10-04-2011, 09:52 PM
|
#1
|
مشرف قسم تاريخ وتراث
|
بور - من أمهات قرى السرير في وادي حضرموت
بور - من أمهات قرى السرير في وادي حضرموت |
بور من أمهات قرى السرير في وادي حضرموت و{السرير المنطقة الممتدة من شمال شرق مدينة شبام حتى قرية الغرف شرق بور}
ولا يذكر التاريخ قرى السرير ومدنه إلا وذكر معه بور وذي أصبح وأنف خطم،لأنها أي بور إحدى الحواضر للجماعات الحضرمية المستقرة منذ ماقبل الإسلام 0
وما يدل على قدمها أن أسمها قديم جدا و"بور" صفة للأرض من "بورو" Bouro
وفي العاديات القديمة التي تنتشر في آراضيها ويعرفها سكان المنطقة مايدل على ذلك ؛ حتى قيل أن في بور مشهد للنبي "حنظلة بن صفوان "نبي أصحاب الرس الذين جاء ذكرهم في كتاب الله تعالى والرس :هي "البئر" كما عند أهل التفسير، قال الله في سورة الفرقان (وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا (38) وَكُلًّا ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ وَكُلًّا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا (39)) وقال تعالى أيضا (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ (12) ) في سورة ق إلا أنه لا يصح من هذه الروايات شيئاً من أن هذا القبر الموجود هو لنبي الرس الذي ذكره الله ولم يعرف أسمه، إذ لا يوجد أثر صحيح عنه صلى الله عليه وسلم يذكر أن أسمه "حنظلة بن صفوان" ولا ذكر أنه قبر في حضرموت0
لكن من المؤكد أن المنطقة كانت قديمة الأثر جداً وتعود بها الأحداث والاكتشافات الأثرية إلى عصور المملكة الحضرمية القديمة كريبون وغيرها من المدن الحضرمية القديمة0
وأما ماقاله أبو الحسن في كتابه «مبدأ الخلق» أن أصحاب الرس بحضرموت, وقال: إن القصور المشيدة بحضرموت من آثارهم فهو يندرج ضمن كثير من التوقعات عن قوم أصحاب الرس في أماكن مختلفة من العالم 0
ونقل بعض المؤرخين أن في بور وادي مدر وبه منابع ماء ومنها معيان شعب الغيل، ومعيان جبل حلحل، ومعيان بانجار، وبها بيوت قديمة (العادي) والتي يؤخذ ترابها سمادًا الآن ويقال له: العادي أي من العاديات القديمة 0
وقيل أنها أي (بور ) بلدة قديمة, سميت باسم (ثور أبي مرتع الكندي) جد قبيلة كندة الحضرمية كما ذكر الأستاذ محمد بن عبد القادر الصبان في كتابه "تعريفات سياحية " ولعله يستدل بهذا من غالب سكانها الذين ينتمون لقبيلة كندة وخاصة من آل بانجار والجرو وبازغيفان وباشراحيل وغيرهم حيث ذكر الصبان في المرجع السالف ذكره قال:
(000شهدت بور ملوك كندة فإمارة آل بانجار وإمارة آل الجرو) وقال أيضا :(000 وقد كانت عاصمة الوادي في فترات من الزمن وكانت سيئون تابعة لبور وقرية من قرى بور000 ) كذلك فإن بور قريبة من قارة (بني جشير ) القارة ذكر المؤرخون أنها لقوم من كندة وبها بئر في أعلى المدينة قيل أن علوي بن عبيد الله بن أحمد بن عيسى المهاجر حفرها في القرن الرابع الهجري وظفرها بحجارة, وكتب اسمه على كل حجارة من الجبل ويقال لها الآن" بئر الأعمش".
وكانت بور خلال القرون الماضي في زمان وصول المهاجر إلى حضرموت أي من الرابع الهجري وما بعده من العصر الإسلامي الوسيط من مراكز الأباظية المشهورة التي كانت مراكزها الرئيسة شبام وذي أصبح والهجرين 0
وتعد بور من الناحية الجغرافية سوقاً تجاريا وممرا لأهم طرق القوافل التجارية مابين مدينة تريم وشبام منذ زمن قديم 0
فموقعها الجغرافي هذا في وسط الوادي جعل لها هذه الأهمية عبر تاريخ حضرموت الطويل منذ عصور ماقبل الميلاد0
ثم أنها اشتهرت أيضا بزراعة أشجار النخيل وبعض الحبوب الغذائية والقطن0
وكانت بور الواقعة شمال شرق مدينة سيئون ولا تبعد عنها سوى 12 كيلو متر من أهم المناطق التي شهدت صراع الجماعات القبلية المختلفة عليها وعلى قرى السرير ومناطقه الزراعية الهامة بوادي حضرموت فقد ذكر شمبل في تاريخه أنه (في سنة 601 إحدى وستمائة ) من الهجرة إقتسمت نهد السليل, أي السرير واختص بنو ظنة ببور, وتوزعت مناطق وقرى أخرى لقبائل أخرى وهذا حدث بعد غزو الأمير عمربن مهدي اليمني لحضرموت وقد دعمته نهد في غزوه ثم قتلته [ بشحوح سنة 621 هجرية ] في كثير من أصحابه واستولوا على تريم وشبام وسائر حضرموت.
و على الرغم من هذا ظلت بور عاصمة لإمارة آل بانجار، وممتنعة عن السقوط في يد آل كثير الذين ظهر مشروع دولتهم بعد مقتل السلطان سالم بن إدريس الحبوظي وأخذوا يستولون على بعض قرى السرير.
قال محمد بن هاشم في تاريخ الدولة الكثيرية ص30 (استيلاء آل كثير على بور: وكادت قرى السرير (أو السليل) كلها تصبح تحت النفوذ الكثيري لولا أن بور - وهي تعد من أمهات قرى السرير يومئذ- أبت أن ترضخ لما رضخت له أخواتها من السلطة الكثيرية. واستمرت المفاوضات السلمية بين الطرفين بوساطة وبغير وساطة جارية بدون انقطاع.. ولكنها كلها انتهت بالفشل لأن قبيلة آل بانجار وهي القبيلة المثلى ببور لم ترد إلا أن تفضل المقاومة على الخنوع والتسليم ودخلت سنة 723هـ والمصلحون قد تحملوا شططاً من الأتعاب التي تكبدوها في الوساطة بين بور وآل كثير. وقد اضطروا إلى العودة إلى ديارهم آسفين وفوض التحكيم للسيف فهجم آل كثير على بور وسرعان ما استولوا عليها وقتلوا جماعة من آل بانجار. ومنهم أربعة كانوا ولدوا في يوم واحد واختتنوا في يوم واحد وختموا القرآن وبدؤوا يصلون في يوم واحد.)
وتتوزع بور على عدد من الأحياء أو النواحي أهمها :
•البلاد: وهي المدخل والطريق المؤدي إلى كل أحياء مدينة بور باستثناء صليلة فلها مدخل آخر.
•شاقح: تقع في باتجاه الغرب من ناحية البلاد ومنها الطريق المؤدي إلى الرحيه والرييدة والطريق الآخر لصليلة
•العرض: وتقع باتجاه الشمال من ناحية البلاد ومنها الطريق المؤدي إلى بئر المديني ومقيبل والشعب
•سحيل عبد اللاه: وتقع إلى الشرق من بئر المديني وطريقها من بئر المديني
•الرييدة: وتقع إلى الشمال الغربي من البلاد ولها طريق من شاقح وطريق آخر من الشعب.
•الرحيه: وهي إلى الغرب من شاقح ومنها طريق تؤدي إلى الرييدة
•الشعب: وهي المنطقة الجديدة ويقع شمال بور تحت الجبل مباشرة وتحاذيها الرييدة والسحيل وبئر المديني ومقيبل والعرض.
•بئر المديني: وهي إلى الشرق من العرض تحت الجبل مباشرة.
•مقيبل: وهي آخر منطقة بعد السحييل وتقع شرقها تحت الجبل مباشرة
•صليلة: وتتبع إداريا مدينة بور لكنها مستقلة بطريق منفصل |
|
|
|
|
|