الخبير باشراحيل : تصريحات البنك المركزي سياسية ولا علاقة لها بالاقتصاد

[حد من الوادي]

الخبير باشراحيل : تصريحات البنك المركزي سياسية ولا علاقة لها بالاقتصاد

الجمعة, 24-أكتوبر-2008

عدن ( الوطن ) سماح جميل / فارس الجلال -

انتقد الخبير الاقتصادي اليمني في منظمة الأسكوا سابقاً حمد عبد الله باشرا حيل وبشدة تصريحات ادلى بها مسئولي البنك المركزي اليمني ونفوا فيه اي تأثيرات للازمة المالية العالمية على اليمن والبنوك اليمنية ، وقال هذه تصريحات سياسية لاعلاقة لها بالاقتصاد، والصحيح أن اليمن ستتأثر في الأزمة فاذا كان الاحتياطي للبلد كما يقول البنك المركزي عبارة عن اسهم فان الازمة المالية العالمية هي في الاساس ازمة اسهم .

واكد في محاضرة أقيمت يوم الخميس في البيت الثقافي للشباب والطلاب بعدن ان تاثيرات الازمة على اليمن ستمتد إلى انخفاض المعونات المقدمة لها من الدول والمنظمات المانحة ، مستندا الى دراسات مرتبطة بتتبع الازمة المالية، منهوهاً أن أكثر من مليار دولار تتقاضاها اليمن كهبات من هذه البلدان ، أضافا إلى أثار انخفاض أسعار النفط والتي يعتمد اليمن في موازنة الدولة على 90 بالمائة من ايراداتها ، فضلا عن انخفاض تحويلات المغتربين نتيجة ازمة السيولة العالمية.

ونبه الى ضرورة العمل خلال الفترة القادمة على خفض الأنفاق العسكري لصالح الزيادة على المشاريع وتحسين مستوى التعليم ومخرجاته وتحسين الخدمات الصحية والحياة المعيشية للناس . معتبرا أن الفساد في اليمن سيزيد من أثار الأزمة المالية العالمية على اليمن تعقيدات ، إذا لم تفعل هيئة مكافحة الفساد فعلها الصائب وإذا لم ينفذ قانون مكافحة الفساد ، منتقدا عدم تقديم الهئية أي فاسد حتى الان للعدالة .

وتطرق باشراحيل الى جذور الازمة المالية العالمية موضحا أنها ترتبط بالنظرية الرأسمالية التي كانت مرتبطة مبدأ أخلاقي وإنساني ، غير ان الممارسات على الأرض لهذه النظرية خرجت عن هذا الإطار فتسببت بهزة أركان هذه النظرية وما وصلت إليه ، مشيرا الى أن الذين كانوا ينددوا بحرية الاقتصاد والتنافس وحرية آلية السوق أصبحوا يطالبون بضرورة تدخل الدول !

واشار في حديثة الى أنه في 15 / نوفمبر القادم سيعقد مؤتمر قمة دولية لمناقشة الأزمة ، منوها الى ان المشاركين في هذه القمة مطالبين بالإجابة عن سؤال يتعلق كيف يمكن ان يستمر النظام الرأسمالي إذا ما تدخلت الدولة في السوق والاقتصاد والمالية وكيف سيكون هذا التدخل ؟ .

وقال "العالم دوماً عبر التاريخ وبالذات الحديث يعيش على قطبين أو أكثر ويختل التوازن عند بقاء قطب واحد ينفرد بالقرارات المتعلقة بكل شيء".. وواصل حديث بالقول : عندما انفردت أمريكا كالقطب واحد اختل التوازن وبرز الغرور لدى صناع القرار في أمريكا حيث برز الانحراف في المبادئ التي كانوا يعملون عليها (الديمقراطية والحرية واحترام حقوق الإنسان دون مراعاة لحرية الرأي والتعددية على مستوى الأمم وهذا هو وضع الولايات المتحدة الأمريكية اليوم والتي تشكل في ذات الوقت قوام الرأسمالية والعولمة ، التي تهيمن اليوم على الاقتصاد والقوة العسكرية وبرز العامل الثالث إلا وهو الهيمنة على النفط .

واكد ان الحرب على العراق تكلف الخزانة الأمريكية 3 مليون دولار كل ثلاث دقائق وفي الساعة 20 مليون دولار وفي اليوم نصف مليار دولار ، وبسبب هذا الأنفاق أضطرت أمريكا على وضع ادونات الخزانة واتحاد مجموعة من الإجراءات الأخرى منها تخفيف الفائدة من قبل البنك الفيدرالي الأمريكي إلى 2% وهو تخفيض لم يحصل في أي بلد في العالم لأن تخفيض الفائدة يعني تشجيع الناس على مزيداً من الاقتراض.

وواصل القول حول أسباب انفجار الأزمة المالية في أمريكا أن العصارات التي واجهتها مدن وولايات أمريكية بلغت خسائرها ترليونات من الدولارات منوها انه هذه الخسائر تتحملها شركات التأمين الأمريكية وهي أول من أعلن إفلاسها ..

واكد أن من أثار ونتائج الأزمة ما يحصل اليوم من استمرار في انخفاض السهم والتي ولدت غياب الثقة ، منوها الى انه في الثلاث الأيام الأولى للازمة بلغت خسائرها(4 ترليونات) وثلاث مائة مليار دولار ، وبالتزامن قام وزير المالية الأمريكية بالإدلاء بتصريح وحيد قال فيه "أتوقع إفلاس الكثير من الشركات والبنوك الأمريكية" ومن بعد هذا التصريح لم يعد يدلي بأي حديث أو تصريح للإعلام - حد قول الخبير باشراحيل.


تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 24-أكتوبر-2008