لذة طعم المناجاة تُنسيك كل لذة

[وادي عمر]

تاريخ الخبر : 01/08/2012 05:40


لذة طعم المناجاة تُنسيك كل لذة

عبدالرزاق الشايجي


• لا شيء أنفع للقلب من ترتيل القرآن بتفكر، فقراءة آية بتدبر خير من قراءة ختمة بغير تفهّم، لذا قال ابن مسعود محذرا «لا تهذوا القرآن هذّ الشعر ولا نثر الدلق وقفوا عند عجائبه، وحركوا به القلوب، ولا يكن همّ أحدكم آخر السورة».
فقراءة آية بتفكر من شأنها كسر من في قلبه حب الدنيا وإرشاد لباب التوبة لمن هو متعلق بذنب، وقراءة القرآن من دون معرفة معاني ألفاظه ليست قراءة، ولا ثواب فيها.
• ويُـروى أن أحمد بـن حنبل بَلغه أن أحد تلامذته، يقوم الليل كلّ ليلة وَيختمُ القرآنَ الكريم كاملاً حتّى الفَجر! فأرادَ أن يُعلمه كيفيَة تدبّر القرآن، فَأتى إليه وَقال: بَلغني عَنك أنّك تَفعل كذا وكذا فَقال: نَعم يا إمام، قالَ له: إذن اذهَب اليومَ وَقُم الليلَ كمَا كُنتَ تَفعل، وَلكن اقرَأ القُرآن وكأنك تَقرأهُ عَليّ.. أي كأنني أراقبُ قِراءتكَ ثمّ أبلغني غَداً، فأتى إليه التلَمَيذ في اليومِ التالي وَسألهُ أحمـد فأجاب: لَم أقرأ سِوى عَشرةِ أجزاء، فقالَ لهُ أحمد: إذّن اذهَب اليوم وَاقرأ آلقُرآنَ، وكأنك تقرأهُ عَلى رَسول اللهِ، صَلى الله عليهِ وَسلم، فَذهبَ ثمّ جَاء إلى أحمـد في اليَوم التالي، وقالَ: لم أكمِل حَتى جُزء عمّ كاملاً، فقالَ لهُ أحمد: إذن اذهَبِ اليَوم وَكأنك تَقرأ القرآنَ الكريمَ على الله عَز وَجل، فَدهشَ التلميذ، ثمّ ذَهب، وفي اليومِ التالي جاءَ دامِعًا فسَألهُ أحمد: كيفَ فعَلتَ يا وَلدي؟ فَأجابَ التلميذُ باكياً: يا إمام واللهِ لَم أكمِل الفاتِحَة طوالَ الليل!
فالعِبرةُ هي إلىَ أينَ وَصل القُرآن فيَ قَلبكَ لا إلى أينَ وَصلتَ في قراءة آلقُرآن.. فمن «رتل وتأمل كمن تصدق بجوهرة واحدة ثمينة».
• هذا في قراءة آلقُرآن.. وفي السياق نفسه لا بأس من تتبع المساجد، طلبا لحسن الصوت، إن كان المقصد الاستعانة على الخشوع في الصلاة، لأن الصوت الجيد والقراءة الحسنة لهما وقع في النفس وتأثير في حضور القلب.
• أخيرا إذا جلست في ظلام الليل بين يدي سيدك، فاستعمل أخلاق الأطفال، واعلم أن مفاتيح الجنة مع أصحاب الليل! واعلم أن لذة طعم المناجاة تنسيك كل لذة!

[صمتي الخجول]

بارك الله فيك ع الموضوع
جزاك الباري الجنان
دمت في طاعة المولى