قــويّ هذا الإنســان لكنه ضعيف

[سالم علي الجرو]

قويّ هو الإنسان لكنه ضعيف

عندما يحفر لأخيه يشعر بقـوة ، وعندما يقع في ذات الحفرة يشعر بالضّعف

ما أقواك يا إنسان وما أضعفك!!!

قيل أن الإنسان بطبعه يميل إلى احتلال الصدارة وإلى أن يكون تابعا لا متبوعا ، ولا شك في أن هذا الشعور من خلفه قوة غالبا ما تظهر في مبادراته وسبقه إلى الأشياء وفعله لا ردود الأفعال ، غير أن النتائج الفاشلة تضعه في مواقع الضعف ، وهنا يختلق قوة من نوع آخر وهي إثارة الأسئلة ولو كانت غبيّة كي يستقطب بذكاء الآخرين موهما نفسه أنه لا زال قويا.
ما أقوى الإنسان عندما يبادر ويحتل الصّدارة ، وما أضعفه وهو يستدرج عواطف الآخرين!!!

قويّ ، ضعيف هذا الآدمي!!!

إننا نسمع كثيرا الآتي:
· إن هذه الطريقة أو هذا الأسلوب سلاح ذو حدّين:
من يخاطب من؟
من قرر اتخاذ الطريقة أو الأسلوب من منطلق القوة ، خاطبه من يظنون به ضعف وهو يشير إلى ضعف من اعتلى وقرر:

ما أقوى الآدمي وأضعفه !!!

يحكى أن منبوذا ضاقت به الدنيا عندما توقف الناس عن الحديث إليه ، لكنه قبل الصلاة على ميّت في جمع غفير ،اقترب من مفتي الديار وسأله:
ـ يا مولانا ، هل لي أن أعلم من سماحتكم ماذا أقول في التكبيرات الأربع؟
أجابه الشيخ ، ثم سأله:
ـ وماذا أقول عندما يكون الميّت شريك والدي؟
أجابه الشيخ:
نفس القول بارك الله
ـ لكنه يا شيخ خان والدي وأكل أمواله
طلب منه الشيخ زيارته إلى دار الإفتاء.
بعد الدفن عاد إلى بيته مسرورا لأنه استقطب بأسئلته كثيرون يعلمون عن عزلته ومن من لم يعلم ، وهكذا عادت إليه بعض الأصوات. بعد أيام سأله البعض:
هل ذهبت إلى المفتي؟ وماذا قال لك؟ وهنا خرج من عزلته من خلال إثارة أسئلة لم يكن ليرغب في جواب لذات الأسئلة بقدر ما هو لفت نظر وخروج عن عزلــة.

ما أضعف الإنسان وأقواه !!!

هذا من حيث خاصية الإنسان ومناحي قوته وضعفه ، ولكن الخصال المثلى هي تلك التي لا تجعله في قوة موهومة ولا ضعف يجلبه لنفسه ، بل تجعله فردا في جماعة يعزز قوته بقوة الجماعة وهنا لن يكون ضعيفا في أغلب الأحوال.

[عفاف]

الذين يعيشون في وهم القوة لانجد لهم تفسير نتج عنه هذا الوهم الا عن وجود مركب نقص لديهم وعدم ثقة بالنفس,
ولايستطيع الانسان ان يتخلص من هذا الوهم الا بمراجعة النفس بصراحة لان الحوادث التي تحصل للانسان في الصغر
أو مواقف اذا لم تجد لوقفة صريحة وعلاج فإن التخلص منها صعب , وماعلينا ان نحمل الاخرين اخطاءنا , بل علينا
ان نثق في انفسنا اولا ثم في الاخرين ولانعامل الاخر بأنه أقوى او اضعف منا بل نعترف بأن لكل انسان قوة وضعف
ومزايا قد توجد لديهم ولاتوجد لدينا ولايكتمل الانسان بعلقه بل يتواصل مع من حواليه كونه فرد من جماعة له وعليه .

[سالم علي الجرو]

عندما نيسر نحن الثلاثة فلا نلتفت إلى أحد ، ولا نهتم إلا بسيارة تكون مسرعة فتدهس أحدنا ( لا قدر الله ) عندما نقطع الطريق في اتجاه محل تخصص في عصير قصب السكر وعصير الرّمّان والفخفخينو [ الأخيرهذا الذي لم أعرفه].
نجتمع بعد شوق لبعضنا مرة كل ثلاثة أو أربعة أشهر . تصور ثلاثة مشتاقين لبعضهم أحدهم درس الفلسفة والثاني: ماجستير في إدارة الأعمال والثالث: ثرثار وهو العبد لله ، كل منهم يريد أن يفرغ ما بجعبته من: تعليق وتعقيب ونقد على ما سمع من شاشة أو قرأ في كتاب ، وكل هذا في دقائق معدودات ، يأخذ الضحك نسبة كبيرة من الوقت ، ماذا تتوقع من كلام وصراخ وعراك ونحن نيسر ومن جانبينا يمر المارّة في هدوء وسكون ـ بعضهم ينظر إلينا من باب الفضول فنخافه ونصمت أو يحول أحدنا مجرى الحديث إلى موضوع آخر ، وأذكر من درس الفلسفة ، فاجأنا ذات مرة بالاحتجاج الشديد التالي:
ــ أزمة في سوق الدجاج بعد انتشار مرض انفلونزا الطيور
سأله أخي:
ــ نحن وين والدجاج وين؟
أجابه:
ــ أنتما لم تريا الذي مرّ من جانبنا وكله آذن صاغيـة؟ . بعدها جعلنا هذا الأسلوب بند هام يجب أن لا نغفل عنه.
في الطريق الطويل المؤدّي إلى منزل أحدنا نسير على الأقدام لمدة ساعة ونصف ، وهنا تصفو لنا الأجواء فنتكلّم دون ضجيج منبّهات السيارات. كلاهما يتابعان منتدى سقيفة الشبامي ، وكلّ مرة يأخذ المنتدى حصة من الوقت ، وفي هذه المرّة تحدّثا في ضحك وتعليق ، وكان لحديثهما في نفسي أثرا وعندما خلوت بها تواردت الخواطر من وحي سمر مشاة على الأقدام في الطريق الطويل جاء الموضوع:

( قوي هذا الإنسان ، لكنه ضعيف )

[سالم علي الجرو]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عفــــــــاف [ مشاهدة المشاركة ]

الذين يعيشون في وهم القوة لانجد لهم تفسير نتج عنه هذا الوهم الا عن وجود مركب نقص لديهم وعدم ثقة بالنفس, ولايستطيع الانسان ان يتخلص من هذا الوهم الا بمراجعة النفس بصراحة لان الحوادث التي تحصل للانسان في الصغر أو مواقف اذا لم تجد لوقفة صريحة وعلاج فإن التخلص منها صعب , وماعلينا ان نحمل الاخرين اخطاءنا , بل علينا ان نثق في انفسنا اولا ثم في الاخرين ولانعامل الاخر بأنه أقوى او اضعف منا بل نعترف بأن لكل انسان قوة وضعف ومزايا قد توجد لديهم ولاتوجد لدينا ولايكتمل الانسان بعلقه بل يتواصل مع من حواليه كونه فرد من جماعة له وعليه .

ليس ممن يتفاعلون ضمن هذا الإطار الضّيق: أنت وانا أو الآخر وهو ...... لا حاشا ، فأنا أزعم بأني ملتزم لغايات وأهداف واضحة على ضعفها في مشاركاتي في أكثر من صعيد . لذا أود أن تكون المداخلات في اتجاه السقف الثقافي للمنتدى وهو الأهم ، وهذه السقف تحدده الموضوعات والمشاركات ، وعلينا إذن أن نأخذ ما تعكسه المواضيع والمشاركات على السقف الثقافي للمنتدى لا أن نتوجه إلى أشخاص أو تشير بأصبع إلى علم ، والثقافة هي الغاية الأسمى هنا.
لا أعتقد أن هناك خلاف سينشأ بين اثنين إذا ما تقرر أن السقف الثقافي لأي منتدى تحدده المواضيع والمشاركات ، لكنها الصورة الحقيقية التي تظهر ونحن نكتب ونصب أعيننا مهمة ثقافية في شكل تقييم ـ وتلك الصورة ربما تكون أصحاب المواضيع المتدنية ، وهذا من حقهم لأنه هذا عطاءهم والمنتدى مفتوح للجميع ، وليس مطلوب من أحد فوق طاقته ، لكن المطلوب أن لا يقحم المرء نفسه فيما لا يتقن.
أكرر لست ممن يرغبون أو يستأنسون بالكتابات أو المشاركات في أطارها الضيق بين شخص وشخص ، بل بين سقف وسقف ، ولذلك كتبت: المنتدى سيصعد ليقيني بأن في اليمن وفي البلاد العربية مثقفين ، كثيرا ما كتبت: لنحترم عقول القراء ، ليقنيني بأن عقل المثقف العربي يجب أن يكون محل احترام ، وابحثي من الوجهة الثقافية البحتة عن احترام عقل القراء في أيّ منتدى ومن ثمّ قيّمي.
أشكرك أختي عفاف على أمل أن نرتقي بحوارتنا ، وهذا الكلام لي قبل أن يكون لغيري ،من الدور الأرضي إلى الأدوار العلوية.

[سالم علي الجرو]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سالم علي الجرو [ مشاهدة المشاركة ]

عندما نسير نحن الثلاثة فلا نلتفت إلى أحد ، ولا نهتم إلا بسيارة تكون مسرعة فتدهس أحدنا ( لا قدر الله ) عندما نقطع الطريق في اتجاه محل تخصص في عصير قصب السكر وعصير الرّمّان والفخفخينو [ الأخيرهذا الذي لم أعرفه]. نجتمع بعد شوق لبعضنا مرة كل ثلاثة أو أربعة أشهر . تصور ثلاثة مشتاقين لبعضهم أحدهم درس الفلسفة والثاني: ماجستير في إدارة الأعمال والثالث: ثرثار وهو العبد لله ، كل منهم يريد أن يفرغ ما بجعبته من: تعليق وتعقيب ونقد على ما سمع من شاشة أو قرأ في كتاب ، وكل هذا في دقائق معدودات ، يأخذ الضحك نسبة كبيرة من الوقت ، ماذا تتوقع من كلام وصراخ وعراك ونحن نيسر ومن جانبينا يمر المارّة في هدوء وسكون ـ بعضهم ينظر إلينا من باب الفضول فنخافه ونصمت أو يحول أحدنا مجرى الحديث إلى موضوع آخر ، وأذكر من درس الفلسفة ، فاجأنا ذات مرة بالاحتجاج الشديد التالي: ــ أزمة في سوق الدجاج بعد انتشار مرض انفلونزا الطيور سأله أخي: ــ نحن وين والدجاج وين؟ أجابه: ــ أنتما لم تريا الذي مرّ من جانبنا وكله آذن صاغيـة؟ . بعدها جعلنا هذا الأسلوب بند هام يجب أن لا نغفل عنه. في الطريق الطويل المؤدّي إلى منزل أحدنا نسير على الأقدام لمدة ساعة ونصف ، وهنا تصفو لنا الأجواء فنتكلّم دون ضجيج منبّهات السيارات. كلاهما يتابعان منتدى سقيفة الشبامي ، وكلّ مرة يأخذ المنتدى حصة من الوقت ، وفي هذه المرّة تحدّثا في ضحك وتعليق ، وكان لحديثهما في نفسي أثرا وعندما خلوت بها تواردت الخواطر من وحي سمر مشاة على الأقدام في الطريق الطويل جاء الموضوع: ( قوي هذا الإنسان ، لكنه ضعيف )

كان لزاما عليّ تصحيح كلمة واحد فقط ـ ولكنني عجزت لغياب خاصية التعديل فاضطرّيت إلى الإقتباس وتغيير اللباس فقط في جبر تصحيح كلمة واحدة فقط ، وما عليش نجعلها البحث عن الفوارق الواحد فقط والفائز يلغي الموضوع الذي به كلمة الخطأ

[طالب النعماني]

اسجل اعجابي بماتكتب ياعم سالم

[سالم علي الجرو]

اقتباس :

ان نثق في انفسنا اولا ثم في الاخرين ولانعامل الاخر بأنه أقوى او اضعف منا بل نعترف بأن لكل انسان قوة وضعف

كتبت حقا ، غير أنني في وادٍ آخر لا يدخل فيه: [ نحن والآخر ] أو يدخل فيه: [ قويّ وضعيف ] كأهداف لموضوعي ، لا يا أخت عفاف ، إنني في صومعتي في مساحة كبير من خيال استعرضت النوع لا الكم في كلّ شيء ، لأن حياة الكون قائمة على النوع . والثقافة والمعارف والمعلومات ونفوس تقدر ذاتها ،تحفّز ذاتها تدخل في إطار النوع . لست بصدد تجييش مقاتلين بحيث أهتم بالكم ، وحتى هؤلاء في عالم اليوم هم قليلون العدد كثيرون المعارف بحيث يضربون وهم يضحكون من مكان خفي لا يرقبه مليار جندي.
روح الجماعية ـ كما أعتقد ـ هو وراء نجاح كل مشروع يا أخت عفاف ، ولنكن متواضعين في عرض مشاريعنا ، نحن الصغار . منتدياتنا هي مشاريعنا ويتوقف نجاحها على قاعدة: لكل حقوق وعلى الكلّ واجبات.
هؤلاء الجميع ـ كما أعتقد ـ أيضا هم في المحصلة فكر وثقافة يعكسون واقعا ، إلا أن الواقع العام شيء وواقع المنتديات يجب أن يكون شيء ، أكثر إيجابية وأغنى قيم ومعارف نظرا لتعاطي الداخل في إطاري قيمي.
هنا نصوص علينا فهمها كتابة وقراءة ، وهي مرآة للواقع تعكس صورة الذّهنية المتفتحة ، الواعية ، الناضجة ، وهذه الذهنية تتفاعل مع روح النص لا تقدّس أيّ نص.
شكرا أختي عفاف

[أبوعوض الشبامي]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سالم علي الجرو [ مشاهدة المشاركة ]

قويّ هو الإنسان لكنه ضعيف ما أقوى الآدمي وأضعفه !!! يحكى أن منبوذا ضاقت به الدنيا عندما توقف الناس عن الحديث إليه ، لكنه قبل الصلاة على ميّت في جمع غفير ،اقترب من مفتي الديار وسأله: ـ يا مولانا ، هل لي أن أعلم من سماحتكم ماذا أقول في التكبيرات الأربع؟ أجابه الشيخ ، ثم سأله: ـ وماذا أقول عندما يكون الميّت شريك والدي؟ أجابه الشيخ: نفس القول بارك الله ـ لكنه يا شيخ خان والدي وأكل أمواله طلب منه الشيخ زيارته إلى دار الإفتاء. بعد الدفن عاد إلى بيته مسرورا لأنه استقطب بأسئلته كثيرون يعلمون عن عزلته ومن من لم يعلم ، وهكذا عادت إليه بعض الأصوات. بعد أيام سأله البعض: هل ذهبت إلى المفتي؟ وماذا قال لك؟ وهنا خرج من عزلته من خلال إثارة أسئلة لم يكن ليرغب في جواب لذات الأسئلة بقدر ما هو لفت نظر وخروج عن عزلــة. ما أضعف الإنسان وأقواه !!! هذا من حيث خاصية الإنسان ومناحي قوته وضعفه ، ولكن الخصال المثلى هي تلك التي لا تجعله في قوة موهومة ولا ضعف يجلبه لنفسه ، بل تجعله فردا في جماعة يعزز قوته بقوة الجماعة وهنا لن يكون ضعيفا في أغلب الأحوال.

من سياق هذه القصة (( المنبوذ )) نقول : رحم الله إمريء بين مرضه وعرف حالته النفسية وفي تشخيص يعكس الحالة ندعو القراء التمعن ....!!!



.


.

[الخليفي الهلالي]

	الأنسان !!!!!!!!!! هو أنسان بشر مخلوق مسيّر في أمووووووور ومخيّر في أمووووووووور آخرى " فلى عتب عليه في الأموووووووور المسيّر فيها ولكن يضل العتب قائم عليه في الأموووووووووور المخيّر بها !!! ورائيت آخر رد في هذا الموضوع الجميل , اتى من الجزء المخيّر في ذلك الأنسان وقد اختار هو أن يرتكب فعل المنبوذ المذكور في القصة .. الأنسان يسئ أحيان في أفعالة المخيّر فيها واسباب سؤ الأختيار كثيره وتشخيصها معروف وعلاجها متوفر .فقط على المريض أن يفهم انه مريض !!وسوف يجد العلاج باذن الله والسلام .....