الإدمـــــــــــان ولكن في ........!!!

[أبوعوض الشبامي]

.
الإدمان له مفهومه الواسع وليس حصريا على المفهوم الضيق الذي يقصد به تعاطي المخدرات فقط ، و فكرة الإدمان تتمحور حول قدرتنا على التعود على عادة ما و قدرتنا على تعويد النفس على الفترات التى يمارس فيها تلك العادة , فكل عادة هي إدمان ، والإدمان كله إرادة والمرء قد يدمن عادات سيئة أو جيدة وحتى العادات الجيدة قد يكون إدمناها مضرا..

هنا في سقيفة الشبامي من بيننا من هو مدمن على شرب الشاهي أو القهوة ، ومن بيننا من هو مدمن على اكل الطعام أو صنفا من الأطعمة , ومن واقع لتقارير الطبية تقول أن معظم المصابين بمرض ارتفاع ضغط الدم والسكري من بين هؤلاء المدمنين على أكل الطعام وشرب القهوة بشراهة.

وهنا من بيننا من هو مدمن على الشبكة العنكبوتية التي اصبحت عادة سيئة يخضع ضحاياها للعلاج ، واصبحت هذه العادة مضرة لمستخدمها . ومن بين هؤلاء المدمنين على الشبكة نجد منهم من هم مدمنين على الشكوى حتى ولو كان عبر الاتصال بالماسنجر فنجد في حواراتهم الشكوى وتبادل الشكاوي مع غيرهم مثال :

زيد : انا تعبان وراسي يوجعني وضرسي يعورني ..؟؟
عمرو : خلها على الله حتى أنا مثلك عاد اليوم تأخرت عن العمل عطونا إنذار في الشغل والمدير يكرهنا والشغل ماهو عاجبنا .

مريم : زوجي بخيل ماهو راضي يودني مستشفى خاص ولا هو راضي يعطوني فلوس اشتري جوال جديد..!!!
نور : وأني عيالي متعبيني مع دراستهم ..وخالتي (( ام زوجي )) مجننتنا ايش الحل ؟؟

وهكذا يأتي اليوم الثاني والثالث والرابع ...الخ وهذه الفئة المدمنة لا حديث لها إلا الشكوى . وليس غير الشكوى حديث ...!!

وليست هذه الشكاوي من باب الفضفضة والبوح بالمشاكل وطلب الحل ، ولكنها تأتي في كثير من الأحيان كعادة وإدمان على هذه العادة ، ولا يقتصر مدمن الشكوى على البوح بها عبر الماسنجر فقط ، ولكنه نراه يدخل الى احد السقائف وبدلا من كتابة المواضيع المفيدة فإنه يلجأ الى كتابة الشكوى ، شكوى من غياب العدالة في اعلان نتائج مسابقة الشعر ، شكوى أن تعقيبه الذي خرج عن سياق الموضوع تم حذفه ، أو أن موضوعه المكرر حذف ..! شكوى على لوحة تنسيق القصائد لا تعمل عنده ، شكوى بأن مواضيع خاصة طالت مدتها في الثبيت ، شكوى أن (( أبوعوض )) يكتب بشفافية وصراحة عن الجنس أو غيره . شكوى أن اسمه ليس من المتميزين لهذا الشهر ، وإن لم يجد شكوى يكتبها فإنه يكتب شكوى على نفسه لأنه لم يكتب شكوى ؟؟؟

اليس هذا هو الإدمان بنفسه ؟؟

فهو قليل العبرة وقليل الدراية بأحوال الناس فالناس تكفيها هموهما فلماذا تضايقهم انت بهمومك وكثرة شكواك ؟؟ لعمري أنها المدلة التي يعانيها المدمن ..!!
والحكمة تقول : الشكوى لغير الله مدلة .........!!


.