دولة الجنوب العربي .. أم اليمن الديمقراطية ؟ » بقلم : ابوصالح الحضرمي

[حد من الوادي]

دولة الجنوب العربي .. أم اليمن الديمقراطية ؟ »

بسم الله الرحمن الرحيم
دولة الجنوب العربي .. أم اليمن الديمقراطية ؟

بقلم : ابوصالح الحضرمي 2010-08-23

مقدمة :

من المعلوم أن الجنوب العربي المحتل من قبل جيش العربية اليمنية كان منذو القدم كيان سياسي مستقل ناهيك عن احتلال أجزاء منه أثناء الصراعات بين الدول التي نشأت فيه والدول في ما بات يعرف بالمملكة المتوكلية ( ج ع ي ) حاليا والتي تبوء بالفشل أو يتم طردهم بعد فترة ، وكانت تحكم الجنوب العربي مجموعة دويلات وسلطنات متجاورة فيما بينها وكانت متشابهة في الثقافة والأدب والعادات والفن حيث أنهم شعب واحد مقسم إلي عدة كيانات قبلية ، وبعد احتلال عدن من قبل بريطانيا وقعت اتفاقيات حماية مع هذه السلطنات والتي سعت فيما بعد بإنشاء دولة اتحاد الجنوب العربي وانضمام محمية عدن إليها واعتراف الحكومة البريطانية بحكومة الاتحاد دخلت حكومة الاتحاد في مفاوضات سلمية مع البريطانيين من اجل استقلال الجنوب ونيل حريته ، ومن المعروف أن كل الاتفاقيات بين الاتحاد وبريطانيا كانت باسم اتحاد الجنوب العربي ، ولكن حصل ما حصل مع الجبهة القومية وهيمنة اللوبي اليمني عليها وفرض اليمننة على الدولة الوليدة بعد الاستقلال والذي بات يعرفه معظم الشعب الجنوبي اليوم .

هذا بشكل موجز جدا معلومات بسيطة عن الجنوب العربي والذي يحتاج لمئات الصفحات لتدوين تاريخه ، وربما أغفلت شيء منه ولكن أحببت أن تكون هذه مقدمة لموضوعي المتواضع.

دولة الجنوب العربي أم اليمن الديمقراطية ؟

هذا السؤال الذي يطرح نفسه في نفوس الكثير من أبناء الجنوب وربما العرب أيضا ، فلو نظرنا إلي الثورة السلمية التي تطالب باستعادة دولة الجنوب لرئينا من ينادي باستعادة اليمن الديمقراطية ، بينما آخرين ينادون بالجنوب العربي وهدف الجميع واحد وهو الاستقلال وان اختلفت الوسائل في ذلك .
أحب أن اعرض وجهة نظري في هذا الموضوع لنحاول الإجابة على هذا السؤال .

• يفترض بنا أن نسعى إلى إعادة الدولة السابقة عند حصولنا على الاستقلال من قبل الاحتلال اليمني وان لا نغير مسماها إلا بعد الاستقلال الكامل والناجز ومن ثم يكون لكل حادث حديث.

ما يوجب ذلك علينا دون غيره سأوضحه من خلال استعراض مايلي :

1- إن آخر دولة حكمت الجنوب إلى عهد قريب قبل عام 90م هي دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.
2- إن جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ، هي الدولة التي دخلت في وحدة اندماجية مع الجمهورية العربية اليمنية وفق اتفاقيات الوحدة الموقعة بينهما.
3- أن دولة ( ج ي د ش ) كانت معترف بها من قبل معظم دول العالم ، إضافة لكونها عضوا ً في المنظمات الدولية والهيئات العالمية .
4- أن أي حوراً سيتم بين الجنوبيين واليمنيين سيكون بمظلة دولية وعلى أساس فك الارتباط بين الدولتين اللتين وقعتا على اتفاقية الوحدة وبموجب القرارات الدولية التي تدعوا إلى عدم جواز الوحدة بالقوة.

5- الدولة الجنوبية ( ج ي د ش ) لا تحتاج إلا إلى تفعيل عضويتها من جديد لدى المؤسسات والمنظمات الدولية بعد فك الارتباط واستعادة الدولة ، لأنها كانت قائمة حتى عام 90 م وتستطيع استعادة موقعها بين الدول بأسرع وقت ممكن .

6- تستطيع الدولة المطالبة بتعويضات من قبل الحكومة اليمنية إزاء تدميرها لمؤسسات الدولة وبنيتها التحتية وقطاعاتها الخدمية وغيرها.
7- سيكون من السهل على الدولة الحصول على المساعدات والقروض الدولية لإعادة بناء البنية التحتية للدولة كونها تتمتع بعلاقات اقتصادية مع بعض الدول قبل الوحدة.
8- بعد قيام الدولة وانقضاء الفترة الانتقالية للحكم ستتم هناك انتخابات عامة لاختيار رئيس الدولة وبرلمانها وكذا الاستفتاء على دستور الدولة واسمها الجديد وعلمها ونشيدها ، ما سيعطي الشعب حرية المشاركة الفاعلة في اختيار مسمى دولته الحديثة وطريقة نظامها.

9- لا تحتاج الدولة التي سيتم تغيير مسماها وعلمها إلى اعتراف جديد من قبل دول العالم ، وإن ما ستحتاج إليه هو تنشيط العمل الدبلوماسي وتقديم طلب للدول المعترفة بها باعتماد مسمى الدولة الجديد وعلمها في المخاطيات والمناسبات والتمثيل الرسمي بينها وبين تلك الدول .

من خلال النقاط السابقة نستطيع أن نجيب على السؤال الذي طرح كعنوان لهذا الموضوع ، حيث أصبح واضحاً انه من الأفضل أن نستعيد الدولة السابقة باسمها وعلمها ونشيدها لما له من أهمية – حسب نظرتي – لكي تنهض بمهامها تجاه شعبها والعمل على استتباب الأمن والاستقرار للمواطنين ، حيث سيكون من السهل تغيير مسماها ونشيدها وعلمها من خلال الاستفتاء على دستورها ونظام الحكم فيها .

هذه وجهة نظر غير ملزمة قابلة للنقد والتعديل ، ارجوا أن أكون قد وفقت في الطرح وإيضاح الفكرة الرئيسية للموضوع .
في الختام اسأل الله أن ييسر لوطننا الحبيب الجنوب النصر والاستقلال وان يمن على شعبنا بمنه وكرمه وان يخلف لنا الخير والله على كل شيء قدير
------------------------
» تاريخ النشر : يوم أمس - 01:38 مساءً
» تمت الطباعة من : عدن اف ام Aden FM