المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > الدين والحياه > سقيفة الحوار الإسلامي
سقيفة الحوار الإسلامي حيث الحوار الهادئ والهادف ، لا للخلاف نعم للإختلاف في وجهات النظر المثري للحوار !!
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


منهجية السيد محمد علوي مالكي الحسني في دراسة ظاهرة الغلو والتكفير

سقيفة الحوار الإسلامي


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 01-11-2006, 03:00 AM   #1
عاشق القبه الخضراء
حال نشيط

Thumbs up منهجية السيد محمد علوي مالكي الحسني في دراسة ظاهرة الغلو والتكفير

منهجية السيد محمد علوي مالكي الحسنى
في دراسة ظاهرة الغلو والتكفير





قراءة
السيد سمير احمد حسن برقة
باحث في الدراسات الإسلامية




عندما تجد الأمة الإسلامية نفسها على مفترق طرق وتجد أن مساراتها الطبيعية بدأت تنحسر في قوالب فكرية جامدة وأراء متصلبة عصية على فهم الواقع وعدم قدرة على قراءة الأحداث قراءة صحيحة في مسار صحيح أو حتى خارج السياق التاريخي والاجتماعي الطبيعي بمقولات استباقية مغلفة بمصطلحات تشم منها روح التفرقة وتبرئة الذات وتجريم الآخرين وتسفيه الآراء المعتبرة في إشكالية أصبحت مزمنة بنظرتها الانطباعية السطحية . ياتى هنا دور العلماء والمفكرين والمثقفين بل والمصلحين لمراجعة الفكر ونقد الذات نقدا صحيحا علميا لا يلغى الآخر بل يكمله. لأنه من المؤسف ونقولها بصراحة أن بعضنا ساهم بقصد أو بدون قصد في محاولات الإسقاط والاستبعاد برسم صور ضبابية لذواتنا من الداخل وكأن الكون لا يعرف سوانا .

فالاستبداد الفكري والذي ساد في ساحتنا الإسلامية ومشهدنا الثقافي والاجتماعي لفترة طويلة كان للأسف خداع وسياج هلامي لجميع الاحتقانات الفكرية والتي ساهمت في نمو ظاهرة الإرهاب من خلال الخطاب التكفيري من غلو في القول وغلظة في التعامل وتعامى عن الحقائق ورمى الآخرين بل تجريمهم ومضايقة المصلحين ومحاربة المفكرين .... هذه الأمور وغيرها جعلتنا نعيش حالة من الحنق بل والاختناقات مما افقدنا النظر إلى الفكر المعتدل والوسطية في الرأي والإنصاف في القول والفعل .

ولكي نتمكن من مواجهة هذه المشكلة الخطيرة ينبغي أن يكون لدينا شيء من التصور عن حجمها ونطاقها وإدراك حقيقي لأسباب انتشارها فهناك أربع مراحل للمشكلة وهى : 1- ثقافة عدم التسامح . 2- التطرف .3- العنف.4-الإرهاب و ثقافة عدم التسامح تولد التطرف والتطرف يولد العنف وفى قمة العنف يأتي الإرهاب الذى يمكن التعامل معه بإجراءات أمنية صارمة ومتشددة ولكن المشكلة في جانبها الثقافي المتطرف واللامتسامح هي مشكلة واسعة وتحتاج إلى معالجة فكرية وثقافية واجتماعية وسياسية واقتصادية

لذلك نجد أن من ادبيات علماء الحرمين الشريفين هو انهم موسومون بأنهم من أكثر الناس تسامحا وقبولا للآخر واعترافا بجهود المذاهب الفكرية المتنوعة في تنوير الفكر والعقل والعاطفة وذلك من خلال استشعارهم بالمسئولية العلمية والفكرية والاجتماعية بل والمكانية المباركة .....لنأخذ احدهم وهو فضيلة المحدث العلامة الدكتور السيد محمد علوي مالكي الحسنى ـ رحمه الله ــ سنجد أن إنتاجه الفكري والعلمي والشرعي .. نتاج معتدل محارب للجهل محذرا من الغلو والمجازفة بالتكفير بل سوف نلحظ رفضه أيضا لما يعرف بالعنف المعنوي أو فرض الرأي الواحد على المجتمع . فالعلم والمعرفة والثقافة والأدب واللغة وسعة الأفق ورحابة الصدر وتحمل المكاره والصبر على البلايا كلها تجمعت في شخصية العالم الداعية العلامة المالكي – رحمه الله ــ فهو بحر من البحور التي لا ساحل لها وجبل من جبال العلم . ونحن هنا لا ندرس شخصيته– غفر الله له -. بقدر ما يهمنا معرفة أرائه وقراءة أفكاره والتي ساهمت ولا زالت في محاربة هذه الظاهرة الخطيرة




التحذير من المجازفة بالتكفير


يقول فضيلته ـ رحمه الله ــ :
(( يخطىء كثير من الناس – أصلحهم الله – في فهم حقيقة الأسباب التي تخرج صاحبها عن دائرة الإسلام وتوجب عليه الحكم بالكفر فتراهم يسارعون إلى الحكم على المسلم بالكفر لمجرد المخالفة.... فلا يجوز لاى إنسان الركض في هذا الميدان والتكفير بالأوهام والمظان دون تثبت ويقين وعلم متين والا اختلط سيلها بالابطح ولم يبق مسلم على وجه الأرض إلا القليل .)) .
ويقول أيضا :
(( فإذا دعوت مسلما يصلى ويؤدى فرائض الله ويجتنب محارمه وينشر دعوته ويشيد مساجده ويقيم معاهده إلى أمر تراه حقا ويراه هو على خلافك والراى فيه بين العلماء مختلف قديما إقرارا وإنكارا فلم يطاوعك في رأيك فرميته بالكفر لمجرد مخالفته لرأيك فقد قار فت عظيمة نكراء واتيت أمرا آدا نهاك عنه الله ودعاك إلى الأخذ فيه بالحكمة والحسنى ))




سوء الفهم يقود إلى سوء الظن



تحت هذا المفهوم انجرف كثير من الناس إلى هاوية التكفير وذلك لسوء التفسير والتأويل فارتكب البعض أخطاء تاريخية بل وفكرية أفرزتها حالة العجز التي تعصف بنا ولا سيما في عدم مواجهتها ومحاولة ترحيلها لفترات قادمة أوجدت لدينا أزمات مرحلة لتصل لحد الانفجار والإرهاب بمعناه الواسع فليس من العيب أن نراجع حساباتنا وإنما العيب كل العيب أن تساهم في زيادة فرط إيقاع الحوار الوطني بيننا .
وفى هذا السياق يقول شيخنا السيد المالكي – اسكنه الله الفردوس الأعلى - :
(( أن قصر النظر وضيق الفهم وسوء الظن بالمسلمين والتصور الذهني المريض يؤدى بالمعلول أن يقول هذا شرك وهذا ضلال وهذا كفر))
وينتقل فضليته ـ رحمه الله ــ لتوضيح بعض الأمور التي تقود لسوء الظن مثل : عدم التفريق بين مقام الخالق ومقام المخلوق وان الأمور المشتركة بين المقامين لا تنافى التنزيه فيقول :
(( وقد اخطأ كثير من الناس في فهم بعض الأمور المشتركة بين المقامين ( مقام الخالق ومقام المخلوق ) فظن أن نسبتها إلى مقام المخلوق شرك بالله تعالى كالخصائص النبوية مثلا فهذه الأمور قد تشتبه على بعض الناس لقصر عقولهم وضعف تفكيرهم وضيق نظرهم وسوء فهمهم فيبادرون إلى الحكم بالكفر على أصحابها وإخراجهم عن دائرة الإسلام ظنا منهم أن في ذلك تخليطا بين مقام الخالق والمخلوق ورفعا لمقام النبي صلى الله عليه وسلم إلى مقام الألوهية وإننا نبرأ إلى سبحانه وتعالى من ذلك ))

ثم عدد سماحته ـ رحمه الله ـ لجملة من هذه الأمور مثل :
(( التعظيم بين العبادة والأدب )) و
(( الواسطة الشركية )) و (( والتفريق بين البدعة الشرعية واللغوية )) و (( التوسل والزيارة والآثار والذكريات والمناسبات )) والأدعياء والمتطفلون على بساط الحقيقة كثيرون والحقيقة بريئة منهم ويحذر فضيلته من هولاء فيقول
(( لقد بلينا معشر المسلمين بكثير من هولاء يعكرون صفو الأمة ويفرقون بين الجماعات ويورثون العداوة ويستبدلون الحكمة والموعظة الحسنة والرأفة والرحمة بالغلظة والجفوة وسوء الأدب وقلة الذوق )) .



أدعياء الإصلاح ودعاة الفتنة والخلاف الفكري



ويواصل شيخنا ــ رضوان الله عليه ــ نصائحه فيقول حول أدعياء الإصلاح ودعاة السوء ما نصه :
(( أن هذا البلاء والشر هو الذي تعانى كثير من المجتمعات ما لا يخفى من التفرق والإرهاب والخوف إذ تمكن دعاة السوء وأدعياء الإصلاح من بث الفتنة وتشويه الصورة واغتنام فرصة الخلاف الفكري والعلمي – وهو أمر بديهي وواقعي – لتوليد المشاكل وتعقيد الأمور وخلق قضايا لا تنفع بل تضر ولا تجمع بل تفرق ولا تحمد عقباها بل تذم من مبتدأها إلى منتهاها وكثير من الناس يذوق ألمها ويصطلي بنارها اليوم التي تبدو أحيانا وتختفي أحيانا أخرى )) .




فهم النصوص واختلاف الآراء



أن الأمة في حاجة إلى الوسطية والاعتدال والإنصاف و لاسيما في فهم النصوص وفى هذا الخصوص يحدد أستاذنا القدوة الدكتور السيد محمد علوي مالكي الحسنى ــ رحمه الله ــ وهو خريج ساحة الحرم المكي الشريف علما وفكرا وتربية وسلوكا ومن الأزهر الشريف شهادة حتى تم تكريمه بالاستاذيه لغزارة فكره وسعة علمه رأيه في اختلاف الآراء داعيا إلى جمع الكلمة ولم الشمل وتوحيد الصفوف شبابا وعلماء وطلابا قائلا
(( وهذا لا يمنع أن تكون هناك مسائل خلافية تجرى بين الناس ولكنها لا تقتضى العداوة ولا البغض ولاالاخراج عن الملة ولابد أن نفرق بين خلاف في الآراء نتيجة خلاف في فهم النص لعدم وجود نص قاطع من الشرع يحدد الفهم ويحكم بالنتيجة وبين اختلاف بين أصحاب الرأي يجر إلى العداء والبغضاء والتكفير والتفسبق ))
ومما يميز فضيلته – نفعنا الله بعلومه – هو انه لا يلزم أحدا برأيه فيقول : (( نحن لا نلزم الناس بفهمنا كما أننا نرفض أن يلزمنا غيرنا بفهمه إلا إذا جاء الفهم من مشكاة النبوة فنقول سمعنا واطعنا وآمناّ وصدقنا )) .



مقولات لها وزن : أن العالم كلما اتسع فكره وعلمه اتسع قلبه وصدره


لقد اخذ شيخنا السيد المالكي من علماء عصره مقولات وحكم ونصائح لها وزن كبير في النظر إلى حال الناس وحرىّ بنا أن نتعلم من هذه المدرسة المكية التي تفتقت قريحتهم على العلوم الشرعية والنقلية بحوارات علمية راقية وبأدب العلماء والمحاورة وحسن ظن كبير بالمسلمين فقد اخذ عن والده محدث وعالم مكة سماحة السيد علوي مالكي الكلمة العظيمة التالية وهو انه نقل لفضيلته خصام خفيف حدث بين بعض المراقبين في الحرم وبعض المصلين فما كان من فضليته أن قال :
(( لو كان هذا المراقب طالب علم عاقلا فاهما لا تسع صدره لهذه القضية ولما بادر إلى الإنكار والاعتراض وذلك لأنه يعلم أن هناك أحاديث ونصوصا متعددة في المسألة وللعلماء فيها اجتهادات واستنباطات لو درسها واستوعبها لعذر الناس والتمس لهم المخرج الحسن )) .
وكلمة أخرى تقول : (( أن طالب العلم كلما زاد فقهه ونظره في المذاهب قلّ إنكاره على الناس )) ومقولة أخرى تقول : (( هل تعرف ماهو مذهبه ؟ هل عرفت حكم هذه المسألة في مذهبه ؟ وهل علمت ماهو دليل هذه المسألة في مذهبك أنت ؟ وهل علمت ماهو دليل المخالف ؟ وهل علمت جوابه عن الدليل ؟ )) .



مشكلات الأمة المتعددة : ونظرة واقعية لها



بعد هذا الاستعراض السريع ولما تعانيه الأمة فكريا ينتقل شيخنا ووالدنا الإمام - غفر الله له - لحال أمته فيقول :
(( لا ينكر عاقل من أن وطننا العربي والاسلامى يعانيان مشكلات متعددة من مادية وإنسانية سواء كانت داخلية أو خارجية ومشكلات اجتماعية واقتصادية وسياسية وثقافية وأخلاقية )) ويرى شيخنا الأجل ومفكرنا الكبير :
(( أن هذه المشكلات تتطلب الحل السريع والحاسم لان حياتنا اليوم أصبحت جسدا بلا روح واعظم ما تعانيه الأمة اليوم هو ضعف الوازع الديني وفساد الأخلاق وموت روح البحث والاصالة الفكرية لأننا نعيش أزمة إيمان وأزمة أخلاق ))
.



القدوة الحسنة في منهج الدعوة إلى الله ونصائح هامة



يقول ناصحا وموجها نصائحه للدعاة وطلاب العلم, وهاهي كتبه تنطق بذلك قوله :
(( أن يظهروا بالاستقامة والتجلد وعدم التقهقر عند مواجهة الشدائد والمحن والعقبات وان لا يساور قلوبهم اليأس والوهن وان تكون السيرة النبوية وسيرة أصحابه هي القدوة الحسنة لهم والمصدر الكبير لقوتهم الإيمانية وعاطفتهم الدينية ))

و

(( أن يفهموا معنى التطور والتجديد والتي ترتكز على سمات وصفات وأسس منها فتح باب الاجتهاد واعتبار المصلحة في التشريع والعناية بالقواعد الكلية الجامعة والدعوة إلى فتح باب العلم وعدم الالتزام بمذهب معين . مع عدم الشك في الدين والبعد عن الكبر والعجب والخيلاء والرياء وقلة الرحمة بالمسلمين وسوء الظن بهم وحب الدنيا والجاه والمال والشح والبخل وعليهم بالتوبة والاستغفار والرجاء والخوف والصبر على البلاء والشكر على النعماء والزهد في الدنيا والتوكل على الله والأخذ بالأسباب والحب في الله والرضا عنه وحسن النية والإخلاص له والصدق والمراقبة له وحسن التفكر والاستقامة خير من ألف كرامة .

انى لا أتردد في القول بان رجلا عالما هذا فكره وعلمه جدير بالأمة أن تحترمه وتقدره بل وتكرمه وتأخذ من علمه الواسع وفكره النير لان الأمة عانت ما عانت بسبب بعدها عن الوسطية والاعتدال فكتبه وفكره وعلمه وجهاده وصبره وتحمله كلها أسباب تستدعى إعادة النظر والإنصاف . فرحمة الله عليه رحمة الأبرار واسكنه الجنان مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اؤلئك رفيقا . .


الموضوع منقول من جريدة البلاد السعودية 16/9/1426هـ
التوقيع :
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

التعديل الأخير تم بواسطة عاشق القبه الخضراء ; 01-15-2008 الساعة 03:23 PM
  رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الشيخ:محمد بن علي بافضل(رائد السلفية في القطن) ابوسعدالنشوندلي سقيفة إسلاميات 0 08-19-2011 04:57 AM
إمام الحرم الشيخ علي عبدالله بن علي جابر سالم اليمان سقيفة إسلاميات 3 08-13-2011 10:52 PM
الحضارم الذين تولو الأفتاء والتدريس بالحرمين الشريفين سجل انا عربي تاريخ وتراث 11 08-10-2011 05:26 PM
صدر موخرا فهمي احمد بن سلم مكتبة السقيفه 2 05-06-2011 08:45 PM
الحضارم السلفيون ابوسعدالنشوندلي سقيفة إسلاميات 0 12-12-2010 02:24 PM


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas