|
10-07-2017, 11:45 AM | #1 | ||||||
مشرف قسم تاريخ وتراث
|
تحقيق: أصوات حضرمية: العصبية تؤجج الدعوات للعودة بنا إلى زمن التطاحن القبلي والمناطقي
تحقيق: أصوات حضرمية: العصبية تؤجج الدعوات للعودة بنا إلى زمن التطاحن القبلي والمناطقي
سيئون (حضرموت21) خاص إلى وقت قريب ظلت العصبية القبلية في منأى عن الحياة الاجتماعية في حضرموت، وظل الحديث عنها كالحديث عن الخيال تحت ظلال الاستقرار النسبي الذي استطاع من خلاله الإنسان الحضرمي أن يستنشق عبق الحرية والمساواة، ويجمع شتاته ويتفاعل إيجابيا مع مكوناته الاجتماعية الأخرى، ويدخل في شراكة اجتماعية ووطنية عنوانها العريض حضرموت هي الأم وهي الخيمة التي تحتوي الجميع على اختلاف ايدلوجياتهم وانتمائاتهم السياسية والقبلية. مؤخراً تحاول جهات مختلفة أن تكبت ذاك النفس وتقلق الإستقرار وتفرغ المجتمع من إخلاصه وانتمائه لحضرموت عن طريق إثارت العصبيات لتهيئي لنفسها الظروف المناسبة للسيطرة على حضرموت، انطلاقا من حالة الانفلات الأمني ومروراً بالترويج لشعارات جديدة منها سياسية وقبلية ومحاولة الإيقاع بين الأخوة بحوادث قتل وخطف لأفراد ينتمون لقبائل وجماعات مختلفة لجر الإنسان الحضرمي إلى مستنقع القبلية والتعصب القبلي، ومن المؤسف أن تلك الجهات استطاعت أن تثير النعرأت العشائرية والتعصب القبلي إلى حد كبير مؤخرا. “حضرموت٢١ ” حمل على عاتقه مسؤولية طرح هذه المشكلة الاجتماعية ومحاولة دراستها، من خلال الشروع بهذا التحقيق لتتوضح الصورة جلية، ووضع الجميع مباشرة أمام الثقب الأسود الذي ينتظرهم، إذا ما استمرت الأوضاع نحو الانحدار إلى الهاوية. ان الانتماء إلى القبيلة ليس موضع إشكال أو مناقشة بل هو موضع تقدير واحترام، بل إن الإشكال يتمحور في العصبية القبلية التي لا تخضع لضوابط الدين والوطن؛ لما في ذلك من اثار سيئة تغذية نزعة الفخر بالانساب والأحساب ليتعداها إلى الطعن والقدح في أنساب الاخرين ويتطور فيما بعد إلى حرب ضروس من الظواهر والتصرفات بين الأفراد والجماعات ويتحول هذا الانتماء القبلي إلى عقيدة للتجمع والتفرق، ومبدأ لتصنيف الناس إلى أخيار وأشرار، ومميزين ومذمومين. يقول الدكتور عبدالرحمن القاسمي في أحد مقالاته هناك عدد من الدوافع تقف خلف التعصب القبلي لدى الأفراد ” أولاً: عاطفة الرحم الموجودة في فطرة الإنسان نحو أصوله وفروعه وسائر قرابته، وقد تمتدّ إلى كل أفراد القبيلة امتداداً متناقض القوة، حتى تكون في أطرافها مثل الشعيرات الدقيقة جداً، ثانياً: مطلب الحماية وتحقيق الأمن، في مواجهة أعداء القبيلة وخصومهم، والطامعين بهم، أو بأرضهم وخيراتهم، ثالثاً:مطلب التعاون لتأمين المصالح المشتركة، الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وغيرها. كما رأى الباحث في تاريخ حضرموت وجغرافيتها الأستاذ حسين صالح بن عيسى عمر بن سلمان، في حديثه عن العصبية القبلية في حضرموت أن “العصبية تعني عموماً أن الشخص يشعر بإنتماءه لشيء ما بنسبة تفوق انتماءه لوطنه أو لجنسه البشري، وعن نشأة العصبية القبلية في حضرموت يقول بن سلمان” وفي حضرموت بدأت كظاهرة تاريخية في المجتمع الحضرمي حين تنافست بعض من قبائلها على أن تدون أمجادها وكتابة فضائلها وتاريخها ونشر حسبها وذكر زعمائها ومناقبهم وإعطاء جل أهتمامهم لهذا، ونشطت العصبية القبلية بعد ذلك، ووصلت إلى أعلى درجاتها،في فترة من تاريخ حضرموت،ثم اليوم عاد الحديث عن العصبية القبلية وغيرها من العصبيات في حضرموت وتأجج نارها نتيجة لعوامل كثيرة منها ماهو سياسي بالدرجة الأولى حتى شملت بعض من جوانب الحضر المتمدنون من سنوات طويلة، وأهتم الناس بكتب الأنساب وتدوين سلاسلها،وأصبح المجتمع يموج بفتن يحتكم فيه الناس المعنيون للأعراف القبلية دون المحاكم الشرعية والقوانين التي تنظم حياة الناس وتعاملهم بعضهم البعض … إن خطر العصبية القبلية على روح المواطنة ليس بالأمر الهين فكلنا يدرك أن كيان حضرموت قام من نسيج متنوع من القبائل؛ لذلك فأن الاستهانة بأي قبيلة أو أسرة أو منطقة من هذا الوطن يدق ناقوس خطر ومؤذن بفتنة عظيمة والعودة بنا إلى زمن التطاحن القبلي والمناطقي. وعن هذا الخطر تحدث إلينا الأستاذ حسين بن سلمان قائلاً “العصبية القبلية تعيق تطور المجتمع المسلم، وبنيانه المرصوص الذي ينبغي أن يكون عليه، وتحوله إلى نزاعات وصراعات,ت شمُّ من نتنها عفن التباغض و الاحتقار والازدراء بين المسلمين، والسبب أنّ من يؤجج نارها هو الشيطان”. وأضاف الأخ حسن محمد، وهو أستاذ بأحد المدارس بضواحي مدينة تريم: ولعل من أبرز التأثيرات لمثل تلك الدعوات العصبية القبيلة، أن أصبحت القبيلة والانتماء لها، ونصرة أبنائها الشغل الشاغل حتى لصغار أبنائنا في المدارس المتوسطة والثانوية، فالملاحظ أنه حتى صغار الطلاب من أبناء القبائل يعمدون إلى كتابة رمز القبيلة على مناضد الدراسة، وعلى أغلفة كتبهم، والاجتماع معا في الاستراحات وبل في الصف الواحد تجد أبناء القبيلة الواحدة محشورين في زاوية وأبناء القبيلة الأخرى في زاوية أخرى وهكذا . العنصرية» بين الأطفال لا تبشر بخير: مشكلتنا التي نواجهها اليوم في المدرسة والحارة أو أي تجمع آخر وخاصة في القرى تعميق التمييز القبلي في نفوس الأطفال وهو اسوأ ما يمكن أن يتلقوه من ذويهم، سواءً أكان التمييز متعلقاً بالعرق أو النسب، ومتى وجد الطفل الفكرة الصحيحة وقعت في نفسه موقعاً طيباً، ذلك أنه وُلد على الفطرة، والأفكار المنحرفة لا تسود إلاّ في غياب الفكرة الصحيحة، فإذا تم تثقيف الأطفال وتعليمهم على القيم الصحيحة فإنهم يكبرون وهم يحملون مواقف إيجابية . الإعلام الجديد أثر كثيراً في تغذية التعصب عند الأطفال والشباب، يقول الكاتب والإعلامي وجدي صبيح في أحد مقالاته لم يعد دور مؤسسات المجتمع (الأسرة، المدرسة، المسجد، وسائل الإعلام، الرفاق) كافيا في مواجهة جذور التعصب القبلي والمناطقي الذي تفوح به وسائل الاعلام الجديد المتوفرة في أيادي الأطفال والشباب ففي الوقت الحاضر أصبح الكثير يستخدم تلك الوسائل للمفاضلة والتفاخر بالإنساب وحشد افراد القبيلة في مجموعات والتأثير عليهم وإثارة القبلية والحمية وبالتالي التعصب. ويرى أحمد النهدي، من مدينة القطن عندما أخذنا رأيه حول العصبية في وادي حضرموت ” أبن القبيلة لازال يرى أن حياة القبائل ستعود يوماً ما فهو لا يؤمن بالحياة الحضرية وأن تحضر مؤقتاً القبيلة مدمرة للحياة فهي لاتنتج ولاتزرع ولا تصنع. ومن نتائج العصبية نجد المحاماة والمدافعة عن الباطل، أو استعمال الأساليب غير المشروعة في الدفاع والتلاسن والتلاعن، وهذا مشاهد في الكثير من الحوادث حصلت في مدن عديدة بحضرموت، منها شبام والقطن وتريم مؤخرا والشحر ناهيك عن القرى الأخرى. الخروج من مركب العصبية القبلية : وقبل التطرق لكيفية الخروج من هذا النفق نتعرف هنا على عدد من الآراء التي جمعناها من أماكن شتى من حضرموت حول العصبية القبلية: الأخ سالم مكنون، قال “العصبية القبيلية الحضرمية ليست مشكلة، ولكن القبيلة تفتقد للقيادة الحكيمة، وتعاني حضرموت من عصبيات حزبية ومذهبية وعصبيات أهل الفساد”. أما الأخ عبدالله المعاري من هضبة حضرموت يقول “نعم العصبية القبلية في حضرموت تشكل مشكلة إجتماعية ومن مسببات هذه القبلية الغياب الصريح للدولة، والشعور بالقوة مع جماعة ينتمي إليهم من عدة زوايا (أقل إتساعا بكثير من مجرد الانتماء لوطن واحد) والوقوف مع الشخص في حالة الضعف… يعني الشعور بالقبيلة كرافد مهم في الحياة وبالطبع يمكن تلافي العصبية القبلية وفي منطقتنا قبلية بالتأكيد لكنها ليست متجذرة ويمكننا التغلب عليها على أقل تقدير يجب نشر الوعي بأضرار العصبية القبلية. أما الأخ عادل عمر من ساحل حضرموت يقول “نعم هناك مشكلة، على الصعيد الاجتماعي والأمني وتتصاعد آثارها سياسيا وأسبابها غياب الوعي المدني وضعف ثقافة الفضيلة الإنسانية واهمها الثقة. ولا يمكن تلافيها وإنما يمكن تخفيف حدة أضرارها عن طريق مواجهة العصبية بشكل مباشر عن طريق منظمات المجتمع المدني والجهات الحكومية والدينية والمجتمع المدني ولا اعتقد أن المبادرات الفردية أو الجماعية تؤثر على المدى المنظور. وأهم ما يجب فعله في هذا الصدد فتح وإدارة حوار مجتمعي بين قوى المجتمع حول القبلية برعاية النخب المبادرة. أما المواطن عبدالرحمن التميمي من وادي حضرموت تريم يقول “إنه من المؤسف أن تكون القبيلة الشغل الشاغل لبعض الشباب وبل حتى كبار السن على حساب وطنهم ومجتمعهم العصبية القبلية لن تأتي بخير لأحد أبدا وسيخرج الجميع من هذا النفق خاسرا ولن يربح أحد أتمنى أن يعي الجميع هذا”. انه وبحسب إعلان “الأمم المتحدة”، فإنّه لا فرق بين التمييز العنصري والإثنى أو ما يسمى بالعرقي، فمن ينفون أن يكون هناك أفضلية للصفات الموروثة – اجتماعية أو ثقافية غير شخصية – يعتبرون أي اختلاف في المعاملة بين الناس على أساس وجود فروق بينهم من هذا النوع تمييزاً عنصرياً. وعن المخرج الذي ممكن ان يسلكه الحضارم للنجاة من العصبية القبلية قال الأستاذ حسين بن سلمان ” أنه يكمن بعد تقوى الله، بالإهتمام بالتعليم من مراحله الأولى، وأن يؤسس إلى بناء مجتمع تسوده المحبة والأخوة والمواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات، وتفعيل دور الدولة وأجهزتها المختلفة على أساس تحمل المسؤلية في إدارة أجهزتها عن طريق تقوى الله ثم الخبرة والكفاءة والنزاهة، وأن يلعب الدعاة والمربون دوراً إيجابياً في المساجد والمدارس والجامعات”. ان هدم الحواجز العرقية والسياسية والاجتماعية واجب شرعي ووطني لأنه لا معنى إطلاقاً لأن ندعي أننا أبناء دين أو أبناء وطن أو أبناء شعب واحد ومع هذا نتصرف بعنصرية، وندافع عن الحواجز التي تبعدنا عن بعضنا البعض، فهذا نوع من النفاق وهو ضد المساواة وضد المحبة فعندما يتحكم العرق فأعلم أنها جاهلية، وعندما تسمع أقوالاً وحكايات تشوه أعراقاً معينة فأعلم أن في النفوس عنصرية . أخيراً خطر العصبية لا يختلف فيه إثنان، وتجاوزه أو التخفيف من وطأته مازال ممكناً، وهو ما يتحتم على الفرد والمجتمع أن يبذل قصارى جهده للتخفيف من وتيرته المتسارعة وملئ فراغ الدولة بالتوعية والتوجية والتربية والنصح للأصدقاء والأقارب. مصدر الخبر #حضرموت21 للمزيد من التفاصيل ط/////ط¶ط±ظ…ظˆطھ21 | ط¹ظٹظ† ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„ط/////ظ‚ظٹظ‚ط© للأشتراك بقناتنا بالتلجرام Telegram: Contact @Hadramout21 |
||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|