المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > التقنيه والعلوم > مكتبة السقيفه
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


"السلفية الوهابية بين صراع البداوة وعنصرية الطائفية"

مكتبة السقيفه


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 10-29-2009, 01:21 AM   #1
قحوطه
حال جديد

افتراضي "السلفية الوهابية بين صراع البداوة وعنصرية الطائفية"

"السلفية الوهابية بين صراع البداوة وعنصرية الطائفية"

الدكتور محمد بنيعيش

كليةأصول الدين - جامعة القرويين المغرب

أولا:الـــبداوة والــــــتحضــــــر(صراع وتنافر)



إن الغالب على البناء الاجتماعي الوهابي المتمركز خصوصا في نجد والاحساء، والحجاز وعبير، أنه يتألف في مجموعه من عدة قبائل، والقبيلة هي الوحدة الكبرى التي يتألف منها المجتمع الوهابي، وتنطوي تحت القبيلة الأسرة، وبالطبع فإن القبيلة مكونة من أسر ذات ارتباط دموي عريق غالبا ما يكون عاملا على تماسك وتراسخ العلاقات بين الأفراد المنطوية تحت هذه الوحدات الاجتماعية[1]، وهكذا فالمجتمعات في نجد والحجاز والاحساء وعسير تتألف من نسب عالية من البدو، وتفوق بكثير نسبة الحضر[2].

ولقد كان سبب نجاح دعوة ابن عبد الوهاب كما يعزيه البعض إلى اعتمادها على هذا العنصر الغالب في البنية الاجتماعية بالمنطقة، ألا وهو عنصر البدو، الذي لا يعرف إلا إخلاصا واحدا وهو الطاعة المطلقة حيث إعلانها[3] أو المعاداة التامة والكلية إذا تعذر الاتفاق، فهم بطبيعتهم ليس لهم تحليل جزئي، بل منهجهم هو أخذ الشيء بالكلية سواء اشتمل على عناصر حلوة وأكثرها مرة أو العكس وأيضا تركه كليا وإن اشتمل على خير كثير بالنسبة لما يعتريه من أضرار،وهذا هو مذهب الأعراب في سطحيتهم وعنفهم وليس هو دأب العرب من أهل الحضارة والمدنية، ولقد كان محمد بن عبد الوهاب ذكيا في اعتماده على أهل البدو لنصرة دعوته المتناسبة مع نفسيتهم وغايتهم المحدودة والتي لا ترى في العمران كما يقول ابن خلدون في المقدمة سوى حجر الأثافي والقدر المغلي عليها، ناهيك عن رد فعل لما لقيه من تعنت ورفض أهل الحضر وضعفه عن مجابهتهم، فهو على عكس أستاذه ابن تيمية الذي لجأ إلى أهل المدن، فكان الرد عليه قويا وكانت نتائج دعوته على أرض الواقع محدودة الأثر ولم يتيسر له من الانتصار مثلما حصل لمحمد بن عبد الوهاب[4].

وقد نهج محمد بن سعود أسلوبا مناسبا للظروف التي كان عليها أهل البدو آنذاك، وهو توليته لرؤساء القبائل بطريقة وراثية اعتادتها النفوس البدوية في ذلك الوقت، فكان يقر الأمراء القدامى على مناصبهم ولا يعزلهم إلا إذا حدث تمرد من طرف أحدهم آنذاك فيولي أميرا غيره من الأقرباء في النسب وذلك لأنه كان مدركا جيدا أهواء أهل البادية وطبائعهم، وتمسكهم بعاداتهم المتمثلة في عدم الرضوخ لأي أجنبي عنهم، إلا إن كان ذا مكانة عريقة بينهم[5].

ولقد كان هؤلاء البدو يمثلون خطرا على الدعوة الوهابية وسمعتها عند المسلمين المجاورين لهم في المراحل الأولى من نضج الحركة، ويتجلى ذلك في الحروب التي كان يقوم بها الأمراء السعوديون بالاعتماد عليهم في خوضها، إذ كان يحصل العجب من تصرفاتهم فيها مما كره الكثير من الناس في الحركة الوهابية وأتباعها، أذكر على سبيل المثال هذا النص التاريخي الذي يحكيه لنا ابن بشر:

" ثم بعد أيام سارت الجموع إلى المبرز بقيادة سعود بن عبد العزيز، فكمنوا لهم، فجرت وقعة المحبرس قتل فيها من أهل المبرز مقتلة عظيمة، قيل أن القتلى ينيفون عن المائة رجل وسارت الجنود إلى بلاد ابن بطال فوقع فيها قتال فانهزم أهلها وقتل منهم عدد كثير، وأخذ سعود ما فيها من الأمتعة والطعام والحيوان والأموال ثم ساروا إلى بلدان الشرق فحصل فيها قتال وجلاد وارتجف أهل الشرق، وجميع البوادي الذين مع سعود وغيرهم يدمرون في الاحساء ويصرمون النخيل ويأخذون من الثمر ويبيعونه أحمالا ويأكلون ويطعمون رواحلهم وأقاموا على ذلك أياما"[6].

ولقد غالى البدو في بداوتهم وخاصة المتطفلين على العلوم الدينية منهم، إذ اعتبروا أن أهل الحضر ضالون وأن غزوهم ومحاربتهم لازمة ولا ينبغي التأني في أمرها!. وهو الشيء الذي سبب متاعب للملك عبد العزيز الذي عمل جهده في إقناعهم بضرورة الليونة في المواقف اتجاه أهل الحضر[7]، ثم إن عبد العزيز حاول إضفاء نوع من التغيير في مظاهر البداوة التي كانت سائدة في عصره بإدخال بعض الأدوات الحديثة للبلاد[8] فما كان من هؤلاء البدو الذين يسمون "الإخوان" إلا أن أعلنوا معارضتهم التامة لهذه المشاريع لغية أن قاموا بقطع أسلاك الهاتف التي كان يستعملها في قصره وذلك باعتبارهم لها أنها بدعة، مما اضطر الملك للتراجع عن بعض مخططاته الإصلاحية في البلاد نظرا لقوة التيار البدوي آنذاك، والذي زاد في تأجيجه التحجر المذهبي الذي تقلد أموره أناس لا يتمتعون بالأهلية العلمية اللازمة[9].

ولقد استطاع عبد العزيز أن يحدث تغييرا ملموسا في مظاهر البداوة، وذلك بإدخال تعديلات سياسية واقتصادية وفقهية على ما كان سائدا عند البدو آنذاك[10] بالقضاء على النزعة القبلية عندهم وتجميعهم في وحدات زراعية، مع نقل الزعامة من يد الشيوخ القبليين إلى الحكومة المركزية بالرياض- وللتذكير فما زالت المدينة الوحيدة المبرزة كحاضرة متميزة عن سائر الأقاليم السعودية وخارجة عن مراقبة الشيوخ الوهابيين أهل الحل والعقد والتبديع والتكفير، ويتم دخولها بواسطة التأشيرة فيما بلغنا ! - وهذا العمل الذي دعمته حركة الإخوان قد كان يهدف إلى إشعار البدو بمسؤولية المواطنة وغرس حب الاستقرار في نفوسهم[11].

وإذا كان الملك عبد العزيز أول الأمراء الوهابيين الذين أعلنوا النية في تقليص نسبة البداوة في البلاد ومسايرة المدنيةالحديثة وما يتطلبه الزمن من إحداث تغيير في مظاهر الحياة التقليدية وخاصة فيما يتعلق بمسألة الاقتصاد والصناعات والعمران، فإن ذلك لم يكن ذا أثر جد ملحوظ وتعويل بالكامل على احداث التغيير في عادات البدو وتحجرهم. والسبب في ذلك كما رأينا هو معارضة " الإخوان" لكثير من المشاريع التي أزمع عبد العزيز على إحداثها في البلاد، فبقي الأمر بين الأخذ والرد، والتحفظ والتريث، إلى أن تولى الحكم الملك فيصل بن عبد العزيز سنة 1964، والذي أخذ على عاتقه أن يجعل من البلاد دولة عصرية تأخذ بركاب المدنية الحديثة وتسايرها في تطورها تدرجا[12] ودون المساس أو الإخلال بقواعد الشريعة الإسلامية حسب المفهوم الوهابي.

وهكذا، فلقد كان تقدير عدد السكان ما بين الستينات والسبعينات يحدد بسبعة ملايين نسمة. ينقسم هؤلاء في الغالب إلى أهل الحاضرة، وأصبح اسم البدو في هذه الفترات لا يطلق على ساكني القرى المستقرة، ولكن اختص به العرب الرحل الذين يعيشون على الرعي. وقد لوحظ من خلال هذه التقديرات اضطراد النقص في عدد أهل البادية بالمعنى العام، بحيث أصبح لا يتجاوز في السبعينات 20% من مجموع سكان البدو وهو عدد جلي في انخفاض نسبة البدو الذين كانوا يشكلون الطبقة الكبرى في المجتمع الوهابي[13]، ويتجلى هذا الانخفاض بوضوح في نسبة البدو بالمجتمع الوهابي في كثرة الأراضي الزراعية المهجورة ونقصان عدد كبير من السكان في كثير من القرى، كما أبان ذلك بعض الباحثين الاجتماعيين وخاصة في المنطقة الجنوبية الغربية، وكما نقل عن خطة التنمية الثانية للمملكة العربية السعودية[14].

هكذا، ولقد تطور أهل البدو والحاضرة معا في المجتمع الوهابي تطورا سريعا في مظاهر حياتهم، سواء المنزلية منها أو الاجتماعية والاقتصادية، فاستعملوا السيارات الفخمة والطيارات، وتفننوا في أساليب العمران وهندستها، في حين أنهم كانوا لا يركبون إلا الإبل ولا يقطنون في الغالب إلا في الخيام بالنسبة لأهل البوادي الرحل، وبالتالي اتصلوا بالعالم الخارجي عن طريق المذياع، والتلفزيون ووسائل أخرى إعلامية...الخ[15]، رغم أن الكثير من علماء الوهابية مازالوا يرون تحريم الصورة الفوتوغرافية وسياقة المرأة للسيارة! وكل هذا حصل بعدما كان أهل نجد والبدو خصوصا، يعتبرون التقنيات الحديثة والسيارات المتحركة بالوقود رجسا من عمل الشيطان[16]!.

يتبع0000
  رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
بالوثائق : الوهابية أتباع محمد بن عبد الوهاب على نهجه في تكفير الأمّة الإسلامية واستب عاشق القبه الخضراء سقيفة الحوار الإسلامي 6 05-03-2009 08:00 PM


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas