حضرموت والجنوب العربي الوطن ليس مجرد جغرافيا .

[حد من الوادي]

الثلاثاء 19 يوليو 2016 10:33 صباحاً

الوطن ليس مجرد جغرافيا .

حسن منصر الكازمي
صفحة الكاتب
من ذاكرتي قبل عام !
لمصلحة من تعميم العداء والكراهية لإفراد الحزام الامني .......!؟
ان الاوطان فوق الاحزاب .......!
سلاحنا الحق، وحقكم القوة..!
الجنوب .. جغرافيا تضيق علی الارهاب


تتجسد حقيقة اللحمة الجنوبية في حضرموت في انصع صورها بأجمل معاني الفداء والتضحية ،حين يذهب ابناء الجنوب من الضالع وردفان ومناطق جنوبية اخری فداء لحضرموت، وسلامة شعبها ارتال من الابطال الجنوبيين ذهبوا لتأمين حضرموت وسلامة شعبها ،منهم من التحق بقافلة الشهداء ،ومنهم من يصارع جرحة علی سرير الموت، ومنهم من لايزال مرابط ينتظر ،واليوم رأيناهم في نقطة بروم عندما احبطوا سيارة مفخخة في الجهة الغربية لمدخل حضرموت واستشهد عدد وجرح منهم عدد اخر وجلهم من ابناء الضالع وردفان .

هم لم يذهبوا الی حضرموت من اجل تقاسم الغنائم، وتوزيع مربعات النفط ،ونهب الاراضي ،بل ذهبوا وهم يعلموا بالمصير الذي ينتظرهم ،هم ذهبوا عن ادراك ووعي بما يناضلون من اجله، ولأنهم ليس مرتزقة تبحث عن المال والسلاح، والا لكانت وجهتهم مارب ،جبهة فرضة نهم ،ولكنهم فتية ثوار توارثت النضال كابر عن كابر، وترعرعت في بيوتات وطنية حتی اصبحوا مشبعين بمفاهيم وابعاد قضيتهم ألام " ولأنهم عايشوا مراحل ثورة تخللها مشوار نضالي طويل وتضحية جسيمة ،في خضمها، الم وجراح ، وقهر ،وظلم ،وشاركوا من خلالها في مسيرات نضالية ومهرجانات ونشاطات ثورية ،وتأبين ابطال وتشييع شهداء، واسعاف جرحی، وشاهدوا قمع قوات الاحتلال في مواقف القهر ،وسمعوا عن مداهمات بيوت لقيادات ونشطاء واقتيادهم الی سجون وزنزانات الاحتلال ،شاهدوا اطقم الاحتلال بعنجهية المتغطرس وهي تدوس علی اجساد البسطاء ،من شعبهم ،وراوا مجازر بشعة بحق شعبهم في المعجلة وسناح ،وابين وعدن وحضرموت، ومعظمها من اجساد الاطفال الطرية، وهكذا ارتبطوا بقضية شعبهم حتی ترسخ ايمانهم بعدالتها ...

هم ذهبوا الی حضرموت استشعار الثائر الوطني بحق الواجب في كل شبر من تراب الوطن ،هم ذهبوا الی حضرموت يدركون معالم خارطة الجنوب وحدودها ،
ان مناطقهم لا يفصلها عن جبهات الشمال الا مسافة عشرات الكيلومترات، خلاف المسافة البعيدة للذهاب الی حضرموت ،وهذا ما يعزز حقيقة الوعي لما ذهبوا من اجله والروح الوطنية المتصلة حسيا باستشعار واجب الوطن والذود عنه .
،انها الضالع، وردفان، معقل الحراك الجنوبي، وايقونة الثورة الجنوبية لن ننس مراحل الثورة الجنوبية الاولی ،حين نذهب اليها لنشارك ونعود منها منتصرين مبتهجين بما نشاهد ونلمس من زخم وعنفوان ثوري يعزز الثقة فينا نحو الخلاص من قيد الاحتلال، ويقوي الامل لدينا بميعاد فجر الحرية ،ان تلك المراحل الثورية وسنواتها الطويلة كانت هي المخاض لولادة هذا الجيل الذي اصبح عنوان المقاومة والفداء والتضحية .

حين تسيل تلك الدماء في نواحي متفرقة من جغرافيا الوطن فأنها ترسم خارطة الوطن وتترجم ارادة شعبه ،وفي حضرموت سقطوا شهداء وسالت دمائمهم الزكية لتخرس السنة وتسكت ابواق المتربصين وليعلموا بان الوطن ليس مجرد جغرافيا يستطيع تقسيمها من اراد ومتی شاء، وانما هي صلة وارتباط ايماني وفكري يتجلى من خلال التضحيات ..



اقرأ المزيد من عدن الغد