المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > شؤون عامه > الســقيفه العـامه
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


غاب الضمير..ضاع العدل..

الســقيفه العـامه


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-17-2009, 10:29 PM   #1
الوزيرية
حال جديد

Lightbulb غاب الضمير..ضاع العدل..

غاب الضمير.. ضاع العدل .. وضاعت القيم الإنسانية .. وانقلبت المعايير ..!!





بالأمس كان أجدادنا وآباؤنا يفتخرون بأحاديثهم عن الماضي ويسردون علينا القصص والأمثال التي تتميز بالمحبة والصدق والإخلاص والحفظ والغيرة على الجار من أي مكروه ، إضافة إلى الأمانة المتبادلة بين بعضهم البعض دون كتابة ورقة ومستند وشهود ، فعندما كان الجار يطلب من جاره مساعدة أو مبلغاً معيناً يأخذه الآخر إلى مكان بعيد عن الناس ويعطيه دون علم أحد حفاظاً على سمعته وعدم إحراجه .


وكان الرجل الكبير في السن والمقام قدوة واحتراماً للجميع ، والكل يصغي لحديثه بكل احترام وتقدير ، وينفذ أوامره دون تردد لأنها صادقة وعادلة ، كماأن وجود هؤلاء الحكماء يفضي إلى حل المشكلات في لحظتها دون اللجوء إلى المحاكم ومخافر الشرطة..


حقاً لقد مضت تلك الأيام وذهبت مع رياح الزمان تاركةً الذكرى لأجيالنا الحالية يتحدثون عنها فقط دون أن يتقيدوا بها.


لقد تغيرت الحياة والزمان وأصبح الأخ والأخت والابن والأب على غير وفاق مع بعضهم البعض ، وأصبح الجار يحسد جاره ، والصديق يبحث عن مطبّ لصديقه ،


لعنة الزمان حلّت علينا ، وأصبح الكره والحسد والحقد والفرقة تحلّ مكان المحبة والصدق والوفاء والأمانة. وأصبحت أبواب المحاكم مشرّعة والسجون ممتلئة وأقسام الشرطة على مدار الـ 24 ساعة ترحب بالظالم و المظلوم. ‏


‏ بالله عليكم إلى أين ذاهبون...؟



كان يقال لكلّ بيت مدبّر ، وهذا المدبّر كان يمثل أعمدة البيت التي تقويه وتمنعه من التصدع والانهيار ، وكان يقال من ليس له كبير فليشتري كبيراً ، والمقصود بالكبير هنا الرجل الواعي المدرك الذي يقدّر الصواب من الخطأ ، ويوجّه دفّة السفينة بحكمةٍ وقليلٍ من الأخطاء ، وكان الجميع في الأسرة يسترشدون برأيه ويسمعون له ويعملون بتوجيهاته ، والمسّن في الأسرة طبعا" ليس من بلغ من العمر عتيا وأصبح لا يدرك ما يقول أو يتصرف ، بل هو الحكيم الواعي الذي له تجربة كبيرة في الحياة ، ولن أقول المثل القائل ( أكبر منك يوم أفهم منك دوم ) فهذا القول ربما يظلم الكثيرين ، حيث يوجد من الأبناء من يتميز برجاحة العقل وحسن التدبير .
و المجتمع كان يسير على هذا المنوال حيث يتميز به بعض الوجهاء الذين يتم استشارتهم في الأمور المعقدة ، حيث كان معظم رجال القرية أو الحي يجتمعون عند المختار في المنزول ـ وهو مكان واسع مخصص للضيافة ـ ويساهم الوجهاء بحلّ الخلافات التي تنشب بين الأهل والأبناء ، وبين أبناء القرية أو الحي . والكبير دائماً يتميز برأيه السّديد وحكمته المأثورة ، وينال الثقة والاحترام .


وكم نسمع من الحديث المتداول عن هذه الأمور والأحداث التي مرّت ، واليوم نسمع عن التعاون والمحبة التي كانت سائدة من خلال المسلسلات التلفزيونية مثل باب الحارة أو ليالي الصالحية أو أهل الراية وغير ذلك .
وهذا الذي كان سائداً بالأمس يعود لمحبة الناس بعضهم لبعض ، وبعدهم عن الغش والخداع والجشع حيث كانوا يهابون محاسبة الله لهم ، وكانت الميزات التي تجمعهم هي البساطة والطيبة ومحدودية الموارد ، وكذلك وسائل العيش أيضاً ، والثقافة ، والوعي البسيط الذي يتساوى به غالبية أبناء المجتمع ، وكان من يتميز بنبوغ وذكاء معين وسعة أفق هو الذي يظهر في المجتمع .


