|
11-13-2011, 08:37 PM | #1 | ||||||
شخصيات هامه
|
تـقـاليـد بنــاء البيت الشبامي ...!!
. أشهر قلائل وأكون قد أكملت في هذه السقيفة عشر سنوات بالتمام والكمال... ربما تجدون هذا الموضوع آخر مواضيعي في السقيفة قبل أقرر أن ( ألمّ أوراقي وأرحل ) أرحل عن هذه السقيفة مودعكم ... لأسباب خاصة جدا . أختتم تواصلي معكم بهذا الموضوع الذي أخترته عن (( عادات بناء البيت الشبامي )) .
تقع مدينة شبام - حضرموت - في قلب وادي حضرموت الرئيس ، وتم اختيار موقعها بعناية حربية وتجارية واجتماعية ، فهي ترتفع على أكمة قامت على أطلال قديمة لأمم متعاقبة ، وبنيت المدينة الحديثة على انقاض تلك الاطلال القديمة .. وترتفع عن سطح البحر بحوالي 650 - 700 متر ، وتشرف هذه الأكمة الواسعة على المنطقة المحيطة بها من مختلف الجهات الأربع ، ويفصلها عن سهل جبل ( الخبة ) سحيل البلاد الذي يحيط به جبل ( الخبة ) والذي يمتد جنوب شبام ، متواصلا مع السلسلة الجبلية التي تضم وادي حضرموت . كانت شبام حضرموت مدينة زاخرة بالحياة ومقومات الحضارة الانسانية منذ عهد موغل بالقدم ، ولكن تلك الحضارة تعرضت الى ضربات متلاحقة من قبل الغزاة القادمون من الغرب ، وقد ظهر اسم شبام مرات عديدة في عدة نقوش حضرمية وسبائية وأوسانية ، ومنها نقش يرجع تاريخه إلى القرن الثالث الميلاد ي ، ناهيك عن رسوم ونقوش وكتابات تزخر بها المنطقة المحيطة بشبام ( جوجه ) . في أول تعداد رسمي للسكان سنة 1976م بلغ تعداد سكان مدينة شبام 3491 نسمة ، وعدد البيوت 500 بيت . أرتفع عدد السكان في احصاء 1980م الى 5000 نسمة بنسبة تقديرية 10 اشخاص في كل بيت ، وزاد عدد السكان بين 6000 الى 7000 نسمة تقريبا ، ويشتغل معظم الشباميون في أعمال البناء والزراعة الموسمية ، وآخرون بالتجارة والحرف اليدوية الأخرى ، ويتوزع كثير من سكان شبام في مهاجر داخلية ( المكلا - عدن ) أو خارجية اليمن ودول الخليج وشرق افريقيا ، ويشكلون عددا كبيرا وليس هناك احصائيات رسمية دقيقة تقدر أعدادهم . لمدينة شبام اسماء متعددة منها ( بيحم - الصفراء ) . وشكلت شبام في ادوار تاريخ حضرموت القديم والحديث منطلقا وقاعدة رئيسة لقيام الدويلات المختلفة في حضرموت وبسط نفوذ تلك الممالك والدويلات القديمة على حضرموت، وشهدت المدينة عبر أدوار تاريخها تأرجحا بين فينة وأخرى من هدوء حذر وفتن وقلاقل واضطرابات وقد نتج عن تلك الصراعات العشائرية الى خراب أجزاء كبيرة من المدينة التي أختفت معالمها إما هدما ، أو الاستفادة من موقعها وانقاضها وخرائبها لتشييد مباني أو حصون جديدة ، قال الهمداني في كتابه صفة جزيرة العرب واصفا الحالة العمرانية لمدينة شبام في عصره : (( وأما شبام فهي مدينة الجوامع الكبيرة وسكنها حضرموت ( القبيلة ) وبها ثلاثين مسجدا ونصفها خراب خربتها كندة ...)) . وفي سنة 129 هـ أعلن عبدالله بن يحيى الكندي الملقب ب ( طالب الحق ) ثورته على حكم الدولة الأموية وجمع انصاره فتحرك الى صنعاء ثم الى الحجاز وهناك لقي حتفه على يد الجيش الأموي في عهد الخليفة الأموي مروان بن محمد والذي واصل جيشه الزحف على حضرموت وحاصر شباما وفتك بأهلها وخرب سورها وحصونها . كما كانت مركزا لحكم السلطان سالم بن إدريس الحبوظي الذي قدم من ظفار فأبتاع من أهلها حصون المدينة ودانت له سنة 663هـ . وعند عودته الى مقر سلطانه في ظفار ترك الأمر من بعده الى قوة من جيشه تنتمي الى قبيلة ( آل كثير ) التي قدمت معه من ظفار ، وبعد مقتل السلطان سالم الحبوظي عام 678هـ استقلت قبيلة آل كثير بالأمر في حضرموت وجعلت من شبام مركزا من مراكزها وتحصيناتها في حضرموت . ومنذ ذلك التاريخ تحركت شهوة الحكم على شبام بين القبائل والعشائر المتناحرة وتعرضت شبام الى الغزو من لدن القبائل المتعطشة للسلب والفوضى والنهب . واصبحت شبام مسرحا من مسارح الصراعات القبلية والعشائرية بين رؤوس العشائر الحضرمية بما فيها آل كثير ويافع حتى تم حسم هذا الصراع سنة 1275هـ لصالح السلطنة القعيطية الحضرمية والتي استمر حكمها على شبام حتى سنة 1387هـ ( 1967م ) عام استقلال الجنوب وقيام جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية وكانت شبام عاصمة أحدى مديريات محافظة حضرموت . علاوة على موقع شبام الإستراتيجي والعسكري في حضرموت فإنها ايضا تفردت عن بقية مدن حضرموت بنشاط تجاري كبير واصبحت مركزا مهما من المراكز التجارية ليس على مستوى وادي حضرموت فحسب ، ولكن على مستوى جنوب الجزيرة العربية ، فقد كانت القوافل تأتي إليها بالألوف خلال العام من مأرب وصنعاء والجوف ونجران والشحر ومسقط وصلالة ، محملة بالمواد الغذائية وغيرها من البضائع المختلفة ، وفي نفس الوقت تغدو منها محملة بشتى أنواع البضائع . وبقيت معالم الأحواض الحجرية الكبيرة التي أعدت لتزويد القوافل بالسقيى والمياه شاهد على آثار تلك الحقبة الذهبية من عمر تاريخ المدينة ، حيث بنيت الأحواض من الحجر الصلد بإتقان كبير بطول يقدر بمتر واحد وعرض يقدر بنصف متر ، ونقلت تلك الأحجار الضخمة الى وسط المدينة لتدل على مقدرة البناء الشبامي على التغلب على قسوة الظروف الطبيعية وليلبي حاجة زوار مدينته من قوافل واردة إليها بموارد المياة . ومن معالم مدينة شبام مسجد الجامع الذي يعود بناؤه الى عهد الدولة الزيادية ( 2040 409هـ ) وقد ذكر عماراليمني في تاريخه : أن الحسين بن أبي سلامه وهو عبد نوبي وزرلابي لجيش بن زياد صاحب اليمن أنشأ الجوامع الكبار والمنائر الطوال من حضرموت إلى مكة ..... فأولها شبام وتريم في حضرموت . وتوجد خرائب شرق المدينة ويعتقد بأنها النواة الأولى لمدينة شبام التي كانت مستوطنة للسكان في الحقب القديمة .. ومن معالم المدينة البوابة الرئيسية للمدينة والحصون الدفاعية المحيطة بأركان الأسوار الأربعة الى جانب الحصون الأخرى المحيطة بالمدينة في وسط النخيل وبأعلى جبل الخبة . وبعد هذه المقدمة الموجزة عن شبام والتي كانت مدخلا لنا لموضوعنا عن تقاليد بناء البيت الشبامي نتواصل معكم قريبا . |
||||||
11-13-2011, 09:59 PM | #2 | |||||
حال نشيط
|
اولا انسحابكم وترككم للسقيفة نرفضه جملة وتفصيلا
ثانيا نتابع الموضوع اولا بأول ومنكم نستفيد |
|||||
11-13-2011, 10:50 PM | #3 | ||||||||
شخصيات هامه
|
شكرا على مرورك اللطيف وشعورك الطيب وتقبل خالص المشاعر الأخوية .... للموضوع بقية ........!! . |
||||||||
11-13-2011, 10:26 PM | #4 |
غير مسجل
|
نتابع بشغف فلك التحية والتقدير
|
11-14-2011, 01:00 AM | #5 | ||||||||
شخصيات هامه
|
شكرا على المتابعة وتقبل تحياتي ....!! وما نقص من معلومة ننتظر منكم الاضافة حتى يكتمل الموضوع من جميع الجوانب. . |
||||||||
11-17-2011, 11:39 PM | #6 | ||
غير مسجل
|
اعتذر فاني لم استوعب ماكتب اعلا الموضوع باللون الاحمر وليتني لم اره استاذنا ابو عوض نتفق او نختلف فيضل الاستاذ استاذا والتلميذ تلميذا لذا ننادي باعلى اصواتنا ونتعشم ان تلتقط نداءاتنا ورجوانا بقائك تحياااتي وتقديري |
||
11-18-2011, 10:50 AM | #7 | ||||||||
شخصيات هامه
|
تمتد الفترة الزمنية لبناء البيت الشبامي ما يزيد عن عام ، ذلك أنه في العمارة الطينية لابد من (( يباس )) جفاف مونة الطين والمدر في مراحل البناء فتوقف العمل في مراحل بناء البيت الشبامي بين فينة وأخرى أمر طبيعي بل أنه ضرورة تمليها هيئة مواد البناء ( الطين والتبل والماء ) وتشكلها ، وفائدة التوقف عن البناء اعطاء البيت فرصة ( للرسوخ ) حتى لا يتعرض للصدوع والتشققات نتيجة هبوط البناء القائم لاحقا وانهياره سريعا ، وحتى تجف مونة البناء ( خلطة الطين والتبل ) تمام بين كل مرحلة وأخرى. ربما يلاحظ القادم الى مدينة شبام بأن واجهة مباني المدينة فيها ميلان قليلا نحو الداخل ( اعوجاج ) بسيط يتناسب مع طول وارتفاع المباني بشكل عام ، وهذا الميلان الداخلي للبيت الشبامي هو نتيجة عملية تسمى ب ( الجنوة ) إذ يقوم معلم البناء أثناء وضع ( المدر ) بين كل ( موفر ) وآخر بما يسمى في مصطلح البنائيين ب( الجنوة ) . والجنوة تأتي نتيجة لعمليتين يقوم بهما معلم البناء منذ شروعه بوضع أو ( موفر ) من المدر على الساس الحجري للمبني : العملية الأولى : اختيار مقاسات المدر المناسبة لكل طابق فكلما ارتفع البناء نحو الأعلى نقصت مساحة وحجم المدرة الواحدة . ذك بهدف تقليل الحمول ووزن البناء على الطابق الأسفل . العملية الثانية : تأتي نتيجة تهذيب الشوائب في اطراف ( المدار ) وشوائب الطين العالق في البناء بآلة حادة ك ( السيف ). وعادة ما يبدأ معلم البناء في ( جنوة ) المبنى بأن يأخذ في كل مرحلة من مراحل البناء مساحة خمس الى ستة بوصات الى داخل البناء وهكذا يستمر في الجنوة حتى أعلى البناء فتكون المساحة التي نقصت في الطابق الأعلى عن مساحة الأرضية بالطابق الأول ( قدم و 9 بوصات ) أي 52سم تقريبا . من خلال الاستعراض السابق لعملية بناء البيت الشبامي واستخدامات طوابقه المختلفة نبحث عن الإجابة عن : ماهي التقاليد التي يتقيد بها الشبامي عند بناء البيت الشبامي ؟ للشبامية طقوس وتقاليد وعادات قديمة عند الشروع في عملية البناء ، وكان الناس يتقيدون بتلك العادات والتقاليد ويحترمونها فأصبحت جزء من الموروث الحضاري العمراني لفن العمارة الطينية في حضرموت . فقبل الشروع في عملية البناء لابد من أن تكون هناك علاقة تفاهم وحسن ظن تربط صاحب البيت من جهة وبين معلم وعمال البناء والنورة والنجارين من جهة أخرى . فمواد البناء التي يحتاج إليها هيكل البيت الشبامي هي مواد بسيطة ومتوفرة ( الطين والتبل ) بالبيئة المحلية ، ومن هذه المادتين يتم ضرب المدر وخلط مونة البناء ، وحتى يصبح البيت الشبامي صالحا للسكن فإنه يمر بثلاث مراحل معمارية مهمة : الأولى : مرحلة البناء ويتكلف بها ( المعلم وعمال البناء ). الثانية : القيام بسد فتحات النوافذ وتركيب الأبواب والشرفات ويتكلف بها النجار. الثالثة : مرحلة اللياسة ( المحضة ) والنورة وتبليط الأرضيات . عمال ( النورة ) وتختلف العلاقة التي تربط صاحب البيت مع عمال المراحل الثلاث وإن كانت تكون بين عمال المراحل الثلاث من مراحل البناء علاقة مشتركة ويتوجب مثلا على النجار الحضور عند سقف البيت بالأعواد أو تركيب النوافذ . ولهذا يعد النجار القاسم المشترك لكل مراحل البناء في البيت الشبامي وهو حلقة الوصل بين مراحل البناء والانتقال من مرحلة إلى أخرى . فما هي علاقة صاحب البيت بالنجارين؟؟ يشكل الارتباط بين صاحب البيت وبين النجارين أولى العلاقة التي تمهد لقيام مشروع بناء البيت ، وجرت العادة أن يكون لكل صاحب بيت نجاره الخاص الذي يرافق مراحل مشروع بناء البيت والذي ربما تمتد هذه العلاقة أكثر من عام . ويحترم كلا الطرفين خصائص هذه العلاقة القائمة على الثقة بين الطرفين والمبنية على المصلحة المشتركة . حيث يتولى النجار قبل هدم البيت القديم القيام برفع قياس مساحات الشبابيك والشرفات والأبواب وتقرير ما إذا كان بالإمكان الاستفادة من بقايا الأخشاب والأعواد الموجودة في المبنى القديم . ثم يقدر احتياجات البناء الجديد من الأخشاب وحساب كميتها التي يجب أن يتم توفيرها . ويحضر النجار التجهيزات الأولية التي تتطلبها المرحلة الأولى للبناء ويحتاج إليها المعلم وعمال البناء ، كتجهيز ( مفاتل المدر ) التي يتم ضرب المدر بها ، وكذلك أدوات حمل الطين والمدر ك ( الرعه ) وهي عبارة عن مسطح خشبي بمساحة تقدر بمتر ونصف متر مربع وفي مقدمتها ومؤخرتها مسكتين لليدين . إضافة الى ( المشده ) وهي عباره عن قطعة من الخشب بشكل اسطواني لايتجاوز طولها عرض ظهر العامل ، يشدها من ركنيها حبل قوي حتى رأس العامل الذي يضع على رأسه قطع مطوية من القماش تحمي جبهته من شد ثقل الحمل ، ويستطيع العامل حمل ما يقارب من ستة مدرات على المشد . إضافة الى توفير أدوات نقل الماء ( المعرص ) والمعرص عبارة عن صفيحتين من المعدن ( التنك ) تقطع من أعلى ويضع بداخلها عمود ويربط هذا العمود بحبل يمتد الى عمود طويل يحمله العامل بين كتفيه . اضافة الى ذلك توفير سكين طويل اشبه بالسيف القصير لتشذيب المدر وشوائب الطين ، و ( القدم ) جمع قدوم ، وسلال كبيرة مصنوعة من سعف النخيل أو بقايا اطارات السيارات ، بالاضافة الى إداة قياس ميزان الزوايا والميلان . بعد أن يقدر النجار كميات الأخشاب المطلوبة لمراحل البناء يتصل بصاحب البيت ويطلعه على تلك التقديرات المطلوب توفيرها ، ويكلفه صاحب البيت في إمتلاك الخشب المطلوب ويعد هذا التكليف عقد الارتباط بين النجار وصاحب البيت حيث يتفرغ النجار لصاحب البيت ويعد نفسه عامله الذي لا يتخلى عنه حتى الانتهاء من بناء البيت . ويفرغ نفسه النجار لصنع النوافذ والأبواب والشرفات والأسهم والقيام بزخرفتها كل ذلك مقابل أجر متفق عليه . وحين يتم الاتفاق بين صاحب البيت والنجار يكلف صاحب البيت النجار بشراء ما يراه مناسبا لبناء البيت من أشجار العلوب ( السدر ) من الأودية القريبة ويتفقد النجار شجرة العلب وهي قائمة قبل شراءها وقبل قطعها لمعرفة ما تحتويه من أعواد وخشب يناسب أغراض البناء عبر مراحله من تغطية للسقف وصنع النوافذ والأبواب والشرفات وعمل الأسهم التي هي بمثابة عمود يتوسط الغرف تساعد على تخفيف ارتكاز الحمل والثقل على الوسط . وغالبا ما يلجأ النجارون في حضرموت الى قطع اشجار العلوب ( السدر ) في فصل الشتاء الذي يتوافق مع التقويم الشبامي ( اكتوبر- نوفمبر - ديسمبر ) ويعد نجم البركان من اشد نجوم البرد في حضرموت وهو أفضل النجوم لقطع اشجار العلوب ، وتفضيل النجار لقطع اشجار العلوب في هذا الفصل جاء نتيجة لتراكم خبرات قديمة تفيد بأن فصل الشتاء تقل فيه الرطوبة الى مستويات متدنية جدا ويشهد وادي حضرموت جفافا شديدا فيما تعرف ( بالحفه ) حيث تساعد هذه الحفة على سرعة جفاف أعواد وخشب اشجار السدر المقطوعة وكلما استخدمت الأخشاب وهي في حالة جفاف تام ساعد ذلك على مكافحة تأثير حشرة ( الإرضة ) الرضه .. يستخدم النجار في عملية قطع اشجار العلوب الفأس والمنشار . ويتم نقل الأخشاب الى أقرب نقطة من مشروع بناء البيت . ويتم فرز الأخشاب والأعواد حسب حاجيات كل مرحلة من مراحل البناء . ويلزم صاحب البيت النجار بالحضور عند القيام بعملية وضع أعواد سقف البيت وتغطيته والاشراف المباشر على هذه العملية . . |
||||||||
11-14-2011, 03:33 PM | #8 | ||||||
شخصيات هامه
|
.
أدخل المعماري الشبامي تحسينات وأفكارا معمارية متجددة على تصميم البيت الشبامي ليبقى هذا الفن المعماري الطيني شامخا بشموخ مدينة شبام عبر العصور ولتكون مدينة شبام مدينة حضرمية وعربية وعالمية متفردة في نمطها المعماري ودخول تلك التحسينات المعمارية لم تفقد البيت الشبامي روح الاصالة للعمارة الطينية في حضرموت . لعل الزائر لمدينة شبام يتبادر إلى ذهنه وهو في لحظة الدهشة من تلك المنازل المتراصة على تلك المحدودة عن سر إنحناء وشموخ هذه المنازل المميزة ؟؟؟ وهذا السؤال يأتي ضمن عدة تساءلات تستحق البحث وتستحق الإجابة عنها من قبل المؤرخين ومن قبل المختصين والدارسين في الهندسة المعمارية اساليبها وأنماطها المختلفة . ربما أن المؤرخ سيذهب إلى أن البيوت تؤول الى الهدم والخراب بسبب عوامل عاديات الزمان والقدم ، أو نتيجة الحروب والغزوات ، ولكن على أنقاض تلك البيوت وخرائبها تشيد من جديد بيوت جديدة في تواصل حضاري بين الأجيال واعادة انتاج الحضارة من جديد عبر التشبت بالمكان ، ولهذا تأتي مدينة شبام كنموذجا ربما يجد المنقب والمهتم بحقب التاريخ التي مرت على مدينة شبام تحت انقاض البيوت المهدومة فيها وجود عدة طبقات حضارية مرت بالمدينة لعلها تزيد على الخمسة طبقات ، ولهذا حين يعود المعماري الشبامي الى بناء البيت الجديد فوق تراكمات تلك الانقاض فهو يقوم باستنساخ حضاري للمنزل الشبامي ، ويكلف نفسه الحفر الى عمق تراكمات الانقاض القديمة حتى يصل الى الارض الصلبة ، ومن هنا ندرك أنه لا قيمة تاريخية حين يذهب البعض أو يستنتج أن عمر البيت أو (( البيوت )) في شبام 500عام ، ويعتقد البعض من هذا أن عمر المدينة 500 عام . فعمر البيت الشبامي هو بعمر مدينة شبام ، وعمر مدينة شبام موغلا في القدم ، وتعد المدينة من المدن الحضرمية التي ورد ذكرها في النقوش القديمة منذ القرن الثالث الميلادي . والحقيقة التي يجب أن نؤكدها أن ( البيت الشبامي ) يقف الآن فوق تراكمات من خرائب قديمة كانت تشكل العمارة الشبامية منذ أجيال قديمة ويحتل البيت الشبامي الآن نفس المساحة من الأرض التي كان يحتلها البيت الذي كان مشيدا قبله على نفس مساحة الارض وأنهدم وما كان قبله كان مشيدا على نفس مساحة بيت قبله وهكذا ...الخ . وكان الشبامي إذا رأى أن بيته آيل للسقوط والهدم قام مع ( معلم البناء ) برفع مساحة الأرض بالدقة وقياس فتحات وارتفاعات البيت القائم قبل هدمه ، ومن ثم يهدم البيت وعلى نفس مساحة الأرض يتم تشييد البيت الجديد وبناءه من الطين الموجود من نفس كومة البيت القديم . لهذا يطلق الحضارمة على البيوت التي تقام على انقاض البيوت السابقة (دمن ) ومفردها ( دمنة ) . تبلغ عدد بيوت في مدينة شبام حوالى 500 بيتا ، لاتزيد مساحة البيت منها عن 25×25 قدما وهذه المساحة ضمن مساحة المدينة التي تقدر ب 800×800 قدما تقريبا . والتوسع المعماري لمدينة شبام كان توسعا أفقيا نظرا لضيق وصغر مساحة الأرض لذا يبلغ إرتفاع البيت الشبامي من سطح التل ( الدمنة ) الى أعلى قمة البيت ( السطح ) حوالى 65 - 85 قدما ، والفرق في الارتفاع يعود لارتفاع حافتي ( الدمنة ) التلة عن ما هو عليه الارتفاع في وسط المدينة . ويطلق الشبامية على حافتي التل ( الحدره ) وغالبا ما يكون الساس فيها عميق وبإرتفاع يزيد عن الطابق الأول للبيت الملاصق أو المجاور له بحيث تبدو البيوت على هيئة متساوية الارتفاع . المراحل التي يمر بها بناء البيت الشبامي : المرحلة الأولى : تأتي بعد هدم البيت القديم وتسويته والاستفادة من انقاضه في صناعة (( المدر )) الذي عادة ما يكون في أقرب مساحة أرض من البيت ترفع مساحة الأرض المراد بناؤها وتنظف حتى يظهر السطح ويبدأ الحفر للساس بمعدل لا يزيد عن ثلاثة أقدام عمقا وقدمان عرضا وذلك من جميع الجهات الأربع للبيت أما في وسط البيت فإن الحفر لايزيد عن قدم ونصف قدم ، ثم يرش الحفر بمادة الملح وروث الأغنام ( الدمان ) ويسمى سرجل .. ويقول العارفون بشؤون البناء أن وظيفة الملح هو امتصاص الرطوبة . ثم يبدأ وضع الساس وعادة ما يكون من الأحجار بإرتفاع يزيد عن مساحة سطح الخندق بحوالي قدم ونصف قدم ، وكانوا يطلونه بالرماد بدلا من الاسمنت ، وهذه هي المرحلة الأولى . المرحلة الثانية : فيها يتم ضرب المدر ( طوب اللبن ) وعادة ما يختلف احجام المدر من طابق الى آخر ، حيث يستخدم في البيت الشبامي خمسة مقاييس مختلفة من المدر : - الطابق الأول يحتاج لاستخدامه (( مدر )) بطول قدم وستة بوصات حوالى 45 سم . - الطابق الثاني يحتاج الى مدر بطول قدم وخمس بوصات حوالي 42 سم . - الطابق الثالث يحتاج الى مدر بطول قدم وأربع بوصات 40 سم . - الطابق الرابع يحتاج الى مدر بطول قدم واحد 30 سم . - الطابق الخامس يحتاج الى مدر بطول تسع بوصات 25سم . ويتم تحضير مادة المدر ( اللبن ) من خلط الطين مع التبل والتبل هو مخلفات محصول القمح ويفضل ( تبل بر الهلباء ) وهو صنف محلي من اصناف القمح من خواصه أن ناعم واكثر تماسكا مع الطين ، وهذه الخلطة المكونة من الطين والتبل هي الخلطة أو المونة التي تستخدم في جميع مراحل البناء في البيت الشبامي خاصة وفي البيوت الحضرمية بشكل عام . ولنا تواصل مع المرحلة الثانية من مراحل بناء البيت الشبامي . . |
||||||
11-14-2011, 08:55 PM | #9 | |||||
حال جديد
|
كعادة كاتب سقيفة الشبامي ( ابوعوض الشبامي ) المتميز في مواضيعه ودراساته التي تمس مفاصل تراثنا وتاريخنا الحضرمي ها نحن نغوص في هذه المدرسة الشبامية نحو عادات وتقاليد وخصائص البيت الشبامي الذي
شكل كتلة معمارية اطلق عليها ناطحات السحاب أو منهاتن الصحراء . نتابع ونستفيد ونشكر الكاتب على هذا الطرح الراقي والمفيد . |
|||||
11-15-2011, 12:06 AM | #10 | ||||||||
شخصيات هامه
|
شكرا لك على متابعة الموضوع والاهتمام بجوانب التراث الحضرمي من خلال متابعتك لسقيفة التراث والتاريخ . للموضوع بقية وتابع معنا ربما لديك إهتمام بهذا الجانب فتلقي علينا ما لم نستطع أن نحيط به معرفة وعلما . . |
||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|