12-04-2012, 12:27 AM | #1 | ||||||
مشرف قسم الأدب والفن ورئيس لجنة المسابقة الشعر يه
|
نسج شعره من نبض الحياة ودفء الحب وأصالة القيم وأحزان الغربة ..في موكب رحيل الشاعر الكبير يسلم بن علي
نسج شعره من نبض الحياة ودفء الحب وأصالة القيم وأحزان الغربة ..
من أروع أغنياته بصوت أبوبكر سالم:"وأنا مالي إذا قالوا رفع رأسه" و"إلى هنا وانتهينا".. في موكب رحيل الشاعر الكبير "يسلم بن علي" رياض عوض باشراحيل : الشاعر الكبير "يسلم بن علي" أحد أعمدة الشعر الغنائي في اليمن والخليج وجزيرة العرب ، حمل الوطن في حنايا قلبه ومطاوي وجدانه طيلة حياته في الغربة تميزت أشعاره بصدق الإبداع وعمق العطاء واستنهاض القيم العليا والمشاعر السامية في النفس كالحب والصدق والتسامح وأسهم في تغذية الوجدان بتلك القيم والعواطف ونقل صفاء الريف الذي عاش فيه طفولته وعبق (عماقين) قريته ومسقط رأسه إلى كل زاوية من زوايا البلاد العربية التي وصل إليها فنه . في الواحدة من صباح يوم السبت 17/نوفمبر/2012م لفظ شاعرنا أنفاسه الأخيرة، وغادرت روحه الجسد الذي صحبَتْه خمسا وسبعين عاماً ، رحل في مدينة المكلا التي كان يتلقى العلاج فيها بمستشفى "ابن سيناء" وذلك بعد صراع طويل مع المرض دام أكثر من خمس سنوات كان خلالها يقاوم بصلابة المؤمن الصابر الأمراض المتعددة ومنها التهاب الكبد (الصفار) وهبوط نشاط عضلة القلب وآلام الظهر .. وقد نقل جثمانه إلى مسقط رأسه بلدة "عماقين" ودفن في العاشرة من صباح ذات اليوم . وقد تلقت أسرة الفقيد الراحل التعازي الرسمية من رئيس الجمهورية ومحافظ محافظة شبوة ووزارة الثقافة ومأمور المديرية وصدرت بيانات نعي رسمي للفقيد وتصدر نبأ رحيله الصحافة اليمنية والسعودية وأهمها صحيفة "عكاظ "ولازال صدى الرحيل يتفاعل في إطاره المحلي والوطني والعربي . وبرحيل الشاعر "يسلم بن علي" تطوى في وطنه وفي جزيرة العرب صفحة من أجمل الصفحات في تاريخها الشعري والغنائي . لقد سكت القلم الذي أخلص لفنه وموهبته وخط من حبر دموعه ورحيق تجربته العميقة في الحياة وفي الغربة بشكل خاص أروع القصائد الغنائية التي تغنى بها المطربين في اليمن والمملكة والخليج العربي وترك لنا غصة ودمعة حارقة أحس بها كل من عرفه وواكب تجربته الفنية الثرية، فقد اتسم شاعرنا وعرف بين أصدقائه وأحبابه بدماثة الخلق، وحسن المعاملة، وسعة الصدر، والكرم، والتواضع . فرحمة الله عليك يا شاعرنا الكبير وعزاؤنا قصائدك وديوانك "دموع المهاجر" الجاثم في صدورنا يذكرنا بك وبأصالتك وأصالة فنك ورحابة إبداعك كلما فتحنا دفتيه أو سمعنا نغمة من أنغامك على الأثير ، فنم قرير العين ولن ينساك جمهورك وعشاقك ومحبيك أبدا. وشاعرنا يسلم بن علي هو أحد القلة من الشعراء الحقيقيين الذين ارتبطت أسماؤهم بشعر الأغنية كلماتٍ والحاناً وكان في رقة ألفاظه وقوة مطالعه وجمال صوره الشعرية في إبداعه كالنهر العذب الذي روى به حدائق الشعر الغنائي في جزيرة العرب من خلال حناجر كبار المطربين فيها ومنهم طلال مداح الذي غنى له أكثر من عشرين أغنية ومنها : (في سلم