تساؤلات على صــفحات الســقـيفـة ...!!!

[أبوعوض الشبامي]

.
هذه تساؤلات جاءت من وحي زيارة زارني فيها ليلة البارحة صديق على درجة عالية من الاطلاع والثقافة ، وكان سلس الحديث طليق اللسان ، يشدك نحوه إذا تكلم ، فسألته إن كان يتعاطى الكتابة ويلجأ للقلم ؟؟ فأعترف لي بعجزه عن الكتابة .
فتساءلت اليوم هل هناك فرق بين القلم واللسان ؟؟
هنا أعضاء وعضوات في هذه السقيفة نلتمس فيهم المقدرة على الكتابة والإثراء في العطاء الفكري والثقافي حتى أن كتب بعضهم اشتهينا قراءة كتاباته وشعرنا بأن صاحب هذا القلم متمكناً من الكتابة يلين عصي الأحرف ويشكلها جملا ، ويصوغ موضوعاته بكل اقتدار وسلاسة .
ولكن هل صاحب هذا القلم - مع أن هذا التعبير مجازا لأننا في عصر لوحة مفاتيح الكمبيوتر (( الكيبورد )) - فهل صاحب هذه المقدرة في التحكم بتشكيل وصياغة المقالات الرائعة عبر لوحة الأحرف في جهاز الكمبيوتر يكون طليقاً في لسانه؟؟
أو أنه إذا تحدث وتكلم تلعثم وارتبك وانعقدت لسانه ، فلا يشتهى له حديثاً ، للشعور منه بالملل والسآمة ، لأنك إذا سمعته يتحدث بلسانه فإنك تستغرب في الفرق بين كتاباته وبين احاديثه أو قل بين اللسان والقلم .
كما أنه بعكس في ذلك قد تجد شخصاً حديثه يأسر العقول ، ويدهش المستمع ،وتميل له الأفئدة ولا تجد في حديثه مللا أو سآمة ، ولكن إذا استخدم القلم فإنه يأتي بالعجب والخلط بين صفر ورجب ، ولا يستطيع أن يطوع حرفاً ، أو ينشأ جملا مترابطة ضمن سياق واحد ،وتضيع الفكرة بين قلمه التي استطاع أن يبنها بلسانه .
وهناك من هو بين الصنفين ولعله صنف نادر وقليل وهو من أفضلهما ، وهو من يستطيع أن يكون حاضر القلم واللسان ، كتابة وإلقاءاً، وهذا هو الصنف المتميز إذا تحدث بلسانه أشتهيت حديثه ، وشدك نحوه وزدت به إعجاباً، وآمنت بأن من البيان سحرا ، وإذا كتب بقلمه أستطاع أ يطوع الأحرف والجمل بيراعه فتتوقت إلى كتاباته.ولكن ماهو السر بأن هناك فرقاً يجعل هذا متميزا في الكتابة دون الالقاء و الخطابة ؟؟ وآخر متميزا في الخطابة وطلاقة اللسان ولكن حين يحاول أن يكتب تكون الكتابة عصية عليه ، تفر الأحرف من سن قلمه كفرار الحمر المستنفرة من بطش قسورة ؟؟
ثم لماذا هناك صنف ثالث كان من نصيبه الحسنيين ، ونال الفضلين ، فإذا أسرج لجام قلمه أطلق له العنان فصال وجال في بحور المعاني واستخرج لآليء الأفكار وغرائب الشوارد ، فكان قلمه حاضر شيق لا يعبر فقط عن خلجاته ومشاعره وأفكاره ، بل خاطب العقول البشرية جميعها بما يسحرها، وإذا أطلق لسانه بالحديث عبر عن ما يجول في فكره ، فسحرك حديثه، وشاقك بيانه واصبح لسانه ترجمانه ؟؟؟...
أليست هذه تساؤلات مشرعة يجب أن نتساءل جميعنا ونحاول الايجابة لمعرفة هذا السر ؟؟



.

[ابونورا]

هذه حاله غريبه فعلا عمي ابا عوض
اعرف شخصا مقربا يتعامل ويبدع بكتابة خواطره في كثير من المنتديات ولايجيد الحوار لسانا
بل ازيدك انه لايستطيع الكتابه الاعبر الكيبورد
واحيانا ينسي كيف يرسم الحرف اذا امسك قلما,,,
عجايب فعلا,,,,

[أبوعوض الشبامي]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فرعون العرب [ مشاهدة المشاركة ]

هذه حاله غريبه فعلا عمي ابا عوض اعرف شخصا مقربا يتعامل ويبدع بكتابة خواطره في كثير من المنتديات ولايجيد الحوار لسانا بل ازيدك انه لايستطيع الكتابه الاعبر الكيبورد واحيانا ينسي كيف يرسم الحرف اذا امسك قلما,,, عجايب فعلا,,,,

مروراً رائعاً ومتألقاً يرفد الموضوع ويزيده ثراء حين يؤكد فرعون أن ثمة حالات متشابهة مرت في سجل ذاكرته وعرف عنها كواقع ملموس .وربما في المستقبل سيهجر الكتاب مسك القلم ويتجهون الى رسم الحرف عن طريق جهاز الكمبيوتر يتفننون كيفما شاؤوا في الخطوط والزخارف .

[إحساس حضرمية]

ياهلا ومرحبا بأستاذنا الكريم * أبو عوض الشبامي*
أسعد الله كل أوقاتكم أستاذنا .

قال حسان بن ثابت في ابن عباس رضي الله عنهما :

صموت إذا ما الصمت زين أهله
وعى ما وعى القرآن من كل حكمة
وفتاق أبكار الكلام المختم
ونيطت له الآداب باللحم والدم .

ولحسان أيضاً في ابن عباس رضي الله عنهما :

إذا قال لم يترك مقالاً لقائل
يقول مقالاً لا يقولون مثله
كفى وشفى ما في النفوس فلم يدع
بمنتظمات لا ترى بينها فضلاً
كنحت الصفا لم يبق في غاية فضلاً
لذي إربة في القول جداً ولا هزلاً "
:

نعم سيدي هناك من لايجيد التعبير وعندما يمسك القلم وهو صامت يبحر في الكتابة ,والبعض يبهرنا بوصفه وبلاغته وحسن ألفاظة شفهياً ولا يجيدها
كتابياً..
هناك من يسحرنا بأقواله فللكلمة مفعول السحر فهي تغير وتفرق وتنير وتقود وتفتح وتقتل وترفع وتحط و..و..و......
وهناك من يسحرنا بفنه وومثال على ذلك الفن التشكيلي ,فيبهرنا برسماته ويحملنا لعالم آخر ننظر في صمت فالصورة تنطق وتتحدث عن نفسها ..!
هناك من يسحرنا بصوته فنغمض اعيننا نستمع وننصت نهيم ونطير نحلق إلى عالم الأصوات..!
وهناك من يسحرنا ببلاغته وفصاحته فنود أنجلس فقط لنستمع لا نمل ابداً من الجلوس بقربه وسماعه ,
واذكر هنا "حبابة"رحمة الله عليها عندما نلتف حولها تحكي لنا حزاية قديمة تنسينا المكان والزمان نحلق معها في صمت منا ننصت لها بشوق ولهفة
ونخاف اأن تتوقف سبحان الله لها أسلوب راائع في التعبير وهي امية لاتقراء ولا تكتب ..
وسبحان الله البلاغة فن جميل غير محصور لا على اكاديمي ولا على أمي ,فالابواب مفتوحة للجميع لمن يملك لفظ في لسان جميل ؛
وأعظم البلاغة في القرآن الكريم وهو مدرسة للبلغاء.
:

وهذا سحر البيان في الفن التعبيري في وصف الماء من كتاب "زهر الآداب وثمر الألباب"
:

ماء كالزُّجاج الأزرق، غدير كعين الشمس، مَوَارِد كالمَبَارِد،
وماء كلسان الشمعة، في صفاءِ الدَمْعَة، يسبح في الرَّضْرَاض، سَبْحَ النضْناض،
ماء أزرق كعين السِّنَّور، صاف كقضيب البلور، ماء إذا مسَّتْه يَدُ النسيم حكى سَلاَسِلَ الفضّة،
ماء إذا صافحته رَاحة الريح، لبسَ الدِّرْع كالمسيح، كأنّ الغَدِيرَ بترابِ الماء رداء مُصندل،
بركة كأنها مرآة السماء، بركة مَفْرُوزةٌ بالخضرة، كأنّها مِرآة مجلوّة، على ديباجة خضراء،
بركة ماء كأنها مِرآةُ الصَّناعِ، غدير ترقرقت فيه دموعُ السحائب،
وتواترَتْ عليه أنفاسُ الرياح الغرائب
ماء زرق حِمامُه، طامية أرجاؤه، يَبُوحُ بأسْرَاره صفاؤه، وتلوحُ في قراره حَصْبَاؤه،
ماء كأنما يفقده مَنْ يَشْهده، يتسَلْسَلُ كالزرافين، ويرضع أولاد الرَّياحين،
انحلَّ عقدُ السماء، ووَهَى عقد الأنْوَاء، انحلَّ سلكُ القطر عن دُرِّ البَحْر،
أسْعَد السحابُ جفونَ العُشَاق، وأكُفَّ الأجواد، وانحلَّ خَيْطُ السماء، وانقطع شِرْيَانُ الغَمامِ،
سحابة يتجلَّى عليها ماءُ البحر، وتفضُ علينا عقودَ الدّر،
سحابٌ حكى المحبَّ في انسكاب دموعِه، والتهاب النارِ بين ضُلُوعه،
سحابة تحدو من الغيوم جمالاً، وتمدُّ من الأمطار حِبالاً،
سحابة ترسلُ الأمطارَ أمواجاً، والأمواجَ أفواجاً، تحللت عقد السماء بالدِّيمة الهَطْلاء،
غيث أجشُّ يروي الهِضَابَ والآكام، ويُحيي النبات والسَّوَام، غيث كغزارة فضلِكَ، وسلاسة طبعك، وسلامة عقدك،
وصفاء وُدِّك، وَبْل كالنبل، سحابهٌ يضْحَكُ من بُكائها الرَوْض، وتَخْضَر من سَوَادها الأرض،
سحابة لا تجف جفونُها ولا يَخفّ أنينها، ديمة رَوَّت أديمَ الثرى، ونبهت عيونَ النوْرِ من الْكَرى،
سحابة ركبت أعْنَاق الرياح، وسَحَتْ كأَفْوَاه الجراح، مطر كأفْواه القِرَب، ووَحل إلى الركب، أنْدِية مَنَّ اللّه معها على البيوت بالثبُوت،
وعلى السقوف بالوُقُوف، أقْبل السَّيلُ يَنْحَدِرُ انحداراً، ويحمل أحجاراً وأشجاراً، كأن به جِنة، أو في أحشائه أجِنَّة .


أستاذي الكريم
"تقبل تحياتي وكل تقديري واحترامي وكل سنة وأنت طيب"

[أبوعوض الشبامي]

	. شكرا للأخت الفاضلة إحساس حضرمية إذا لجأت في هذه السقائف للتعبير بالقلم أسرت الألباب وعبرت عما يجيش به كل خاطر ، وملكت احساس كل صاحب إحساس مرهف ، ولعل البعض يقول أن للموهبة والوراثة هما الأساس في طلاقة القلم والقدرة على شد الانتباه للقاريء ، ولعل أختنا إحساس جمعت الحسنيين وهما موهبة الكتابة بالقلم كموهبة حباها الله تعالى ، ووراثة طلاقة اللسان حبتها الوراثة من ناحية (( حبابة )) لها ذكرت أنها كانت تجيد فن الحديث وطلاقة اللسان ، والقدرة الفائقة على شد انتباه السامع وقيادة دفة الحديث إرتجالاً ، بغض النظر عن حجم الثقافة والتعليم الذي لا تعرف منه شيئا. أن القدرة التي يتمتع بها البعض في طلاقة اللسان وقدرة جذب المستمع إليه هي من عوامل النجاح عند بعض الاشخاص ، وليس كل شخص يتمتع بهذه المواهب في استحضار الكلمات المناسبة ، وضرب المثل السائر ، والبيت الشعري المناسب ، والقصة ذات الصلة بالحديث .

.

[الدكتور أحمد باذيب]

لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خاطرة جميله استاذنا ابو عوض
وتعقيب وافي من المبدعة احساس حضرمية
وهي الموهبة استاذنا اذا صقلت بالقراءة والاطلاع انتجت اشهى الثمار
اعرف طلابا من طلابي في كلية الطب لايستطيعون اكمال جملة حديث " تأتاه مخيفة" وتجدهم على الورق مواهب في الادب والرسم معا!!

