10-03-2006, 07:41 PM | #1 | |||||||
حال قيادي
|
باحث سعودي يربط مكان قيام حضارة ثمود بموقع في جازان
يرى أن ناقة صالح خرجت من صخرة في جبال الريث
باحث سعودي يربط مكان قيام حضارة ثمود بموقع في جازان مستدلا برسومات ثمودية وآثار الريث (جازان): محمد آل عطيف يرى باحث سعودي متخصص في تاريخ الجزيرة العربية قبل الإسلام أن بحثه في حضارة ثمود يعتمد على الأدلة والقرائن ويصر الباحث هادي علي أبو عامرية على أن بحثه واقعي وسيغير كثيراً مما تناقله المفسرون والمهتمون بالتأريخ _ إن ثبتت صحته_ وأنه وثق بحثه لدى إمارة جازان في شهر رجب عام 1425هـ، وهو ما أكده مدير العلاقات والمراسم في إمارة جازان علي الجبيلي قائلاً إن الباحث بالفعل تقدم للإمارة بشأن توثيق بحثه وشكلت لجنة من قسم الآثار في تعليم صبيا للوقوف مع الباحث على طبيعة المكان. ويقول أبو عامرية: "تواترت روايات المفسرين والمؤرخين على أن ثمود كانوا أهل أوثان، وفي القرآن أنهم كانوا يعبدون غير الله، دون تبيان لمعبودهم أوثان أو كواكب أو شجر وكانوا حسب روايات المؤرخين - وحسب منطوق الآيات الواردة فيهم- في رفاهة عيش وبعض المؤرخين يزعم أن غالب أموالهم الماشية، وورد في القرآن أنه كان لهم جنات وزروع ونخل، وبعث الله إليهم عبده صالحاً يحاجهم ويدعوهم إلى عبادة الله وحده، فسألوه كضرب من التحدي أن يخرج لهم ناقة من صخرة بعينها، ويذكر ابن الأثير أن هذه الصخرة كانت بموضع تجتمع فيه ثمود في يوم عيدها، أي إن خروج الناقة من الصخرة كان في يوم عيدهم وهم مجتمعون في ذلك الموضع، أما الطبري فيقول "إن نبي الله صالحاً خرج بهم إلى تلك الصخرة وقد عاهدوه على الإيمان إن أخرج منها ناقة، فدعا الله فتمخضت الصخرة تمخض النفساء، أي أنَّت وتوجعت حتى خرجت منها ناقة عشراء، ما لبثت أن تمخضت ووضعت فصيلها". ويؤكد أبو عامرية أنه "على يقين أن قبائل الريث في منطقة جازان أو معظمهم لا يعلمون أن الناقة خرجت من صخرة، ولا أنها خرجت عشراء". ويضيف "قادوني إلى موضع لأرى أثر أخفاف توارثوا أنه أثر الناقة، وهم لا يعرفون شيئاً عن الصخرة والفصيل (صغير الناقة)، والذي يقف على أرض الواقع سيرى الصخرة وأثر الفصيل والناقة مجتمعة في موضع واحد". وعن حجته وحجة من يختلفون معه يقول: "في جمادى الآخرة من عام 1423هـ، وأنا أقوم بدراسة أشجار جبال الغور، لفت نظري أن معظم منحدرات جبال القهر منحوتة بفعل فاعل لا بفعل عوامل التعرية، فبدأت في دراسة تلك الظاهرة، وسمعت عن أربعة معالم يتناقل سكان ذلك الموقع روايات عنها، أولها جبل مشقوق يسمع غير بعيد عنه مايشبه صوت البعير، يقال: إنه صغير ناقة صالح، والثاني صخرة طبعت فيها أكف تسعة نفر، يقال إنهم عاقروا الناقة، والثالث أثر أخفاف في عرصة صخرية يقال هو أثر ناقة نبي الله صالح حيث خرجت من الصخرة، والرابع أرض صخرية يضرب لون صخورها إلى حمرة يقال إن الناقة نحرت في ذلك الموضع، وإن حمرة الصخور من أثر دمها فزادتني هذه المقولات رغبة في دراسة آثار ذلك الجبل، سيما ومن ضمن الآثار رسومات تعبر عن حياة أمة موغلة في القدم، قبل معرفة الإنسان الكتابة، ولقد هالني أن أجد دلائل ترجح أن تلك الآثار لقوم نبي الله صالح دون سواهم، لما لمسته من نحوت إعجازية، وتلك معجزة ثمود، فقد كانت معجزتهم التنافس في نحت الجبال، قال تعالى في سورة الأعراف: (واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد وبوأكم في الأرض تتخذون من سهولها قصوراً وتنحتون الجبال بيوتاً فاذكروا آلآء الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين(، وسأجعل حجتي في أن هذا الجبل هو موطن ثمود أصحاب الناقة شواهد من هذه النحوت". ويشير الباحث إلى أنه "اصطدم بعد تزويد الدوائر المختصة بنسخ من بحثه مع بعض من يجادلونه وحجتهم أن النحوت من فعل عوامل التعرية ولكنه يصر على أنها تعود لقوم ثمود. عقود الغلال وتمنى أبو عامرية على من يزور ذلك الجبل في منطقة الريث بجازان "أن يلاحظ إذا انحدر إلى الواديين أن ينحرف يسارا ليشاهد جبلا في ارتفاع هرم خوفو، منحوت من قمته إلى قاعدته، وقد وضعت أمامه صخرتان متلاصقتان، إذا جلس الزائر على الصخرة التي إلى الوادي، ورفع رأسه إلى الجبل، سيرى الجبل فوقه كأنه ظله، وقد يقشعر بدنه، ليس هذا المهم، المهم أنه سيرى حافة الجبل تقسم رأسه نصفين، تمر بمنتصف رأسه، وإذا انتقل إلى الصخرة الأخرى، بفارق بضع سنتميرات، ونظر فوقه سيرى أن الجبل يظلله رغم بعده عن قاعدته". ويشير أبو عامرية إلى أن الصخرتين وضعتا بحساب دقيق فوظيفة هذا الجبل المُكَّهف الحماية من المطر، والصخرتان تحدانه من الأمام، ومن يجلس على الصخرة التي في جهة الوادي، قد يصيبه رذاذ المطر إذا كان الريح عاصفاً، فإذا تزحزح شبراً وجلس على الصخرة الأخرى فلن يصيبه المطر البتة، ناهيك بمن يكون في القاعدة أو بين الصخرتين، وأصحاب المزارع التي تجاوره يضعون فيه قصب الذرة بسنابله حال حصاده ليجف دون أن يصيبه المطر، فهو يحميه من المطر ويوفر له الهواء كما لو كان في العراء، وهذا المفهوم توارثته الأجيال، وهذه العقود توجد في الغالب بالقرب من المزارع. لوحات خاصة للرسم النحوت الأخرى التي رسمت تحتها لوحات ملونة، وبعضها غير ملون سواء في الشرق أو الشمال أو في الواديين، هذه الصخور أو الأجبل الصغيرة نحتت من أجل أن تصبح لوحات للرسم، وهناك لوحتان في الشرق، الأولى لوحة فارس، والصخرة التي رسمت فيها هذه اللوحة، منحوتة على هيئة فطر "عش الغراب"، وعمر هذه اللوحات بعمر هذه الحضارة، وهو في اعتقادي لا يقل عن خمسة آلاف سنة، ولا يزيد عن سبعة آلاف". ويتساءل الباحث فيقول: "لنسلم جدلاً أن هذه الصخرة نحتت بفعل الرياح أو المطر أو الماء الذي يجري أسفل منها على بعد كيلو متر، ثم نتساءل لماذا بقيت اللوحة التي فيها وهي معرضة للهواء أيضاً لخمسة آلاف سنة دون أن تؤثر فيها عوامل التعرية، فيمحى الرسم أيضا، هل توقف الهواء عن الهبوب على"جبل القهر" منذ رسمت إلى الآن؟". وأضاف "الأمور اللافتة في النحوت كثيرة، ولكن لفت نظري أن منحدرات الجبال المنحوتة لا يصيبها المطر، ولا يمر بها في تحدره إلى الأرض إما أنه ينسكب من القمة إلى الأرض، كالمرزاب الذي يقذف ماء المطر من سطح البيت إلى الشارع، أو أنه قد صنع لماء المطر مجار جانبية يسيل منها إلى الأرض، وقد رأيت في الجهة الشرقية من "جبل القهر" مثل تلك المجاري." أيضا من الغرائب الأخرى التي لابد من التحدث عنها في الجبال المنحوتة، "الجبل المربع وهو منحوت من أربع جنبات هذا الجهات الأربع منحوتة بطريقة جعلت كل جانب يشبه الآخر، ولا يمكن أن يكون ذلك من فعل الريح، إلاّ أن يكون جرى توافق بين رياح "الدبور والشمال والصبا والجنوب"، على أن تنحت كل واحدة منهن بنفس مقاييس الأخرى". الصخرة التي ولدت الناقة ويتابع أبو عامرية: " وعن الصخرة التي ولدت ناقة نبي الله صالح عليه السلام، جميع المؤرخين السلف، وكذلك المفسرون، ذكروا أن ثمود طلبوا من نبيهم على سبيل التحدي أن يخرج لهم ناقة من صخرة بعينها، فواعدهم في يوم عيدهم الاجتماع عند الصخرة، ثم وقف أمام الصخرة ودعا الله فتمخضت وخرجت منها ناقة عشراء، وفي جبل الشرقي في أرض شبه مستوية، توجد صخرة على جانب أحد الأودية، مجوفة والقلع الذي خرج من جوفها، والذي تقلع عن جوانبها لا يزال موجوداً ذات اليمين وذات الشمال منها، ويخترق هذه الصخرة التي أقدر ارتفاعها بخمسة عشر متراً أو أقل قليلاً، أثر ناقة يبدأ من جابنها الغربي - مما يلي الوادي-، والأثر ليس قادماً من غير الأكمة "الصخرة" وبجواره أثر فصيل حديث الولادة، ثم يخترق أثر الناقة الأكمة شرقاً، وينقطع أثر فصيلها، ومن يقف أمام هذه الصخرة، ويحاول جهده أن يعزو هذا التجويف الكائن فيها، إلى أي عامل من عوامل التعرية، فلن يستطيع نسبته إلى غير خروج شيء من جوفها، فلم لا تكون تلك صخرة الناقة والأثر أثرها؟". صخرة قتلة الناقة ويستطرد الباحث بقوله " ومن الشواهد التي تدعم الرأي القائل إن ثمود كانت في "جبل القهر" صخرة سميتها صخرة المعاهدات، طبع على هذه الصخرة تسعة أكف باللون الزهري إحداها لغلام، وتحت الصخرة قبران، يحويان تسع جثث، إحداها لغلام، فإذا علمنا أن المفسدين في ثمود، الذين بيتوا قتل نبي الله صالح، وعقروا الناقة، كانوا تسعة، تاسعهم غلام، وهو من قتل الناقة، بعد أن تهيب قتلها الآخرون، وأن التسعة اختبأوا تحت صخرة ينتظرون الليل حتى يقتلوا نبي الله، فأرسل الله عليهم ملائكة رضختهم بالحجارة حتى هلكوا، تحت تلك الصخرة، هل هذا مجرد توافق عددي؟ والأشد غرابة أن بين صخرة المعاهدات هذه، والصخرة التي خرجت منها الناقة، صورة باللون الزهري مرسومة بأسلوب شبه بدائي، تعبر عن حيوان يخرج بمشقة من صخرة، وليس في جزيرة العرب على مر التاريخ قصة حيوان ولدته صخرة، غير ناقة نبي الله صالح". الجبل المشقوق وعن الجبل المشقوق يقول أبو عامرية " الجبل صغير، والعرب تسمي الجبل الذي في ارتفاعه قارة وتجمع على قور، هذا الجبل مشقوق شقاً طولياً، من أوله إلى آخره، بل يمتد الشق في الأرض التي تليه مسافة لم يتتبعه أحد إلى نهايته، وجوار هذا الجبل يسمع صوتا يشبه صوت البعير، في الغالب يسمع من الوادي الذي يقع شرقيه، ومن أسفل الشق يخرج من باطن الأرض تيار هوائي لا ينقطع، ومعظم المؤرخين يذكرون أن ثمود هموا بقتل ابن الناقة وإلحاقه بأمه، فانفلق له جبل ودخل فيه، والطبراني في الأوسط، يرى أنه دابة الأرض التي تخرج في آخر الزمان تكلم الناس، تخرج بادئ ذي بدء من أحد أودية تهامة، حسب نص حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وبصرف النظر عن ما يشبه صوت البعير، وإن كان متولداً عن الهواء أو عن أي شيء آخر لكن هل هناك في جزيرة العرب قارة مشقوقة يسمع من جنباتها صوت يشبه صوت البعير؟، أو يخرج من قاعدتها هواء لا ينقطع، يضمن حياة أي كائن حي يكون بداخلها". واختتم أبو عامرية حديثه بالقول "إن في جبال القهر بالإضافة إلى هذه الآثار توجد أشجار عنب وموز وبن طبيعية، لم يزرعها زارع، ولو أخذ من ذلك العنب وعمم على جبال الغور "الصدور" لأصبحت تهامة مصدرة لذلك النوع من الأعناب، وتمنى على وزارة الزراعة وهيئة تطوير جبل فيفاء استنبات هذا العنب خاصة، وأشجار الفاكهة الأخرى كافة". وقد دعا أبو عامرية الآثاريين والباحثين والمشتغلين بالحفريات والنقوش إلى تكثيف جهودهم في هذه المنطقة والبحث عن أدلة مادية ملموسة تعزز فكرته أو تنقضها وخاصة ما يتعلق بالإحفورات والنقوش والكتابات الثمودية. |
|||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|