04-15-2012, 11:19 PM
|
#1
|
مشرف قسم تاريخ وتراث
|
جويعة لي ماترقص !جويعة لي ماتنعش !
جويعة لي ماترقص !
جويعة لي ماتنعش ! |
كان الرقص أي التصفيق بالأيدي أحد مكونات الشرح الحضرمي القديم في المناسبات خاصة في أرياف وقرى حضرموت ؛ وأما النعيش أحد أهم أبزر حركات استعراض مفاتن المرأة الحضرمية في المناسبات خاصة أفراح الزواج، ويعد النعيش الذي هو تحريك خصلات ذوائب وضفائر شعر الرأس في اتجاهات مختلفة بشكل جانبي ودائري والمرأة واقفة في (المدارة ) أو( الحلبة ) على إيقاعات الطبول السريعة التي يطلق عليها الشرح وكأني بها تشبه الرقصات الإفريقية أو حفلات الزار عند بعض فرق الصوفية .
ولأن النعيش يتطلب جهد غير عادي فيتكاسل جمهور النساء عن النعيش كلما طالت فترة الشرح المتواصل خلافاً لشرح المشترحات المتميز الذي يعتمد على الزفين أكثر من النعيش 0
وما أن يسيطر الخمول والتراخي على الحضور
إلا وتندفع المشترحة أو إحدى المقربات من أهل الفرح وتصيح بصوت مرتفع (جويعة لي ما ترقص )وإذا أشتد لهيب الشرح تصيح مرة أخرى محرضة على النعيش وتقول (جويعة لي ماتنعش ) أي جائعة لي ماتقوم تنعش بشعرها ،وفي هذا نقيصة وعيب أن تشعر المرأة بالجوع في الفراح العرائسي 0
ويستأنف النعيش مرة أخرى على دقات الطبل والمراويس ، وإذ تطيل المرأة الحضرمية مدة النعيش يدل ذلك على قوتها وعنفوان شبابها، وتكون بمثابة الرائعة أو المتميزة خاصة إذا كان الشعر طويل أو غزير .
ويصاحب هذا زغاريد النساء (الحجير )
والقصائد التي التي تتغنى بها المشترحة غنائية شرحية - كما يقال -
ومن الجدير ذكره أنه لما ظهرت الموضات في قصات الشعر ،وتصميم الكوافير لقصات مكلفة مدفوعة الثمن الباهض ،أصبح من غير الجائز ولا الممكن أن تطلق المرأة الأربطة وغيرها مما زود به شعر المرأة ،بل أصبح الطول والقصر في ميزان الموضات متقارب جداً ،وانقرض جيل الجدات من النساء اللواتي عشن في مثل تلك الظروف ،وأما اليوم صارت الأيدي بما فيها الأظافر من الصعب على النساء تحريكها أو الأكل بها ،ناهيك عن الشعر المربوط ومن الصعب تحريكه على فطرته الأولى كعصر الجدات الحضرميات0 (كتبه أبو صلاح حصريا على سقيفة الشبامي التاريخ والتراث ) |
|
|
|
|
|