كتاب النفحات الرمضانبة للحبيب العلامة محمد بن عبد الله الهدار

[عاشق القبه الخضراء]

من كتاب النفحات الرمضانية
للحبيب العلامة
محمد بن عبد الله الهدار
مفتى لواء البيضاء باليمن

شيء من التعريف برمضان
رمضان يرمض الذنوب أي يحرقها، و هو موسم السعادة ، و إذا
سلم سلمت السنة ،و هو شهر أوله رحمة و أوسطه مغفرة
و أخره عتق من النار ، و من لم يغفر له فيه فهو محروم .
و فيه تفتح أبواب الجنان و تغلق أبواب النار ، و تقيد مردة
الشياطين ، و أجر صيامه فوق الحساب لأنه لله خاصة ،
و ريح الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ، و نوم الصائم
فيه عبادة ، قال صلى الله عليه وآله و سلم : نوم الصائم عبادة
و صمته تسبيح و عمله مضاعف و دعائه مستجاب
و ذنبه مغفور .
إلى غير ذلك ، خطبه النبي صلى الله عليه و آله و سلم أخر
شعبان كما في الزواجر ، قال خطبنا رسول الله صلى الله
عليه و آله و سلم في أخر يوم من شعبان فقال :
أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم مبارك شهر فيه ليلة
خير من ألف شهر ، جعل الله صيامه فريضة و قيام
ليله تطوعا من تقرب فيه بخصلة من خير كان كمن
أدى فريضة فيما سواه ، و من أدى فريضة فيه كان
كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه ، و هو شهر
الصبر و الصبر ثوابه الجنة ، و شهر المواساة ،
و شهر يزاد في رزق المؤمن فيه، من فطر فيه صائما
كان مغفرة لذنوبه و عتق رقبته من النار و كان له مثل
أجره من غير أن ينقص من أجره شيء .
قالوا يا رسول الله ليس كلنا يجد ما يفطر الصائم ، قال
صلى الله عليه و آله و سلم يعطى الله هذا الثواب من
فطر صائما على تمرة أو شربة ماء أو مذقة لبن
و هو شهر أوله رحمة و أوسطه مغفرة و أخره عتق
من النار ، من خفف عن مملوكه فيه غفر الله له
و أعتقه من النار، و استكثروا فيه من أربع خصال
خصلتين ترضون بهما ربكم ، و خصلتين لا غنى
بكم عنهما ، فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم
فشهادة أن لا اله إلا الله و تستغفرونه ، و أما الخصلتان
اللتان لا غنى بكم عنهما فتسألونه الجنة و تتعوذون به
من النار ، و من سقى صائما سقاه الله من حوضي
شربة لا يظماء بعدها أبدا .

خلاصة فضائل رمضان
المطلوب من كل مسلم ثلاث خصال في رمضان ،
الأولى :الصيام و هو في رمضان فرض على كل مسلم
بالغ عاقل مطيق مقيم .
و معنى الصيام الأمساك عن الطعام و الشراب و ما يدخل
إلى الجوف طول النهار .
و لا يتم إلا بترك المعاصي و الجدال قال صلى الله عليه
و آله و سلم : إنما الصوم جنة فإذا كان أحدكم صائما فلا
يرفث و لا يجهل و إن امرء قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم
إني صائم ، و قال صلى الله عليه و اله و سلم خمس يفطرن
الصائم ( أي يذهبن أجره ) الكذب و الغيبة و النميمة
و اليمين الكاذبة و النظر بشهوة )
الثانية : القيام و هو سنه و معناه أن يقيم ليالي رمضان
متهجدا بصلاة النفل و القرآن ، و مثل ذلك حلق الذكر
و العلم ، و من صلى العشاء و الفجر جماعة فقد أدرك
حصة كبرى من قيام رمضان ، و قيام ليلة القدر .
قال صلى الله عليه و آله و سلم ( إن الله تعالى أفترض
صوم رمضان وسننت لكم قيامه فمن صامه و قامة
إيمانا و احتسابا و يقينا كان كفارة لما مضى ) .
و قال صلى الله عليه و آله و سلم ( من صلى العشاء
في جماعة فكأنما قام نصف ليلة ، و من صلى الصبح
في جماعة فكأنما صلى الليل كله . )
و قال صلى الله عليه و آله و سلم( من صلى العشاء
في جماعة فقد أخذ بحظه من ليلة القدر .)
فان صلى التراويح بتأني ازداد أجرا و كل ما زاد عملا
ازداد أجرا .
الثالثة : التعرض للعتق من النار و للنفحات العظام ،
فمن سلم من أهل الصيام من عقوق الوالدين و قطيعة
الرحم و المشاحنة و أدمان الخمر و أتى بالخصلتين
السابقتين فقد فاز بالعتق من النار ، و النفحات العظام .
قال العلماء أربعة محرومون من المغفرة في رمضان
و غيره : العاق لوالديه و قاطع الرحم و المشاحن
و مدمن الخمر .
قال صلى الله عليه و آله و سلم في الحديث الطويل :
قال جبريل من أدرك رمضان فلم يغفر له أبعده الله
قل آمين ، فقلت آمين ، ثم قال من ذكرت عنده فلم
يصل عليك أبعده الله قل آمين ، فقلت آمين ، ثم قال
من أدرك أبويه عند الكبر أو أحدهما فلم يدخلاه
الجنة أبعده الله قل آمين ، فقلت آمين .

من الدعوات للصائم عند أفطاره أن يقراء
الحمد لله اللهم صل على سيدنا محمد و آله و سلم
اللهم لك ، صمت و على رزقك أفطرت و بك أمنت
و عليك توكلت و رحمتك رجوت و إليك أنبت ،
ذهب الظمأ و ابتلت العروق و ثبت الأجر إن شاء
الله تعالى ، يا واسع الفضل اغفر لي ، الحمد لله
الذي أعانني فصمت و رزقني فأفطرت ، اللهم إني
أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن تغفر لي ،
سبحانك اللهم و بحمدك ربنا تقبل منا انك أنت
السميع العليم ، اللهم انك عفو تحب العفو فاعف
عنا يا كريم ، اللهم صل على سيدنا محمد و آله
و صحبه و سلم ، اللهم يا عظيم يا عظيم أنت
إلهي لا اله غيرك اغفر الذنب العظيم فانه لا
يغفر الذنب العظيم إلا العظيم ، اللهم اغفر لنا
و ارحمنا و ارض عنا و تقبل منا و أدخلنا
الجنة و نجنا من النار و اصلح لنا شأننا كله ،
و صلى الله و سلم في كل حين أبدا على
سيدنا محمد و آله عدد نعم الله و افضاله .
ثم يأتى بدعاء الكنوز
عن شداد ابن أوس رضى الله عنه قال :
سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله
و سلم يقول ( إذا كنز الناس الذهب و الفضة
فاكنزوا أنتم هؤلاء الكلمات ) :
اللهم إني أسألك الثبات في الأمر ، و العزيمة
على الرشد ، و أسألك شكر نعمتك ، و أسألك
حسن عبادتك ، و أسألك قلبا سليما ، و أسألك
لسانا صادق ا، و أسألك من خير ما تعلم ،
و أعوذ بك من شر ما تعلم ، و أستغفرك
لما تعلم ، انك أنت علام الغيوب .
و صلى الله و سلم في كل حين أبدا على
سيدنا محمد و آله عدد نعم الله و افضاله .

اللهم صل و سلم و بارك على سيدنا و مولانا محمد و على آله أجمعين
بمشيئة الله سبحانه و تعالى نستكمل كتاب النفحات الرمضانية
لسيدى الحبيب محمد بن عبد الله الهدار رضى الله عنه و أرضاه
مفتى لواء البيضاة باليمن .

[الدكتور أحمد باذيب]

اللهم بلغنا رمضان واجعلنا من عتقاه من النار
بارك الله فيك اخي العاشق وفي الحبيب العلامة محمد بن عبد الله الهدار