كما أن النجوم تهدي الناس حسياً.. فالقرآن يهديم معنويا!

وادي عمر · 08-06-2012, 04:57 AM

تاريخ الخبر : 05/08/2012 05:18 اّخر تحديث : 05/08/2012 05:18

الإعجاز العلمي

كما أن النجوم تهدي الناس حسياً.. فالقرآن يهديم معنويا!

أحمد محمد القنور

يقول الله تعالى: (فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ، وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيم، إنه لقرآن كريم).
في هذه الآية الكريمة قسم، أقسم الله سبحانه وتعالى بمواقع النجوم، السؤال الدقيق هو: لماذا أقسم الله سبحانه وتعالى بمواقع النجوم، ولم يقسم بذات النجوم؟! هل معنى ذلك أن مواقع النجوم أعظم خلقاً من النجوم ذاتها؟!
أيها الإخوة، هذه الآية الكريمة، أنا أعتقد لو قرأها عالم فلك، بخشوع، وتجرد، لاسيما كلمة «مواقع» لخر لله سبحانه وتعالى ساجداً، خاشعاً، خاضعاً، مؤمناً به سبحانه وتعالى.. ولرسخ في عقله وفكره وقلبه أن هذا القرآن حق، وأن هذا القرآن كلام خالق الأكوان، وليس كلام محمد (ص) كما يزعم البعض من الملاحدة والشيوعيين في عالمنا العربي.
قبل أن نشرح هذه الآية، شرحاً علمياً تفصيلياً لا بد من تمهيد:
قلنا لكم قبل قليل أن في هذه الآية قسما، وكذلك فيها مقسم به، وفيها جواب للقسم.. القسم نجده في قوله تعالى: (فَلَا أُقْسِمُ). والمقسم به نجده في قوله تعالى: (بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ). وجواب القسم نجده في قوله سبحانه: (إنه لقرآن كريم).
ما المناسبة أيها الإخوة، بين المقسم به (مَوَاقِعِ النُّجُومِ) وبين المقسم عليه (إنه لقرآن كريم)؟!
النجوم كما تعلمون خلقها الله سبحانه وتعالى ليهتدي بها الناس، لاسيما أهل البحر والبر، إذا تاهوا وضلوا في ظلمات البر والبحر.. قال تعالى:
(وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُواْ بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ، قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ).
والقرآن الكريم أنزله الله سبحانه وتعالى ليهتدي به الناس، إذا تاهوا وضلوا في ظلمات الجهل والضلال، إلى النور والصراط المستقيم.. قال تعالى:
(كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ).
فكما أن النجوم تهدي الناس هداية حسية، فالقرآن الكريم يهدي الناس هداية معنوية، فهو نور يفتح القلوب، وينير البصيرة، ويصقل العقول..
القرآن هو رحمة الله، لأنه ينقذ الناس من هلاك الفرقة والخلاف والنزاع، ويسعدهم بنعمة الألفة والوفاق والوئام، بشرط أن يسيروا في ظلال آياته.
وما كثرة النزاعات، والفرقة، والخلافات، التي تحصل اليوم في مجتمعاتنا العربية والإسلامية، إلا وبسبب بعدنا عن كتاب ربنا، وغفلتنا، وشرودنا عنه، وعن العمل بمضمون آياته الكريمة.
القسم في قوله تعالى: (فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ، وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيم، إنه لقرآن كريم). جاء هنا جامعاً بين الهدايتين: الهداية الحسية للنجوم، والهداية المعنوية للقرآن الكريم. هذه نقطة..
النقطة الثانية، وهي أن الله عز وجل لا يقسم بشيء إلا وله شأن عظيم، إما في ذاته، وإما لكونه آية من آياته سبحانه وتعالى.
لا شك ولا ريب أن النجوم من أعظم الآيات الدالة على وجوده، وعلى وحدانيته، وعلى كماله، وعلى قدرته. سواء من ناحية أعدادها اللانهائية في هذا الكون العريض، أو من ناحية أحجامها الهائلة، أو من ناحية المسافات الشاسعة في ما بينها.. كلها تدل على وجود الله، وعلى وحدانية الله، وعلى كمال الله، وعلى عظمته سبحانه وتعالى.
هنا تتبين لنا فائدة القسم في القرآن الكريم، قال تعالى: (فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ، وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ).
الآن نعود إلى السؤال الذي طرحناه في بداية هذه المقالة: ما معنى مواقع النجوم في هذه الآية الكريمة؟ ولم أقسم الله بالمواقع، ولم يقسم بالنجوم؟ هل معنى ذلك أن مواقع النجوم أعظم خلقاً من النجوم ذاتها؟!
هذا ما سنتطارحه في المقالة القادمة، إن شاء الله.