05-26-2011, 02:34 PM | #1 | ||||||
شخصيات هامه
|
أوراق من الذاكرة الحضرمية : حضرموت وهبوط أول الطائرة ....!!
.
في يناير عام 1933م كانت فلاة ( المسحرة) في قلب وادي حضرموت مع موعد هبوط أول طائرة في وادي حضرموت . تجمع الناس من كل حدب وصوب صغارهم وكبارهم لمشاهدة الحدث التاريخي ، وكان من بين الحضور مراسل صحفي ، وشاعر شعبي ، أما المراسل فقد بعث الى ( مجلة النهضة الحضرمية ) التي كانت تصدر في سنقفوره وكان يحررها السيد طه بن ابي بكر بن طه السقاف ويديرها السيد علوي بن أحمد السري . تقريرا صحفيا بهذا الحدث . وأما الشاعر فهو هادي عوض عسكول وكلاهما ( المراسل والشاعر ) وثقا لنا ذلك الحدث الذي عد فاتحة مهمة لعصر انتقلت فيه حضرموت من وسائل النقل البدائية والتقليدية إلى استخدام وسيلة حديثة في المواصلات عصر الرحلات الجوية واستخدام الطائرات. فماذا كتب المراسل في تقريره الصحفي المنشور في العدد الثاني من ( مجلة النهضة الحضرمية ) الصادرة في فبراير 1933م .؟؟؟ ضباط الطيران عندما وطئت اقدام ضباط الانكليز ساحات ( المسحرة ) تلقاهم عند نزولهم ياور السلطان عمر الشهم الغيور صالح علي الخلاقي ، ونزلوا ضيوفا على الحكومة القعيطية غير أنهم لم يجدوا في دار ضيافتها ما يكفل راحتهم علاوة على ذلك الحر الذي اقلقهم حتى جعلهم يتحولون الى بعض البيوت الكائنة بسفح الجبل ومنها بيت الفادي وبعض بيوت الأعيان من اهالي شبام. وإذا كان هناك فضل لأحد غير رجال الدولة في راحة الضباط فهو لايتعدى الشيخ الأديب الممتلئ غيرة أبوبكر بن محمد التوي فهو الذي قام بما يفرضه الواجب أحسن قيام. اصلاح المحطة أبتدأ العمال في بناء بعض الحوائط والحصون وتسوية بعض المرتفعات والمنخفضات وقلع بعض الاشجار والكائنة في المنطقة المختارة لأن تكون محطة للطيران وهي واقعة نجدي بلد العنين بالقرب من ديار آل لحمد في أرض فيحاء جرداء اللهم إلا من بعض أشجار الراك والنخيل ..)) انتهى الخبر ..!! وذهبت أيام وتلتها أعوام بعد أعوام وتوقفت المجلة عن الإصدار، وربما غاب عنوان هذه المجلة عن الذاكرة الحضرمية ، ولم يعد في الذاكرة الحضرمية من يذكرها بالحدث سوى قصيدة الشاعر هادي عسكول الذي وثق تلك اللحظات ( لحظة ) هبوط أول طائرة في وادي حضرموت وثق ذلك في قصيدة شعبية قال فيها :
طريق في الجو للمطلع وللمندر=زامين من سنقفوره جابها الطيار ونصف في زام لاحمّل من البندر=الى بدا له شجن لما شقيه غار النقر هو ويا شقيّه طلع المنبر=والناس من كل وادي صبحوا زوار لاكان شيبه على العصيان ماتعذر=صبروا على الجوع والماء يشربونه قار كلن مناظر إذا لاخوه بايظهر= حولت عيون العرب لما بدا الطيار لمان جابوا مراكب في الهواء تبحر=والله عطاهم شجاع في الهواء بحار خفه كما الخيل عاد الخيل قد يعثر= ماذا مسامير عظمانه وقوته نار وكما اشار صاحب تقرير ( مجلة النهضة الحضرمية ) إلى دور الاستاذ الفاضل أبوبكر بن محمد التوي في استقبال الوفود وتهيئة الظروف الملائمة لإنشاء محطة طيران في وادي حضرموت . ايضا لم يغفل عن ذلك شاعرنا هادي عسكول حين وجه حديثه في قصيدته إلى الشيخ ابوبكر بن محمد التوي ( مدير النادي الأدبي بسنقفره سابقا وإحد رجالات شبام ومفكريها ) قائلا له :
بلغ سلامي لبوبكر التوي مخدر=يعرف كلامي ويعرف سوقة الشعار وقله إن القدم والفاس والمخدر=بايستوين ان طرحتوا فوقهن منشار ولا من شور ذولاك انته باتظهر=قدمت راسك وضفيت الكرم والجار تو النصارى وتو الغير باتظهر=وان قد تعنيت في حجه تقع طيار لإستماع لقصيدة هادي عسكول . |
||||||
05-26-2011, 07:37 PM | #2 | |||||
حال نشيط
|
رحم الله الشاعر فقد ابدع في الوصف اكثر من المراسل الصحفي .
موضوع جميل عن تراث متميز نشكرا كاتب الموضوع عوض الشبامي على التميز في المواضيع التاريخية المتميزة . |
|||||
05-26-2011, 08:48 PM | #3 | ||||||||
شخصيات هامه
|
شكرا على المرور والتعقيب ......!! . |
||||||||
05-27-2011, 10:56 AM | #4 | ||||||
شخصيات هامه
|
.
لم يقف ردود الفعل لهبوط أول طائرة في وادي حضرموت بين ما كتبه مراسل صحفي لمجلة ( النهضة الحضرمية ) التي كانت تصدر بسنغفورة من جهة ، وبين شاعر شعبي اسمه هادي عسكول من جهة أخرى . وعند صاحبكم ( ابوعوض الشبامي ) تقريرا عن ما بعد حكاية هبوط أول طائرة في الوادي الميمون ، خاصة أنه بعد أن شاع خبر هبوط أول طائرة في وادي حضرموت تناقل الحضارمة الخبر سريعا ووصل إلى مهاجرهم في أقصى الشرق الأسيوي . لقد كانت فكرة انشاء خط جوي تجاري بين عدن ومدن حضرموت فكرة واردة ، ولكن القائمين عليها كانوا أكثر حذرا عند دراسة جدواها الاقتصادية ، خشية من أن يكتب لها الفشل وتتكبد شركتهم خسائر اقتصادية كبيرة ، لذا تم التنسيق للقيام بحملة اعلامية كبيرة باسم ( شركة الطرقات الجوية العربية ليمتد) التي ستتولى تسيير خط سير رحلاتها بين ( عدن / المكلا / سيئون ) ، وعمدت هذه الشركة الى كتابة تقارير اعلانية في الصحف المحلية وفي صحف الحضارمة في المهجر ومن تلك الصحف والمجلات التي نشرت هذا الاعلان جريدة ( الترجمان ) والتي كانت تصدر في بتافيا بجاوة ، لصاحبها السيد محمد بن عقيل ( ويشابله قبضة من الدحاميل ). من خلال استقراءنا للصفحة الأولى نستشف أن هذه الجريدة كانت تقدم الأخبار بصورة ساخرة وبلغة حضرمية تخاطب بها قراءها وتربطهم بالوطن الأم . وقد نشرت جريدة ( الترجمان ) حينئذ هذا الاعلان الذي يقول : إلى أهالي القطر الحضرمي ليكن في علمكم بواسطة هذه النشرة بأنه في دور التكوين الآن ، شركة تدعى ( شركة الطرقات الجوية العربية ليمتد ) التي ستقوم طياراتها بنقل الركاب بين عدن والقطر الحضرمي ، أن الطيارة الأولى ستتحرك من عدن في يوم الخميس الموافق 30 سبتمبر 1937م ، وثم بعد ذلك ستسافر طيارة في صباح كل يوم خميس وستعود الى عدن من سيئون كل يوم جمعة ، إن الخط الذي ستسلكه هذه الطيارات سيكون الى المكلا بتأكيد ثم الى الشحر ( إذا هناك ما يوجب ذلك ) وثم الى سيئون . لقد اختيرت سيئون بصفتها نهاية الخط لأن مركزها واقع في نقطة متساوية المسافة من كل من مدينتي تريم وشبام ، ولذلك ستكون محطة مريحة لجميع ركاب القطر الحضرمي ، وترغيبا لأهالي حضرموت للسفر جويا ( وبهذه الوسيلة يوفرون انفسهم عناء سفر ايام عديدة برا وبحرا ) بصرف النظر من الأيام التي قد يضطرون ان يضيعوها في انتظار المراكب والقوافل أو السيارات فقد قررت الشركة أن تعرض عليهم أجورا جذابة للغاية ، وهاكم تحت هذا الكلام الفئات التي تنوي الشركة تطبيقها . من عدن إلى المكلا ، أو من المكلا إلى عدن على الراكب الواحد 80 روبية ، من المكلا إلى سيئون ، أو من سيئون إلى المكلا 40 روبية ، ومن عدن الى سيئون ، أو من سيئون الى عدن 120 روبية ، وفي حالة قطع المسافر تذكرة ذهاب وإياب سيخصم له عشرة في الميه من الفئات المثبته بإعلاه ، وسيسمح لكل راكب أخذ عفش بالغ وزنه لغاية 15 رطلا فقط ، وإذا زاد عن هذا القدر سيأخذ منه 8- 1 روبيه لكل رطل ..... ان بعضا من الحضرميين قد سافر بطريق الجو ونخال انهم سيشهدون بعظيم الراحة التي يجدها المسافر وسيوافقونا على أنه نظرا الى أن السفرة من عدن إلى سيئون تستغرق أربع ساعات ، بدلا من ايام عديدة .... ونحب يعلم الشعب الحضرمي بأن ( شركة الطرقات الجوية العربية ليمتد ) ستسير طيارتين مبدئيا وان لهاتين الطيارتين ربانين قديرين وقد استخدمت ايضا مهندس طيران أناطت إليه الاشراف والاعتناء بتلك الطائرات وآلاتها ..الخ والذي قد قضى عدة سنين في خدمة احدى الشركات السفر الجوي في العالم وكذلك ستتخذ أعظم العناية بأن يتأكد من أن يكون تسيير هذه الطيارات في أقصى درجة السلامة ، وسيهمكم كثيرا بأن تعلموا بأننا الآن في مفاوضة مع إدارة البريد بعدن بأن تقوم بخدمة بريدية جوية بين عدن والمكلا والشحر وسيئون ، وقد نربط هذا الخط بجيبوتي ايضا ، وسنعلن للجمهور تفاصيل هذا المشروع حالما تنتهي الترتيبات مع إدارة البريد ، وإذا تم هذا المشروع سيكون في امكان اصدقائكم وعملائكم في الشرق الاقصى بأن يرسلوا خطاباتهم من طرفهم بالطريقة العادية وبواسطة دفعهم زيادة طفيفة بأن يجعلوا كتبهم ترسل في احدى طائرات شركة الطرقات الجوية العربية ليمتد ، بعدن الى القطر الحضرمي وبهذه الوسيلة سيتم لهم توفير عدة اسابيع في كثير من الأحيان . وستلاحظون أيضا بأن الأيام التي قررت لمواعيد سفر الطايرات قد رتبت خصيصا لتوافق حمل البريد .. فالمرجو بأن الشعب الحضرمي سيقدر هذا المشروع وسيمنحه كل تعضيد تحرر بعدن في سبتمبر سنة 1937م )) وكتب محررجريدة الترجمان تعليقا طريفا تحت هذا الاعلان جاء فيه : (( هذا هو نص المنشور حرفيا وتجدون في كل سطر من سطوره ريح التملق ولون النفاق وصوت الدهان .. ابدوه اليوم لأنهم مبتديين وإذا تمكنوا باتشوفون اظافيرهم الحادة وضروسهم المفزعه ، وعيونهم الحمراء ، فياليت الحضارم ناس عقال يفكرون لمثل هذه المشاريع ....)) . )) |
||||||
05-27-2011, 06:13 PM | #5 | |||||
حال نشيط
|
مقال رائع ومفيد ومعلومات مهمة لا نستطيع ان نفي الكاتب المتميز الشبامي حقه
من المعلوم أن وسيلة النقل الجوي وسيلة مهمة وهي من المشاريع الاقتصادية الهامة وحين اعتمدت في حضرموت يسرت ربط حضرموت ببفية المحافظات والمناطق والاقاليم. شكرا لأبي عوض على هذه المواضيع التاريخية المهمة . وننتظر مزيد من الاوراق التي تنشط الذاكرة الحضرمية. |
|||||
05-27-2011, 08:24 PM | #6 | ||||||||
شخصيات هامه
|
شكرا على مرورك وتعقيبك لا شك أن الطائرات من الوسائل العصرية في المواصلات ، وهي ليست من وسيلة وجدت من وسائل الترفية في التنقل ، و انما اصبحت ضرورة يحتمها التطور العصري الحضاري للشعوب ، ولها الفضل أن طوت المسافات في مدة زمنية قصيرة فسهلت التنقل واصبح أقل عناء ومشقة . . |
||||||||
05-30-2011, 12:21 PM | #7 | ||||||
شخصيات هامه
|
لقد صدق حدس صاحب ( الترجمان ) عندما ذيّل ملاحظة تحت اعلان انشاء ( شركة الطرقات الجوية العربية ليمتد ) صدق حين كتب تعليقا طريفا تحت الاعلان جاء فيه : (( هذا هو نص المنشور حرفيا وتجدون في كل سطر من سطوره ريح التملق ولون النفاق وصوت الدهان .. ابدوه اليوم لأنهم مبتديين وإذا تمكنوا باتشوفون اظافيرهم الحادة وضروسهم المفزعه ، وعيونهم الحمراء ، فياليت الحضارم ناس عقال يفكرون لمثل هذه المشاريع ....)) تأسست شركة الطرقات الجوية العربية ليمتد ، وسيرت رحلاتها إلى حضرموت ، وكانت المطارات عبارة عن مدرج صغير ترابي ، ولاتوجد صالات للركاب او خدمات ارضية ناهيك عن عدم الالتزام بمواعيد السفر والطيران ، ولكن كانت لضرورة السفر واحتكار الشركة للخطوط السفر الداخلية احكام على صبر الناس لهذه الخدمات السيئة و المتدنية..!! لقد صدق صاحب صحيفة ( الترجمان ) وشفنا اظافرهم الحادة وضروسهم المفزعة وعيونهم الحمراء . فبعد ربع قرن من تشغيل خط السفر الجوي بين عدن ومدن حضرمية ، كتب رئيس تحرير صحيفة الطليعة الأستاذ أحمد عوض باوزير في تاريخ 13 صفر 1983هـ تحت عنوان مشاهدات وانطباعات مقالا جاء تحت عنوان: ( خطوط عدن الجوية وخرافة الحق المطلق في الطيران الداخلي على هذه الشركة الوفاء بالتزامتها وإلا فليفسح الطريق امام الشركات الأخرى ) قال باوزير في صحيفة ( الطليعة ) . أن ما يربو عن أربعين راكبا حضرميا تقدموا بعريضة احتجوا فيها على على بعض تصرفات موظفي خطوط عدن الجوية كما طالبوا بالتحقيق في المعاملة السيئة التي يلاقيها الركاب الحضارم من هذه الشركة ، واعطى مثالا عن سوء المعاملة وألا مبالاة أ طقم الملاحة الجوية في الاستهتار بدقة المواعيد وتعطيل الركاب بالساعات ( حسب الصورة المرفقة للمقال ) ، ناهيك عن سوء الخدمات الأرضية وفي الجو وفي التلاعب بالحجوزات .... وقد صدق محرر ( صحيفة الترجمان ) حين تنبأ مسبقا بالقادم الأسوء وكذب مثل هذه الشركات . . |
||||||
06-07-2011, 04:52 PM | #8 | |||||
حال جديد
|
تسلم على المعلومات الرائعة يا بوعوض وأشكرك على اهتمامك بالتاريخ
أما بالنسبة للمطارات فقد أقام السلطان عمر بن عوض القعيطي العديد منها, فـقد قام بفتح المطارات في الساحل, مطار فوة ومطار الريان ومطار الشحر ومطار ريدة بن عبد الودود شرقاً, وفي الداخل مطار القطن, وكانت كلها تحت إشراف مهندس بريطاني, وقد ذكر البطاطي قصة حصلت أثناء تجهيز المطارات بين السلطان عمر والمهندس البريطاني في كتابه إثبات ما ليس مثبوت, فذكر أنه حصل بين السلطان عمر والمهندس البريطاني سوء تفاهم, حيث كان المهندس يعتقد أن شغل المطارات تابع لبريطانيا, والمطارات بريطانية, ففهمه السلطان أن المطارات قعيطية, وعملها ونفقاتها قعيطية وعلى حساب السلطنة القعيطية, وأن شغله هو المشورة الهندسية فقط, إذا أحب أن يشتغل فأهلاً وسهلاً, وإن أحب أن يرجع فمع السلامة, فوافق على الاستمرار في العمل في المطارات المذكورة إلى أن أصبحت صالحة للهبوط والإقلاع, وفعلاً اشتغل مطار فوة . وجاء في كتاب (اليمن في الدوريات العراقية) أن طائرة إنكليزية حلقت في حضرموت فوق مدن الشحر وظفار وسمعون والمشقاص ودوعن وشبام, ثم رجعت إلى المكلا, ولما رآها الحضارم انزعجوا وتراكضوا إلى السطوح, وفر بعضهم, وجفلت الإبل, وذهبت تعدو في الصحراء, وتفرقت أغنامهم, وأصبحت الطائرة حديث مجالسهم |
|||||
06-07-2011, 05:41 PM | #9 | ||||||
مشرف قسم تاريخ وتراث
|
رائع يابو عوض كلما غصت في تاريخ حضرموت وتراثها وروائعها الفنية والأدبية أخرجت لنا اللؤلؤ والدرر النفيسة ،زاد تشوقنا أكثر وأكثر لمعرفة المزيد ياغالي أشكرك وانا متابع لما تكتبه ياجميل0
|
||||||
06-10-2011, 08:42 PM | #10 | |||||
حال نشيط
|
في تريم انشأ السادة آل الكاف مطار خاص بهم نريد معلومات عن مطار تريم ؟؟
|
|||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|