[أبوعوض الشبامي]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الدكتور أحمد باذيب [ مشاهدة المشاركة ]

لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته خاطرة جميله استاذنا ابو عوض وتعقيب وافي من المبدعة احساس حضرمية وهي الموهبة استاذنا اذا صقلت بالقراءة والاطلاع انتجت اشهى الثمار اعرف طلابا من طلابي في كلية الطب لايستطيعون اكمال جملة حديث " تأتاه مخيفة" وتجدهم على الورق مواهب في الادب والرسم معا!!

	شكرا للأخ الفاضل الدكتور أحمد الذي أبدى مداخلة مختزلة ذات دلالة كبيرة تغطي جوهر الموضوع ، ذلك عن واقع حال مع طلاب رأى فيهم عجز اللسان و قدرة اقلامهم على البوح بالتعبير عن ما يختلج في صدورهم من مشاعر، وربما في أغلب الأحيان يكون القلم أو الريشة أقوى في التعبير ببوح المشاعر ، والتنفيس عن ما تجيش به الخواطر ، وربما يكشف القلم شخصية صاحبه كما قد تكشف ريشة الفنان مكنون صاحب الريشة وإن ستر على خجله في الحديث أو التحدث في إيصال الفكرة التي يريدها حين يعجز اللسان بين الخجل والارتباك والتردد ، عن بوح المشاعر والاحاسيس ...

.

[الماسه*]

خاطرة متزنه واسئلة مشروعة من فكر متقد!! بارك الله فيك.

موضوعك اثار بي الشجون ..

فأنا اعرف صديقتين احداهما كانت تخجل من ظلها

ولكن حينما تكتب قصائد نثريه فانها تصول وتجول

بالكلمات ولم يكن احدا يصدق بانها هي من كتبت تلك القصائد لما عرف عنها من السكوت الدائم!!!

ربما هو الحياء الذي قيدها واحكم حلقاته حول لسانها!!!

ولكنه لم يقيدها من الانطلاق عبر الكلمات على الصفحات البيضاء!!!

ومع ذلك نجحت في حياتها العملية نجاح منقطع النظير!!

وكانت الأخرى عكسها تماما جريئة واثقة من نفسها

متحدثة لبقه وكاتبة مجيده ومرحة ومحبوبه

ولكنها فشلت على كل الصعد!!!

عجيب امر هذا الأنسان!!!..ففيه الكثير من التناقضات!!!

شكرا لك سيدي الكريم على موضوعك الذي اثار حزمة من الذكريات

واخرجها من بين ركام الماضي لأنفض عنها غبار النسيان!!!

تحياتي اليك.,دمت بالتالق الدائم.

[أبوعوض الشبامي]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الماسه* [ مشاهدة المشاركة ]

خاطرة متزنه واسئلة مشروعة من فكر متقد!! بارك الله فيك. موضوعك اثار بي الشجون .. .

	شكرا للماسة التي مرت على هذا الموضوع في لحظة تجليات ونثرت ما بحوزتها من ماسات زادته بريقاً ولمعاناً ...!!! ولربما أني ميقن أن بعض الناس لا يتحملون توجيه أي نقد لهم ويفرحون بالثناء والإطراء ولعلك وأنا معك بأنا لسنا منهم !!! لأن مثل هؤلاء يخشون من خدش كرامتهم بكلمة أو تلميح ، فإنهم في إثناء إلقاء خطبة أومحاضرة أو قصيدة ، وابتسم أحد الموجودين أو تحادث مع شخص جالس بجواره أو وجه إشارة إليه أو قاطعه بملاحظة فإنه يرتبك ويتلعثم ، ولا يستطيع الإستمرار في خطبته أو محاضرته أو إلقاء قصيدته ، ولكنه إذا استطاع أن يتغلب على شعوره المرهف ، وضرب صفحا عن أي ملاحظة أو إبتسامة أو مقاطعة واستمر في خطبته أو محاضرته أو إلقاء قصيدته ، فإنه سيتغلب على مشكلته النفسية ويتمرس بمواجهة الجمهور في المرات القادمة بكل ثقة بالنفس وإقتدار على المواجهة دون خجل أو تلعثم. .