الطائرة) و(ياعسكري فك الإشارة) و (يقول يسلم) و (معاد لي نفس) و(ياعلي من باعني كيف اشتريه) و(سمع صوتي) وغيرها ، ومن ابرز ماقدمه الفنان الكبير أبوبكر سالم بلفقيه (وأنا مالي اذا قالوا رفع رأسه) و (الى هنا وانتهينا) و (عسل دوعن) و(سرقت النوم من داخل عيوني) ، والفنان القدير على الصقير غنى له (سماح يا أهل السماح) و (عيشة بلا محبوب) و (لف وإلا دور قدني عارفك) و(مهما يقولون عنك) والفنان هود العيدروس غنى له (يلومون الجمل ياصاحبي) و (مشتاق للمغرب) و (ياأهل السمر) و (يفوق الوصف) ، أما الفنان الراحل فيصل علوي فقد غنى له (من بكى عيال الناس) و ( سقوك المر ياقلبي ) والمرحوم أحمد يوسف الزبيدي شدا بأغنيات (إشاعة حب يادكتور) و(فيوز القلب محروقة) و (فر ياطير والحبل بيدي) و(متى الإقلاع ياطيار) وغيرهم . أطل شاعرنا على الدنيا من « عَمَاقين » بمحافظة شَبْـوَة اليمنية وتربىّ في أحضان أبويه ينهل من حبهما في جوٍّ أسري هادئ وبيئةٍ تخيم عليها ظلال الألفة والمحبة وقد حرص والده الشاعر ( علي بن يسلم ) على تلقينه حب الوطن .. وعماقين قرية صغيرة ذات طبيعة ساحرة معظم بيوتها ومساجدها من الطين فكانت مصدراً من مصادر إلهامه الشعري فيما بعد نقل صفاء عماقين ونقائها في شعره الصافي جعل فنه وشعره مسرحاً تمتزج فيه العوامل البيئية إضافةً إلى استعداده الفطري وتجربته الذاتية في حياته .. لذلك فلا بدع في أن يقول شاعرنا في عماقين: قال يـسـلم بـن علي قـسّـمت قـلبي عالمحبــيـن *** يـاعــدن مابـا حـلالك جـنـة الدنيـا عماقــيـن وقد طارت سمعة الشاعر في وطنه إلى الآفاق بهذا البيت الفريد، وعرف الشاعر بالبيت الشعري كما عرف هذا البيت بالشاعر . ويجمع يسلم بن علي في شعره بين الوصف والغزل والرثاء والحكمة والحنين إلى الوطن وغيرها من الأغراض وقد أفاض في باب الغزل، وشعر الغزل هو شعر الحب والعشق والعواطف التي تحكم علاقة الرجل بالمرأة وتعد عاطفة الحب من أسمى العواطف الإنسانية في الحياة. إلا أن تقاليد الحب ونوازعه في مجتمعاتنا اليوم قد هبطت كثيراً عن ماقدمه التاريخ لنا من صور سامية وعلاقات نبيلة جمعت قلوب أهل العشق.لقد أصبح مفهوم الحب اليوم وفي العرف الشائع أقرب ما يكون إلى الخطيئة والاقتناص، وشاعرنا يصحح هذا المفهوم ويرى الصدق في الحب المثالي والحب المثالي في الصدق لذلك فهو يهتف ويردد : الأولوية لـلـحــبـيــب المـثــالـي *** صـدق مـا يغـلى على الزيـن غــالي أيش الـذي تـهـواه يا قمـري البان لقد شرب شاعرنا من كأس المحبة أصفى شراب وذاق طعمه ونكهته، وخاض بحاره وخلجانه، وسهوله ووديانه، فعرف خفاياه وأسراره وهو يعتقد أن للحب تضحيات تصل إلى الموت بالشهادة لذلك يقول : أنــا خـضـت الهـوى و عرفـت أسـراره *** عطيـت الحب مـعـياره و مـقـداره ويقـول أيضا : أنــا درست المحبـة لي في المحبـة رصيـد *** من حب لازم يضحي و إن مات موته شهيـد وتتجلى هنا روح اعتزاز الشاعر بحكايات حبه ومغامراته العاطفية بارزة في شعره، انظر لتكراره للفظة ( أنا ) في مستهل البيتين أعلاه .. وإذا عز اللقاء على العاشق وطال النوى به قضى لياليه سهداً لا يذوق الرقاد ولا يغمض له جفن ويبات يقاسي حرقة الشوق ونار البعاد .. وكم رائع عندما يحلم شاعرنا بوصال محبوبه فيهجره النوم ويجفوه الكرى أن يقول لمحبوبه : سـرقت النــوم من داخـل عـيـوني *** و خـليـت السـهـر فـيـها مؤبــد أقاسي الشـوق ماتـغمـض جفـوني *** و نـار الحـب في قـلبي تـوقـــد وجميلٌ جداً تشبيه المحبوب بغصن القرنفل وهو تشبيه نضر لامع وغير مستهلك قال "بن علي" : تـحـمَّـلت الجـفا و الصــدّ مـن شــانـك *** صبـرت الصـبـر لي مـا يـصـبـره أيــوب و يــاغـصن القــرنـفـل ويـــن عـنـوانك *** مـعـاد جـاء مـنـكم طارش و لا مـكتـــــوب وفي قصيدته « شروط الحب » أبدع يسلم بن علي في رسم صورة الحب ووصف حال المحب العاشق وذله وخضوعه، وما يكابده من نار الشوق وحرقة الصبابة وما يهيمن على نفسه من مشاعر الأسى، والبكاء والحزن في أبيات تحس وأنت تقرؤها بنار الشوق تحرق أحشائه، ودمع الأسى يقرح أجفانه .. ويبث الشاعر في قصيدته الحكم والأمثال ويستخدم فن الوصف، والتشبيه، وتبادل المدركات، في بناء صوره الشعرية التي نجتزئ منها قوله : شـروط الحب صـعـبه نـار أولهـا و تــاليـهـا *** و من كـذّب يـجــرب قـبـل يـوقــع في لهـيـب النــار ولو يـسـكـب دمـوعـه دم مـا يقـدر يـطـفيـهـا *** ولو سـالت دمـــوع العـيـن زادت نـار فــوق النـار و من بـيـده حـفـر حفـره مصيره أن يقع فيها *** و أنا جـربـت حـظي في الـهـوى قد صار لي مـاصار وقد هزت هذه الأبيات وتأثر بها الشاعر حسن محمد سالم باقديم الملقب "عميد شعراء سقيفة الشبامي" الموقع الحضرمي المعروف فواكبها شعريا على ذات الوزن والقافية مشيدا بتجربة الشاعر الكبير "يسلم بن علي" في الشعر والحب قائلا : تجارب في المحبـة غامضة وأسرارها فيها *** غوامض في معاناة المحب لم تكشف الأسرار مـع فيــض المشـاعـر بالألــم أبدع قوافيها *** وسطر مفـردات الشعر فيها من عناء واكدار تنـاغــم تجربة حظه في المعـنى تزكـيهــا *** ( حكاية حب ) رافقها نــدم ودمـوع واستغفار مراتب في المحبة والهوى "يسلم" حكى فيها *** نداعـبـهـا كـمــا الفنـان لا قد داعب الأوتار وللمنزلة الإبداعية التي يتمتع بها شاعرنا الكبير "يسلم بن علي" بين شعراء عصره فإن أبياته التي يصوغها من نسيج أفكاره ومشاعره تسكن قلوب الشعراء وتستقر بها وتحظى بتفاعلهم وتصبح مصدرا ثرا من مصادر إلهامهم .. فقد كتبت في وقت سابق مقالا بعنوان"العيد عند الشاعر يسلم بن علي" صدر في جريدة الأيام الغراء بالعدد(4389) الصادر في 27/1/2005م ونقلته إلى موقع الشعر الشعبي الحضرمي المميز "سقيفة الشبامي" فكان تفاعل الشعراء مع أبيات "ابن علي" في العيد كبيرا، ومما جاء من أبيات شاعرنا قوله: ياعيـد ماشفتك بعينـي يوم قالوا الناس عيـد غريب والغربـة صعيبـة يـوم خلانـي بعيـد قالـوا تعطـر قلت شل العطـر منـي يا وليـد عطري دموعي والبكاء ذي حطم القلب السعيـد العطـر من هو جنب خله يلبس الثوب الجديـد وإلا على ساحـل عـدن وإلا المكـلا أو زبيـد فرق الأحبـة نار حمـراء أوقدت قلبـي وقيـد نـار الهـوى ماتنطفي وتقول لي هل من مزيـد يـانـار كونـي باردة لا تحسبـي قلبي حديـد فجاء رد الشاعر "ياسر الرشيدي" على أبيات يسلم بن علي مؤكدا مكانة الشاعر بين شعراء عصره واعتبره منبر الفن الفريد ، والعلم الشعري ،وحامل راية الإبداع قائلا: يـــارونق الفن الشجي يــامنبــر الفـن الفريد الـــله يـديمك لـلادب فأنت لـــه نعــم الـعميــد من يجهلك وانت الــــعلم وحامل الرايه اكيد من مثل يسلم بن علي ؟ وحيد من نوعه وحيد أما الشاعر المعروف "عبدالله الجعيدي" فقد هزته أبيات شاعرنا فسالت قوافيه معبرة عن هم الغربة ومؤيدا أستاذه "يسلم بن علي" ومشيدا بشاعريته ، ووصفه بـ "عميد الشعر والشعار" و"صانع الإبداع" ويعتبر الجعيدي أن حب كل الناس لهذا الشاعر هو أكبر رصيد له في بنك الحياة .. فلنسمع شاعرنا الجعيدي في لوعة وحرقة وحب لشاعرنا يهتف قائلا : لما قريت أبيات لك يا صاحب الرأي السديد سالت بدم عيني ونبض القلب عن حده يزيد أعياد جم ما هي شوي عادت وأنا عايش وحيد واشعر كأن الموت قابض بالحناجر والوريــد في غربتي خسران لا حد يحسب أني مستفيد مثل الذي عطره دموعه ما بغا عطر الوليد انت عميد الشعر والشعار ما غيرك عميــد لا تلتفت للهم والتفكير و الحزن الشــديد مهما قست الأيام لك تاريخ يا "يسلم" مجيد يغنيك عن هم الفراق الصعب في جمعه وعـيـد بك تفتخر صنعا ومأرب والمكلا والصعـيــد يا صانع الإبداع في حروف القوافي و القصيد حب البشر لك كلهم يا "بن علي" اكبر رصيد لقد ارتبط شاعرنا يسلم بن علي بعلاقة محبة وصداقة مع الشاعر الكبير حسين أبوبكر المحضار تشهد بها العديد من الصور المشتركة بينهما والجلسات الخاصة التي جمعتهما في جدة .. تحركت أشجان شاعرنا وذكرياته مع صديقه المحضار عندما أبلغته بعزمي على السفر إلى الوطن لقضاء إجازة الصيف فكتب من أعماق قلبه مشيدا بالمحضار وكذلك بالشاعر صالح عبدالرحمن المفلحي – عليهم جميعا رحمة الله – قائلا : يا رايحين المكلا مروا على الشحر ساعة *** زوروا ديــار الحبيب هل عادهم يذكرونه وإلاّ تناسـوا طبــاعة *** من غاب عنهم يغيب حسين ماحد مثيله ولا خلق في الجمـاعة *** بـعـيــد وإلا قــريب ياليت من مات يحيا للفن ينصب شـراعـه *** مجروح ماله طبيب والمفلحي راح بعده كف انفصل عن ذراعه *** كل شي على الله قريب شاعر مخضرم مكرم للناس سمعا وطاعة *** عا ذا القدر والنصيب و بلبل الشحر الفنان "محفوظ محمد بن بريك" يعد أجمل صوت غنائي حضرمي عند شاعرنا "ابن علي" وهو يشترك هنا مع المحضار في حب الفنان بن بريك والإعجاب بصوته وفنه .. لذلك فلا عجب أن يبعث بسلامه الخاص وتحيته للفنان "بن بريك" ويصفه بالعندليب حين يقول : يارياض ودعتك الله فضلا تشــل الوداعة *** سلم على العندليب محفوظ صوته مميز من بين كل الجماعة *** ينفح بعنبر وطيب وملامح تأثر شاعرنا بصديقه المحضار وصدق محبته له برزت بوضوح في شعره فقد كتب بدموع قلبه أرق الأبيات تعبيرا عن معاناته في الغربة برزت في ديوانه "دموع المهاجر" ومما قالها من قصائد آسية حزينة باكية على أحواله في الغربة ووأسفه على عمر ضاع ، قصيدته التي استهلها قائلا : شبابي ضاع في الغربة وليلي يسبق نهـاري *** يمر اليوم والبكرة ولا دري ليل وإلا نهـار مضت أيام من عمــري ونا محروم من داري *** كأني من عصافير الشجر ساكن ظلال الغار غسلت الكحل بدموعي وفي وسط الحشاء ناري *** لهيب الشوق يحرقني متى الإقلاع يا طيار إلى قوله : عليك الصبر ياقلبي وخليها على الباري *** وذا كلمة عجيبة من كلام السيد المحضار وشاعرنا هنا إنما يشير إلى قول المحضار : (صبر عالصبر ساعة ) وقوله (لا بأس بصبر ما مؤمن إلا ويتمحص) كما يشير أيضا إلى قوله : ( ضحك أرجوك وتبسم .. ولا تهتم ولا تغتم .. وخليها على الباري .. سرى يانجمي الساري ) . لقد تعرض شاعرنا للإجحاف والتجاهل والظلم في حياته من الجهات الرسمية في وطنه ومن بعض أصدقائه من المطربين ويبدو أن هذا قدر كبار المبدعين الذين يعكفون على الاجتهاد والتميز والتفوق، فيظلمهم الباحثون عن الدنيا والوجاهة والمناصب، ولا ريب أن ذلك كله يصيب المبدع بالاستياء ويترك في نفسه كثيراً من الأسى عبر عنه شاعرنا في مقطوعات شعرية تقطر حسرة وألماً وتشع منها الحكمة ومنها : داوي الزمن بالزمن وأصبر على ظروفك *** ساير زمانك وكن في الأمر والطاعة وان قـلـت له يا زمن ارحــم وسـاعــدني *** يـرميــك في بـيــر عـمـياء مالها قاعة ما حــد تعــذّب في الـدنـيا كـمـا "يـسـلـم" *** يـومـيـن بـيـع القـلم والـثالـث الساعة إلى قوله على لسان حكومته ساخرا سخرية مُرة من تجاهلها لكبار المبدعين أحياء وتكريمهم أموات : بانـدخّلــك لـلسـجــن لا شفـنـاك تتـكـلم *** وإلا معــك نفـس للتشـويه طمـاعة الحــي ما نكــرّمه مـن مــات يتـكــرم *** با نكتب اسمك بشارع صاحبه باعه (( الحي ما نكرمه من مات يتكرم )) هذه حقيقة وتقرير واقعة وصراحة ما بعدها صراحة ، وصدق نطق به الشاعر بكل جرأة وشجاعة لا ينكره إلا مكابر أو مزايد ، وقوله : (( با نكتب اسمك بشارع صاحبه باعة )) كناية عن عدم جدوى التكريم وعدم جدوى "الشهادات التقديرية" التي لا يتبعها تقدير حقيقي ومساعدة للمبدع وكأن شاعرنا يوسمها هنا بـ "الشهادات التكديرية" . وقبل أن تطبع ديوان شاعرنا جامعة عدن ممثلة برئيسها الدكتور عبدالعزيز بن حبتور كان الشاعر قد قدم ديوانه لصديقه وكيل محافظة شبوة أملا في طباعته وقد تعهد الوكيل بطباعته تكريما للشاعر وتقديرا لمنزلته الفنية العالية ولكن الوعود طالت والزمن يمضي والديوان لم ير النور حينذاك مما جعل الشاعر يأسى على هذا الحال ولكنه واجه الأسى بالطرافة والفكاهة فخاطب صديقه الوكيل (أحمد بن علي) مازحا قائلا له : لا تطـوّل الميعـاد يا أحمد بن علي *** تلقي كما الدكتور ناصر والهميس لا عطوك هرج اليوم بكره يختلف *** يلقون لـك مبنى على حـفـرة ونيس وقد فاضت قرائح الشعراء بالتعبير عن أساهم وبالغ حزنهم لرحيل هذا المبدع وعبروا في قصائد تأبينية عن مكانته الفنية ومنزلته بين شعراء عصره وأثر غيابه والفراغ الذي تركه رحيله على ساحة الشعر والفن .. وبمشاعر جياشة يغمرها الحزن على رحيل الفقيد "ابن علي" باعتباره