يا عمر:وريا هي مسكح ماغبتا؛؛؛؛؛

[الخليفي الهلالي]

على خُطى سياد بري

بقلم/
د.عمر عبد العزيز


الأربعاء 21 مارس - آذار 2012
--------------------------------------------------------------------------------
لا يقوى الحاكم العربي المُستبد على النظر إلى أبعد من أنفه .. لا يقوى على قراءة التاريخ السياسي القريب . ناهيك عن البعيد، واللافت أيضاً أن مستشاري السوء من حملة المباخر يوهمون الحاكم المستبد ويميدون بأقدامه صوب التهلكة.
هكذا دأبوا دوماً، وهكذا يفعلون، ولنا في التاريخ القريب والبعيد عبرة وأي عبرة .
بالأمس القريب كان الدكتاتور «سياد بري» يُرغم مواطنيه على التغني بامجاده الواهمة، وهم يرددون آناء الليل وأطراف النهار «نشيد القائد المنتصر دوماً محمد سياد بري»، وترجمة ذلك النشيد السيء الصيت الذي كان يردد في كل محفل جماعي على هذا النحو :
سياد.. يا قائدنا المنتصر .. يا نبع المعرفة ، يا أشجع الشجعان.. لقد مضيت بنا على طريق الإزدهار، حيث البهاء والأنوار الساطعة. إن شبابنا وشغيلتنا يتضافرون .. يقفون الى جانبكم .. يعتّدون بما سيصدر عنكم .
ذلك النشيد تحول في أقاليم الصومال المختلفة إلى واجب جبري يكرره التلاميذ في الطابور المدرسي، والموظفون في أعمالهم ، وحتى رواد دور السينما قبل بداية الفلم. كان ذلك تعبيراً صاعقاً عن مدى الاستباحة المعنوية لملايين الصوماليين المقهورين بالجوع والفقر والمرض، وكان الدكتاتور يستمتع بتقارير المساء التي تخبره بأن كل شيء على ما يرام في العاصمة، فيغفوا قبيل الفجر، وحالما يصحو من نومه عند منتصف النهار يباشر تنفيذ هواياته اليومية، وأبرزها توزيع العطايا، بالتوازي مع توزيع صكوك السجن والاعتقالات، حتى أنه كان يقيل الوزير إذا حلم به في الليل !!.
يقول بعض واصفيه : إنه كان عاشقاً لكتابي ابن سيرين والنابلسي حول تفسير الأحلام !!.

هل نحن ناقصين قشه حتى تقصم ظهورنا؛؛؛؛؛