( الوتر السادس ) الأناشيد و الأغاني

[هنا المكلا]

منقول من شبكة ومنتديات هنا المكلا

بسم الله الرحمن الرحيم
( الوتر السادس )
الأناشيد و الأغاني
تشيع بين الشباب في مرحلة معينة من السن الأغاني ، يتشربون كلماتها ، وحركات راقصيها ، ولفتات مؤديها ، تماشيا مع أحلام اليقظة التي يمرون بها ، والملاحظ أن كثيرا من الأناشيد الدينية المبثوثة عبر الأشرطة المسجلة وأقراص السي دي تنقل الألحان الكاملة لبعض الأغاني بما فيها أغاني الفديو كليب لتركب عليها كلمات ذات طابع ديني ، غافلة عن أن النشيد الإسلامي فن مميز له طوابعه اللحنية الخاصة المختلفة عن ألحان الأغاني ، فضلا عن أغاني الفديو كليب التي ترافق المستمع عند سماع النشيد خلفيتها الصورية غير المهذبة غالبا ، فيعمل النشيد بصورة عفوية على الترويج للأغنية ، ويبتعد عن مساره بهذا التجديف العفوي ، فاللحن وضع أساسا لأغنية تنشط عند سماعه ألوان معينة من الرقص ( الشرقي والغربي ) المؤدى في أجواء معينة ، ومواقع معينة ، بخلاف النشيد الذي يؤدى بغير رقص ، وفي أجواء ومواقع مختلفة اختلافا كليا عن الأولى ، ويثير من الوجد حالات مختلفة روحيا ، يصير النشيد بتلك الطريقة عملا مماثلا للأغنية ، أو يتناص معها بالتعبير النقدي تناصا مباشرا .
إن الكلمات مقدسة للغاية في تلك الأناشيد ( كلمات الرسول والصلاة والصوم والأعمال الصالحات ) لكن نكهة الأغاني خطر على قداسة تلك الكلمات عندما تذهب بها ذهابا مباشرا عبر الألحان والإيقاعات نفسها إلى أجواء أغان أديت في أوضاع معينة ، وثبتت في أذهان الشباب أول ما ثبتت كذلك ، فيتداخل في الذهن الخبيث بالطيب في أحسن الأحوال ، وذلك ما يحسن الخروج منه بسرعة بوصفه يجنح – من جهة - بالنشيد الإسلامي نحو خطر الأغاني المتكاثرة يوميا تكاثر الفطريات حتى يغيب أو يضعف في الذاكرة الدينية والثقافية ، ويكشف – من جهة ثانية - عن أزمة في قراءة النشيد الديني موسيقيا من داخله ، والتطور انطلاقا منه .
إن مزج الأناشيد في قوالب الأغاني أمر غير مستساغ في ما يبدو ، وخلط لمعايير اتسقت تاريخيا على طرائق معينة في الثقافة والخصوصية والهوية ، ولو افترضنا جدلا تركيب كلمات غزلية حسية صريحة على لحن نشيد ديني معروف ، وتم توزيع ذلك بوصفه أغنية ، فإن كبار الفنانين والمهتمين بالأغاني والجمهور سيسخرون ، لأنهم لن يعثروا على الوصفات الفنية التي يبتغونها في الأغنية ، فهذا المزج فيه اختلاف للمقاصد ، واتخاذ طريق في طريق مختلف مما لا يمكن أن يتساهل فيه أهل ذلك الفن ، وإن المزج بين الفنون خصيصة من خصائص الحداثة ناجحة في مناح مختلفة ، لكنها في هذه الحالة تفرض بيانا نشازا ربما لخصوصية المعاني الدينية وما يتعلق بها من الأناشيد والتراتيل .. هذه المعاني التي لا ترغب في أن يمازجها شيء يخل بخصوصيتها وسموها .

[خالد بن مهنا]

هنا المكلا..شكرأ جزيلأ على الموضوع الرائع..نقل موفق..لاعدمناك اخوي..تقبل مروري وخالص تقديري واحترامي
اخيك/خالد بن مهنا