|
05-15-2007, 07:14 PM | #1 | |||||
حال نشيط
|
الإسلام الإلهي والإسلام التاريخي ..
هناك خلط ظاهر لدى البعض وعدم قدرة على تمييز الخط الفاصل بين الإسلام الإلهي والإسلام التاريخي .. فهناك تداخل دقيق بين الإسلام الإلهي كدين أنزله الله لخلقه وأرسل الرسل الكرام لتأسيسه لتتعبد به الخليقة وتخلص العبادة للواحد القهار .. وبين الإسلام التاريخي الذي كتبناه منذ عصر التدوين إلى يومنا هذا .. وهذا التداخل الدقيق لايميزه الكثير منّا .. ومن مظاهر التداخل التي لم يستطع البعض تمييزها والفصل فيها أننا نجد بعضنا يصف الرجال كالصحابة الكرام رضي الله عنهم بأنهم أركان الدين .. فالعلماء عندما يصفون الصحابة الكرام بأنهم أركان الدين فهم قطعا لايقصدون بأن الصحابة الكرام هم الأركان التي قام عليها الدين .. فالإسلام له أركان معلومة قام عليها ولا يقوم الدين على الرجال .. بل العلماء عندما يقولون بأن الصحابة رضي الله عنهم هم أركان الدين أي أنهم نشروا تعاليم هذا الدين ونصروه بالسيف عندما إقتضى وجوب السيف .. وبالموعظة والكلمة عندما إقتضى وجوب ذلك .. ومن المؤسف أننا نجد البعض يدافع عن سطحية فهمه ومعارفه الضحلة .. فنجدهم يصورون الدين وكأنهم مجموعة من الرجال .. ولو كان الرجال أركان للدين فهذا يعني أن الدين سينهار بذهابهم .. صحيح أن للرجال أدوارا هامة في نشر هذا الدين لاينكرها إلا جاهل .. لكن أن يذهب بنا الغلو في الرجال لأن نجعلهم دين نتعبّد به فهذا هو الغلو الذي خلق التداخل بين الإسلام كدين يقوم على أسسه المعروفة .. وبين الرجال الذين لاعصمة لهم على فضلهم وعلو مقامهم .. فالصحابة الكرام لهم أدوار جليلة في نشر هذا الدين كما اسلفنا ولكنهم ليسوا هم الدين في ذاته .. فيجب الفصل بين الإسلام الإلهي كدين نعبد الله به .. وبين الإسلام التاريخي الذي كتبناه وملأنا به كتب التاريخ وسير الرجال .. قال تعالى في كتابه العزيز مخاطبا الصحابة الكرام على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ * إِلاّ تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلا تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * إِلاّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) فهذا هو القرآن الكريم يخاطب المؤمنين ويحثهم على نصرة الدين والرسول صلى الله عليه وسلم .. ويتوعّدهم رب العالمين بالعذاب إن لم ينصروا دينه ونبيه صلى الله عليه وسلم بأن يستبدل قوم غيرهم .. ولو كان الرجال جزء من الدين الذي نتعبد الله به لما قال الحق بإستبدالهم وتوعّدهم بالعذاب .. فالصحابة الكرام لهم أدوار محمودة وجليلة في نشر هذا الدين ومناصرته .. ولكنهم ليسوا كما يقول الغلاة أو الجهلة بأنهم هم الدين .. فالمسلم لايعبد الله بالرجال والغلو فيهم .. بل يعبد الله بما أنزله على نبيّه صلى الله عليه وسلم .. ورغم كل ماقلناه إلا أننا نجد البعض منا اليوم يجعل الصحابة الكرام وكأنهم هم أنفسهم الدين .. وأن الدين بدونهم سينهار .. وهذا غلو نهى عنه الكتاب العزيز ونهى عنه الرسول الكريم ونهى عنه الصحابة الكرام أنفسهم .. ومشكلتنا حقيقة تكمن في التقليد الأعمى والإنجرار خلف أقوال العلماء بلا تمييز ولا وعي .. وهذه نتائج إفرازات الغلو المذهبي .. فالمذهبيات اصبحت تشكل اليوم مصدر تفرّق للأمة وتشتيت .. مع أن أئمة المذاهب رحمهم الله كانوا ينهون عن هذه الفرقة ويأخذون بأقوال بعضهم .. ولكن البلية وشر الخلاف جاءنا من غلو الأتباع الذين لم يستوعبون مقاصد أئمة المذاهب .. فالتمذهب في حد ذاته إثراء وتنوّع فكري واسع .. فجاء الأتباع من الغلاة الذين يرددون القول بلا وعي ولا علم ولا معرفة .. فذموا العقل وتركوا البحث وركنوا على أقوال لم يستوعبوها جيدا .. وقالوا : ( إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ ) .. وليت أنهم فهموا حقيقة مقاصد اسلافهم وأشياخهم لكانوا حقا من المهتدين .. بل صوّرت لهم أنفسهم معاني وأقوال لم يقلها اسلافهم وما أنزل الله بها من سلطان .. قال الشاطبي في كتابه الإعتصام الصفحة 451 : أن من اسباب الإختلاف التصميم على اتباع العادات وإتباع ماكان عليه الاباء والاشياخ رغم مخالفة أقوال أشياخهم للحق .. وقال بأن هذا هو التقليد المذموم .. إن الإتباع ( المطلق ) يجب أن يكون لمحمد صلى الله عليه وسلم وسنته أما ماعداه فقد يكون عمله مشروع أو غير مشروع .. فلا يصح الإقتداء به على الإطلاق وجعل عمله وقوله حجة ودين .. ( إنتهى قول الشاطبي ) .. قلت : فمجرد التقليد دون وعي ودراية أمر خطير وإفساد لوظائف العقل .. وقد قيل لعمر بن العاص : ماأبطأ بك عن الإسلام وأنت أنت في عقلك ؟؟ فقال عمرو : إنّا كنا مع قوم لهم علينا تقدّم .. وكانوا ممن توازي حلومهم الجبال .. فلما بُعث النبي صلى الله عليه وسلم .. فانكروا عليه وقلّدناهم فلما ذهبوا وصار الأمر إلينا نظرنا وتدبرنا فإذا هو حقٌ بيّن فوقع في قلبي الإسلام .. ( راجع المنتقى من منهاج الإعتدال في نقض كلام أهل الرفض والإعتزال للإمام الذهبي صفحة 606 ) .. لاحظوا بعناية قول عمرو بن العاص ( نظرنا وتدبرنا ) .. وهؤلاء الببغائية يعطّلون العقل ووظائفه في النظر والتدبّر .. يجب علينا التمييز بين الاسلام الإلهي كدين له أركانه المعروفة التي قام عليها وأرسل الحق تبارك وتعالى به الرسل الكرام .. وبين الإسلام التاريخي الذي كتبناه بايدينا منذ عصر التدوين إلى يومنا هذا .. وصنّفنا فيه المصنّفات التي إختلط فيها الحق بالباطل .. فالإسلام كدين لا علاقة له بالأكاذيب التي حشيت بها مصنّفات البشر .. ولا علاقة له بالخصومات المذهبية .. ولا علاقة له بالغلو في الرجال مهما علت مراتبهم مع حفظ المحبة والكرامة لهم .. فالتاريخ شئ والإسلام كدين شئ آخر .. فالرجال ليسوا دينا انما الدين عند الله الإسلام وليس أقوال وأفعال الرجال .. سلام |
|||||
التعديل الأخير تم بواسطة ( masterkey ) ; 05-15-2007 الساعة 07:27 PM |
||||||
05-16-2007, 10:31 AM | #2 | |||||
حال جديد
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
إن كنت تقصد أن هناك فرق بين الدين الإسلامي كدين ومنهج أنزله الله على نبينا وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وبين التاريخ الإسلامي كمرحلة تاريخية مرت ولا زال تاريخها يكتب إلى يومنا هذا بما فيها من الأحداث المشرفة وغيرها فأنا أتفق معك في ذلك. ولكن يا عزيزي علينا أن نؤمن بأنه مع مرور الزمن ومواكبة لأحداثه لا بد أن يحصل الاختلاف في الرأي المبني على الحجة والدليل ومن هنا نفهم سبب ظهور المذاهب واستمرارها. أما مسألة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن المؤكد أنه عليه الصلاة والسلام لم يمت إلا وبين لنا أمور الدين كلها، كما عرّفنا على أصحابه وكشف لنا حقيقة المنافقين وعرفنا بهم. لذلك علينا أن نعترف بأن صحابته صلى الله عليه وسلم كلهم عدول. ولا ننكر أن كل إنسان غير منزه عن الخطأ والنسيان وبماأنهم قد توفاهم الله فالواجب علينا ألا نذكرهم إلا بما هو خير لأنه صلى لله عليه وسلم علمنا ألا نذكر موتانا إلا بما هو حسن. فلا يحق لنا أن نتكلم فيهم إلا بما هو حسن وإن أخطأوا فحسابهم على ربهم ولا يجوز أن نذكرهم إلا بالمواقف المشرفة التي قاموا بها أما إن أخطأوا في أمر ما فعلينا أن نتجنب الخوض فيه. ولك شكري وتقديري. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
|||||
05-16-2007, 01:41 PM | #3 | |||||||
حال نشيط
|
الموضوع لاعلاقة له بأكذوبة ( عدالة جميع الصحابة ) .. الموضوع يختص بإظهار الإسلام كدين لا كرجال .. وأنت تحشر مسألة عدالة الصحابة تبعا للتقليد .. فالخوض في الأحداث التي جرت بين الصحابة أمر لانتعمّده ولايفيدنا تقصّد البحث فيه .. بل نرى بأنه من الحكمة حاليا ترك مثل هذه المسائل ولكننا نرى ايضا .. بأنه من الواجب و الحكمة ايضا الوقوف والتصدي للأكاذيب وقلب الحقائق خصوصا في تاريخنا .. نحن لانختلف مع من يقول بأن الإمساك عما شجر بين الصحابة أمر محمود .. نحن متفقون معهم من حيث الإمساك .. لكننا نختلف معهم فقط من حيث إستدلالهم بأدلة وحجج يدحضها القرآن الكريم وصحيح قول رسول الله لامن حيث فضائل الصحابة الأخيار .. نحن مقرون بفضائل الصحابة الأخيار وأدوارهم الجليلة .. هنا موضع الاختلاف فقط .. وهذا يجب أن يعيه كل من يقرأ لنا في هذه المسألة فهم يصوّرون للعوام والدهماء بأن الله تبارك وتعالى ونبيه صلى الله عليه وسلم قال أمسكوا عما شجر بين الصحابة .. وهذا غير صحيح فالحق تبارك وتعالى لم يقل ذلك في كتابه العزيز .. والنبي صلى الله عليه وسلم لم يقل ذلك .. فهم لايملكون دليلا من القرآن الكريم ولاالسنة .. بل الأدلة التي وردت في القرآن الكريم تثبت بأن الصحابة غير عدول .. فإختلافنا معهم فقط حول إستدلالهم وإستخدام القرآن الكريم تبعا للأهواء والميول .. لأن فعلهم هذا يعتبر من التقوّل على الله .. فليعطوني آية قرآنية كريمة تثبت بأن الصحابة ( جميعا ) عدول .. أو حديثا صحيحا يثبت ذلك .. وسنضعها للنقاش بكل أدب مع مقام الصحابة رضي الله عنهم .. والامر الأدهى والأمر أننا نجد كثير من العلماء يقولون : أمرنا بالإمساك .. فمن الذي أمرهم ؟؟ قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين .. نحن وعدنا الإدارة بعدم الخوض في مثل هذا ولازلنا عند وعدنا .. وأنت تحشر هذه المسألة وتعيدها إلى السطح ..فإن أردت حوارا حول ذلك يمكنك أن تأخذ الموافقة منهم وتطلب من الإدارة تخصيص موضوع خاص عن مناقشة عدالة الصحابة بشرط أن يشارك فقط طرفين لاثالث لهما .. ونتفق على النقاط الرئيسة في الموضوع .. فإن إستطاعوا إحضار الدليل الصحيح تبعناهم على مايقولون .. فنحن لانطلب الا الحقيقة .. وإن عجزوا عن ذلك فعليهم الكف عن الأكاذيب بإسم القرآن الكريم .. ولا حاجة لنا بقلب الأدلة والحقائق على العوام .. فالأمة الإسلامية منذ أكثر من ألف سنة وهي تتجرع الويلات والمطاحنات بسبب التلاعب وتأويل القرآن الكريم وفق الأهواء والميول .. ولو أنهم قالوا لنا بأن الإمساك عما شجر بين الصحابة رضي الله عنهم أمر تقتضيه الضرورة العقلية .. ويجب السكوت عما جرى بينهم ويرجعون ذلك أسباب عقلانية وموجبات الحكمة ومقتضيات الظروف .. لقلنا بأن هذا صحيح ووافقناهم على ذلك دون تردد .. لكن أن يستدلون بأدلّة وحجج هي في الاصل تثبت عكس مايقولون ويقلبونها راسا على عقب ويقوّلون الله تبارك وتعالى مالم يقله في هذه المسألة .. فهذا أمر خطير خصوصا أنهم يأولون القرآن الكريم بالأهواء والميول .. فأصبح من حقنا كمسلمين الإعتراض وتبيين فساد إستدلالهم .. هذا ماأردنا تبيينه ورضي الله تعالى عن الصحابة الأخيار .. سلام |
|||||||
التعديل الأخير تم بواسطة ( masterkey ) ; 05-16-2007 الساعة 02:12 PM |
||||||||
05-16-2007, 02:48 PM | #4 | |||||
حال جديد
|
أولاً أعتذر إن كنت أسات مقصدك من الموضوع مع أنني اتفق معك في أن الإسلام كدين ومنهج وشريعة أمر وأن الأحداث والوقائع وكل من مروا على مدى التاريخ الإسلامي موضوع آخر مع وجود الترابط بينهما.
وحقيقة لست ممن يجر الموضوع الأساسي إلى مواضيع أخرى ولا أحب تشعب المواضيع لأنه قد يحدث فيها ضياع للحقيقة ولم أقصد فتح موضوع عدالة الصحابة إنما المقصود من كلامي أنه رغم انفصال موضوع الدين الإسلامي كمنهج عن موضوع التاريخ الإسلامي إلا أنه هناك ترابط بينهما لأن من أعظم صناع التاريخ الإسلامي صحابة رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم الذين هم في نفس الوقت من نشروا الدين ونقلوه لنا بل وحفظوه بالتدوين من الضياع وهذا المقصد من ذكر الصحابة هنا أما مسألة فتح حوار عن عدالة الصحابة فلا أحب أن أفتح باباً قد أُغلق وإن كنت ترى عدم عدالة الصحابة فغيرك يرى عدالتهم ولا داعي للنقاش في ذلك والله من وراء القصد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
|||||
05-17-2007, 12:37 AM | #5 | |||||
حال جديد
|
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته أخواني الكرام هذه أول مشاركة لي في السقيفة الدينية المباركة وأنا في الأصل عضو جديد على السقيفة كلها. قد يستغرب البعض أن معرفي بإسم عاشق الفن ويقول وما له في الدين ! ولكن يعلم الله أنني مهتم لأمر ديني وأحب كثيرا الإطلاع والقراءة عنه وفيه. المهم ... رأيت في هذه السقيفة المباركة حوارات ومواضيع غاية في الروعة والأهمية وخاصة ما كان منها يحاول أن يوقظ ويحي لدينا فريضة أهملت كثيرا ألا وهي التفكر والتدبر في ديننا وفي قرآننا ونبذ التقليد الأعمى والسير على نهج من ذمهم الله في كتابه العزيز بقولهم هذا ما وجدنا عليه آباءنا !! القرآن الكريم ملئ بأوامر الله لنا بالتدبر والتفكر والنظر في أياته وأحكامه وفي كل شئون الحياة وهو يخاطب المسلمين والمؤمنين والناس جميعا في كل الأزمنة ولم يقتصر فقط على من عاصر نزوله من الصحابة أو التابعين !! هو يخاطب كل مسلم من أول يوم لللإسلام إلى يوم الدين وبالتالي فإنه يكون من المخالف لتلك الأوامر أن نحجر على عقولنا ونقسرها على فهم أسلافنا المتقدمين أو المتأخرين ! نعم نهتدي بفهمهم ونتعلم منهم ولكن أيضا نمحص ونفحص ونختار ونأخذ ونترك فالامر بالتدبر والتفكر هو أمر لكل مسلم قديم أو جديد . وللأمانة فقد رأيت هنا في هذه السقيفة عدد من الكتاب الرائعين المستوعبين لهذه المبادئ وعلى رأسهم الأخ الكريم ماستر كي جزاه الله خيرا ونفع به... رأيته يطرح طروحات قمة في الفهم وفي العقل والإستيعاب لحقيقة ذلك التكليف ورأيت كم هي طروحاته صعبة التقبل على من إعتاد التقليد وألف السير على طريقة "هذا ما وجدنا عليه آباؤنا" ! ولكم تأسفت على قرار الأخ العزيز المشرف العام أو توجيهاته للأعضاء بعدم نقاش المواضيع التي أصبح ينظر إليها من شدة تغلب منهج التقليد والنقل على أنها مصادمة للدين بينما هي في الحقيقة عكس ذلك تماما فهي سر تقرد هذا الدين العظيم الذي جاء ليلغي الكهنوتية والتقليد ويفتح أمام العقل البشري الذي هو مناط التكليف بالدين نفسه آفاقا رحبة للعمل والتفكر والتدبر للوصول إلى مقاصده السامية. إن سر هذا الدين العظيم أنه الدين الخاتم وإنه لذلك متجدد والقرآن لا تنقضي عجائبه وهو يكشف كل حين وزمن جوانب من تلك العجائب التي تثبت صلاحيته لكل زمان ولكل جيل إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. نعم .... إن مايقوله الأخ الكريم ماستر كي هو عين الصواب فالقرآن هو الحكم وكل إختلاف حول الموروث الفقهي أو الجديثي يجب رده وعرضه عليه باعتبارة الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه أو من خلفه ! وهو المحفوظ من الله من أي تحريف أو تزييف ! إن حبنا وتقديونا العظيمين للصحابة الكرام والسلف الصالح يجب أن لا يعمي أبصارنا عن حقيقة أنه على مدى تاريخنا الإسلامي قد تدخلت الأهواء والمطامع المختلفة والسياسية منها بالذات في صياغة وتشكليل الكثير مما وصلنا من التاريخ والتراث الفقهي والتشريعي والعقدي ايضا وأنه يصبح من اللازم والواجب علينا أن لا نقبل كل ما وصلنا على أنه حق مطلق وأن نقده وتحليله من المحرمات لمجرد أنه يروى عن أولئك السلف الكرام .... هذا ناهيك عن أن أحد أهم أسس المشاكل التي نعاني منها اليوم فيما يتعلق بهذه التعصبات والتمذهبات إنما تعود إلى مالم يثبت بالدليل والبرهان في يوم من الأيام من القول بأن الصحابة كلهم عدول وبالتالي فإن علم الجرح والتعديل لا يتناولهم ابدا وإنما يتناول فقط من جاء بعدهم .... علما بأنه لم يثبت إبتداء ما أستقر لدى الأجيال المتتالية من أن الصحابي المقصود شرعا هو كل من رأى الحبيب (وسمع منه) في حياته ومات على الإسلام !!!!!! إننا فعلا بأمس الحاجة لكي نفهم ديننا فهما صحيحا كما أراده لنا ربنا سبحانه وتعالى وأن نزيل اللبس المفروض فرضا في أزمنة قديمة حول تعريف الصحابي شرعا ومن ثم ما يستتبع ذلك من القول بعدالة الصحابة ! إنني حقيقة أرى أن الأخ الكريم ماستر كي من أفضل الكتاب الذين رأيتهم يتعاملون مع هذه المواضيع والقضايا بفهم عميق واستيعاب مثير للأنتباه وبأسلوب رائع وحكيم فيه الخير كل الخير لهذا الدين العظيم خلافا لما يظنه بعض الأخوة الكرام من أنه يسئ للدين أو يشكك فيه .... وهناك أيضا أخوة آخرون وإن كانوا بدرجة تالية للأخ ماستر كي ومنهم الأخ العزيز مسرور . أتمنى من كل قلبي أن يبقى باب النقاش والحوار في كل هذه القضايا مفتوحا مادام يلتزم بآداب الحوار ولا يجنح للشخصنة والسب والشتم ففيه تحقيق لمقصد أساسي من مقاصد هذا الدين ألا وهو أن يكون الإيمان عن تصديق وإقتناع ويقين وليس عن وراثة وتقليد ففي هذا فقط يمكن للإسلام أن يصمد ويهدم كل تشكيكات ودعاوى أعداء هذا الدين من الملاحدة أو أتباع الأديان الأخرى المحرفة وليس بواسطة المقلدين والتقليديين الذين يصعب عليهم إقناع المسلمين بالوراثة بله عن غيرهم ممن ذكرنا. هذا والمعذرة عن الإطالة ولكن كان لا بد مما ليس منه بد. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. |
|||||
05-17-2007, 01:17 PM | #6 | |||||
حال جديد
|
قولك:
[quote=عاشق الفن]بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته أخواني الكرام هذه أول مشاركة لي في السقيفة الدينية المباركة وأنا في الأصل عضو جديد على السقيفة كلها. قلت: نرحب بك وإن كنا لازلنا أعضاء جدد فيها فأهلا وسهلاً. قولك: المهم ... رأيت في هذه السقيفة المباركة حوارات ومواضيع غاية في الروعة والأهمية وخاصة ما كان منها يحاول أن يوقظ ويحي لدينا فريضة أهملت كثيرا ألا وهي التفكر والتدبر في ديننا وفي قرآننا ونبذ التقليد الأعمى والسير على نهج من ذمهم الله في كتابه العزيز بقولهم هذا ما وجدنا عليه آباءنا !! قلت: مسألة التفكر لم تهمل وهي موجودة على مر العصور والتفكر وإلى اليوم فعلى كل واحد منا أن يتفكر في آيات الله ومخلوقاته. أما أحكام الدين واستنباطها من الآيات القرآنية الكريمة وصحيح الحديث النبوي الشريف فهو متروك لأهل الاختصاص ممن جاهدوا أنفسهم وأفنوا عمرهم في خدمة الدين ولا يحق لنا أبدا أن ننا قش مثل هذه الأمور في المنتديات لأنها من حق أهل الاختصاص فقط وهم العلماء الكبار أما نحن العامة أو من لديه بعض العلم ممن لا يصلون إلى درجة الاستنباط والاجتهاد فلا يحق لنا أن نتكلم في هكذا أمور ومع كل من هب ودب (لا أقصد أحدا بشخصه) كما هو حاصل في هذه السقيفة مع احترامي لكل مشرفيها وأعضائها وروادها أما عامة الناس وكذلك طلبة العلم فمقامهم الاتباع للأسلاف. فكل أمر لابد له من ضوابط ومن غير المعقول والمقبول أن نناقش أمور ليست للنقاش بين عامة الناس وإن كان بيننا أحد من العلماء المجتهدين فالمكان ليس هنا لنقاش هذه الأمور (هذا رأيي على الأقل). قولك: القرآن الكريم ملئ بأوامر الله لنا بالتدبر والتفكر والنظر في أياته وأحكامه وفي كل شئون الحياة وهو يخاطب المسلمين والمؤمنين والناس جميعا في كل الأزمنة ولم يقتصر فقط على من عاصر نزوله من الصحابة أو التابعين !! هو يخاطب كل مسلم من أول يوم لللإسلام إلى يوم الدين وبالتالي فإنه يكون من المخالف لتلك الأوامر أن نحجر على عقولنا ونقسرها على فهم أسلافنا المتقدمين أو المتأخرين ! نعم نهتدي بفهمهم ونتعلم منهم ولكن أيضا نمحص ونفحص ونختار ونأخذ ونترك فالامر بالتدبر والتفكر هو أمر لكل مسلم قديم أو جديد . قلت: القرآن الكريم يخاطب كل مسلم وكلنا مأمورون بالتدبر ولكل منا الحق في تعلم الدين ولا ندعو للتحجر والتقليد الأعمى لكن الاجتهاد مرحلة يمكنك أن تصل إليها ولكن ليست بهذه السهولة عليك أولاً أن تبلغ من العمل درجة تؤهلك للاستنباط والاجتهاد وهو مشروع لكل واحد لكن عند بلوغه هذه المرحلة فإن لم تصل إليها فما عليك إلا الاتباع. قولك: ولكم تأسفت على قرار الأخ العزيز المشرف العام أو توجيهاته للأعضاء بعدم نقاش المواضيع التي أصبح ينظر إليها من شدة تغلب منهج التقليد والنقل على أنها مصادمة للدين بينما هي في الحقيقة عكس ذلك تماما فهي سر تقرد هذا الدين العظيم الذي جاء ليلغي الكهنوتية والتقليد ويفتح أمام العقل البشري الذي هو مناط التكليف بالدين نفسه آفاقا رحبة للعمل والتفكر والتدبر للوصول إلى مقاصده السامية. قلت: يا أخي العزيز العقل مطلوب استخدامه ولكن له حدود وضحتها سابقاً وأرجو من مشرفينا جميعاً ألا يسمحو بأن تتحول السقيفة الدينية إلى ساحة اجتهاد فليس للاجتهاد الديني مكان في مثل هذه المنتديات من الممكن تقبل الآراء المخالفة بصدر رحب (رأي شخصي) قولك: نعم .... إن مايقوله الأخ الكريم ماستر كي هو عين الصواب فالقرآن هو الحكم وكل إختلاف حول الموروث الفقهي أو الجديثي يجب رده وعرضه عليه باعتبارة الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه أو من خلفه ! وهو المحفوظ من الله من أي تحريف أو تزييف ! قلت: لا تنسى يا عزيزي صحيح السنة على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم فهي المصدر الثاني من مصادر التشريع ثم الإجماع والإقرار فكلها من مصادر التشريع فكل ذلك يجب أن نحتكم إليه ورحم الله رجالاً سخرهم الله لحفظ دينه أمضوا حياتهم كلها في خدمة دينه. قولك: إن حبنا وتقديونا العظيمين للصحابة الكرام والسلف الصالح يجب أن لا يعمي أبصارنا عن حقيقة أنه على مدى تاريخنا الإسلامي قد تدخلت الأهواء والمطامع المختلفة والسياسية منها بالذات في صياغة وتشكليل الكثير مما وصلنا من التاريخ والتراث الفقهي والتشريعي والعقدي ايضا وأنه يصبح من اللازم والواجب علينا أن لا نقبل كل ما وصلنا على أنه حق مطلق وأن نقده وتحليله من المحرمات لمجرد أنه يروى عن أولئك السلف الكرام .... هذا ناهيك عن أن أحد أهم أسس المشاكل التي نعاني منها اليوم فيما يتعلق بهذه التعصبات والتمذهبات إنما تعود إلى مالم يثبت بالدليل والبرهان في يوم من الأيام من القول بأن الصحابة كلهم عدول وبالتالي فإن علم الجرح والتعديل لا يتناولهم ابدا وإنما يتناول فقط من جاء بعدهم .... علما بأنه لم يثبت إبتداء ما أستقر لدى الأجيال المتتالية من أن الصحابي المقصود شرعا هو كل من رأى الحبيب (وسمع منه) في حياته ومات على الإسلام !!!!!! قلت: إن لم يكن ما وصلنا حق مطلق وإن كان من نقل الدين هم غير أهل لنقله فقد ضاع الدين وفتح الباب لكل فرد في المجتمع أن يعبد الله عز وجل حسب ما يفهمه هو وما يتوصل إليه من أدلة ولكل مجتهد نصيب فأنت لديك قناعة في موضوع معين وأنا لدي قناعة أخرى وكل فرد يرى ما يراه وسيدخل الهوى في ذلك وستزيد الفرقة والاختلاف عما هي عليه الآن فإن كانت الفرقة والمذهبية الحاصلة الآن بسبب أهواء أصحابها فمن المؤكد أنه بالطريقة التي تقولها أنت ستنقسم كل فرقة وكل مذهب إلى عدد افراده. يا عزيزي ليس من يرى كمن يسمع فإن كان الصحابة رضي الله عنهم رأوا الرسول صلى الله عليه وسلم وآمنوا به ونقلوا عنه وفهموا منه واقتدوا به فمن المؤكد أن من يليهم من التابعين وتابعيهم لن يؤمنوا أو ينقلوا أو حتى يفهموا الدين كما فهمه من رأى وسمع وشهد الأحداث مع الرسول صلى الله عليه وسلم فلا مجال للتشكيك فيهم رضوان الله عليهم لأن التشكيك فيهم تشكيك في صحة الدين المنقول لنا. قولك: أتمنى من كل قلبي أن يبقى باب النقاش والحوار في كل هذه القضايا مفتوحا مادام يلتزم بآداب الحوار ولا يجنح للشخصنة والسب والشتم ففيه تحقيق لمقصد أساسي من مقاصد هذا الدين ألا وهو أن يكون الإيمان عن تصديق وإقتناع ويقين وليس عن وراثة وتقليد ففي هذا فقط يمكن للإسلام أن يصمد ويهدم كل تشكيكات ودعاوى أعداء هذا الدين من الملاحدة أو أتباع الأديان الأخرى المحرفة وليس بواسطة المقلدين والتقليديين الذين يصعب عليهم إقناع المسلمين بالوراثة بله عن غيرهم ممن ذكرنا. قلت: يبدو أن هناك خلط (على الأقل عندي) فيما تقصده بالتقليد الآن أريد من كل من يقرأ هذا الكلام بعد أن يقرأه أريده أن يفتح كتاب الله ويقرأه هل نستطيع فهمه إذا قرآناه بدون تفسير وشرح، لا يمكن ذلك طبعا فمن الذي سيفسر لنا القرآن الكريم؟ إن لم يكن الصحابة الكرام الذين شهدوا نزوله وسمعوه من النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وفهموا مقصده ومعناه لأنه نزل بلغتهم فمن الذي سيفسره لنا. فإذا لم نؤمن انهم نقلوه كما ينبغي فهنا خانوا ألأمانة (حاشاهم) وضاع القرآن الذي لم يبقى إلا كلاماً غير مفهوم خصوصاً في وقتنا هذا الذي ضاعت اللغة الأصلية فيه ونتشرت اللهجات. وينطبق الكلام على التابعين رحمهم الله. إلى ان وصلنا وهذا ليس تقليد أعمى إنما دراسة واتباع. أما التقليد والاقتداء لهؤلاء الرجال الذين قدوتهم نبينا صلى الله عليه وسلم فهو مطلوب بل شرف لنا ان نقلدهم وأن نقتدي به صلى الله عليه وسلم. أما التقليد الاعمى الذي على غير دراية فهو الغير مرغوب فيه... والله الموفق |
|||||
05-17-2007, 01:18 PM | #7 | |||||
حال جديد
|
قولك:
[quote=عاشق الفن]بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته أخواني الكرام هذه أول مشاركة لي في السقيفة الدينية المباركة وأنا في الأصل عضو جديد على السقيفة كلها. قلت: نرحب بك وإن كنا لازلنا أعضاء جدد فيها فأهلا وسهلاً. قولك: المهم ... رأيت في هذه السقيفة المباركة حوارات ومواضيع غاية في الروعة والأهمية وخاصة ما كان منها يحاول أن يوقظ ويحي لدينا فريضة أهملت كثيرا ألا وهي التفكر والتدبر في ديننا وفي قرآننا ونبذ التقليد الأعمى والسير على نهج من ذمهم الله في كتابه العزيز بقولهم هذا ما وجدنا عليه آباءنا !! قلت: مسألة التفكر لم تهمل وهي موجودة على مر العصور والتفكر وإلى اليوم فعلى كل واحد منا أن يتفكر في آيات الله ومخلوقاته. أما أحكام الدين واستنباطها من الآيات القرآنية الكريمة وصحيح الحديث النبوي الشريف فهو متروك لأهل الاختصاص ممن جاهدوا أنفسهم وأفنوا عمرهم في خدمة الدين ولا يحق لنا أبدا أن ننا قش مثل هذه الأمور في المنتديات لأنها من حق أهل الاختصاص فقط وهم العلماء الكبار أما نحن العامة أو من لديه بعض العلم ممن لا يصلون إلى درجة الاستنباط والاجتهاد فلا يحق لنا أن نتكلم في هكذا أمور ومع كل من هب ودب (لا أقصد أحدا بشخصه) كما هو حاصل في هذه السقيفة مع احترامي لكل مشرفيها وأعضائها وروادها أما عامة الناس وكذلك طلبة العلم فمقامهم الاتباع للأسلاف. فكل أمر لابد له من ضوابط ومن غير المعقول والمقبول أن نناقش أمور ليست للنقاش بين عامة الناس وإن كان بيننا أحد من العلماء المجتهدين فالمكان ليس هنا لنقاش هذه الأمور (هذا رأيي على الأقل). قولك: القرآن الكريم ملئ بأوامر الله لنا بالتدبر والتفكر والنظر في أياته وأحكامه وفي كل شئون الحياة وهو يخاطب المسلمين والمؤمنين والناس جميعا في كل الأزمنة ولم يقتصر فقط على من عاصر نزوله من الصحابة أو التابعين !! هو يخاطب كل مسلم من أول يوم لللإسلام إلى يوم الدين وبالتالي فإنه يكون من المخالف لتلك الأوامر أن نحجر على عقولنا ونقسرها على فهم أسلافنا المتقدمين أو المتأخرين ! نعم نهتدي بفهمهم ونتعلم منهم ولكن أيضا نمحص ونفحص ونختار ونأخذ ونترك فالامر بالتدبر والتفكر هو أمر لكل مسلم قديم أو جديد . قلت: القرآن الكريم يخاطب كل مسلم وكلنا مأمورون بالتدبر ولكل منا الحق في تعلم الدين ولا ندعو للتحجر والتقليد الأعمى لكن الاجتهاد مرحلة يمكنك أن تصل إليها ولكن ليست بهذه السهولة عليك أولاً أن تبلغ من العمل درجة تؤهلك للاستنباط والاجتهاد وهو مشروع لكل واحد لكن عند بلوغه هذه المرحلة فإن لم تصل إليها فما عليك إلا الاتباع. قولك: ولكم تأسفت على قرار الأخ العزيز المشرف العام أو توجيهاته للأعضاء بعدم نقاش المواضيع التي أصبح ينظر إليها من شدة تغلب منهج التقليد والنقل على أنها مصادمة للدين بينما هي في الحقيقة عكس ذلك تماما فهي سر تقرد هذا الدين العظيم الذي جاء ليلغي الكهنوتية والتقليد ويفتح أمام العقل البشري الذي هو مناط التكليف بالدين نفسه آفاقا رحبة للعمل والتفكر والتدبر للوصول إلى مقاصده السامية. قلت: يا أخي العزيز العقل مطلوب استخدامه ولكن له حدود وضحتها سابقاً وأرجو من مشرفينا جميعاً ألا يسمحو بأن تتحول السقيفة الدينية إلى ساحة اجتهاد فليس للاجتهاد الديني مكان في مثل هذه المنتديات من الممكن تقبل الآراء المخالفة بصدر رحب (رأي شخصي) قولك: نعم .... إن مايقوله الأخ الكريم ماستر كي هو عين الصواب فالقرآن هو الحكم وكل إختلاف حول الموروث الفقهي أو الجديثي يجب رده وعرضه عليه باعتبارة الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه أو من خلفه ! وهو المحفوظ من الله من أي تحريف أو تزييف ! قلت: لا تنسى يا عزيزي صحيح السنة على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم فهي المصدر الثاني من مصادر التشريع ثم الإجماع والإقرار فكلها من مصادر التشريع فكل ذلك يجب أن نحتكم إليه ورحم الله رجالاً سخرهم الله لحفظ دينه أمضوا حياتهم كلها في خدمة دينه. قولك: إن حبنا وتقديونا العظيمين للصحابة الكرام والسلف الصالح يجب أن لا يعمي أبصارنا عن حقيقة أنه على مدى تاريخنا الإسلامي قد تدخلت الأهواء والمطامع المختلفة والسياسية منها بالذات في صياغة وتشكليل الكثير مما وصلنا من التاريخ والتراث الفقهي والتشريعي والعقدي ايضا وأنه يصبح من اللازم والواجب علينا أن لا نقبل كل ما وصلنا على أنه حق مطلق وأن نقده وتحليله من المحرمات لمجرد أنه يروى عن أولئك السلف الكرام .... هذا ناهيك عن أن أحد أهم أسس المشاكل التي نعاني منها اليوم فيما يتعلق بهذه التعصبات والتمذهبات إنما تعود إلى مالم يثبت بالدليل والبرهان في يوم من الأيام من القول بأن الصحابة كلهم عدول وبالتالي فإن علم الجرح والتعديل لا يتناولهم ابدا وإنما يتناول فقط من جاء بعدهم .... علما بأنه لم يثبت إبتداء ما أستقر لدى الأجيال المتتالية من أن الصحابي المقصود شرعا هو كل من رأى الحبيب (وسمع منه) في حياته ومات على الإسلام !!!!!! قلت: إن لم يكن ما وصلنا حق مطلق وإن كان من نقل الدين هم غير أهل لنقله فقد ضاع الدين وفتح الباب لكل فرد في المجتمع أن يعبد الله عز وجل حسب ما يفهمه هو وما يتوصل إليه من أدلة ولكل مجتهد نصيب فأنت لديك قناعة في موضوع معين وأنا لدي قناعة أخرى وكل فرد يرى ما يراه وسيدخل الهوى في ذلك وستزيد الفرقة والاختلاف عما هي عليه الآن فإن كانت الفرقة والمذهبية الحاصلة الآن بسبب أهواء أصحابها فمن المؤكد أنه بالطريقة التي تقولها أنت ستنقسم كل فرقة وكل مذهب إلى عدد افراده. يا عزيزي ليس من يرى كمن يسمع فإن كان الصحابة رضي الله عنهم رأوا الرسول صلى الله عليه وسلم وآمنوا به ونقلوا عنه وفهموا منه واقتدوا به فمن المؤكد أن من يليهم من التابعين وتابعيهم لن يؤمنوا أو ينقلوا أو حتى يفهموا الدين كما فهمه من رأى وسمع وشهد الأحداث مع الرسول صلى الله عليه وسلم فلا مجال للتشكيك فيهم رضوان الله عليهم لأن التشكيك فيهم تشكيك في صحة الدين المنقول لنا. قولك: أتمنى من كل قلبي أن يبقى باب النقاش والحوار في كل هذه القضايا مفتوحا مادام يلتزم بآداب الحوار ولا يجنح للشخصنة والسب والشتم ففيه تحقيق لمقصد أساسي من مقاصد هذا الدين ألا وهو أن يكون الإيمان عن تصديق وإقتناع ويقين وليس عن وراثة وتقليد ففي هذا فقط يمكن للإسلام أن يصمد ويهدم كل تشكيكات ودعاوى أعداء هذا الدين من الملاحدة أو أتباع الأديان الأخرى المحرفة وليس بواسطة المقلدين والتقليديين الذين يصعب عليهم إقناع المسلمين بالوراثة بله عن غيرهم ممن ذكرنا. قلت: يبدو أن هناك خلط (على الأقل عندي) فيما تقصده بالتقليد الآن أريد من كل من يقرأ هذا الكلام بعد أن يقرأه أريده أن يفتح كتاب الله ويقرأه هل نستطيع فهمه إذا قرآناه بدون تفسير وشرح، لا يمكن ذلك طبعا فمن الذي سيفسر لنا القرآن الكريم؟ إن لم يكن الصحابة الكرام الذين شهدوا نزوله وسمعوه من النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وفهموا مقصده ومعناه لأنه نزل بلغتهم فمن الذي سيفسره لنا. فإذا لم نؤمن انهم نقلوه كما ينبغي فهنا خانوا ألأمانة (حاشاهم) وضاع القرآن الذي لم يبقى إلا كلاماً غير مفهوم خصوصاً في وقتنا هذا الذي ضاعت اللغة الأصلية فيه ونتشرت اللهجات. وينطبق الكلام على التابعين رحمهم الله. إلى ان وصلنا وهذا ليس تقليد أعمى إنما دراسة واتباع. أما التقليد والاقتداء لهؤلاء الرجال الذين قدوتهم نبينا صلى الله عليه وسلم فهو مطلوب بل شرف لنا ان نقلدهم وأن نقتدي به صلى الله عليه وسلم. أما التقليد الاعمى الذي على غير دراية فهو الغير مرغوب فيه... والله الموفق |
|||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|