التراويح .... التّرويح

[سالم علي الجرو]

التراويح سلوى الروح والترويح: " مظهر من مظاهر النّشاط الإنساني يتميّز باتجاه يحقق
السعادة إلى البشر "
كنا نجد بعض الترويح عن النفس في بعض المنتديات ، أما اليوم فلا .

لم؟

سؤال مطروح للنقاش

[سالم علي الجرو]

الحياة الإيجابيّة مصدر ترويح ، وإيجابيّة الحياة يتمثّل في:
الجمال
المعرفة
الحاجة إلى القيم
تذوّق الفكر والفنون المختلفة
في الصداقة ترويح عن النفس
في تبادل الآراء والأفكار

المرجع:

[ أسس الترويح والتربية الترويحية ]

[سالم علي الجرو]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صمت المشاعر [ مشاهدة المشاركة ]

التراويح سلوى الروح والترويح: " مظهر من مظاهر النّشاط الإنساني يتميّز باتجاه يحقق السعادة إلى البشر " كنا نجد بعض الترويح عن النفس في بعض المنتديات ، أما اليوم فلا . لم؟ سؤال مطروح للنقاش

معنى كلمة التّرويح
في اللغة الإنجليزية: Recreation ، وتعني التجديد والخلق ، الإبتكار .
ويفسر الترويح على أنّه رد فعل عاطفي أو حالة نفسيّة أو شعور يحسه الفرد
قبل وأثناء وبعد ممارسة نشاط ما هادف ويتمّ أثناء وقت الفراغ.
والنشاط ليس غاية بل وسيلة ، والغاية في الحالة الإنفعالية والعاطفيّة والإحساس
بالسعادة ، شبّهت كشحن بطّارية: ( البطارية البشرية لمواجهة الحياة بما فيها من تعقيد ).

ملاحظة:
أن يكون الفرد مدفوعا برغبة شخصية في ممارسة النشاط الترويحي ، ويتصّف بحرية الإختيار.
قد يكون النّشاط عنيف كما في الرّياضات والألعاب العنيفة ، وقد يكون هادىء كما في قراءة كتاب
أو متابعة منتدى أو سماع موسيقى.
ما هو مرغوب لدى شخص يكون غير مرغوب لدى آخر وبالتالي فإن ما هو متذوّق هنا لفرد غير متذوّق
هناك لفرد آخر.

هدف الترويح:
الشعور بالسعادة والغبطة من خلال ممارسة لأنشطة ترويحية تتمثّل في:
الإخاء
المخاطرة
الإنجاز
الإبتكار والإبداع
وتذوق الجمال والإسترخاء والسعادة عند خدمة الآخرين.

يتعمق الشعور بالسعادة من خلال الإبتكار والإبداع عند الشعور بالألفة والصداقة
والأخوّة ، عند الإنجاز ، عندما يتمتع الفرد بالصّحّة ، عند:

استخدام قدراته العقليّة
ممارسات خبرات عاطفيّة
التّمتّع بالجمال
مساعدة الآخرين
عند الإسترخاء

[ ذات المصدر ]

[سالم علي الجرو]

تعريف مفهوم التذوق الجــــــــــــمالي:
يقول فولتير في قاموسة الفلسفي: " لايكفي ان ندرك جمال العمل ونتعرف عليه.بل يجب ان نحس بهذا الجمال
ونتأثر بة ولايكفي ان نحس به ونتأثر به بطريقة مبهمة بل يجب ان نتبين كافة عناصرة وبسرعة "
كل منا يجذبه الجمال الروحي والحسّي والأدبي ، ولنبقى في المنتدى حيث جمال
الوزن الشعري العذب ، في الكلام الحسن ، في الحوار الهادئ ، في الاحترام المتبادل ،
في فنّ الإصغاء للغير ، في حُسْن التعامل مع الزملاء والزميلات ، مع الأصدقاء ،

الصداقة والأصدقاء

سنتناول لاحقا ـ بإذن الله تعالى ـ ما أورده الحكيم الأخلاقي: ابو الحسن علي بن حبيب البصري الماوردي
المتوفّى سنة: 450هـ في كتابه: ( أدب الدين والدنيا ) عن: " الصداقة والأصدقاء.

هموم رجال في أمور كثيرة = وهمّي من الدنيا صديقٌ مُساعِدُ
نكون كروحٍ بين جسمين قُسِّمَتْ = فجسماهما جسمان والرّوح واحدُ

فقلت: أخي قالوا: أخ من قرابة؟ = فقلت لهم: إنّ الشّكول أقاربُ
نسيبي في رأيي وعزمي وهمّتي = وإن فرّقتنا في الأصول المناسِبُ

[سالم علي الجرو]

اشتهر الأديب المؤلف ، الفقيه القاضي ، الماوردي بسعة علمه والتجديد فيه . له من المؤلفات في الفكر:

الفقه السياسي
فلسفة الأخلاق
أعلام النّبوّة
الحاوي في فقه العبادات والمعاملات

كتاب أدب الدين والدنيا

هذا الكتاب " أبرز إسم الماوردي في مجال الإصلاح الأخلاقي ، ونفذ ببساطة إلى معظم البيوت الإسلامية
في شتّى العصور " . ( في الفكر الأخلاقي في الإسلام ـ الصداقة والأصدقاء ) ، كتب:

ــ 1 ــ

الحثّ على اتخاذ الإخوان والأصدقاء

" وأمّا المؤاخاة بالمودّة: وهي الرابع من أسباب الألفة فلأنها تكسب بصادق المهر إخلاصا ومصافاة ، وتحدث
بخلوص المصافاة وفاء ومحاماة ، وهذا أعلى مراتب الألفة ، ولذلك آخى رسول الله ـ صلى الله عليه
وآله وسلّم ـ بين أصحابه ، لتزيد ألفتهم ويقوى تضافرهم وتناصرهم . وروي عن النّبي ـ صلى الله عليه وآله
وسلّم ـ أنه قال: ( عليكم بإخوان الصّدق ، فإنّهم زينة في الرّخاء وعصمة في البلاء ) . وروى أبو الزّبير عن
سهل بن سعد: أن النبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ قال: ( المرءُ كثر بأخيه ، ولا خير في صحبة من لا يرى لك
من الحق مثل ما ترى له ) . وقال عمر بن الخطّاب ، رضي الله عنه: ( لقاء الإخوان جلاء الأحزان ) ، وقال
خالد بن صفوان:: ( إنّ أعجز الناس من قصّر في طلب الإخوان ، وأعجز منه من ضيّع من ظفر منهم ) .
وقال علي كرّم الله وجهه لابنه الحسن: ( يا بنيّ ، الغريب من ليس له حبيب ). وقال ابن المعتز:
( من اتّخذ إخوانا كانوا له أعوانا ) . وقال بعض الأدباء: ( أفضل الذّخائر أخ وفي ) . وقال بعض البلغاء:
( صديق مساعد عضد وساعد ) وقال بعض الشعراء:

هموم رجال في أمور كثيرة = وهمّي من الدنيا صديق مساعدُ
نكون كروحين بين جسمين قسّمت = فجسماهما جسمان والرّوح واحد

وقيل: ( إنّما سمّي الصّديق صديقا لصدقه ، والعدوّ عدوا لعدوه عليك ) ـ أي تجاوزه وتعدّيه . وقال ثعلب:
( إنّما سمّي الخليل خليلا لأنّ محبّته تتخلل القلب ، فلا تدع فيه خللا إلا ملأته ) .
قال بشّار:

قد تخللتِ مسلك الرّوح منّي = وبه سمّي الخليل خليلا

[سالم علي الجرو]

ــ 2 ــ

أنواع التآخي" والمؤاخاة في الناس قد تكون على وجهين:
إحداهما: أخوّة مكتسبة بالإتفاق( لعله يقصد مكتسبة بالعفوية والصدفة ).
الثانية: مكتسبة بالقصد والإختيار.
فأما المكتسبة بالإتفاق ، فهي أوكد حالا ، لأنها تنعقد عن أسباب تعود إليها ، والمكتسبة بالقصد تعقد لها
أسباب تنقاد إليها ، وما كان جاريا بالطّبع فهو ألزم مما هو حادث بالقصد ونحن نبدأ بالوجه الأول المكتسب
بالإتفاق ، ثم نعقبه بالوجه الثاني ، المكتسب بالقصد . أما المكتسب بالإتفاق فله أسباب نبتدىء بها ، ثم ننتقل
في غاية أحواله المحدودة إلى سبع مراتب ، ربما استكملتهن وربما وقفت على بعضهنّ ، ولكل مرتبة من ذلك
حكم خاص ، وسبب موجب . قال الشاعر:

ما هوى إلا له سبب = يبتدىء منه وينشعبُ

ــ 3 ــ

مراتب وأسباب المؤاخاة

أول أسباب الإخاء: التجانس في حال يجتمعان فيها ويأتلفان بها ، فإن قوي التّجانس نرى الإئتلاف به
وإن ضعف كان ضعيفا ، ما لم تحدث علّة أخرى يقوى بها الإئتلاف ، وإنّما كان كذلك لأن الإئتلاف بالتشاكل
والتّشاكل بالتّجانس ، فإذا عدم التّجانس من وجهه انتفي التّشاكل من كلّ وجه ومع انتفاء التّشاكل بعدم الإئتلاف،
فثبت أن:
التّجانس وإن تنوّع أصل الإخاء ، وقاعدة الإئتلاف.
وقد روى يحيى بن سعيد عن عمرو عن عائشة ، رضي الله عنها ، عن النّبيّ ـ صلى الله عليه وآله وسلّم ـ أنه
قال:
( الأرواح جنود مجنّدة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف ) . وهذا واضح ، وهي بالتّجانس متعارفة
وبضدّه متناكرة .
وقيل في منثور الحكم:

" الأضداد لا تتفق ، والأشكال لا تفترق "
وقال بعض الحكماء:

" بحسن تشاكل الإخوان يلبث التّواصل "

ولبعضهم:

فلا تحتقر نفسي وأنت خليلها = فكلّ امرىء يصبو إلى من يشاكلُ

وقال آخر:

فقلت: أخي ، قالو أخ من قرابة؟ = فقلت لهم: إنّ الشّكول أقاربُ
نسيبي في رأيي وعزمي وهمّتي = وإن فرّقتنا في الأصول المناسبُ

ثاني مراتب الإخاء: يحدث عن المواصلة بين المتجانسين وسبب المواصلة بينهما ، وجود الإتفاق منهما ، فصارت
المواصلة نتيجة التّجانس ، والسبب في وجود الإتّفاق ، لأن عدم الإتفاق منفّر.
ثم يحدث عن المواصلة مرتبة ثالثة ، وسببها الإنبساط ، ثم يحدث عن المؤانسة رتبة رابعة ، وهي المصافاة
، وسببها خلوص النيّة ، ورتبة خامسة ، وهي المودّة ، وسببها: الثّقة ، وهذه الرّتبة هي أدنى الكمال
في أحوال الإخاء ، فإن اقترنت بها المعاضدة فهي الصداقة ، ثم يحدث عن المودّة رتبة سادسة ، وهي المحبّة ،
وسببها: الإستحسان ، فإن كان الإستحسان لفضائل النفس حدثت رتبة سابعة وهي: الإعظام.

قال الكندي:

" الصديق إنسان هو أنت إلا أنّه غيرك "

ومثل هذا القول المروي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، حين أقطع طلحة بن عبيد الله أرضا ، فأتى طلحة
بكتابه إلى عمر ليختمه فامتنع عليه ، فرجع طلحة مغضبا إلى أبي بكر وقال: " والله ما أدري أنت الخليفة أم عمر؟
قال: بل عمر لكنه أنا "

[سالم علي الجرو]

ويبقى السؤال مطروحــا

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صمت المشاعر [ مشاهدة المشاركة ]

كنا نجد بعض الترويح عن النفس في بعض المنتديات ، أما اليوم فلا . لم؟

[سالم علي الجرو]

" نجوم كثيرة .. وقمر واحد ..
نساء كثيرات .. وأم واحدة ..
بلاد كثيرة .. ووطن واحد "

رسول حمزاتوف
شاعر داغستاني ( 1923 _ 2003 )

من أقواله:

ــ 1 ــ

" ظهرت لدينا في روسيا الآن ما يسمى بالسوق ، ودخلنا مرحلة من حرية الجوع الوحشية أصبحت فيها
أسعار الطماطم أغلى من البشر ، وأصبح ممكنا شراء كل شيء في روسيا : الضمير والبطولة ، الموهبة
والجمال ، الشعر والموسيقى ، الأرض والأمومة أحيانا . وقد بدل الكثيرون من مواقفهم . ربما يمكن للمرء
أن يبدل قبعته ، ولكن لا يمكن لشخص شريف أن يبدل رأسه " .

ــ 2 ــ

" شيئان في الدّنيا يستحقّان الدّموع والنّزاعات الكبيرة:
1- وطن حنون
2- امرأة رائعة
أمّا بقية المنازعات الأخرى ، فهي من اختصاص الدّيكة.

ــ 3 ــ

" إن الإنسان في حاجة إلى عامين ليتعلم الكلام وإلى ستين عامًا ليتعلم الصمت، وأنا لست
ابن عامين ولا ابن ستين عامًا.. أنا في نصف الطريق، ومع ذلك فيخيل إلي أني أقرب إلى الستين؛ لأن الكلمات
التي لم أقلها أغلى على قلبي من كل الكلمات التي قلتها

ــ 4 ــ

" ثلاث نساء ودعنني عند سفري.
قالت الأولى:
وهي مستندة على شجرة دون أن تحني رأسها: إذا نسيتني فلن أبكي .
ووقفت الثانية عند بابها ممسكة بجرة ممتلئة وسمعتها تقول: عد سريعًا .
أما الثالثة فكانت تتنهد دون أن تنطق بحرف واحد، ووراء الجبل الأول نسيت المرأة الأولى ونسيت الثانية بنفس
هادئة بعد الممر الجبلي الثاني، لكنني لم أستطع عبر الجبال كلها أن أنسى المرأة الثالثة وهي وحدها التي
أحلم بها من بينهن جميعًا " .