوز الحراك بمعظم دوائر الجنوب!


لا شك أن هناك الكثير الذي يمكن قوله حول الحراك الانفصالي، فحجم الفوضى التي يعيشها اليوم، وتخبط مشاريعه
يجعل الرهان عليه بعيداً للغاية، خاصة وأنه يفتقر إلى القراءة الإقليمية والدولية في حساباته، وأيضاً إلى التكهن بأوراق النظام
التي يلعبها بهدوء كبير، ويطبخ كل شيء منها على حرارة الشمس- أحياناً إنطلاقاً من قناعاته بأن الحراك كلما كبر
كلما تضاءلت قوته واتسعت الهوة التي تفصله عن الكرسي؛ وتارة أخرى وثوقاً بما لديه من أوراق، وتارة ثالثة
لأن قدراته مكنته من قراءة خطاب "البيض" قبل أن ينطق "البيض" منه حرفاً أمام الميكرفون..!



  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas