دعوة للأصلاح والتغيير!!!!

[جمال العطاس]

لاشك ان حلول الشهر الفضيل اعاده الله علينا جميعا مرات ومرات في خير ولطف وعافية . لاشك انه فرصة سانحة للأصلاح والتغيير الي الأفضل !!
فكل منا يجب ان ينظر في حاله وحتما سيلقى جوانبا تحتاج الي اصلاح وتغيير , تغيير في علاقته بخالقه ( سبحانه ) , تغيير في علاقاته بالآخرين ولاننس ان الله تبارك وتعالى قال : ( إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِم)(الرعد: من الآية11) .
هذا من حيث اصلاح المرء لنفسه ففي هذا كل الخير , فكيف اذا كان ذلك الاصلاح لحال امة بكاملها , ان ذلك الاصلاح هو منهاج الرسل والانبياء
ولكنه ايضا منهاجا للمنافقين والمفسدين . نعم الاصلاح منهاجا للفريقين فكيف لنا ان نعرف ان هذا المصلح على قدم الانبياء والرسل والصالحين ,
وكيف نميز من هو يدعي للأصلاح على منهاج المنافقين والمفسدين .
الاصلاح الذي على منهاج الرسل والانبياء هو طوق نجاة , وصمام امان للأمة قال تعالى : وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ) (هود:117)
وقال تعالى في حق المفسدين الذين يدّعون الاصلاح :
)وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ, أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ) (البقرة:12)

وللاصلاح اسسه وقواعده منها :
ان يكون المصلح معروف ومشهود له بالخير والاصلاح بين الناس حيث ان كثيرا يزعم صلاح ذاته وانه مصلح ومراداته الحقيقة تتنافى مع مايقول. وان يكون المصلح لايغلب جانبا على جانب اخر وان يمتلك النزاهة ولايدعي انه هو الذي على الهدى ومن يهوى ويميل له . والجانب الاخر
انما هوالضال .
ومن ابجديات المصلح ان يكون مخلصا لله في ذلك فلا يبتغي الا مرضاته
وليس الكسب والاثراء , تحت شعار الاصلاح والدعوة للخير .

نعم سنسمع كثيرا ممن يزعمون الدعوة للخير ولكنهم على طريق المنافقين
وبأساليب المدلّسين . ولكن قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) (التوبة:119)

نعم نكون مع الصادقين الذين تبرز للخاص والعام علامات صدقهم ,
الذين لايتميزون عن الناس والذين لايقصدون الا وجه الله تعالى , لم يعد اليوم للذين يدعون للاصلاح كذبا مجال فلندعهم ونقول لهم :
( لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً) (الأحزاب:24)

( منقول )

وكل عام وانتم بخير

[أبو أسامة]

صدقت أخي الكريم في قولك عن لامضان بأنه فرصة سانحة للإصلاح والتغيير الي الأفضل ، فكم من الناس يود أن يحسِّن من علاقته بالله عز وجل، وكم من الناس يود أن يقلع عن المحرمات وأن يضع حداً للضياع الذي يعيشه، وكم من الناس يرغب في التغيير نحو الأحسن في مستوى علاقته بأسرته أوالمحيطين من حوله، ولكن الخوف من المجهول، الخوف من فقد العلاقات ومن خسارة الأصدقاء ومن معارضة المحيطين به، يحول بينه وبين تحقيق تلك الأمنية.

إنني أقول لمن هذه حاله إن أمامه فرصة ثمينة وتجربة فريدة تعينه على الإقدام وتحقق له ما يصبو إليه من التغيير واقتناص ما تبقى من سني حياته قبل أن ينتهي به محيط العمر، فمن منا يعلم متى يكون الرحيل.

إن الإقبال على الله عز وجل في رمضان بصدق وحسن توجه عامل هام في إحداث الكثير من التغييرات في حياة الفرد المسلم بتجديد العهد مع الله عز وجل .
إذ أن استشعار المسلم أن الشياطين تصفد في هذا الشهر الفضيل يعد عاملاً قوياً نحو التغيير الإيجابي وحافزاً مهماً للثبات على الصراط المستقيم.
ولعل استقراء الواقع يعطينا صورة بينة جليّة عن صحة ما ذهبنا إليه، فكم من أناس كانوا غارقين في الشهوات ، متنعمين بالملذات المحرمة كان رمضان نقطة تحوّلٍ كبيرةٍ في حياتهم .
فكم من الفنانين تابوا بعد رمضان.
وكم من المقصرين استقاموا بعد رمضان .
وكم من المسوفين كان رمضان الخطوة الأولى لهم نحو تغيير جذري شمل جميع نواحي حياتهم.

فتولد لديهم في هذا الشهر المبارك وهذه المدرسة الإيمانية الالتزام والرغبة في التغيير والانتقال من حال الانغماس في المعاصي إلى حال الاستقامة ، ومن حال التقصير في الواجبات إلى حال المسارعة في الخيرات، حيث منحوا فيه شحنة إيمانية قوية تعينهم على مقاومة معارضة التغيير من حولهم.

فالبدار البدار ، قبل رحيل القطار وانقضاء الأعمار ....