ايديولوجيا العداء وطبقية المجتمعات !!!

[جمال العطاس]

تبني طرح الايديولوجيات في المجتمعات كظاهرة عرفتها البشرية منذ القدم . ولكن تبني طرح بعضا من الايديولوجيات في مجتمعات تتسم بالجهل والغارقة في ظلماته . وفي ظل تمسك هذه المجتمعات بتمايز طبقي
او على الاقل الشعور به . فهذا يعد من أعلى درجات الغباء اذا لم يكن ذلك الطرح طرحا منهجيا منظّم . ومن سلبيات تبني الطرح غير المنظّم وآثاره في المجتمعات هو تحوّل هذه الايدلوجيات في تفكير من ينتسبون اليها أو يُلحقون بها الى أيديولوجيات للعداء والكراهية وتصفية الحسابات على اساس طبقي وعنصري . ذلك أن بعضا ممن يُنسبون لهذه الايديولوجيات
والمحسوبين عليها لايؤمنون اصلا بها ( كفكر ) ولكنهم اندرجوا وانضووا
تحت شعاراتها بُغية الوصول الى غايات في نفوسهم . على سبيل المثال :
تصفية حسابات طبقية .
التميز والشعور بالاستعلاء.
النفعية المطلقة.
الحصول على المكاسب المعنوية والمادية .
( جنوب اليمن ) أو ( جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ) كما تسمى سابقا . ظهر فيها النموذج الشيوعي الاشتراكي .
فالاشتراكية كنظرية مضادة للرأسمالية . طُبقت في اليمن وتم تبني طرحها بأسلوب ومنهج يقوم على ماذكرناه سلفاً . فظهرت جماعة ( زوّار الفجر )
وبرزت ظاهرة ( السحل ) في حضرموت وشبوه . والكثير من الظواهر التي ارتكزت على مفاهيم ( تصفية الحسابات الطبقية ) . وظهرت جماعات من الغوغائية , الهمجية التي تنتمي لهذه الايديولوجيات والذين ترسب في نفوسهم الحقد الطبقي . والذين لم يرقبوا في مسلمٍ الاٍّ ولا ذمة . ويزعمون انهم شيوعيين اكثر ممن ترعرع في مناخها وبيئتها . وكانوا يرددون عبارات الكفر والالحاد وانكار وجود ( الخالق العظيم ) جل شأنه . كل ذلك من اجل بلوغ غاياتهم الدموية .
وعندما تصدعت اعمدة الشيوعية ( دوليا ) وتهاوت جدرانها في ( جنوب اليمن ) وذلك في ظل الفترة الانتقالية . ومن بعدها ( دولة الوحدة ) .
ظهرت أيديولوجيا جديدة وانتقلت عدواها من خارج حدود اليمن الا وهي
ايديولوجية ( التشدد الديني ) وظهرت جماعة التكفير والتشريك والتبديع .
واتضح جلياً أن من كانوا بالامس القريب لايؤمنون بوجود الخالق واستهدفوا طبقات اجتماعية محددة في العهد الشيوعي السابق . تجد بعضا منهم يتبنون طرح ايديولوجيا ( التشدد الديني ) ويستهدفون نفس الطبقات الاجتماعية التي قد استهدفوها عندما كانوا يلتحفون الجلود ( الحمراء )
والنجمة والمنجل .
هنا يظهر جليا لمن كانت له رؤيا صائبة . وله منطق حيادي ونزيه هذا الخطأ الشنيع في طرح بعضا من الايديولوجيات في بعض المجتمعات دون تهيئة منظمة لهذه المجتمعات وتكون النتيجة تسلق هؤلاء ( الغوغاء
والهمجية ) اسوار هذه الايديولوجيات لنفس الدوافع المذكورة سابقا .
فهم لايترددون مطلقا في تبني طرح أي فكر او نظرية مهما يكن شكلها أو اسمها طالما انها ستمكنهم من الوصول الي غاياتهم المادية وتمكنهم من النيل ممن يرونهم اعداء لهم . وهنا أقول أن كثيرا من الايديولوجيات التي
تبنتها ( دوّل وامبراطوريات ) من بعد عهد الخلافة الراشدة الي يومنا هذا . والتي استهدفت هذه الايديولوجيات طبقات اجتماعية محددة . ان هذه قد ولّت ولم ولن يمكّن لها من نفث سمومها وممارسة احقادها . فنحن في زمن العلم وزمن الثورة الصناعية الكبرى وعهد التكنولوجيا الحديثة المتطورة ولسنا في عصر الناقة والبعير !!!!!!!!!!!!!

على الهامش :

كنت في العام 1994 في حضرموت وبالتحديد في ( حريضة )
وصدفة قابلت جماعة من الزملاء الذين عرفتهم ( شيوعيين ) .
وسألتهم سؤال محدد وقلت كنتم ( اشتراكيين ) فكيف اصبحتم
( اصلاحيين ) ؟؟؟؟ فكان جوابهم لي بلهجتهم المعهودة :
( ياحبيب معادشي في الاشتراكي عِيشة ومغيط . وذلحين بغينا المغيط )
قلنا لهم يهناكم المغيط !!!! امغطوا ..