05-30-2013, 11:42 PM | #11 | |||||
حال متالّق
|
عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ( لا حظي مدى وضوح هذا الحديث الذي لا يدع مجالا للجدل و الذي أراد البعض تعسفه ليعطي مدلولا يتوافق مع ما يذهب إليه و قد تكرر ترديد هذا الحديث لاتخاذه مبررا لمنع كل شيء و أي شيء و هذا ليس صحيحا ففهم الحديث بالشكل الذي فهمته أنت ربما يحرمنا من فعل الكثير من مجالات الخير الذي حثتنا عليه الآية (و ابتغوا إليه الوسيلة) أي استغلوا كل شيء مشروع للتقرب إلى الله سواء فعله الرسول أو لم يفعله ما دام داخل حدود (أمرنا) و كلمة أمرنا لا تعني (ما أمرتكم به) و لكن معناه ما نحن بصدده أو القضية التي بين أيدينا أو الشأن الذي نحن فيه أي (ديننا). مثال ذلك قوله تعالى ( و أمرهم شورى بينهم) مما يعطي مدلول أنهم يقضون أو يبتون في شؤونهم بالتشاور فيما بينهم و لا يعني بحال من الأحوال (أمرهم) بمعنى ( ما يصدر عنهم من أوامر). و نحن نقول أيضا: (فوضنا أمرنا إلى الله).. و نقصد بذلك تركنا قضيتنا أو شأننا إلى الله يقضي فيه ما يشاء. هذا لتوضيح كلمة (أمرنا)
لنسائل أنفسنا هل النوافل داخلة في قوله (أمرنا) و يجوز لنا أن نكثر منها في أي وقت؟ هل الذكر أو التسبيح داخلتان في قوله(أمرنا) يجوز لنا أن نكثر منهما في أي وقت؟ هل الصوم داخل في قوله (أمرنا) ويجوز لنا أن نكثر منه في أي وقت؟ هل تلاوة القرآن داخلة في قوله (أمرنا) و يجوز لنا أن نكثر منها في أي وقت؟ ما لا يدخل في قوله (أمرنا) هو أن نبتدع عبادة ليس لها أصل في قوله (أمرنا) على سبيل المثال أن نبتكر صلاة على هيئة مخالفة لهيئة الصلاة المعروفة و حركاتها و ما يتلى فيها. أو أن نسبح الله و نحن واقفون على رجل واحدة غلوا كما يفعل البوذيون في حركات النرفانا. و من هذا الفهم نعود إلى القاعدة الذهبية المعروفة (الأصل في التشريع الإباحة ما لم يقضي نص بتحريمه) يعني كل شيء مباح عدا ما حرمه الله أو نهى عنه الرسول نهيا قاطعا. و هذا من سماحة هذا الدين الذي لا يخالف فطرة الإنسان بل يهذبها. و ليس العكس كما يريد البعض (كل شيء حرام ما لم يحله نص) ففي هذا تعقيد للدين السمح. فقد قال صلواته و سلامه عليه و آله: (إن الدين يسر و لا يشادّ الدين أحد إلا غلبه يسروا و لا تعسروا و بشروا و لا تنفروارواه البخاري و قال عز وجل ( يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيد بكم العسر). و لا نفعل كما فعل اليهود في قصة البقرة و العياذ بالله، ألا يكفي قوله تعالى (إذبحوا بقرة) لماذا صعبوها بأسئلتهم الكثيرة ما هي؟ ما لونها؟ ففي هذه القصة مثال للغلو الذي لا يجلب إلا المشقة فالدين واضح جدا فهمه البدو رعاة الإبل و الشاة. .......والله أعلم |
|||||
التعديل الأخير تم بواسطة abu iman ; 05-30-2013 الساعة 11:48 PM |
||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|