11-11-2011, 11:07 PM
|
#1
|
مشرف قسم تاريخ وتراث
|
تاريخ اللبان وأهميته والأطماع الخارجية في حضرموت
تاريخ اللبان وأهميته والأطماع الخارجية في حضرموت |
تتواجد هذه المجموعة من الأشجار في المنطقة الشرقية لإقليم حضرموت من الناحية التاريخية بشكل رئيسي ،وكانت منتجات نبات اللبان (الصموغ ) من أهم صادرات مملكة حضرموت القديمة وحتى العصور الوسطى ،وقد اختفت هذه النباتات من مناطق توزيعها الطبيعية كالسهول ،وضفاف الأودية ومنحدرات بعض الجبال ،حتى اختفت وأصبحت صعبة المنال في هذه المناطق إلا في نطاق ضيق من محافظات حضرموت بما فيها جزيرة سقطرى وشبوة والمهرة ،وبشكل واسع في مناطق معينة من ظفار وعُمان 0
- حاليا -0
وشجرة اللبان تنتمي إلى الفصيلة النباتية التي تعرف باسم بوزويليا كارتيري Boswellia Carteri أو بوزويليا ساكرا Boswellia Sacra.وتجود في المناخ الرطب والتربة الجيرية أو الكلسية وهذه أغلب تربة حضرموت منها0
وتعد شجرة اللبان ذات بعد تاريخي وإستراتيجي هام في حضارات العالم القديم جعل منها جسراً للتواصل بين حضارات العالم القديم قبل أكثر من 7 آلاف سنة. ولأجلها تحركت القوافل التجارية، في مسارات شاقة من ظفار التي كانت جزء من مملكة حضرموت القديمة ( حاليا بجنوب عمان )، إلى شواطئ جنوب العراق، والى الشام ومصر القديمة، وحتى روما القديمة.
وقد ذكر مؤلف كتاب "الطواف حول البحر الأريتري"
عدة موانىء هامة في التاريخ القديم وخص بالذكر "ميناء قنا " بير علي حاليا إلى الغرب من مدينة المكلا
(000أما ميناء "قنا" "كنا" "كانه" Kany = KANA "كان" فكان في أرض الملك Eleazoz أي "العزيلط" ملك حضرموت)
وقال مؤلف الكتاب المذكور أن اللبان والمر وبقية الأفاويه تحمل من منابتها إلى ميناء Kany وقد تحمل على وسائل النقل المائية المصنوعة من قرب منفوخة بالهواء، مشدودة إلى جذوع أو أخشاب بحبال تربط بينها، لتوصل تلك المواد الثمينة إلى الميناء المذكور، ثم توزع من هذا الميناء على التجار أو ترسل في السفن إلى الأسواق العالمية، كما ذكر أن السفن تذهب من هذا الميناء إلى الهند وإلى الخليج وتذهب منه إلى موانئ الساحل الإفريقي {راجع المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام د . جواد علي 3/ 65 }
وكانت شهرة ملوك حضرموت وحكامها قد اقترنت بهذه الثروة الطبيعية الإستراتيجية كما هو النفط في عصرنا الحديث ومن ذلك ماذكره "أريانوس"، أحد الكتاب والمؤرخين اليونانيين: فقال إنها الميناء الرئيسي لملك أرض اللبان، وقد سماه Eleazus وقال إنه يحكم في عاصمته Sabatha . أي (شبوة ) 0
ولهذه الثروة الطبيعية (اللبان ) أهمية دينية في المعابد والطقوس الوثنية في العالم القديم من هنا جاء الاهتمام بهذه السلعة التجارية الهامة في حضرموت0
كما أن حضرموت بما تمتلكه من هذه الثروة ظلت هدفاً لأطماع ملوك الممالك اليمنية المعاصرة التي كانت تجاورها من السبئيين والحميريين وهذا مابينته النقوش والكتابات التي عثرعليها في مناطق مختلفة كما أوضح ذلك الدكتور جواد علي في تاريخ العرب قبل الإسلام في مواضع من كتابه قال :( وقد كلفه المكرب بناء سور وباب وتحصينات لحصن "قلت" الذي يهيمن على واد تقطعه الطريق القادمة من مدينة "حجر" والمؤدية إلى ميناء "قانه" "كانه" "قنا"، كما كلف إنشاء جدر وحواجز في ممرات الوادي المهمة لحماية منطقة "حجر" والمناطق الأخرى، من المغيرين ومن كل عدو يريد غزو حضرموت، ولا سيما الحميريين الذين صاروا يهددون المملكة، ويتدخلون في شئونها.) 3/ 133
وجاء في نصوص أخرى عن ماقام به شكم سلحان" "شكم سلحن مكرب - أي ملكها - حضرموت:( وبنى الحواجز والموانع الأخرى للمواضع الخطيرة الرئيسية الواقعة في ممرات الوادي ومعابره، لتصد الأعداء والغزاة عن عبوره، وأنشأ استحكامات ساحلية لحماية البر من الهجوم الذي قد يقوم به العدو من جهة البحر.) أنظرالمصدر السابق
ويظهر من هذه الكتابات وغيرها شدة الأطماع التي كانت تواجه الحضارمة وبلدهم ربما نتيجة للثروات التي كانت تتمتع بها بلادهم في تلك الفترة من تاريخ حضرموت القديم 0 |
|
|
التعديل الأخير تم بواسطة أبو صلاح ; 11-11-2011 الساعة 11:23 PM
|
|
|