مصباح الشعر الغنائي الذي أنطفأ و ثالوثه الذي رحل مع الشاعرين المحضار والمفلحي ، قال الشاعر حسن محمد سالم باقديم : من مات نبكي عا وداعه ياعماقين احزني *** وإحنا مثيلش محزنيـن وسعاد كاسيها الحزن مثلش وارض المفلحي *** والبنط هو والساكنيــن الحــزن خـيـم عا لثقـافة والمنابر مـن بطي *** وعلى الأدب والناقـدين وان قلـت لا ياعـين لا تبكين سالت دمعتي *** بالغـصب والفرقة تخين خانتني الفـرقـة فراق المفـلـحي والهاشمي *** ما هو في الخاطر هوين راحت قناديلي على الاثنين والثالث طفي *** غـدرة على الحــد الزبين (وادي ثره) محزن على شاعره "يسلم بن علي" *** والصبر زاد الصابرين والفن والشعر أنخدش خدشات جم ماهي شوي *** يمسي يرادف بالونين وحول خصائص الشعر عند شاعرنا الراحل وتميزه في إبداعه بقوة الإحساس والعاطفة الجياشة ومشاعر الحب الصادق والعمق في التعبير عن تجربة الغربة أبدع شاعرنا جمال عبدالله حميد في رثائه للشاعر الكبير الذي عاش حياته متواضعا ورحل متواضعا بسيطا هادئا دون ضجيج او تطبيل وأعتبر الشاعر "جمال حميد" أن قنديل الأصالة ومصباح الفن المنير قد انطفأ .. قال : أحرف وفاء باصوغها بتبجيل في شاعر الإحساس "يسلم بن علي" اللي رحــل عـنـا بلا تطـبـيـل *** ومضى إلى ربــه الكــريم المعـتـلي شاعر رقيق العاطفة وأصيل *** بالـــود قـلـبـه والمـحـبـة مـمـتــلي رتل معاني الحب لنــا ترتيل *** وشـدا بـشـعــره كـل عاشق مبتلي وبكى على فرقه محب وخليل *** يا كـم بـنــار البعــد قـلبـه قد صلي ويحن لأرضه في سمر ومقيل *** وبصــدق ظــاهر في تعابيره جلي وإذا وصف حال الغريب يسيل *** دمــع الـذي بـفــراق أحـبــابـه بلي بعـــذوبة الألـفــــاظ والتمـثـيـل *** شـعــره وبالصــورة الجميلة بابلي لأصــالة الفن هــو بقى القنديل *** واليــوم طـفّـــا يــا أصــالة ولولي يا رحـمـة الله ظـلـلـيـه تظـلـيـل *** وعلى ثراه كل حين صبي وأهطلي وشاعرنا "يسلم بن علي" من أولئك المبدعين الشرفاء فهو كبير في فنه وكبير في شخصه عرف بالصدق والصراحة والنظافة والتسامح والرقة .. كما عرف بالحب والثقة و الإيمان الراسخ الذي لا يتزعزع .. لقد رحل شاعرنا بعدما أدى رسالته بدأب ونزاهة ومحبة، وزرع في نفوسنا أجمل القيم وبذل جهودا مضنية في حياته وإبداعه من أجل الناس فأحبوه كل الناس وعطروا مجالسهم بطيب ذكره الفواح وحملوا له ورود التقدير والوفاء، فكان جديراً بالتقدير والتكريم والعرفان على مدار الزمان.. رحم الله يسلم بن علي . |
||||||
12-04-2012, 01:04 AM | #2 | ||||||
شخصيات هامه
|
دمت وفيّا أخي رياض باشراحيل
لي عوده لوبقي لي نصيب؛؛؛؛؛ |
||||||
12-04-2012, 02:42 AM | #3 | ||||||||
المشرف العام
|
وأنت من أوفى من عرفت تجاه المبدعين دون إنتظار حتى لكلمة شكر !! رياض باشراحيل من القلب نشكرك على هذه الوقفه واللفته الجميله تجاه شاعر ظُلم كثيرا وهُمّش أكثر في حياته وبعد مماته !! يُثبّت !! |
||||||||
12-04-2012, 02:24 PM | #4 | ||||||
شاعر السقيفة
|
رحم الله يسلم بن علي ويرحم والديك يابومحمد ودوم الوفاء من طباع الوافي شكرا لك
|
||||||
12-04-2012, 03:31 PM | #5 | ||||||||
مشرف قسم الأدب والفن ورئيس لجنة المسابقة الشعر يه
|
الشكر الوافر لك أخي الغالي "الخليفي الهلالي" على المرور العطر .. ودمت مثقفا عالي القامة .. |
||||||||
12-04-2012, 03:35 PM | #6 | ||||||||
مشرف قسم الأدب والفن ورئيس لجنة المسابقة الشعر يه
|
شكرا لك أخي المشرف العام .. على هذه الاطلالة الرائعة .. وشكرا مرة أخرى لتثبيتكم الموضوع .. وهذا دون شك مظهر هام من مظاهر تكريم شاعرنا المبدع .. تقبل تحياتي . |
||||||||
12-05-2012, 01:55 AM | #7 | ||||||||||||||
المشرف العام
|
لقد كان مروري السابق عابر لتثبيت الموضوع اولا ثم لتسجيل الحضور ثانيا !!
سقيفة الشبامي الحاضره دوما على المستوى الإعلامي الكترونيا وصحفيا فهانحن نرى إبداعات شعراء سقيفتنا العامره تُنشر على الصحف محليا وعربيا فهاهو عميد شعراء سقيفة الشبامي الشاعر حسن باقديم يتألق في صحيفة 30 نوفمبر في قصيدته أدناه ضمن المقتبس مجاراه لقصيدة العملاق المرحوم يسلم بن علي !!
ويأتي التناغم مابين صحيفة الأيام الشهيره وسقيفتنا العامره فيما يلي من المقتبس ودليلا ملموسا على المكانه المرموقه لسقيفة الشبامي فنرى تفاعل شعراء سقيفة الشبامي كبيرا على قصيدة الشاعر الكبير يسلم بن علي عبر صحيفة الأيام الغراء حيث أبدع الشاعرين ياسر الرشيدي وعبدالله الجعيدي هنا في سقيفتنا العامره بالرد على قصيدة شاعرنا الكبير يسلم بن علي !!
وهنا نرى تألق الشاعر حسن باقديم في التعبير عن أساه وحزنه ومعبرا عما يختلج في صدورنا جميعا برحيل شاعرنا الكبير يسلم بن علي
الشاعر المثقف الرائع والمبدع جمال عبدالله حميد يعبر بأبياته تاليا عمّا يجيش في صدره من حزن لرحيل تلك الهامه الكبيره معتبرا ان قنديل الأصاله ومصباح الفن المنير قد إنطفا برحيل الشاعر
مماسبق يتضح بمالا يدع مجالا للشك مكانة هذا الصرح الشامخ سقيفة الشبامي على المستوى اليمني والعربي !! وان كل مايُكتب هنا قد نراه منشورا هنا او هناك عبر الصحف والإعلام فالإبداع ملك الجميع مثلما هي سقيفة الشبامي منبرا وصوتا لكل مبدع بها دون تمييز !! شكرا للمره الثانيه أخي رياض على تألقك بوفاءك المنقطع النظير !! |
||||||||||||||
12-09-2012, 08:47 PM | #8 | |||||
حال نشيط
|
شكرا لاديب حضرموت رياض باشراحيل على البحث او الدراسة .
|
|||||
12-15-2012, 07:26 PM | #9 | |||||
شاعر السقيفه
|
مشكور يا استاذ رياض على هذه اللوحه التشكيليه الجميله التي اتقنت تشكيلها ورسمها للشاعر المرحوم يسلم بن علي غفر الله له واسكنه فسيح جناته,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,وكم يسرنا ويسعدنا ان نرى مثل هذه المواضيع التي ترقى بالسقيفه الى ارقى المراقي ,,,,,,,,,,,,,,,,,
..................................لك شكري وودي وخالص التحايا القلبيه........................................ |
|||||
12-17-2012, 09:39 AM | #10 | ||||||
شخصيات هامه
|
|
||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|