08-21-2017, 11:54 AM | #1 | |||||||||||||||||||||||
شاعر السقيفه
|
الشيخ:محمد احمد لعجم(صفحات من الخلود)
بسم الله الرحمن الرحيم
الاهداء اسمعيني ايها العلياء فخـــــــــــــرا جمّليني مـن رياحينك عـــــــطرا اكتبُ الشعر واســرجُ فيه نثـــــــرا يأسر اللبَ وكــــم يزداد سحـــــــرا عشتَ معطاءً كريما كنتَ حـــــــرا لستُ انساك ولــو ذاقوني قــــــهرا كـــــــيف انسى ياشبام اليوم بدرا؟ كـيف انسى من عطاؤه كان بحرا؟ كــيف انسى من بنى قد شاد دهرا قـــــد اضاء النور شقَ الماءَ نهرا يــــــاالهي فاسقِ ذاك اللحد طهرا واجــــزه عنا على الاحسان اجرا البطاقه الشخصية الاسم: محمد بن احمد لعجم مكان الميلاد: شبام-حضرموت تاريخ الميلاد : 1933 م الحالة الاجتماعية: متزوج له اثنان من البنين وثلاث بنات البداية هنا في شبام عروس حضرموت- ولد الشيخ محمد احمد لعجم سنة 1933م,وفي ازقة شبام الضيقة ولدت احلام رجل طموح كبر وكبرت,طالما قلّب بصره في تلك البنايات الشامخة والتي اكتسب منها شموخا ملأ آفاق نفسه. منذُ طفولته الحالمة وهو يحمل حباً لمدينة شبام ,ظلت شبام متربعة على عرش قلبه كلما فتح عينيه ترآءت شبام في مخيلته تلتصق في احضان عدسته,...حقاً انه عاشق الصفراء شبام وصانع الامل لمدينة ظلت سنوات تعاني قحط الاهمال والنسيان. من كان يصدّق ان هذا الفتى سيعيد نور بصرها؟ بدأت طفولته هنا في احد بيوت شبام الشاهقة ومن توفيق الله له انه تربى في اكناف اسرة ثرية علمية تحب العلم ,لذا كان شغوفا بالعلم درس في مدارس شبام ومساجدها وكتاتيبها. نعم هذا الشاب:محمد احمد لعجم-رحمه الله المعروف(ود احمد)هكذا سماه الشباميون تمييزا واعترافا له ولاعماله الخيرية التي لم تمت حتى بعد موت هذا الرجل مازال اسمه محفورا في ذاكرة شبام!! مازالت آثارة حية شاهدة تروي للدنيا قصة طموح وعظمة!! انه القلب الكبير الذي حمل هموم شبام وآلامها وكأنه الاب الشفوق والقلب العطوف الذي عاش يروي شبام من دمه وحبه! ******** انطلق الشيخ:محمد بن احمد لعجم- رحمه الله- في عمله الذي توارثه عن اسرته الكريمة..انها التجارة التي احبها الحضارم عموما ورأوا ان فيها الكثير والكثير من البركات والارزاق. سافر الى عدن تاجرا وايضا رحل الى بعيد للتجارة..انه جسد سافر الى السعودية والامارات اما القلب فسأقولها بملء فمي ان قلبه في شبام لم يغادر ابدا فهذا الرجل الذي حمل على عاتقه هماً وطموحا كبيرا وهو ان يعيد الى شبام مشاريع النهضة والتنمية والبنية التحتية حتى تعود شبام الى مصاف مدن العالم المتقدمة. كلما سافر الى دولة متقدمة نظر بعينيه الحالمتين متى يشاهد هذا واقعا في مدينة الاحلام شبام وكذا حضرموت,انه الشبامي الاصيل الذي لم تغيّره الايام,عاش مناضلا ليضع مجدا جديدا لاجيال قادمة تحيا غدا في شبام...وهانحن اليوم جيل جديد يرفع اسم الشيخ: محمد بن احمد لعجم-على لافتات الخلود مع اننا لم نعش معه لحظة واحدة..حسبه ان انار مدينة وسقى حلما وصنع فجرا وقفتْ كل الاجيال تحيّى مآثره وتنصب اسمه راية في كل بيت من بيوت شبام خفاقة ليصبح قدوة في البذل والعطاء ونبراسا في التضحية والسخاء!! انه رائد الخير الشيخ:محمد بن احمد لعجم-رحمه الله- الذي ترك بصمة في شبام لم تذبل ازهارها الى اليوم, فقد ساهم في الكثير من الاعمال الخيرية والثقافية والاجتماعية حتى في قضايا الخلافات بين الاهالي كانت له اليد الطولى في الاصلاح وإعادة المياه الى مجاريها. 1-مشروع النور في عهد السلطنات كانت شبام تغرق كغيرها من مدن حضرموت وقراه في ظلام حالك ,حتى تقدّم الشاب:محمد احمد لعجم بعزيمة فولاذية ليضع اللبنات الاولى لادخال الكهرباء الى شبام. انه مشروع اجتماعي كبير كان بالامس حلما في وجدان الشيخ:محمد احمد لعجم_رحمه الله- ثم اصبح حقيقة...نجح مشروع الكهرباء وساهم الاهالي وبعد عمل متواصل جمع المثابرة والطموح,لبست شبام ثوبا جديدا وحلّة مضيئة,نعم..دخلت الكهرباء الى بيوت شبام وتبدّد ظلامهاوازيلت الامها,انيرت المساجد واشرقت البيوت كانت تلك الليلة الاولى بمثابة ليلة عيدية حافلة كأنها ليلة زفاف مدينة النور شبام انها قصة نجاح صنعها الشيخ محمد احمد لعجم-رحمه الله- وصار الجميع في شبام وخارجها يذكرونه بالخير لتصبح مدينة شبام سبّاقة في ميدان الكهرباء والمياه في حضرموت لقد ابتسمت شبام على يد بشير الخير وحاتمي الكرم الشيخ بل الزعيم(لوجاز التعبير): محمد بن احمد لعجم-رحمه الله اعمال خيرية وجليلة قدّمها لتحيا شبام كريمة عزيزة 2مشروع الامل على اكتاف هذا الرجل الكريم اسست شبام مشروع المياه..لتصبح اول مدينة حضرمية عام1962م تؤسس هذا المشروع لخدمة الاهالي وايصال المياه الى البيوت. كتب الله لهذا المشروع النجاح بصمود ومثابرة هذا الرجل الذي اعترض البعض طريقه وشكّك البعض الاخر في نجاح مشروعه,إلا انه الشيخ: محمد بن احمد لعجم-رحمه الله- رجل لا يعرف الاحباط ولم يستسلم لليأس وهكذا العظماء يعشقون الجوزاء ولا يبالون بالصعاب! نعم...لقد نجح هذا المشروع وسط ذهول الجميع رهن هذا الرجل امواله في البنك من اجل نجاح هذا المشروع.واليوم مات الشيخ:محمد بن احمد لعجم لكنّ مشاريعه نهر لم ينضب!! ليت الزمان يجود بمثله اليوم لمدينة شبام: حلف الزمان ليأتينّ بمثله***حنث يمينك يازمان فكفرِّ فكل من شرب اليوم شربة في مدينة شبام وكل من توضأ بذلك الماء الطهور فإنّ للشيخ محمد بن احمد لعجم-رحمه الله-الاجر والثواب الذي اوصل هذه المياه الى بيوت شبام لترويها بعد قرون من العناء في جلب المياه من الابار فشكراً لك ايها الرجل الكرٍيم تفانيت خدمة لاهلك وبلدك..فلا أدري كيف تنساك اليوم شبام؟!! وكيف يدفن الاهمال تلك الشخصية التي صنعت تاريخا انسانيا وخيريا دون ضوضاءوشهرة واليوم جئتُ بعد عقود من النسيان اعيد الامل الى الامل وارسم الحياة على دفتر الحياة أيها الشيخ محمد:أنا لم تربطني بك رابطة نسب..لكنني احبك من اعماقي وسوف ارسم منك قدوة في الاعمال التطوعية لنفسي ولجميع الشباب الحضرمي سنوات القهر والجراح: بعد استقلال الجنوب عام 1967م وسيطرة الجبهة القومية جُرّت حضرموت قسرا الى مثلث السحل والسلب والظلم,غادر الكثير من ابناء حضرموت ومنها شبام الى الخارج فرارا بعد ان اغمد خنجر الظلم في قلوبهم ونهبت ثرواتهم واقتحمت بيوتهم رحل الكثير من تجّار شبام,كان الشيخ محمد بن احمد لعجم-رحمه الله واحدا ممن غادروا,رحل عام1967م الى السعودية ومن ثمَّ للامارات كان كل يوم يمضي تعزف اوتار حنينه مقطوعة موسيقية بآئسة..كلما طلع الصباح وكشفت الشمس عن مفاتنها يرقب فجراً جديدا ليرى وجه شبام من جديد ,تلك المدينة التي اسرت فؤاده وعاش عاشقا لها, ******** لاأدري كيف بلغ بهؤلاء الظلم حتى سلبوه كل مايملك وصادروا كل ممتلاكاته في شبام والسحيل دونما ذنب وجريرة!! مضت السنون سراعا....رحل الظلم عاد الشيخ محمد بن احمد لعجم الى مسقط رأسه شبام بداية التسعينات لاأدري كيف اصوغ وصفاً لساعة اللقاء التي جمعت الحبيبين بعد طول فراق..امتزجت الفرحة بالدموع...آه لحلاوة اللقاء وطيب الصفاء..عناق متواصل انطفأت معه لواعج الغربة والفراق مكث فترة في شبام ثم سافر الى عدن ومنها الى صنعاء وهناك كانت النهاية الخاتمة: بعد مايزيد على سبعة عقود من العطاء والتضحية,رنَّ جرس الرحيل ونعق فراقه وتدهدهت ساعاته, رحلت زوجة الشيخ محمد انكسرت قدمه احداث متسارعة..لم نشعر إلا برحيل الشيخ:محمد بن احمد لعجم-رحمه الله في ليلة حزينة من منتصف مساء الاثنين عام2005م انسابت روحه الطاهرة راحلة عن جسده مثل قطرات الماء التي انسابت راوية كل بيت من بيوت شبام كنتُ اود ان تعانق شبام رفاته وجسده الطاهر لا صنعاء كنتً ارجو ان يخالط اريج جسده ثرى هيصم العتيقة إني اكتب واحسُّ ان قلمي اندقت عنقه عبرة والما..كأني اسمع نشيجاً من اعماق سطوري..كأني صفحاتي توشحت السواد حدادا والما ************** ايها الشيخ محمد..انت لم ترحل بل سكنت قلوبنا انت لم تمت بل حيُّ في اعماقنا سأنسج للزمان حلّة من ذكرك...سأشعل في الدنيا بدرا من نداك ايتها الطيورغرّدي شجناً ايها الاغصان تمايلي الماً ايها الشيخ محمد: اقولها بكل حرقة وداعاً لك في الخـــــــــــــــــــالدين رحمك الله رحمة الابــــــــــــــــرار غفـــــر الله لك واسكنك فسيح جناته وجـــعل ما قدّمته في ميزان حسناتك كتبه/ ابوسعد النشوندلي شبام-حضرموت 25/11/1438هـ البريد الالكتروني: [email protected] |
|||||||||||||||||||||||
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
|