03-25-2010, 09:44 AM | #1 | ||||||
حال قيادي
|
بجنف من أسبانيا: همسة في ربوع تريم- عاصمة الثقافة الإسلامية
بجنف من أسبانيا: همسة في ربوع تريم- عاصمة الثقافة الإسلامية الخميس, 25-مارس-2010 - نبأ نيوز- عبد الله ناصر بجنف/ اسبانيا زرت مدينة قيروان التونسية التي سلمت تريم شعلة عاصمة الثقافة الإسلامية حيث لاحظت مدى الاهتمام الكبير الذي أولاه الإخوة التونسيين خلال عام كامل مليء بالنشاطات والتي أسهمت بصورة كبيرة في التعريف بهذه المدينة بشكل خاص وبتونس بشكل عام. هذا العام 2010 توجت مدينة تريم كعاصمة للثقافة الإسلامية, تريم العزيزة على قلوب كل اليمنيين باعتبارها رمز للتسامح والإخاء وباعتبارها تترجم المعاني الأصيلة لديننا الإسلامي المتميز بالتسامح والإخاء والرحمة والتقارب.. لقد برهنت تريم على مدى القرون بأنها شعلة ومنارة واسعة أسهمت في نشر الدعوة الإسلامية في جنوب شرق آسيا والهند وكذلك في شرق أفريقيا، وقد أبدع أبناء تريم بصورة خاصة وأبناء حضرموت بصورة عامة في إيصال رسالة الإيمان والحكمة الى تلك الشعوب والذين لم يترددوا في اعتناق الإسلام وبطواعية وبدون إغراءات مادية كما يحصل اليوم مع بعض الديانات التي تستغل المجاعة والحروب في الدول الفقيرة من اجل مد توسعها الديني والثقافي. حكمة أبناء تريم وحضرموت هي مرادفة لقوة وحكمة الإسلام الصحيح الخالي من التعصب والتشدد وتكفير الآخرين ولم يكمن من الصدف أن تختار مدينة تريم لتكون عاصمة الثقافة الإسلامية بل هي بمثابة رد الجميل لما أسهمت به في الماضي من مد جسور الثقافة الإسلامية إقليميا وعالميا وعرفانا لإسهاماتها في الحاضر وكذلك في إعدادها للأجيال مستقبلا في معاهدها العلمية التي تتميز عن غيرها بوضوح مناهجها وامتلاكها لخبرات واسعة تتجسد في علمائها وهم بمثابة واحة للعلم والمعرفة الدينية وسعة الرحابة ولاعتدال الذي ينشده ديننا الحنيف. تريم رمز المنارة والنور، ارض الأحباب الطيبين، وهي شعلة الصفاء وقبلة التسامح الأبدي.. هذه المدينة التي ترتسم في عيوننا كلوحة وضاءة تنير القلوب والوجدان. هل حقا أعطيناها ما تستحقها..؟ الإجابة لا وألف لا..!! أنها بحاجة الى لفتة كريمة من قبل كل الجهات المسئولة باعتبارها منبع العلم والمعرفة. تريم ظلت لسنوات مهجورة، ولكن أبنائها الطيبون لم يستسلموا لليأس، بل ظلوا جاهدين في رفع مكانتها في السماء عاليا واعتبارها عاصمة للثقافة الإسلامية ما هي الى عرفاناً لهم. إذا تظل أمام الحكومة اليمنية مسؤولية جسيمة في العناية بهذه المدينة من خلال إيجاد بنية تحية مستدامة عبر ترميم المساجد والمعاهد العلمية والطرقات والمجاري والبيئة لتحتل مكانتها المرموقة التي تستحقها.. ولا يكفيها تريم رفع الأعلام أو تزيينها باللافتات والتي تزول معها بانتهاء عام 2010 بل يجب أن نجعل هذا الاختيار بمثابة الانطلاقة بالتعريف بتريم بشكل خاص واليمن بشكل عام وان نستغلها بصورة جيدة، وهذا لن يتحقق إلا بتعاون كل الجهات ذات العلاقة بهذا الحدث التاريخي في حياة تريم ومواطنيها الطيبين. كما إن الحكومة اليمنية عليها استحقاقات ودين تاريخي لهذه المدينة العريقة، ونسأل: إذا كان يوجد رؤية شاملة في جعل هذا الحدث الهام مستديما، ونراها فرصة تاريخية في عقد الندوات العلمية والحوارات بين العلماء المسلمين..! وتريم بحاجة ماسة اليوم بان تكون لها صوت مسموع إقليميا وعربيا وإسلاميا باعتبارها منبر الإيمان والتسامح كما إنها تمتلك مقومات لتنشيط السياحة الدينية وكذلك تتميز بالفن المعماري المتأثر بفن العمارة في ماليزيا واندونيسيا وذلك بوجود بعض القصور الفاخرة وهي شاهدة على عصر ذهبي عاشته تريم، إضافة لوجود المئات من المساجد.. كما تتميز تريم بطيبة أهلها، وكذلك قربها من سيؤون وشبام رمز العمارة الطينية.. كل هذه المقومات تسمح بان تكون تريم انطلاقة للسياحة الدينية بشكل خاص والسياحة الثقافية بشكل عام.. تحياتنا لتريم، وأهل تريم رمز الإخاء والمحبة والتسامح والسلام....! ............ ((معلومــات عامــة عــن تريـــــــــــــــم)) تريم هي إحدى أهم مدن محافظة حضرموت, وتشتهر بكثرة مساجدها وعلمائها حيث يبلغ عدد المساجد أكثر من 360 مسجد وذكر ابن العماد الحنبلي في كتابه شذرات الذهب الجزء الثامن ص 63 لما تحدث عن رجال سنة 914 فقال: وفيها القطب الرباني شمس الشموس أبو بكر بن عبد الله باعلوي.. قال في النور السافر ولد بنزيم- وتريم بتاء مثناة فوقية ثم راء مسورة ثم تحتية ثم ميم على وزن عظيم بلدة من حضرموت اعدل أرض الله هواء وأصحها تربة وأعذبها ماء وهي قديمة معشش الأولياء [ص 63] ومعدنهم ومنشأ العلماء وموطنهم وهي مسكن الأشراف آل باعلوي.. روى أن الفقيه محمد بن أبى بكر عباد تعالى كان يقول: إذا كان يوم القيامة أخذ أبو بكر الصديق رضي الله عنه آل تريم كلهم قبضة في يده ورمى بهم في الجنة. قال في النور: ولما كانت خير بلاد الله تعد الحرمين وبيت المقدس أكرمها الله تعالى بخير عباده وأكرمهم عليه الذين زينهم باتباع السنة الغراء مع صحة نسبهم المتصل بالسيدة الزهراء. ويذكر أنها تنبت الصالحين كما تنبت الأرض البقل، واجتمع بها في عصر واحد من العلماء الذين بلغوا رتبة الإفتاء ثلاثمائة رجل، وان بتربتها ممن شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وغيرهم من الصحابة سبعين نفرا.. وكذا تشتهر بالعلم وعلماء الدين، ويعتبر العلامة عبد الله بن علوي الحداد وأبو بكر بن شهاب من أشهر علمائها. ومن العلماء الحاليين السيد سالم الشاطري وعلي مشهور بن حفيظ وأخوه عمر بن محمد بن حفيظ وعلي زين العابدين الجفري والشيخ علي سالم بكير و..و.. و... هناك الكثير والكثير. وقد ساهم أهل تريم بنشر ديننا الحنيف في العالم وخصوصاً جنوب شرق آسيا والهند وأفريقيا. ومن أشهر العائلات فيها عائلة "الكاف" والتي ينتمي إليها الشاعر العملاق الفذ حداد بن حسن وحفيدة الشاعر المبدع (الذي لم يأخذ حقه من الاهتمام والتقدير) (عبد القادر الكاف) والحداد وال بلفقية والتي ينتمي إليها الفنان الكبير (أبو بكر سالم) والكثير من العائلات مثل الكاف والخرد والعيدروس وبن شهاب وبن سميط وباسلمه والعطاس وباجبير وبازرعة وباشعيب والخطيب وبافضل....الخ. ويوجد بتريم كثير من الأراضي الزراعية والبساتين والمعاهد العلمية منها: رباط تريم للدراسات الإسلامية، ودار المصطفى للدراسات الإسلامية، ودار الزهراء للطالبات. سميت تريم بهذا الاسم حسب ما جاء في كتاب (معجم البلدان) لياقوت الحموي، أن تريم إحدى مدينتي حضرموت.. لأن حضرموت اسم للناحية بجملتها ومدينتيها شبام وتريم هما قبيلتان سميت المدينتان باسميهما. وقال مرتضى الزبيدي في كتابه (تاج العروس): تريم سميت باسم بانيها- تريم بن حضرموت.. ويؤكد المؤرخون العرب أن مدينة تريم كان اختطاطها في القرن الرابع قبل الميلاد، وجاء في (معالم تاريخ الجزيرة العربية) للأستاذ سعيد عوض باوزير (أن تريم كان تأسيسها في عهد الحكم السبئي لحضرموت، وأنها سميت باسم أحد أولاد سبأ الأصغر أو باسم القبيلة التي من تريم هذا). وهناك رأي آخر يقول: أن تريم اختطت في زمن (أسعد الكامل) من التبابعة الحميريين وهو إنما كان في القرن الرابع الميلادي ويقرب من هذا الاتجاه ما جاء في كتاب (شرح الصدور) للسيد علي بن عبد الرحمن المشهور من أن حصن الَّرناد بني قبل البعثة النبوية بأربعمائة عام. الجغرافيـــــــا تقع مديرية تريم في الجزء الشرقي لمحافظة حضرموت وهي أقرب إلى منطقة وسط وادي حضرموت حيث يحدها من الشمال مديرية قف العوامر ومن الجنوب مديريتا ساه وغيل بن يمين ومن الغرب مديرية سيئون ومن الشرق مديرية السوم، وبمساحة إجمالية تقدر بـ 2894 كم2. وتتميز المديرية بسطح سهلي منبسط تحيط به سلاسل جبلية من الجهتين الشمالية والجنوبية. وتقع على سطح المديرية عدد من الأودية التي تنحدر من الهضبتين أهمها وادي عدم الذي ينحدر من الهضبة الجنوبية ووادي ثبي ووادي الخون التي تنحدر من الهضبة الشمالية. وتصب كل هذه الأودية في المجرى العام في سهل المديرية المسمى بوادي حضرموت حيث التجمعات السكانية والأراضي الزراعية والمعالم الأثرية والدينية. تقع المدينة إلى شرق سيئون وتبعد عنها بمسافة 34كم وتقع على خط عرض 16o ودقيقتين و 57 ثانية شمال خط الاستواء وعلى خط طول 48 oو58 دقيقة و32 ثانية شرق خط جر ينتش. وبإطلالة سريعة على تطور مديرية تريم مع مرور الزمن تتأكد حقيقة جغرافية، وهي أن هذه المديرية واحة خضراء في أخدود تخترقه وديان تسيل منها السيول الموسمية وتحف بها أشجار النخيل. وتضيق سهله المنبسط جبال هضبتين إحداهما جنوبية تحجب عنه رطوبة البحر والثانية شمالية أقل ارتفاعاً تفسح لتأثير رياح الربع الخالي الحارة والجافة. بلغ عدد السكان في عام 2003م ما يقدر بـ 105.552 نسمة وبكثافة سكانية تقدر بنحو 36 نسمة /كم2. ويتجمع أغلب السكان (67%) في عاصمة المديرية (مدينة تريم). مكانتها الاسلامية وقد اعتنق أهالي تريم الإسلام عندما عاد وفد حضرموت من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة المنورة في السنة العاشرة من الهجرة وأرسل الرسول صلى الله عليه وسلم أول عامل على حضرموت من قبله وهو زياد بن لبيد البياضي الأنصاري ، وعندما جاءه كتاب الخليفة الأول أبي بكر الصديق رضي الله عنه قرأه على أهل تريم فبايعوا لأبي بكر الصديق وارتد نفر من كنده، فقاتلتهم جيوش المسلمين وكان لأهل تريم ممن ثبتوا على إسلامهم دور في قتال المرتدين، إذ كانت المعركة الفاصلة التي انتصر فيها جيش المسلمين بحصن النجير الواقع شرقي تريم بحوالي 30 كلم وجرح في هذه المعركة عدد من الصحابة فجاءوا إلى تريم للتداوي بها فماتت جماعة منهم ودفنوا بمقبرة (زنبل). وتعد مدينة تريم عاصمة وادي حضرموت الدينية حيث كانت ولا تزال مركزاً يشع منه نور العلم والمعرفة ومركز إشعاع ديني منذ ظهور الإسلام، وبدأت الرحلات لنشر الدين الإسلامي من هذه الأراضي في نهاية القرن الخامس وبداية القرن السادس هجري،حيث هاجر مجموعة منهم إلى الهند وإندونيسيا وسنغافورا والفلبين لذلك الغرض. وكان طلاب العلم يتوافدون من المناطق اليمنية والدول المجاورة والشرق الأقصى وشرق أفريقيا حيث ساعد على ذلك كثرة علمائها وزواياها العامرة بالتدريس . ومن أهم مراكزها العلمية القديمة التي لازال نشاطها مستمرا حتى اليوم (معلامة أبي مريم لتحفيظ القرآن الكريم) التي أنشئت في القرن الـسادس الهجري و(رباط تريم العلمي) الذي افتتح في 14 محرم 1305هـ و ثم أنشئت العديد من المدارس العلمية وكان منها دار المصطفى للدراسات الإسلامية الذي أصبح معلماً وصرحاً علمياً بارزاً في البلاد. http://الموقع الإلكتروني لتريم: www.tareem.info |
||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|