?????????????? اليمن بخير يا افندم ???????????? والجنوب في زمهرير؟

[حد من الوادي]

اليمن بخير يا افندم

حضرموت اليوم/الشحر/احمد مدي*
02/05/2009

في الثاني و العشرين من مايو 1990 م هبت جماهير جنوب اليمن مرحبة و مبتهجة بالوحدة اليمنية المباركة و كلها أمل بأن هذه البذرة الوطنية الغالية لنضاله و تضحيات الشهداء الأبرار تثمر بعد و تحصد حياة سعيدة ينعم بها شعب السعيدة بالحياة الكريمة و الرخاء و الازدهار
و لكن مرت تسعة عشر عاما و الوطن يتراجع للخلف بخطوات سريعة ... ترى لماذا ؟
اليمن ليس بحاجة إلى خطابات أمام قيادات و وجاهات جنوبية و ليس بحاجة إلى وعود و شعارات فضفاضة ... أبناء الجنوب أمنيتهم اليوم العودة إلى ما قبل 22مايو 90 حتى ينعمون بما فقدوه في حياتهم قبل مايو 90 م


1- الأمن و الأمان :

الأمن و الأمان اليوم أصبح مفقودا لا تجد تاجرا و لا رجل أعمال و لا محل صرافة أو مجوهرات و لا حتى بقاله صغيرة إلا و وضع لها مالكها حارسا بسلاح .. و إذا قٌدّر عليك مصيبة في مالك او عرضك .. لن تجد لك منصف ، تصبح و تمسي دائرا في أقسام الشرطة بين هذا و ذاك ، و خير المتخاصمين من دفع أكثر ، فهناك أسعار للجندي و الضابط و الطقم ... لم يكن شعب الجنوب قبل مايو 90 م يعرف سمسرة القضايا و كان ينعم بأمن و أمان ، و لا يحتاج التجار و أصحاب المحلات إلى حراسات خاصة فكانت هناك دولة قائمة بواجباتها تجاه المواطن .

2- قد يكون صحيحا قبل مايو 90 م كمّمت أفواه شعب الجنوب ، فقد عمل الاشتراكي لأبناء الجنوب لاصقا بأفواههم حتى لا يتكلموا ، و لكن بعد الوحدة المباركة أخرجتم اللاصق من الأفواه و وضعتموه على آذانكم .

ديمقراطيتنا هي صناعة يمنية تتمثل في حجب المواقع الالكترونية المخالفة لسياستكم و آرائكم و رفع القضايا السياسية الكيدية للصحف و المجلات التي تحمل أخبار الحراك الجنوبي ، و مثَلنا منبر الكلمة و الحرية ( صحيفة الأيام ) كم عذّبوا و زلزلوا الأساتذة أبناء ( باشراحيل ) لكلمة حق قيلت أمام سلطان جائر . و لازالت محاكمات الفنان المبدع ( فهد القرني ) و الصحفيين لم تنتهي . و هاهم المناضلان ( أحمد بامعلم و قاسم عسكر ) في السجون ، و كان ( الشيخ طارق الفضلي ) من أحسن الرجال المناضلين لما كان عضوا في اللجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام ، و اليوم و بعد انضمامه للحراك الجنوبي ماذا يقال عنه ..

أما المجالس المحلية فهي مجالس شكلية لا تقدم و لا تؤخر ، قراراتها حبيسة الأدراج و تنفذ وفق أهواء المتنفّذين في الحزب الحاكم ... شعب الجنوب و كل الشعب اليمني يريد أن ينعم بديمقراطية و حرية صحيحة و بمجالس محلية كاملة الصلاحيات وفقا و القانون و بدون مركزية ، و نعتقد جميعا بأنه ليس صحيحا بأن حضرموت متضررة من السيول و الكوارث و المساعدات المالية و المعونات بصنعاء .

3- بعد يوليو 94 م كم عسكريا أقصي من الجيش و كم ضابطا أقصي من الأمن و كم مدنيا أقصي و أجبر على التقاعد من مؤسسات القطاع العام .. هؤلاء أبناء الوطن الواحد لم يقترفوا ذنبا لأنهم شاركوا في حرب .. و إذا كان 22 مايو جبّ ما قبله لماذا لم يجبّ ما قبله 7 يوليو ؟ إن هؤلاء الذين أقصوا من وظائفهم و أعمالهم شركاء في تحقيق الوحدة اليمنية و حلموا بها لسنوات و أسعدوا بتحقيقها و لكن بعد 7 يوليو 94 م حولتموهم إلى أعداء للوحدة اليمنية ، تخيلوا كيف يعيش الواحد منهم براتب شهري 20 ألف ريال و لديه أسرة من عشرة أفراد ؟ ... إنهم خبرات عسكرية و أمنية يجب أن يأخذوا حقهم العملي و المادي أسوة بإخوانهم القادة و الضباط من أبناء صنعاء و تعز و ذمار و غيرها من محافظات اليمن ليساهموا جميعا في بناء اليمن الجديد هذا إذا أردنا أن نوحد اليمن أرضا و إنسانا .

كان الجنوب لديه مؤسسات قطاع عام و منها يعيش آلاف العشرات من الموظفين ، بعد 7 يوليو حولت ملكية هذه المؤسسات إلى المؤسسة الاقتصادية التي لا يعرف عنها شيئا و أخذت المؤسسة الاقتصادية أموال تلك المؤسسات و منشآتها و أصولها و رمت موظفيها إلى الشارع تحت مسمى التقاعد القسري ليعيش الموظف المغلوب على أمره بمعاش ضئيل و ينعم الآخرين بالممتلكات التي بناها سنوات بجهوده و إخلاصه . هل هذه وحدة الأرض و الإنسان ؟

4- الصحة و التعليم و بناء الإنسان :

قبل مايو 90 م كان شعب الجنوب ينعم بعلاج و تعليم مجاني ، أما اليوم فهو يعيش المآسي ، و المواطن الفقير يموت بسبب المرض ، و إذا ابتلي بعضال لا يوجد علاجه داخل اليمن ، و يظل المواطن يلف و يدور على كل التجار و المؤسسات الخيرية ليتسول قيمة علاجه .. و أبناء الوزراء و المقربين يتعالجون في ألمانيا و بريطانيا و أمريكا من الأنفلونزا .

أما مخرجات التعليم فأصبحت هزيلة ، لأن الطالب يتم تربيته على الغش منذ سنوات الموحدة ، و المنهج التعليمي عبارة عن حشو معلومات لا تحدد أهداف لدولة صناعية .. و الطلاب أبناء الفقراء المتميزين و المبدعين يرمى بهم و لم يحصلوا على حقهم في المنح الدراسية بل تعطى المنح لأبناء القبائل و المقرّبين .. أما الإنسان اليمني يتم بناؤه على ثقافة القبيلة و المناطقية و العنصرية .

اليمن بخير يا افندم إذا بحثنا عن الأسباب الفعلية لذلك الحراك فهي لم تأت من فراغ و لكن بلغ السيل الزبى ، تسعة عشر عاما و الشعب اليمني يعيش في فقر و تخلف .. لم نرى دولة المؤسسات و لا الحكومة الالكترونية بل نعيش في نظام فساد و إفساد و مؤسسات رشوة و محسوبية و نهب للأرض و المال العام و لم نرى أو نسمع بأن جنوبيا واحدا منحت له قطعة أرض في تعز أو في ذمار و لكن كل من له قضية دية من محافظة شمالية وجه له بصرف له أرض في الجنوب و قد عبر المجلس المحلي بمحافظة حضرموت عن استياءه من السلطات العليا على التوجيهات بصرف أراضي و مصالح عامة لمتنفّذين بمدينة المكلا .

إن شباب اليوم و الذي يعتبر جيل الوحدة اليمنية الذين هم في سن التاسعة عشر و لم يعرفوا عن الحياة في الجنوب قبل مايو 90 م قد تأثروا بثقافة الانفصال بسبب الممارسات غير الصحيحة في الواقع اليمني اليوم ، و بإمكانكم أن تستفتوهم عن الوحدة اليمنية و سوف ترون النتيجة .

إن الممارسات الخارجة عن أهداف الوحدة و الفساد المالي و الإداري و عدم محاسبة الفاسدين و المفسدين و النهب للأرض و الثروات و عدم المصداقية مع الشعب اليمني و الوعود الكاذبة و الشعارات الزائفة و المتنفّذين هي التي أوجدت جرحا كبيرا في جسم اليمن الواحد و هي التي أضرت بالوحدة اليمنية و هذه هي نتائجها تجنى اليوم دعاوى للانفصال و العودة لما قبل مايو 90 م ... و لن يعالج ذلك قمع المظاهرات و الاعتصامات و لا السجون لأن كل ما يقوم به أبناء الجنوب حق مشروع دستوريا و قانونيا فهو نضال سلمي للمطالبة بحق الجنوب سياسيا و حقوقيا ، و العلاج هو الاعتراف بالقضية الجنوبية قضية سياسية و حقوقية ، و عدم التعالي على شعب الجنوب و إعطاؤه حقه كاملا .

عضو المجلس المحلي محافظة حضرموت