مؤسسة الشموع: الحاضري اعتقل على خلفية نشر تقرير الواشنطن بوست

[حد من الوادي]

البديل متابعات -المصدر اونلاين | 1/29/2010

نقابة الصحفيين تطالب بالافراج عنه وتدين تهديد الحذيفي
مؤسسة الشموع: الحاضري اعتقل على خلفية نشر تقرير الواشنطن بوست



استنكرت مؤسسة الشموع للصحافة والاعلام اعتقال مديرها العام سيف الحاضري، وقالت ان عملية الاعتقال تمت بدون أي مبررات قانونية؛ غير أنها أشارت إلى ان ذلك الاعتقال ربما يكون على خلفية نشر صحيفة "أخبار اليوم" الصادرة عن المؤسسة تقريراً عن صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية.

وبحسب بيان أرسلته المؤسسة لـ"المصدر أونلاين" فإن "أجهزة أمنية" اعتقلت الحاضري "بدون أي مبرر أو مسوغ قانوني يستدعي هذا الإجراء الخارج تماما عن روح وأدبيات القانون والعدالة الذين تزعم الحكومة وأجهزتها أنها تعمل بها عدا إن صحيفة أخبار اليوم الصادرة عن المؤسسة نشرت في عددها الصادر صباح يوم الخميس نفسه أجزاء من تقرير "صحيفة الواشنطن بوست " الأمريكية حول موافقة أوباما على عمليات سرية في اليمن وهو التقرير الذي ـ بحسب بيان المؤسسة ـ تناولته جميع الوسائل الإعلامية العالمية والعربية ومعظم الوسائل الإعلامية اليمنية في اليوم ذاته ومازالت وسائل الإعلام تتناقله.

وكانت مصادر في المؤسسة قالت أمس لـ"المصدر أونلاين" ان عناصر من الأمن السياسي اقتادت الحاضري في الساعة الخامسة قبيل المغرب، من داخل مكتبه في المؤسسة دون معرفة الأسباب.

وتصدر عن مؤسسة الشموع صحيفة أسبوعية تحمل نفس الإسم، وصحيفة "أخبار اليوم" اليومية، فضلاً عن مجلة "أضواء الشموع" الشهرية، كما تمتلك المؤسسة مطبعتين في كل من صنعاء وعدن، ولديها دار توزيع للنشر.

وإذا اعتبرت المؤسسة في بيانها أن هذا الاعتقال "يؤكد استهداف المؤسسة ومديرها العام"، قال انه جاء في وقت ينتظر فيه " توسيع أفق الحرية الفكرية والصحافية بما يخدم مصالح الوطن أرضاً وإنساناً، وأن تذهب السلطة إلى التخفيف من حالة الاحتقانات التي تعيشها البلاد وفتح ولو نافذة تسهم في إيجاد قليلاً من حرية التعبير".

ودعت المؤسسة من "زملاء المهنة وكل الأحرار" للانتصار لقيم الصحافة والحرية والعدالة"، مطالبة نقابة الصحفيين بالضغط على السلطة والأجهزة الأمنية لسرعة الإفراج عن مدير عام المؤسسة.

التقرير الذي ذكره بيان الشموع، مشيراً إلى أنه وراء الاعتقال، نشر أمس في صحيفة "أخبار اليوم" تحت عنوان" على النقيض من تصريحات الحكومة ونفيها التدخل العسكري الخارجي... صحيفة أميركية: واشنطن شاركت بفرق عسكرية واستخباراتية في ضرب القاعدة باليمن".

وتقول الصحيفة ان " صحيفة أميركية نقلت عن مسئولين أميركيين تأكيداتهم أن فرقاً عسكرية واستخباراتية أمريكية تشارك بعمق في مساعدة اليمن على ضرب القاعدة،وذكرت أن العمليات التي وافق عليها الرئيس أوباما والتي بدأت قبل ستة أسابيع، شارك فيها عشرات من الجنود الأمريكيين التابعين لقيادة العمليات الخاصة المشتركة السرية في الجيش الأمريكي، ومهمتهم الرئيسية تعقب وقتل الإرهابيين المشتبه بهم".

وأضافت الصحيفة التابعة للشموع ان ما ذكرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية يأتي متزامناً مع انعقاد مؤتمر لندن حول اليمن في العاصمة البريطانية وفي الوقت الذي كانت الحكومة اليمنية قد نفت بشدة أية تدخلات عسكرية خارجية في عملياتها العسكرية ضد القاعدة ،مؤكدة رفضها لأي تدخلات أجنبية في أرض اليمن مباشرة ،مستثنية في الوقت ذاته الدعم الخارجي في إطار التعاون اليمني الأميركي ضد عناصر التنظيم الإرهابي".

وتنقل الصحيفة عن الـ" واشنطن بوست" قولها إن مسئولين كبار في الإدارة الأمريكية قالوا إن فرقاً عسكرية ووكالات استخبارات أمريكية تشارك في عمليات سرية مع الجيش اليمن والتي أسفرت في الستة الأسابيع الماضية عن مقتل عشرات من الأشخاص، من بينهم 6 من 15 من كبار قادة فرع القاعدة الإقليمي. وأشارت إلى أن المستشارين الأمريكي لا يشاركون في الغارات التي جرت في اليمن، لكنهم يساعدون في التخطيط للفرق ووضع التكتيكات وتوفير الأسلحة والذخائر، ويتم تبادل المعلومات الإستخباراتية الحساسة.

وتضيف "أخبار اليوم" قائلة ان الصحيفة عقلت على ما نقلته عن المسئولين بقولها: في الشهر الماضي برزت إلى النور الخطوط العريضة للتورط الأمريكي في اليمن، لكن مدى وطبيعة العمليات لم يتم الكشف عنها سابقاً،معتبرة الدور الأمريكي بعيد المدى يشكل تحدياً سياسياً للنظام اليمني، الذي يجب أن يوازن بين رغبته في تلقي دعم أمريكي وضد احتمال حدوث رد فعل عنيف من جانب الجماعات القبلية والسياسية والدينية التي يشعر أعضاؤها بالاستياء إزاء ما يعتبرونه تدخلاً أمريكياً في اليمن، منوهة أيضاً إلى أن التعاون مع اليمن يوفر صورة صارخة لفترة جهود إدارة اوباما في تهييج عمليات مكافحة الإرهاب، متضمنة مناطق خارج إطار مناطق الحرب في العراق وأفغانستان. وكجزء من العمليات، وافق اوباما في 24 ديسمبر على توجيه ضربة ضد مجمع حيث كان يُعتقد أن المواطن الأمريكي أنور العولقي مجتمع مع غيره من زعماء فرع القاعدة الإقليمي هناك - حد قول الصحيفة، مضيفة: وقال مسئولون عسكريون أمريكيون إنه بالرغم من أن العولقي لم يكن هدف الضربة ولم يُقتل فيها، فإن اسمه قد أُضيف منذ ذلك الحين إلى قائمة قصيرة تحتوي على مواطنين أمريكيين أصبحوا هدفاً خاصاً للقتل أو الأسر من قبل قوات قيادة العمليات الخاصة المشتركة السرية الأمريكية.

الجدير بالذكر أن لجنة الحريات بنقابة الصحفيين دانت اعتقال الحاضري بـ"طريقة تعسفية (...) على خلفية قضايا نشر". واستنكرت " هذا التصرف المخالف للقانون والمسيء لسمعة اليمن.

وإذ دعت النقابة "الجهات المعنية لإطلاق سراح الزميل الحاضري فورا"، حملت "وزارة الداخلية مسئولية الحفاظ على سلامة الزميل الحاضري، وإعادته لأهله سليما معافى".

على صعيد متصل دانت لجنة الحريات بالنقابة "التهديدات التي تعرض لها الزميل شكري الحذيفي بالتصفية الجسدية من قبل بعض إداريي نادي الصقر الرياضي بتعز "، داعية الداخلية للتحقيق في الحادثة، وحماية سلامة وحياة الزميل الحذيفي وموافاة النقابة بنتائج التحقيق.

وكانت النقابة تلقت بلاغاً من الحذيفي أفاد فيه بـ " تلقيه لتهديدات بالتصفية الجسدية والتلفظ عليه بألفاظ نابية من قبل بعض إداريي نادي الصقر الرياضي بتعز، ناهيك عن تلقيه تهديدات عبر اتصالات من قبل مجهولين".