وعلى صعيد الأسرة كانت الطاعة العمياء للوالد وللأخ الأكبر في حال غياب الوالد لأي سبب كان عن البيت، وكان هو الآمر الناهي في كل الأمور ، بينما اليوم في عصر المادة والتقدم العلمي والتكنولوجي تعددت مصادر الرزق وتوسعت آفاق المعرفة وسبل الوعي وأصبح الابن لا يأخذ برأي والده عندما يصبح في سن البلوغ ، وخاصة إذا كان منتجاً .
وفعلاً أصبح هناك تفاوت فكري وربما الابن أصبح أكثر وعيا" من والده بسبب العلم أو الإطلاع على العلوم أو الثقافات الأخرى وغير ذلك من الأسباب ، فلم يعد رأي الأهل مسلّماً به ، ويؤخذ على علاته ، ويعتبره الابن صحيحاً، وأصبحت الحاجة للمادة ليمتلك البيت والسيارة والحاجات المنزلية والرفاهية ، وأصبح يتطلع على ما يملكه الغير ويحاول أن يصبح أغنى منه ، وبهذا أصبح غير متسامحاً مع أخيه في الأسرة الواحدة بل ويحاول أن يأخذ أكثر من حقّه ، فقلّت العاطفة تجاه أخيه وتجاه الغير ، ولم يعد ضميره يؤنّبه في حال ظلم أو تسبّب في ظلم الآخرين ليستفيد هو ، أي أصبحت الغاية تبرر الوسيلة ، وسادت المصالح الخاصة على المصالح العامة ، وأصبح معظم الناس لا يعطون شيئاً لوجه الله كما كان يقال ، وأصبحت المصالح المتبادلة مقرونةً بالعقود والمواثيق ، أي انعدمت الثقة بين البشر فإذا احتجت مبلغاً من المال لفترةٍ معينة أو لظرفٍ ما وطلبته من أحد معارفك أو أصدقائك تندم وتقول بينك وبين نفسك: يا حبذا لو أخذته من المرابي بفائدة كبيرة ولم آخذه من أخي أو صديقي لما يسمعه من الكلام الغير مألوف سابقاً، وتتألم لأنك تعرف الحقيقة بتوفر المال لديه ، ولكن العاطفة الإنسانية رحلت وحلّتّ محلّها الأنانية وحبّ الذات وحبّ التملك ، وكم من الدعاوى أصبحت تقام بين الأخوة وغير الأخوة بسبب النزاعات على الميراث، والمعاملات التجارية وغيرها ، وضياع الضمير عند الكثير من الناس .
أصبح أكل الحرام مألوفاً ومحللّلاً ، والفساد سائداً في المجتمع و الرشاوى منتشرة بين بعض الموظفين والمواطنين والمراجعين ، وفسد بعض القضاء وأصبح من يسرق الدولة والمجتمع والشعب ذنبه مغفور ، وسيحاكَم حسب ما يدفع ، وقيمته الاجتماعية بمقدار ما يملك وطبعاً أصبح الكثيرين بهذه الصفات السيئة . ولا يصح التعميم على كل الموظفين أو الناس فما زال يوجد أيضاً الكثيرون ممن يحكّمون ضمائرهم ويعملون بصدق ولو كانوا يتعرضون لضغوط معينة .


وفي حال غياب الضمير وضياع العدل ضاعت القيم الإنسانية وانقلبت المعايير .
  رد مع اقتباس
قديم 11-17-2009, 10:53 PM   #2
الوالي
حال جديد
 
الصورة الرمزية الوالي

افتراضي

موضوع مميز
  رد مع اقتباس
قديم 11-18-2009, 01:43 AM   #3
الخليفي الهلالي
شخصيات هامه

افتراضي

اقتباس :
وفي حال غياب الضمير وضياع العدل ضاعت القيم الإنسانية وانقلبت المعايير .

اظن أننا اليوم نعاني من نفس المشكل ؛؛نسئل الله اللطف بعباده

شكرأ لك الوزيريه ؛؛؛؛؛
  رد مع اقتباس
قديم 12-15-2009, 11:39 PM   #4
الوزيرية
حال جديد

افتراضي

شكرا جزيلا الوالي والخليفي الهلالي ..ع المرور العطر دمتم بخير..
  رد مع اقتباس
قديم 12-15-2009, 11:45 PM   #5
أهوى حريضه
حال قيادي
 
الصورة الرمزية أهوى حريضه

افتراضي

يسلموو ...


مووضوع في غاية الجمال والروعة ....

تقبلي مروري ..
التوقيع :
  رد مع اقتباس
قديم 02-12-2010, 08:44 PM   #6
عماد بن علي بن سالم
حال نشيط
 
الصورة الرمزية عماد بن علي بن سالم


الدولة :  المملكه العربيه السعوديه
عماد بن علي بن سالم is on a distinguished road
عماد بن علي بن سالم غير متواجد حالياً
افتراضي

يسلموووووووووووووووووووا
والف شكر
بارك الله فيك
التوقيع :


للتواصل:
[email protected]
[email protected]
  رد مع اقتباس
قديم 02-12-2010, 08:48 PM   #7
ابوناصر
حال جديد

افتراضي

وفي حال غياب الضمير وضياع العدل ضاعت القيم الإنسانية وانقلبت المعايير ؟

شكرا الوزيريه على الموضوع المفيد
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
شذرات من كتاب: بلاد الأحقاف ـ رموز وكنوز سالم علي الجرو الســقيفه العـامه 12 05-23-2010 06:50 PM
صعدة تنادي" أين الضمير العالمي من هذه الحرب ؟ حد من الوادي سقيفة الأخبار السياسيه 0 11-01-2009 08:03 PM
حملة اعتقالات واسعة عقب مسيرة سلمية لشباب تحت سن العشرين بغيل باوزير حد من الوادي سقيفة الأخبار السياسيه 0 06-13-2009 12:46 AM
سجن الضمير (بعثرة قلم) الهاشمي - السيباني سقيفة عذب القوافي 2 05-28-2009 07:20 AM


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas