المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > الدين والحياه > سقيفة الحوار الإسلامي
سقيفة الحوار الإسلامي حيث الحوار الهادئ والهادف ، لا للخلاف نعم للإختلاف في وجهات النظر المثري للحوار !!
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


ماذا في التصوف .. ( الحلقة الثانية )

سقيفة الحوار الإسلامي


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 05-13-2002, 02:31 PM   #1
حسن البار
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية حسن البار

افتراضي ماذا في التصوف .. ( الحلقة الثانية )

(( شطحات الصوفيــــــــــــــــــــــــــــة ))

كلام العلماء في شطحات الصوفية وما تنسب اليهم من اقوال مبهمة المعنى في ظاهرها :
الشطح : كلمات يبوح بها الانسان بعد أن يصل الى مرحلة يغيب بها عن شعوره فيفيض المعنى الذي رآه قلبه على لسانه لتخرج كلمات غريبة سببها الدهشة لما رآه ، ثم إنها ليست حالة عامة ودائمة بل هي نادرة والنادر لا حكم له ولا يصح الحكم عليه ، وقد وصف ابن تيمية فنا أبي يزيد والحلاج بأنه فناء قاصر ويقول ( ان بعض ذوي الأحوال يقول في تلك الحال : سبحاني ، أو : مافي الجبة الا الله أو نحو ذلك من الكلمات التي تؤثر عن أبي يزيد البسطامي وكلمات السكران تطوى ولا تروى ولا تؤدى ) والمقصود من السكر سكر المحبة لله ... وعندما يفيق القائل من فنائه وسكره ويخبر بما قال يستغرب من ذلك الكلام ويستغفر الله ويستعيذ بالله من تكرار هذا الحال ...
وقد دخل في التصوف من ليسوا منه ودسّ الى ائمته ما لم يتفوهو به ، والصقت بهم الاكاذيب ، كما دخل ايضا في كتب الحديث والتفسير الكثير من الغش والوضـــع . لكن العلماء المحققون المنصفون تصدوا لذلك وكشفوا حقيقة هذا الامر .

وماأورده شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في تفسير ذلك يغني عن أي حديث آخر في الموضوع واليك بعض ما جاء في كنب الشيخ :
مجموع الفتاوى ج: 2 ص: 396 :
(( فصل : وقد يقع بعض من غلب عليه الحال فى نوع من الحلول أو الاتحاد فان الاتحاد : فيه حق وباطل لكن لما ورد عليه ما غيب عقله أو أفناه عما سوى محبوبه ولم يكن ذلك بذنب منه كان معذورا غير معاقب عليه ما دام غير عاقل ، فان القلم رفع عن المجنون حتى يفيق وان كان مخطئا فى ذلك كان داخلا فى قوله ( ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا أو أخطأنا ) وقال ( ولا جناح عليكم فيما أخطأتم به ) . وهذا كما يحكى أن رجلين كان أحدهما يحب الآخر فوقع المحبوب فى اليم فألقى الآخر نفسه خلفه فقال : أنا وقعت فما الذى أوقعك فقال : غبت بك عنى فظننت أنك أنى .
فهذه الحال تعترى كثيرا من أهل المحبة والارادة فى جانب الحق وفى غير جانبه وان كان فيها نقص وخطأ فإنه يغيب بمحبوبه عن حبه وعن نفسه وبمذكوره عن ذكره وبمعروفه عن عرفانه وبمشهوده عن شهوده وبموجوده عن وجوده فلا يشعر حينئذ بالتمييز ولا بوجوده فقد يقول فى هذه الحال "أنا الحق" أو "سبحانى" أو "ما فى الجبة الا الله" ونحو ذلك وهو سكران بوجد المحبة الذى هو لذة وسرور بلا تمييز )) ...

وجاء أيضا على لسان الشيخ في مجموع الفتاوى ج: 10 ص: 339 ما نصه :
(( وفي هذا الفناء قد يقول انا الحق او سبحانى او ما في الجبة الا الله اذا فني بمشهوده عن شهوده وبموجوده عن وجوده وبمذكوره عن ذكره وبمعروفه عن عرفانه كما يحكون ان رجلا كان مستغرقا في محبة آخر فوقع المحبوب فى اليم فألقى الاخر نفسه خلفه فقال ما الذي اوقعك خلفي فقال غبت بك عني فظننت انك انى وفى مثل هذا المقام يقع السكر الذي يسقط التمييز مع وجود )) ...

وفي مجموع الفتاوى ج: 5 ص: 253 قال :
(( فصاحب المحبة والذكر والتأله يحصل له من حضور الرب فى قلبه وأنسه به ما لا يحصل لمن ليس مثله وكذلك الايمان بالرسول قد يكون أحد الشخصين أعلم بصفاته والآخر أكثر محبة له ، وكذلك الأشخاص المشهورون قد يكون الرجل أعلم بما رأى والآخر أكثر محبة له ، و الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف وتعارفها تناسبها وتشابهها فيما تعلمه وتحبه وتكرهه ، وكثير من هؤلاء العباد الذى يشهد قلبه الصورة المثالية ويفنى فيما شهده يظن أنه رأى الله بعينه لأنه لما استولى على قلبه سلطان الشهود ولم يبق له عقل يميز به والمشاهد للامور هو القلب لكن تارة شاهدها بواسطة الحس الظاهر وتارة بنفسه فلا يبقى أيضا يميز بين الشهودين فان غاب عن الفرق بين الشهودين ظن أنه رآه بعينه وان غاب عن الفرق بين الشاهد والمشهود ظن أنه هو كما يحكى عن أبى يزيد أنه قال ليس فى الجبة الا الله وكما قال الآخر غبت بك عنى فظننت انك انى وكان المحبوب قد القى نفسه فى الماء فألقى المحب نفسه خلفه ، وهذا كله من قوة شهود القلب وضعف العقل بمنزلة ما يراه النائم فانه لغيبة عقله بالنوم يظن أن ما يراه هو بعينه الظاهرة وما يسمعه يسمعه )) ...

وايضا في : مجموع الفتاوى ج: 13 ص: 199،200 قال رحمه الله :
(( يغيب أحدهم عن شهود نفسه وغيره من المخلوقات وقد يسمون هذا فناء واصطلاما وهذا فناء عن شهود تلك المخلوقات لا أنها فى نفسها فنيت ومن قال فنى ما لم يكن وبقى ما لم يزل فالتحقيق اذا كان صادقا أنه فنى شهوده لما لم يكن وبقى شهوده لما لم يزل لا أن ما لم يكن فنى فى نفسه فإنه باق موجود ، ولكن يتوهمون اذا لم يشهدوه انه قد عدم فى نفسه ، ومن هنا دخلت طائفة فى الاتحاد والحلول فأحدهم قد يذكر الله حتى يغلب على قلبه ذكر الله ويستغرق فى ذلك فلا يبقى له مذكور مشهود لقلبه الا الله ، ويفنى ذكره وشهوده لما سواه فيتوهم أن الأشياء قد فنيت ، وأن نفسه فنيت حتى يتوهم أنه هو الله وان الوجود هو الله ومن هذا الباب غلط أبو يزيد ونحوه حيث قال ما فى الجبة الا الله وقد بسط هذا فى غير هذا الموضع وبين أنه يعبر بالفناء عن ثلاثة أمور : أحدها أنه يفنى بعبادة الله عن عبادة ما سواه ، وبمحبته وطاعته وخشيته ورجائه والتوكل عليه عن محبة ما سواه ، وطاعته وخشيته ورجائه والتوكل عليه وهذا هو حقيقة التوحيد الذى بعث الله به الرسل وأنزل به الكتب وهو تحقيق شهادة أن لا اله الا الله فقد فنى من قلبه التأله لغير الله وبقى فى قلبه تأله الله وحده ، وفنى من قلبه حب غير الله وخشية غير الله والتوكل على غير الله وبقى فى قلبه حب الله وخشية الله والتوكل على الله وهذا الفناء يجامع البقاء فيتخلى القلب عن عبادة غير الله مع تحلى القلب بعبادة الله وحده كما قال لرجل قل : أسلمت لله وتخليت ، وهو تحقيق شهادة أن لا اله الا الله بالنفى مع الاثبات نفى الهية غيره مع اثبات الهيته وحده فانه ليس فى الوجود اله الا الله ليس فيه معبود يستحق العبادة الا الله فيجب أن يكون هذا ثابتا فى القلب فلا يكون فى القلب من يألهه القلب ويعبده الا الله وحده ويخرج من القلب كل تأله لغير الله ويثبت فيه تأله الله وحده اذ كان ليس ثم اله الا الله وحده وهذه الولاية لله مقرونة بالبراءة والعداوة لكل معبود سواه ولمن عبدهم ، قال تعالى عن الخليل عليه السلام (( واذ قال ابراهيم لأبيه وقومه اننى براء مما تعبدون الا الذى فطرنى فانه سيهدين وجعلها كلمة باقية فى عقبه لعلهم يرجعون وقال أفرأيتم ما كنتم تعبدون أنتم وآباؤكم ...

وفي كتاب (( لسان الميزان )) جاء ذكر لهذه الاحوال بما نصه :
( وصنف التصانيف في تصوف الفلاسفة وأهل الوحدة فقال : أشياء منكرة عدها طائفة من العلماء مروقا وزندقة وعدها طائفة من العلماء من اشارات العارفين ورموز السالكين ، وعدها طائفة من متشابه القول وان ظاهرها كفر وضلال وباطنها حق وعرفان وأنه صحيح في نفسه ، وكبير القدر ) انتهى ...

المعاني واضحة ومدلولها بيّن والعاقل من تدبّرها وتأمل معانيها وعرف حقائقها وخفاياها والاحمق الجاهل من تكبّر عن الحق وغره الشيطان ودس اليه السموم في أطيب الاطعمة ، وليس من العقل والايمان في شئ تكفير المؤمنين الموحدين او اتهامهم بالابتداع في الدين بل يخشى على من يعمد الى ذلك من سوء الخاتمة والعياذ بالله ، وهذا ما أرشدنا ودلّنا اليه الشيخ رحمه الله فقد أثبت لهم حقيقة ماكانوا عليهم أثناء بروز تلك العبارات منهم من فناء ووجد عند ذكر الله واستشعار وحدانيته والفناء عمّن سواه ...
التوقيع :
الناس في الدنيا معادن
  رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ماذا يريد حزب الإصلاح من الجنوب العربي ..؟!! حد من الوادي سقيفة الأخبار السياسيه 0 09-03-2011 01:25 AM
حضرموووت" ماذا يريدون الحضارم حد من الوادي سقيفة الأخبار السياسيه 0 04-17-2011 02:19 AM
إلى ماذا يسعى التغريبيون في بلادنا ( للشيخ عبد الله العسكر) الوجيه محمد سقيفة الحوار الإسلامي 0 01-11-2011 03:49 PM
ماذا لديك حتى تتكبر على الله وعلى خلقه قائد المحمدي سقيفة الحوار الإسلامي 5 12-22-2010 09:18 PM
الحضارم السلفيون ابوسعدالنشوندلي سقيفة إسلاميات 0 12-12-2010 02:24 PM


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas