حضرموت المحتلة وعصابات الإحتلال " مسامير جحا في طريقك يا دكتور

[حد من الوادي]

مسامير جحا في طريقك يا دكتور
.
منصور باوادي

أبارك للدكتور عادل استلامه مهام عمله وإذا من نصيحة تُذكر هنا فهي:

أعرف أن الطريق مليء بالعقبات والمشاق, ولكنه غير مسدود, ويكاد يكون موحشا أيضا, ولكنه غير خالٍ من أنيس صادق مخلص, إلا أنه وإلى هذه اللحظة وحضرموت لازالت ترزح تحت هيمنة سباع ضارية, لا ترى غير مصالحها , ولا يشغلها سوى منافعها التي رعوها على مدى أكثر من عقدين من الزمن, لن يكونوا وزراء صدق أبدا, لا يعرفون غير خيار واحد لا ثاني له أبدا: إما معنا أو ضدنا.

****

أتيتَ من خلفية لا يحبونها ولا يرغبون فيها, يرونها نشازا ومعمول هدم لأطماعهم ومصالحهم, ولذا لن تسلم من حرب خفية ضروس, تهز أركان حكمك وتقوض عرشه.

****

الفرح الذي عم حضرموت بقدومك لا يجعلنا نعتقد أنك تملك عصا موسى وأنك في عشية وضحاها تحول شوارعنا إلى جنان ورياض, بل أنا موقن بأنك ستنحت في الصخر, وتضرب بمعولك كل جامد وخامل, وتراقب عن كثب كل فاسد وغاش, لكن -ولا أخالك جاهلا- هي منظومة مترابطة من صغيرها إلى كبيرها, يرعى صغيرُها مصالح كبيرها, ويحمي كبيرُها صغيرها, بمعنى أنت وسط غابة ليس فيها حمل وديع أبدا.

****

صراع الأطراف المتنفذة لم تسلم منه حضرموت كغيرها من مناطق اليمن, ولن يتوقف أبدا, وخاصة مع بروز أطراف جديدة صعدت للقمة بالرشاش والمدفع, هؤلاء لهم حساباتهم ومصالحهم, ويريدون من يرعاها ويحفظها, ويقيناً أن هذه المصالح تتقاطع تماما مع مصالح حضرموت, والقوي هو من يفرض رأيه ويمرر مشروعه, ولعل على يديك يكون خلاصنا الأبدي منهم بإذن الله.

****


حضرموت اليوم مثل يتيم جالس على قارعة الطريق وبين يديه جوهرة نفيسة يلعب بها, وكل المارين عليه يرمقونه وينتظرون لحظة غفلته, عيونهم عليه, لا يدعوه يغيب عنهم لحظة واحدة, وكلٌّ يقدم ألف حجة وحجة ليخطف جوهرة اليتيم.

****

ملفات بعدد أنفاس الحضارم, بقيت كما هي, تنتظرك لتغوص في لججها حتى تحكم عليك فلا مخرج منها أبدا, وهناك شامتون يقبعون في حجرهم يرقبون العثرات والزلات, يحصون الأيام والشهور بل والساعات, سيطيرون مباشرة بأول صيد لهم, ويبلغوا به الآفاق مشنعين مرجفين, ترى مخ فسادهم يكسى لحاء الحرص والوطنية.

****

لستُ الخبير الذي وقعتَ عليه ليصف لك حقيقة الحال, فانت قريب جدا بما يكفي لترى وتسمع وتحس, ولستُ بمن لا يرى سوى الشاشة السوداء, فالسلطة ليست بحاجة لمن يقترب منها ليرى حقيقتها وكنهها, وهل العفن يحتاج لمن يقترب منه ليشم رائحته.

****

وحتى لا أطيل, فأحوال حضرموت وما خلفته خمسة عقود من الاقصاء والاستعلاء والاحتواء جعلتنا لا نرى سلطات هذه الحقبة إلا بنظارات سوداء, قد محوا كل بقايا الأمل فينا, وطمسوا كل التطلعات في التغيير, وبعثروا بكل طموح ينساق إلى أعماق نفوسنا ليرسم مستقبلا واعدا, حتى اسود البياض فلم نرى فيهم إلا ذئاب بمسوح الضأن.

****

كلمة أخيرة ولعلها تلخص كل ما مرَّ, لا يحملنَّك خوفُ الفشل على السقوط, لئن تفشل وتنسحب, أحبُّ إلينا من أن تتسخ وتسقط كما من سقط.