09-22-2010, 12:42 AM | #121 | ||||||
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه
|
اغتيال المكلا .. مع سبق الإصرار والترصّد! بقلم:صالح حسين الفردي المصدر : الناشر بتاريخ : الثلاثاء 21-09-2010 10:11 مساء هي المدينة التي ذابت فيها حضرموت، كل حضرموت، المدينة التي انصهرت فيها مكونات مجتمعة وشكّلت هويته الحضارية وعنوانه الأبرز في التمازج الإنساني، هي المدينة التي اختار أهلها اللون الأبيض عنواناً لروحهم السمحة لنبلهم لصفائهم، منذ بداية البدايات وهي تنفتح على القادم إليها ويحمل بداخله عشقاً نابضاً بالحياة والسمو والسلام، لم تكن يوماً طاردة لجوار، أو ناكرة لصدق مشاعر، أو منابزة بالألقاب، هي المكلا التي مارست العشق في أعمق صوره وأبهى حلله، فكانت مرآة روح أهلها وحنين قاطنيها وشجون مغادريها، طوعاً وكرهاً. المكلا سيدة النظام: البقية على الرابط التالي حضرموت العاصمة اغتيال المكلا .. مع سبق الإصرار والترصّد - سقيفة الشبامي |
||||||
09-25-2010, 01:05 AM | #122 | ||||||
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه
|
شاي أو "شاهي" البخاري الفن والأصالة بوادي حضرموت المكلا اليوم / جمعان دويل بن سعيد2010/9/24 الشاي أو الشاهي هو عبارة عن أوراق تؤخذ من شجيرات لا يكاد ارتفاعها يزيد على متر ونصف تظل خضراء طول العام وتوزع تلك الشجيرات ولا يقطف منها شيء في العام الأول فإذا دخلت في السنة الثانية تقطف أوراقها وتجفف ثم تبرم وتخمر بطرق خاصة, وبذلك يكسب الشاهي شكله الذي نراه اليوم, ويزرع في شرق آسيا والهند وشرق أفريقيا وبعض الدول الأسيوية والأفريقية. لماذا سمي بالشاي: التفاصيل على الرابط التالي شاي أو البخاري الفن والأصالة بوادي حضرموت - سقيفة الشبامي |
||||||
10-06-2010, 12:31 AM | #123 | ||||||
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه
|
عن الحضارمة بأقلام سعودية المكلا اليوم / كتب: هاني سالمين بلعفير2010/10/5 للحضارمة حضوه واحترام ومكانة كبيرة منذ فترات طويلة لدى المسؤلين والشعب السعودي ، لما عرف عنهم من والأمانة والعلم والجد والتفاني في العمل ومبادلة الوفاء بالوفاء لكل من مد لهم يد العون . وفي مقالي هذا سوف أسلط الضوء على نظرة طائفة معينة من الشعب السعودي تجاه الحضارمة وهي فئة حملة القلم ، وسأقوم بسرد بعض النصوص المقتبسة من مقالات منشورة لبعض حملة القلم السعوديين من علماء دين وصحفيين واكاديمين وغيرهم ممن كتبوا بصدق عن الحضارمة في الصحف السعودية الصادرة داخل وخارج السعودية . وفي حقيقة الأمر فقد وجدت إحراجا شديدة في اختيار الاقتباسات التي سأنشرها في مقالي هذا بسبب كثرة عدد من تحدثوا عن الحضارمة في الصحف السعودية . لذلك فقد أثرت على نفسي بعد آن قريت العشرات من المقالات التي نشرت في السنوات القليلة الماضية أن أقوم باختيار عدد منها بشكل عشوائي حرصا مني على تحقيق مبدأ العدالة لكل من كتب عن الحضارمة من حملة الأقلام السعودية ولمكانة كل واحد منهم ليس على مستوى السعودية فحسب بل على المستوى العربي والإسلامي . هذا وقد استرسل كل من كتب عن الحضارمة قي مقاله بكلام عذب المعاني شيق المضمون صادق الوصف عكس مدى الحب الذي يكنه الشعب السعودي للحضارمة سواء المتوطنين في المملكة والحاملين لهويتها أو المقيمون فيها أو من يعيشون في الوطن الأم ( محافظة حضرموت - اليمن) أو الموجودين في بقاع المعمورة المختلفة . فقد تحدث الإعلامي والباحث السعودي الدكتور/ عبدالرحمن الشبيلي في موضوعة بعنوان (3 أيام في بلاد الأحقاف (حضرموت)) الذي نشر بتاريخ4/3/2008م في جريدة الشرق الأوسط عن العلاقة الحميمة التي تربط الحضارمة بالسعوديين منذ تأسيس المملكة العربية السعودية ، حيث أشار " إن لحضرموت الواقعة في جنوب الجزيرة العربية موقع خاص في نفوس أهل الجزيرة خاصة والسعوديين خاصة ، فلقد كان الحضارمة أول من فتح السعوديين أعينهم على وجودهم " . أما الكاتب معتقل المداد فقد أشار في مقالة الذي نشر في صحيفة صدق في 1/2/ 2010م بعنوان (عودة الحضارم ) إلى المكانة التاريخية لحضرموت ورجالها عبر التاريخ فقد أشار إلى " إن لحضرموت أرضا وبشرا فضلها التاريخي عبر قرون عدة ، أولها سمعتها الطيبة عند العرب والمسؤلين كافة وخاصة عند دول الجوار كالمملكة العربية السعودية والخليج " . أما الكاتب والإعلامي تركي الدخيل فقد أشار في مقال له بعنوان ( قع ذرة تأكل سكر ) والذي نشر في جريدة الوطن السعودية بتاريخ21/3/2008م إلى قوة الإرادة الحضرمية في التفاعل والتأثير في المجتمع الذي يهاجرون إليه فقد قال انه " في كل مكان كان الحضارم يصلون إليه يتحولون إلى عنصر عطاء ، أنهم مجموعات مدنية تتفاعل مع المجتمع الذي تهاجر إليه ، فتتعلم تقنياته وتتعاطى مع آلياته ، وتصبح هذه المجموعات مع الوقت عنصرا فاعلا ورئيسيا ضمن منظومة هذا المجتمع الجديد" أما الكاتب عبدالقادر كمال فقد تحدث في مقاله بعنوان ( رجال من حضرموت ) والذي نشر في جريدة الجزيرة الثقافية 29/ جمادي الأول /1431هـ . عن الأمانة التي يتصف بها الإنسان الحضرمي والكيفية الشريفة التي يبدءا بها أعماله التجارية حيث أشار إلى إن" الحضارمة لم يألفوا الدعة التي تؤدي إلى مزالق السوء بل عهدناهم في العمل مثابرين وفي الانجاز مجدين ، اتخذوا من الأمانة نهجا والأخلاق مسلكا والصدق سجية ، اتجهوا للكسب الحلال فسعوا فيه وما وسعهم السعي وحرصوا آن لا يكون كسبهم لياطا (رباء) فأعارهم الله غنى وخلطهم بناء فأصبحنا وإياهم في مجتمع واحد تواصلت في الأرحام وتألفت فيه القلوب ". أما الأستاذ/ جميل محمد علي فارسي فقد نشر مقالا في جريدة المدينة في 31/3/2008م بعنوان (بل انعم بالحضارم وأكرم ) أشار فيه وبكل إبداع إلى كيفية تجميع الحضرمي لثروته في عصرنا الراهن الذي أصبحت فيه الصفقات التجارية عند البعض لا تتم إلا عن طريق الهبشات والمغامرات حيث قال عن الحضارمة " جمعهم للمال تميز بصبر شديد فلا يؤمنون بالخطفات والهبشات ، بل يجمعونه قطرات فوق قطرات ، لم يجمعوه من التجارة فقط بل من الجدية والأمانة في التجارة" . أما الكاتب / زهير محمد جميل كتبي فقد نشر مقالا في جريدة المدينة بتاريخ 28/4/2008م تعقيبا على فيلم هجرة الحضارمة الذي أعده رجل الأعمال الدكتور/ عبدالله مرعي بن محفوظ وبثته قناة العربية في ثلاثة أجزاء ، تحدث فيه عن أمانة وإخلاص الحضرمي مستغربا عدم التركيز عليها عند عرض الفيلم ، حيث أشار في حديثه " لم يتناول الفيلم الحديث عن أمانة الحضرمي والثقة فيه وان الكثير من التجار والصناع ورجال الأعمال في بلادنا نجد أموالهم وصناديقهم المالية يتولى إدارتها من الحضارم فالإنسان الحضرمي لا يخون ولا يغدر ولا يطغى واعتقد إن الأمانة هي أهم ركائز شخصية الحضرمي . والأمانة الحضرمية لا تكتب فقط ولكنها تعايش وكانت ومازالت الأمانة الحضرمية نورا مضيا في نفق هذه الحياة الملئ بالخيانات ". أما الشيخ الجليل د/ عائض القرني فقد كتب مقالا رائعا ومميزا في جريدة الشرق الأوسط في 28/4/ 2009م بعنوان ( الحضارم وصناعة النجاح ) أشار فيه " قصة الحضارم في صناعة النجاح يجب أن تدرس وان يتوقف معها طويلا لانها أصبحت أسطورة وظاهرة.. لقد برع الحضارم في العلم والأدب والمال والسياسة والفكر والتواضع وهمة النفس وحسن الخلق .. وارجوا من الإخوة الحضارم أن يخبرونا بكلمة السر في نجاحهم وان يدلونا على مفتاح التميز والتفرد في مسيرتهم وان يرشدونا إلى البيت الذي جعلهم نجوما في العلم والاقتصاد والسياسة والأدب والفكر حتى نخبر بذلك الخاملين والنائمين والمحبطين... يحق لمدفعية المجد أن تطلق احد وعشرين طلقة احتفاء بالحضارم لانهم حققوا النجومية في عالم الطموح ". أما الدكتورة/ تهاني سعيد الحضرمي فقد نشرت مقالا مميزا في جريدة البلاد بتاريخ 14/5/2009م بعنوان ( الحضارم صناع الحقيقة ) تعقيبا على مقال الحضارم وصناعة النجاح للشيخ د/ عائض القرني أشارت فيه بالقول انه " لا دهشة في صناعة المجد بالكفاح والجهد فأجدادنا تعلموا إن الإيمان والإرادة هما الأساس المتين في القيادة .. والكرامة بدا لا يحتمل المساومة ولا يخضع للنقصان والزيادة . إن العبقرية التي وصفها سعادة الدكتور ليست محض خيال أو بلاغة القول أو ضربا من ضروب المحال ، إنها حقيقة خالدة عبر العصور تترجم قوة الاحتمال النادرة لاناس عصاميين جعلوا من الفقر نعمة وبدلو الخوف بالحكمة وجعلوا من المهجر وطنا سيظلون بضلاله من هجيراتهم ". أما الكاتب راشد محمد الفوزان فقد كتب مقالا في جريدة الرياض بتاريخ6/10/2009م بعنوان( ثقافة الخسارة متى نتعلمها ) وجهه في الأساس إلى الشعب السعودي وغيره من الشعوب ، وقد سرد فيه بعض الأمثلة الحضرمية الدالة على ضرورة وجود المعرفة والتخصص بالتجارة لمن يرغب بمزاولتها حيث أشار إلى أن هناك " مثل حضرمي يقول ـ إذا كان في التجارة خسارة ترك التجارة تجارة ـ وكذلك مثل أخر يقول ـ ايش عرفك ياحياك بالسناوة ـ وتفسير ذلك انك لا تعمل بما ليس لك به علم أو تخصص . أي من يقر بوجود الخسارة بعالم التجارة فخير له أن يترك التجارة لانها تصبح له تجارة ويحفظ ما تبقى له .. هذه بعض الأمثلة من الموروث الحضرمي الذي لا اخفي إعجابي الشديد بها ولا ننكر إن ببلادنا والحمد لله تجار رواد وكبار من حضرموت ونعتز بهم كثير وهم ألان أبناء من هذا الوطن " . أما الأستاذ نجيب الزامل فقد كتب مقالا بعنوان (الحضارم أساتذتي الكبار) نشر في جريدة الاقتصادية الالكترونية في 7/4/2008م تطرق فيه إلى الدور التاريخي للحضارمة في عملية نشر الإسلام في كثير من بقاع العالم ، حيث أشار " الحضارمة شعب لم يظلمهم تاريخنا العربي فقط بل ظلمهم علم الانثروبولوجيا وتاريخ المجتمعات . قاموا وحدهم بأكبر تغيير حضاري على وجه الأرض منذ التاريخ في اقصر وقت ممكن في منطقة تكاد ترسم حدودها بالمساطيرالبحرية . اثر هولاء القلة من الناس وبمعالمه أسطورية بمئات الملائين من البشر شملت مالا يقل عن ربع أمم الشرق البعيد .. ولما سألني الشيخ الدكتور/ محمد العواضي في برنامجه التلفزيوني كيف ـ اسلم مفكرون ومهنيون أجانب في الشرق بعد نقاشات جرت معك ؟ ـ قلت له أن أكون مسلما بسيطا كما علمني الحضارمة أساتذتي الكبار ..... إنهم يسيرون خارج مجتمعاتهم كتبا مفتوحة في التصرفات معادن لا تصدأ من السلوك والأخلاق . أما الأكاديمية السعودية في جامعة الملك سعود أمل عبدا لعزيز الهزاني . فقد أشارت في مقال لها بعنوان (من يهب يملك ) نشر في صحيفة الشرق الأوسط في 26/4/2010 إلى الدور الذي لعبه رجال الأعمال الحضارمة في التأثير على جيل رجال الأعمال الحالي في السعودية ، حيث أشارت في وصفها لهذا التأثير " الشخصيات الحضرمية أثرت المجتمع السعودي بخبراتها الواسعة في دهاليز التجارة والمعاملات المالية واستفاد من خبرتها جيل من رواد الاقتصاد الذين نراهم اليوم أسماء لامعة في عالم المال والأعمال . ولم يغفل المهاجرين الحضارمة الجانب الخيري في أعمالهم فشاركوا في بناء مؤسسات ومنافع كثيرة في المملكة" . وفي ختام مقالي هذا اشكر جميع حملة القلم في المملكة العربية السعودية الذين كتبوا عن الحضارمة وحضرموت بمصداقية ومهنية عالية ، كما أتمنى من الكتاب والأدباء والإعلاميين والأكاديميين والمهتمين في محافظة حضرموت خاصة الاهتمام بكتابة تاريخ حضرموت والشخصيات الحضرمية الهامة لان كثير من الكتب والأبحاث والمقالات وغيرها من المصادر تكاد تكون مكررة ومتناقلة ولا توجد فيها أي إضافات نوعية. |
||||||
11-02-2010, 12:55 AM | #124 | ||||||
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه
|
الحضارمُ.. أساتذتي الكبار2010/11/01 الساعة 21:05:02 نجيب الزامل ويميل العربُ إلى تسميتهم الحضارمة، وعندي سواءٌ ما دامت تدل على من أعني. الحضارمة شعبٌ لم يظلمهم تاريخـُنا العربي فقط، بل يظلمهم علمُ الأنثروبولوجيا وتاريخ المجتمعات، قاموا وحدهم بأكبر تغييرٍ حضاري على وجه الأرض منذ التاريخ في أقصر مدة، في منطقة تكاد تـُرسَم حدودُها بالمساطير البحرية.. أثـّرَ هؤلاءُ القلة من الناس وبمَعـْلـَمـَةٍ أسطوريةٍ بمئات الملايين من البشر شملت ما لا يقل عن أربع أمم في الشرق البعيد.. ولم أجد فيما قرأتُ أحدا أعاد لهم هذا المجدَ الإنساني الجماعي حتى اليوم.. ولا هم أنفسُهم! والحضارمُ طيبون ومن أكثر الناس دهاء.. ولكن الدهاء َالحضرمي دهاءٌ قائمٌ غريبٌ شاذٌ من نوعه لا وجود له في غير هذا الشعب، ولو كانت الشعوبُ تقاس عليها اللغات والصفات لكانت هنا كلمة غير الدهاء تنطبق تماما الانطباق ولا نجد إلا هذه الكلمة في العربية، إنه دهاءٌ معتق بالوارثة في التحايل على الظروف من أجل النجاح، وأرجو أن تعتني هنا معي بما أقول، إن دهاء الحضرمي كشعب، وليس كفرد، هو كيفية تسربهم إلى قلوب الناس وعقولهم فيرسمون لأنفسهم الصورة المثلى التي يريدها من في الطرف الآخر مقابلا له في التعامل العملي، دهاء يتكون مع العادات والظروف الجديدة معرفة وتشربا وتداخلا في النسيج، ولكن كل ذلك مغلف بالقماش الكتاني الحضرمي الذي لا يبلى ولا يتغير مع السنين والأحوال والظروف، هل أسميه دهاءً عمليا؟ أم دهاءً طيبا؟ ولكنه يفوق التداخل والانسجام العادي في المجموعات مع المجموعات أو الأفراد في المجموعات، إنها حالة فريدة لم أر - وأنا مهتم صغير بعلم الحضارات - مثلها في كل ما سمعت وقرأت وشاهدت. رغم عظمة هذا الإنجاز في المسيرة الحضارية، هذا الإنجاز المدرج مواريا في هامش دفتر السجل الحضاري، إلا أن هناك الإنجاز الأكبر للحضارم، التجار العاديون الذين عبروا البحار والجبال والصحاري في سبيل أن يكوّنوا حياة أفضل، وهنا يجب أن أعمل قليلا التفكير في عقلي: لم هاجر الحضارم؟ هل للتجارة؟ ولكن كل الناس يهاجرون للتجارة، بل هناك أمم بعينها تتشتت في الدنيا طلبا للتجارة منهم اللبنانيون والأرمن والصينيون واليهود ويفتحون إمبراطوريات في كل الأماكن وفي كل زمن.. السر أن الحضرمي يعلم أنه من مادةٍ غير قابلةٍ للذوبان، وأنه لا يرتكب خطأ أخلاقيا، ولا يكوِّن مجمعات ضغط، ولا يخرق القانون، أنهم يسيرون خارج مجتمعاتهم كتبا مفتوحة في التصرفات ومعادن لا تصدأ من السلوك والأخلاق "هؤلاء السمرُ الدقاق الأنوف اللامعي العيون بذكاءٍ خفي يأتيك من أعماق الصحراء" :لحظة! هذا الكلامُ ليس من عندي، إنه في وثيقةٍ معلقةٍ في متحف شخصي في سنغافورة في شارع العرب، لإرسالي هولندي. قلت للسيد أحمد باسرور وهو حضرمي جاء أجدادُه هناك: "أعتقد أن هذا المبشرَ كتب أكثر، ولكن لأمر ما أُخفيت هذه الوثائق". ضحك الحضرمي باسرور ولم يقل شيئا غير تلك الابتسامة الصامتة التي يقابلك بها الحضرمي فيعصرك فضولا: هل يقول شيئا؟ أم أنه لا يقول؟!" إنه الدهاء الحضرمي، هذا الجـِينُ المعتق عبر القرون الذي لا يتغير ولا يتبدل ويبقى الحضرمي باسرور الذي لم ير حضرموت في حياته تماما مثل ابن عمه باسرور في مدينة شبام الآن. كان باسرور يعلم شيئا ولم يقله.. ورحل مريضا وأخذ أسرارا معه من ضمنها وثائق لم يسلمها لأحد.. (على الأقل بحدّ علمي) فالحضرمي يتلبس كاملا المجتمعَ الجديد، ويدخل في كل سِمّ في جداره، وعندما يجتمع الحضارمُ في المساء أو في بيوتهم، وإذا هم ذات الحضرمي الذي بقي في وجدانهم من قرون. عائلة الكاف أو السقاف في سنغافورة أو في جاوة، خذ أي فرد منهم الآن إلى حضرموت، وسيتلفع بالوزرة الحضرمية ويتابع يومه.. وكأن حاجز القرون مجرد معبرٍ للخروج والدخول. على أن الإنجازَ لم يقف هنا، إنه اختلط مع مكونات التركيب الحضرمي ليصنع معجزة أنثربولوجية ثيولوجية كما يقول مختصو العلم، فهم، غير حال المبشرين و"الجوزويت" الذين انتشروا كالناموس في شرق آسيا، نجحوا نجاحا مبينا في نقل الإسلام من غير أن يدّعوا يوما أنهم دعاة.. أثبت الحضرميُ أن الإسلامَ ينتقل فقط لأنك مسلم.. مسلمٌ كما يجب أن يكون المسلم، في أي حال، في أي ظرف.. ويقول "كوندويني" إيطالي أقام في إندونيسيا حتى مات أوائل القرن العشرين: صعق الناسُ عندما رأوا تاجرا بلا كاهن.. ولما وجدوا (سالمين) موظف (باناجي) يصلي أمامه وكبار التجار في ساحة السوق.. درْسُ الحضارمة الأكبر: كلنا مشروع داعية لو أردنا، وأننا مشروع داعية بلا خطة مرسومة سلفا.. إننا مشروع داعية بأن نمارس الإسلام بصفاته الأساسية الأولى نصلي، نزكي، نتواضع، نبتسم، نحب، ولا نغش في كل مهنةٍ وفي كل رفقة.. ولما سألني الشيخُ الدكتور محمد العوضي في برنامجه التلفزيوني: "كيف أسلم مفكرون ومهنيون أجانب في الشرق بعد نقاشاتٍ جرت معك؟" قلت له: "أن أكون مسلما بسيطا، كما علـَمني الحضارمُ.. أساتذتي الكبار!" " الاقتصادية " [email protected] |
||||||
11-06-2010, 02:18 AM | #125 | ||||||
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه
|
حضرموت" تريم عطرُ الحَضَارمة.. بقلم: أشرف أبو اليزيد الجمعة , 5 نوفمبر 2010 نحن في سماء اليمن، وقد اقتربت الطائرة من مطار مدينة سيئون، بقلب وادي حضرموت، نستطيع من نافذة الطائرة الصغيرة أن نلمح المحيط الجغرافي الأسطوري في تشكيلاته. قد تشبه الطبوغرافيا ألف كعكة وكعكة من الرمال الحجرية. ربما تتماهى الصورة مع قاع محيط ملؤه الرمال. جغرافيا تبدو من السماء قاسية عسيرة على الاجتياز، لا نرى نهرًا، ولا نصادف بحيرة، ولا نبصر بساطًا أخضر. كنتُ أفكر أن تلك الأرض هي جغرافيا الزهَّاد. هذه هي مفازة المنذورين للعلم. لا تشغلهم حياة مبهرجة عن رسم الأحبار في أوراقهم، ولا تلهيهم زينة دنيوية عن قراءة الأوراد في لياليهم. تلك هي الآنية الجغرافية التي تغترف منها مدينة تريم محيطها، وهي المدينة اليمنية التي اختيرت عاصمة للثقافة الإسلامية للعام الهجري ألف وأربعمائة وثلاثين وعام، فكيف هي الحياة في قلب تلك البقعة الخضراء بإيمانها، المضيئة بنور علمائها، المستكينة كما كانت منذ نشأتها؟ مؤشر الحرارة في الظل يعلن عن أربع وأربعين درجة مئوية، حسنا فعلنا أن اخترنا الطائرة من عدن إلى سيئون، فليست مسافة 400 كيلومتر قصيرة حين تجتاز خلالها الصحراء تحت مظلة تلك الشمس اللاهبة. لم تكن الحرارة عدونا الوحيد، كنا نريد أن نخصص وقتا تقتله المسافات لنحياه في خريطة أماكن حددناها سلفا، قد لا تقف عند تريم، وربما لا تكتفي بسيئون. استقبلنا في سيئون سعيد الشدادي المنسق العام لفعاليات تريم عاصمة الثقافة الإسلامية، تناقشنا في برنامج رحلتنا. سنقيم في سيئون، ونتخذها قاعدة انطلاق إلى تريم وسواها، قبل أن نبدأ رحلتنا الأولى إلى هناك. بعد ثلث الساعة من مغادرتنا مدينة سيئون، كان الطريق الذي يشبه سبورة أسفلت سمراء يشق الأفق أمامنا قد تحول بفعل متاهة السراب إلى لـُجَّةٍ سائلة. فوقه ظهرت لي قوافل ليس لها أول من آخر، تبينت فيهم التجار، والأحبار. عشتُ دقائق أستمع إلى نداء، وحداء، وغناء، مضى وقتٌ وأنا أنصت إلى ترتيل وابتهال وتبتل. كنتُ كمن عاد في الزمن إلى نقطة غير مرئية. على يمين الطريق ويساره كانت هناك أطلال لبيوت طينية وشواهد لقبور طليت باللون الأبيض، منها ضريح أحمد بن عيسى، الذي يشبه وردة قرنفل على صدر الجبل، تصعد إليها على سلم مطلي كذلك باللون الأبيض يشبه غصن وردة. كان المشهد يشبه مدخلا لديكور فيلم سينمائي عن حياة خلت. لم أفق إلا على نفير السيارة التي تقلنا وهي تجتاز ///////////////////////// المدينة عند دوار مروري صغير، معلنة دخولنا أمام بعض المارة، ومحذرة قادة الدراجات النارية من اللهو في منتصف الطريق. كانت تلك صفارة العودة إلى العصر الحالي. الحالي بمعنييها، معنى الإشارة إلى زمن نعيشه الآن، ومعنى مشتق من الحلاوة، في اللسان اليمني المحلي. علامة الوصول إلى تريم كان شعارها المختار للتعبير عن هويتها تتصدره مئذنة المحضار، وهو شعار صممه الفنان الحضرمي سيلان جمعان العيجم. كأن تلك المئذنة علامة على المدينة، ليس فقط معماريا ولكنها علامة على روح المدينة الغارقة في نهر الدرس الديني. أمام منارة المحضار على صِغَر المدينة كان لنا فيها أكثر من دليل. أولهم محمد بن عبد الله الجنيد، الذي أخذنا إلى ساحة مسجد المحضار، لنبدأ من حيث اختزل الشعار مدينة تريم، خاصة وقد علمت أنه خصَّ باني تلك المئذنة بأحد كتبه؛ عوض سليم عفيف باني منارة المحضار. أمام المئذنة البيضاء الشاهقة بارتفاعها ونصوعها حدثنا الجنيد عن المعلم عفيف الذي ينتمي إلى قبيلة عربية من سكان مدينة الهجرين بحضرموت، من بيوتات كندة القديمة، وقد ولد بمدينة تريم في أسرة توارثت مهنة البناء، وكان أشهر أخوته حتى أن عدد عماله زاد عن السبعين بنًّاء! وقد توفي المعلم عوض بن سليمان بن سعيد عفيف في سنة 1345 للهجرة. بنى المسجد عمر المحضار بن عبد الرحمن السقاف في سنة 823 للهجرة (1419 ميلادية)، أما مئذنته الأشهر في اليمن فتقوم على قاعدة مربعة الشكل، تتناقص هندسيا كلما ارتفعنا، حتى تصل إلى ارتفاع 40 مترًا طولا. صحيح أن العمارة الطينية لها حضارتها المتوارثة في المنطقة، لكن هذا الارتفاع الاستثنائي كان جديدًا على حضرموت. النوافذ المستطيلة في بدن المنارة تؤكد هذا العلو، الذي استلهم البناء الهرمي، دون أن ينسى التقاليد المحلية في الإنشاء والزخرف، وهو ما رآه الجنيد علامة على النضج المعماري وفهم أسرار العمارة الطينية. في الطريق من مسجد المحضار إلى قبلتنا التالية مررنا بمساجد أخرى بناها المعلم عفيف منها مسجد باهارون، ومسجد شهاب الدين، ومسجد الزهرة وكلها في النويدرة بمدينة تريم، ومما جمع بينها أن لها مناراتٍ أسطوانية الشكل، وهو ما يثبت أن منارة المحضار لم تكن استثناء في الطول وحسب، بل كانت أيضا ابتكارًا في الشكل. حين عرف سائقنا أننا من مجلة «العربي» بحث في أسطواناته الموسيقية عن محضار آخر؛ الملحن الشاعر حسين أبو بكر المحضار، وأحضر للأسماع أغنية له يقول فيها: «يا رايحة في الجو يا غادية، توجهي بي صوب ذي الناحية، لي قلب متشوق يريد الكويت، الكويت ديرتنا فيها ربعنا الكويت. ما عاد بقعة في اليمن خالية، من ذكرها في الحضر والبادية، ونورها قد شع في كل بيت، الكويت ديرتنا فيها ربعنا الكويت» والديرة هي البيت، والربع هم الصحاب، وفيما عدا ذلك من مفردات فهي صنو الفصحى، وهو ما يجعل الغناء اليمني قريبًا إلى الفهم بقاموسه، مثلما هو قريب إلى القلب بإيقاعه وناموسه. قبل أن نصل كنا على صدى الغناء نستمع إلى الجنيد وهو يوجز لنا سيرة تريم وهو الذي كتب عنها وعن أعلامها أكثر من مؤلف، باعتبارها العاصمة الدينية لوادي حضرموت، ومركز الإشعاع الديني منذ ظهور الإسلام. يقول ياقوت الحموي في «معجم البلدان» إن بحضرموت مدينتين؛ شبام وتريم، وهما «قبيلتان سميت المدينتان باسميهما». وفي «تاج العروس» لمرتضى الزبيدي إن تريم سميت باسم بانيها تريم بن حضرموت. ويُرجع مؤرخون ذكر نشأتها إلى القرن الرابع قبل الميلاد، كما جاء في «معالم الجزيرة العربية» لسعيد عوض با وزير إنها تأسست إبان الحكم السبئي لحضرموت، ولذلك اشتق اسمها من اسم أحد أبناء سبأ، وجاء في كتاب «شرح الصدور» لعلي بن أحمد المشهور بأن حصن الرَّناد - أحد أهم معالم المدينة - قد بني قبل البعثة المحمدية بأربعة قرون. اتسعت المدينة وهي اليوم تغطي مساحة تقدر بنحو 3500 كيلو متر مربع، وازداد ساكنوها فتجاوزوا المائة ألف نسمة. في حصن الرَّناد تجاوزنا العمال الذين يشتغلون بهمة تحت وهج الشمس، يسعون في ترميم ذلك الحصن التاريخي. عبرنا ال///////////////////////// الضخمة المفتوحة على مصراعيها، وسرنا في الفناء حتى وصلنا إلى قلب البناء الذي يقع في وسط المدينة القديمة، قرب سوقها. هو حصن، وقصرٌ في الوقت نفسه، حصن لمنعته، وقصر لروعته، ولذلك يسمى الرناد أيضا بقصر السلطان. كان الحصن شاهدًا على تاريخ المدينة، منذ نشأتها، فقد عُثر به على رأس حيوان من الرخام الأبيض يحمل كتاباتٍ بخط المسند، وكان الحصن معاصرًا لأول وال إسلامي وهو الصحابي زياد بن لبيد البياضي الذي أرسله النبي محمد (عليه الصلاة والسلام) في السنة العاشرة للهجرة بعد أن قدم إليه وفدُ حضرموت لإعلان إسلام أهله. أتحدثُ عن الحصن تاريخيا دون أن أغفل إعادة بنائه وتجديده وفق المراحل المتعاقبة، بالرغم من أن المصادر لا تذكر سوى تجديد - السلطان العادل عبدالله بن راشد القحطاني (سنة 600 للهجرة) وتجديد حاكم تريم محمد بن حسن الكثيري (سنة 1352 للهجرة)، أي قبل ثمانية عقود، وكان ذلك على يد المهندس علوي الكاف، الذي أشرف على إعادة البناء وتصميم القصر وواجهته، وها نحن نشهد الترميم الأحدث له. تغيرت وظيفة الحصن، فكان قصرًا للحكام، واتخذ أيضا مقرًّا حزبيا أيام الحكم الاشتراكي قبل الوحدة، وكان بالمثل سجنا، وضم أيضا إدارات حكومية (المحكمة، النيابة العامة، الشرطة، شئون الأحوال الشخصية، الميليشيا الشعبية، شئون التجنيد الإجباري)، وها هو بعد الوحدة يتخفف من عبء تلك الإدارات التي اتخذت مرافق خارجية لها، ليظهر في حلة جديدة بعد ترميمه، ويسمى قصر الثورة، بعد أن تقرر تحويله إلى متحف. لا شك أن هذا المتحف يدين بتصميمه البديع لرائد العمارة الطينية في حضرموت، المهندس علوي بن أبي بكر الكاف، وهو من أسرة كان منها من تولى قضاء تريم، مثلما أسسوا مجالس العلم وحلقاته ومكتباته، فكان لهم أول مجلس للفتوى الشرعية، وأول مدرسة حديثة في تريم، وأول مستشفى خيري في حضرموت - وأول ملجأ ضيافة في تريم (دار الغرباء والوافدين، وتقع شمال سوق الخضار القديم), وشقوا أول طريق يربط بين ساحل ووادي حضرموت، عرف بطريق الكاف، أو طريق البنادر، وهي الطريق التي أنهت العزلة للوادي. كما تأسس أول ناد رياضي ثقافي - له فريق كرة قدم - في حضرموت - بمدينة تريم باسم (نادي الشبيبة المتحدة) سنة 1921 ميلادية برئاسة عمر بن شيخ الكاف. ساهم أبناء الكاف في الصحافة المبكرة فرأس محمد بن حسن الكاف تحرير صحيفة الإخاء سنة 1938م، ودعم أبو بكر بن شيخ الكاف طباعة مجلة «عكاظ» الأدبية التي رأس تحريرها في العام 1929م الشاعر الحضرمي على أحمد باكثير. وقد عرفت تريم الصحافة باكرًا، وكانت صحافتها المبكرة قلمية خطية، اعتمدت في مادتها على علماء المدينة وأدبائها، فظهرت «السيل» التي أصدرها في منطقة المسيلة بالمدينة محمد بن عقيل بن يحيى سنة 1911م، وبعدها بست سنوات صدرت «حضرموت» التي أصدرها شيخ بن عبد الرحمن بن هاشم السقاف، وكذلك صحيفة «العكظة» للشاعر سقاف بن محمد طه السقاف، وهناك «الحلبة» التي صدر عددها الأول سنة 1938. بل إن هناك صحيفتين في المهجر أسسهما أبناء تريم وهما «البشير» لمحمد بن هاشم، و«حضرموت» لعيدروس عمر المشهور، وصدرت الأخيرة في أندونيسيا سنة 1920م. يعيدني من حديث الصحافة ما عرفته عن المبادرات النهضوية في تريم والتي تنسب لهمة آل الكاف أيضا، ومنها تأسيس أول شبكة اتصالات هاتفية بالمدينة تربط بين 15 بيتا، وتعمل على البطاريات السائلة. ومن طريف ما عرفتُ أن هناك عملاتٍ محلية صكت في حضرموت، فكانت هناك عملة اسمها خماسي بن سهل، وحينما قلت العملة صكَّ شيخ بن عبد الرحمن الكاف الثري الشهير عملته سنة 1315 للهجرة (1896 ميلادية)، على غرار العملة السابقة وضمنها وأسماها خماسي الكاف. وقد انتهى العمل بهذه العملات المحلية سنة 1943 ميلادية بوصول الروبية الهندية، والشلنات الإفريقية سنة 1951 ميلادية. قبل أن أغادر القصر كان دليلنا الجنيد قد تركنا إلى مكتبته الخاصة وعاد لي بكتاب شارك في تأليفه مع حسين بن محمد الكاف عن ذلك المهندس علوي الذي نقف في رحاب بنائه. رأيته بين قوسين بعد اسم المهندس لقب «الخضيب» فسألته عن معناه، قال لي: الخضيب هو تسمية محلية لطائر الساج المقنع masked weaver وهو طائر جميل اللون والصورة، يكثر وجوده في نواحي وادي حضرموت، ومما يميز الطائر دقته في بناء عشه، وهو ما يجعل أحد الآراء في سر التسمية بأن هناك تشابها بين دقة الطائر في بناء عشه، ودقة المهندس علوي الكاف في مخططاته للأبنية المعمارية. كان سفر المهندس علوي إلى جنوب شرق آسيا يقف وراء استلهامه لملامح جمالية جديدة على المنطقة الحضرمية ومبتكرة أيضا. فقد صمم مسجد عُمر ليكون أول مسجد يبنى بمنارتين، فالسائد في تريم، وحضرموت، مساجد المنارة الواحدة، كما أن هاتين المنارتين كانتا ذواتا أضلاع، وليست حسب ما كان سائدًا مستديرة اسطوانية، وأضيفت لهاتين المنارتين الأعمدة المستلهمة بالمثل من سفره، حتى أنه استوحى واجهة بيته من نوافذ أحد الفنادق الشهيرة بسنغافورة. بلد القصور حكايات قصر وحصن الرَّناد ومهندسه تختزل قصص قصور المدينة الأخرى، وهي القصور التي مررنا بها، ووقفنا أمامها، وتجولنا فيها، ومعظمها يؤدي وظائف سكنية وثقافية عديدة. في حارة المحضار تأملنا كثيرًا قصر عشة الذي بني ما بين عامي 1339 للهجرة و 1349 للهجرة (رأيت المصادر كافة، وجُل الكتب، ومعظم الناس لا يذكرون التاريخ الميلادي إلا عرضا، لذلك أبقيت على تأريخهم لأنه جزء أصيل من كتابتهم وحديثهم). وربما تكون الأرض الزراعية بئر عشة التي أقيم عليها سر التسمية، يمزج معمار القصر بين ما هو حضرمي وما هو جنوب شرق آسيوي، التدوير المحلي للخامات يظهر في قصر عشة، فعدا بعض القطع الحديدية والخشبية والزجاجية للنوافذ والأبواب، استخدم الطين والتبل والنورة المحلية لصناعة معمار هذا القصر. بعد وفاة صاحب قصر عشة، عمر بن شيخ الكاف، في القاهرة، سنة 1969 ميلادية، جرى تأميم القصر، وحول إلى مسكن عام لأسر أهملته، ولكن بعد 1990ميلادية، وبعد القرار الجمهوري اليمني بإعادة الأملاك المؤممة لأصحابها، استعاد ورثة الكاف قصرهم. وكانت د. سلمى سمر دملوجي قد رأست بعثة أوفدتها اليونسكو لإنشاء مركز للعمارة الطينية، فاختير القصر موقعًا رئيسيا للمشروع، لكن ذلك توقف، وبقي القصر ضمن أهم مائة أثر معرض للخطر ضمن تصنيف اليونسكو، خاصة بعد أن تهدمت أجزاء منه بين عامي 1995، و2002 ميلادية. ثم اختير القصر في العام 2003 ميلادية ضمن مشروع ترميم مشترك بين الهيئة العامة للآثار اليمنية، بإشراف د. سلمى راضي، وجامعة كولومبيا الأمريكية برئاسة د. باميلا جيروم، والجمعية اليمنية للتاريخ وحماية التراث بتريم، وهذا الجهد المشترك الموثق هو الذي بدأ الإسعافات الأولية واللاحقة لإنقاذ القصر بإعادة جميع السقوف المهدمة وصيانة باقي السقوف الأخرى. .. ومدينة المساجد الحديث في تريم عن القصور قد لا ينتهي، ففي كل حارة بيت له ملامح القصر، يحكي لك طرفا من سيرة تريم، علامة الحياة للعمارة الطينية. في الطريق رأينا قصر المنيصورة (1351 للهجرة)، وقصر القبة (1355 للهجرة)، وقصر دار السلام (1375 للهجرة)، وقصر التواهي (1356 للهجرة). بنيت تلك القصور دورًا للسكنى، ولكنها كانت كذلك ساحة للاحتفال، وقد ذكرت صحيفة «الترجمان» في إندونيسيا التي كان يصدرها محمد بن عقيل تحت عنوان «حفل تكريم»، عن تكريم أبي بكر بن شيخ الكاف ومُنح وسامي CBE: دعت إليها جمهورًا غفيرًا من رجال الفضل والأدب، وحددت الحفلة الساعة التاسعة من مساء يوم الخميس 5 / 11 / 1356هـ، 6 / 1 / 1938م بقصر باعث روح النهضة في الشباب الحضرمي السيد عمر بن شيخ الكاف العلوي، الجديد الذي تم بناؤه حديثا. لكن الحديث عن القصور لا يشغلنا عن أن تريم هي مدينة المساجد بلا منازع. ويكفي ما اشتهر عن أن بها 360 مسجدا (على عدد يقرب من أيام العام). لكننا ونحن نمر بين الحارات كنا نتوقف أمام المساجد الطينية التي تتميز بها المدينة وجعلتها - مع عمائرها ومكتباتها وأعلامها - عاصمة للثقافة الإسلامية - ففي منطقة الخِليف مسجد الوعل المنسوب للتابعي أحمد بن عباد أنصاري الأوسي، وهو أقدم مساجد تريم، لأن بناءه كان سنة 43 للهجرة. وفي السوق مسجد الجامع، الذي تجاوز عمره الألف عام (يقال إن عمارته الأولى كانت بين 375 و 402 للهجرة). وهناك مسجد الإمام العيدروس بالسوق (551 للهجرة)، وعند حافة السوق بحوطة تريم مسجد باعلوي. وقربه مسجد الإمام السقاف وتأسس في 768 للهجرة. في السوق أيضا مسجد باجرش المتوفى سنة 828 للهجرة، ومسجد الأوابين في حارة النويدرة. والطريف أن تأريخ المسجد عرف من خلال قصيدة صاحبه الإمام عبد الله بن علوي بن محمد الحداد: ونحن نرجو به رضاه، وبحساب أرقام الحروف فإنه يعود للعام 1074 للهجرة. وهناك مسجد عاشق، الذي سمي قديما بمسجد آل أبي حاتم فهي قبيلة أنجبت الفقهاء حتى قيل إنه اجتمع في تريم بزمان واحد ثلاثمائة فقيه مفتي منهم أربعون من آل بني حاتم. في حضرة مفتي تريم على ذكر الإفتاء، ضرب لنا موعدٌ للقاء الشيخ الحبيب علي المشهور بن محمد بن سالم بن حفيظ رئيس مجلس الافتاء في تريم، ومدير دار المصطفى للدراسات الإسلامية. رحب بنا في مجلسه، الذي سيأتيه بعد قليل من يستفتونه في شئون الدين والدنيا. عند محراب المسجد جلسنا، قلتُ إنها المرة الأولى التي أزور فيها تريم، لكنها المرة الثانية لزميلي سليمان حيدر الذي جاءها قبل ربع القرن. قال، أيام الحكم الشمولي! انتهزتها فرصة لأسأله عن تلك الأيام، فقال إنها أيام تطوى ولا تُروى، لأن ما جرى لا يتخيله العقلُ، خاصة بحق العلماء، ولا نستطيع سردها كلها. قال شيخنا المفتي - لي - إنه لن يسرد ما حدث، لأن مثلنا الحضرمي يقول: «لا تشكِ ضيمك على من لا ينفعك»، فوالدنا «اختطفته الأيادي الشيوعية وأصبحنا مسئولين أمام السلطة في ذلك الوقت عما قيل بحق الوالد أنه دبر مؤامرة ضد الدولة، وأصبحنا متابعين من قبلهم حتى شاهدنا الموت مراتٍ كثيرة، لأنهم أرادوا إيهام الناس بأننا أخفيناه عن قصد! وكان أكبر أبنائه الخمسة - حين اختطف - في سن التاسعة. لكننا صمدنا وتحملنا وصبرنا، لأننا لو هربنا لضاعت أسرتنا. وكانت هناك أمانات لدى والدنا، لأنه كان محل ثقة، فأردنا أن نظل نؤدي الأمانات إلى أهلها. وحين نستعرض ما مر بنا نحمد الله على أن تلك الأمانات بقيت حتى ذهبت لأصحابها في الداخل والخارج. وقد عرفنا أن المقادير يصحبها لطف من الله، وهذه الألطاف هي التي تذهب المصائب». سألته عن هجرة الحضرميين إلى العالم، خاصة جنوب شرق آسيا، فقال: «هم دعاة للعلم والدعوة الإسلامية، كما أنهم يجلبون المعارف عبر ما يحضرون من كتب، وفيمن هاجر كان من يظل خارج البلاد 40 سنة، وحين يعود يكون الظن أنه لن يعودُ، تراه قادمًا من العراق بأربعين جملا محملة بالكُتب، وتضم مكتبة دار المصطفى هذه الكتب وسواها. وحين استفسرتُ عن سفرياته لنشر الدعوة قال إنها لا تقارن بسفريات أبيه الذي نشر الدعوة وسافر في آسيا وإفريقيا، وأضاف بتواضع «إن ما يفعله هو ليس إلا جهدًا يسيرًا إذا قورن بمن سبقوه». اغتنمت الفرصة - وأنا في حضرة رئيس مجلس الإفتاء بمدينة تريم - لأسأله عن دور الافتاء التلفزيونية التي تكاثرت وتناسلت على شاشات الفضائيات العربية، وأصبح كل من له شاشة مفتيا! قال إننا إذا استعرضنا التاريخ وجدنا أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، إذا سئل أحدهم وهم العالمون أحال على الآخر، تفاديا للسهو أو الخطأ، فالفتوى لا تكون إلا للملم بالمسألة من جميع جوانبها، والملم بحال السائل، وما وراء السؤال، لأن الجواب لا يكون لقضية واحدة، ولذلك فمن علامات الساعة أن توجد مثل هذه الافتاءات في كل الأمور، ومن أفتى بحق وهو يدري بأنه حق فهذا مُثاب. ومن أفتى بحق وهو لا يدري بأنه حق فهذا مأثوم. ومن يفتي بغير الحق فهو آثم. غادرنا المفتي وهو يحملنا أمانتين: أن ننشر أمور تريم الطيبة، وأن نرسل له ما يُنشر. أمثال حضرمية كان سائقنا الحضرمي اللماحُ لا يترك شاردة ولا واردة إلا ذكر لها قصة، أو حكى عنها طرفة، أو أعاد على أسماعنا موعظة. فقد أحب الاستماع إلى الكبار وهؤلاء يأتون بالموعظة عبر القصص. اغتاظ رجل من جاره الذي يستعير الأشياء فيفسدها أو لا يعيدها، وقرر ألا يعيره أي شيء يطلبه. ذات صباح جاء الرجل يطلب حمار صاحبنا، فأجابه صاحب البيت بأن حماره نفق! حينئذ نهق الحمار، فعاب السالف على ناكر الحمار، فأجاب صاحب البيت والحمار مغتاظا: هل جئت تطلب عذرًا أم حمارًا؟ وهكذا يعيد علينا محمود با وزير اللماح الأمثال وقصصها، تلطف حرارة الجو. قررتُ أن أرد على صاحب الأمثال بالمثل، وكنت قد التقيت بالإعلامي رشاد ثابت الإذاعي في رادية سيئون، فأوصيته أن يحضر لي كتابا للأمثال من حضرموت أردُّ بها على معجم الأمثال الذي يسير معنا، وبالفعل جاءني بكتاب جميل عنوانه (2000 مثل من حضرموت) جمعها وشرحها حسن أحمد بن طالب العامري، وقلت إن هذه الذخيرة ستكفيني حتى أغادر تريم في امتحان باوزير. وأمثال حضرموت مصادرها كثيرة، فيقولون (الطارفة للذيب)، والطارفة هي القاصية، والذيب هو الذئب، ومصدر المثل قوله (صلى الله عليه وسلم)، «إن ما يأكل الذئب من الغنم القاصية). ويقولون «الطبيعة في البدن ما يندرها إلا الماء والكفن»، ويندرها أي يخرجها، والقصد كما يقول الشاعر عن تأصل الطباع المستحكمة: حُبِّي لكم طبْعٌ بغير تكلف والطبع في الإنسان لا يتغير ومنها ما هي أمثال لها مرادفاتها عن الشعوب العربية، بالرغم من اختلاف المفردات: الطول طول نخلة والعقل عقل رخْلة! والرخلة هي أنثى الضأن الصغيرة، وربما نذكر أيضا استعانتهم بمصادر الأمثال العربية الفصيحة، فيقولون لا اختلفوا السِّرقان قل ظهر المسروق، وواضح معناها (إذا اختلف اللصان ظهر المسروق). ومن الأمثال الحضرمية ما يأتي من خبرة أهل تريم وحضرموت الزراعية فيقولون «لا تطرح ذريك في بطحاء»، لأن البذور لن تنمو في أرض غير صالحة للزراعة، وهم يقصدون عدم إهدار المال والجهد فيما لا جدوى منه. إن كثرة المصادر الدينية والأدبية والحياتية للأمثال الحضرمية لتؤكد عمق ثقافة الشفاهي الذي يستند إلى تاريخ كتابي مدون ثري. كنوز خطية كنا كلما نعودُ إلى الفندق نحسُّ بوحشة كبيرة، فربما نكون نحن أنا وزميلي المصور ساكنيه الوحيدين، تعجبتُ من خلو المرافق من زوار وسياح، حكوا لي في الماضي كيف كانت حضرموت محجًّا للسياح والباحثين! لكن الإعلام المدجج بالمبالغات سكب الكثير من الزيت على نار الشائعات، فيكاد من يسمع الأخبار - حين كنا هناك - يظن أننا لن نعودَ من اليمن! كانت البلاد آمنة لدرجة مذهلة، هادئة لدرجة قياسية، ولكن حرارة الجو لم تكن وحدها السبب في هجرة زوارها لها، وانصرافهم عنها. اتخذت الدولة الكثير من التدابير لذرع الأمان، حتى أنني حين ذهبت لشراء بطاقة خط هاتفي جوال، لم يكتف البائع بصورة جواز السفر، بل جعلني «أبصُم» على قسيمة الشراء بعد التوقيع عليها. إن هذا يعني أن تليفوني مربوط بي، ولو استخدم في غير الخير وصلوا إليَّ. لكن الأمن الحقيقي وجدته ليس في الإجراءات بل في احتضان الحضرميين للآخر الزائر الضيف العربي والأجنبي على حد سواء. عطرُ الحضارمة يكمن هنا، في التواصل الإنساني عبر الثقافة والمعرفة، عبر السفر والاتصال، كانوا ولايزالون رحالة، وكانوا وسيظلون رسلا لقيمهم، دون أن ينكروا على الآخرين عشقهم لثقافاتهم النوعية والمختلفة. قال لنا المفتي إن الحضارمة اعتنوا بالمكتبات كما اعتنوا بالتدوين، وتلك العناية هي التي قادتنا إلى زيارة بعض آثارها، وأعني كنوزهم الخطية في مركز النور الذي ابتكر طرقا محلية للحفاظ عليها. دعانا القائمون على مركز النور للدراسات والأبحاث إلى جولة في أقسامه. كان أفضل ما رأيت من ابتكاراتٍ محلية ذلك الجهاز الذي تم تصنيعه - والحاجة أمُّ الاختراع - بالتعاون مع إدارة دار المخطوطات اليمنية بصنعاء وبإشراف خبير المخطوطات أحمد مسعود المفلحي - لترميم المخطوطات والوثائق وصناعة الورق الذي جرى تسجيله لاحقا لدى حماية الملكية الفكرية، كأول جهاز من نوعه يصمم باليمن. ليس التوفير المادي وحده هو ما ضمنه المركز، بل تدريب الخبرات على الانتفاع بما هو محلي، وقد أدركت أن تلك صفة ملازمة لعمارة الحضارة الطينية التي تتميز بها تريم والمنطقة، وهي تستخدم الخامات المتاحة في محيط البيئة للبناء والأدوات الحياتية. لم يكتفِ المركز، وهو جهدٌ أهلي كمعظم المؤسسات التي مررنا بها، بصيانة مخطوطاته، بل قام بفهرسة وتصنيف وترميم وتجليد وتصوير المخطوطات والكتب النادرة في أكثر من 20 مكتبة من مكتبات الأربطة والمكتبات الخاصة، بعد مسح أولي لنحو 50 مكتبة، وهو يقدم خدمة جليلة بإعادة نشر بعض المخطوطات بعد تحقيقها، فضلا عن الدورات المختلفة للشباب التي قد تمتد لتشمل التصوير الفوتوغرافي. حين عدنا ظهرًا إلى الفندق، سرني أن يكون هناك زوار ونزلاء. في البهو تعرفت على صديق لمجلة العربي اسمه خليل رجب حماد قال لي إنه التقى بفريق العربي الذي زار سيئون في العام 1965م: «العربي» كانت خير ضيف حل على بلدته، فقد عرَّف العالم على حضارة حضرموت». كرر لنا الرجلُ سعادته وأعاد على أسماعنا أغنية الفنان أبو بكر سالم بلفقيه: «مرحيب .. مرحيب بالطيب الأصلي .. لي «الذي» شرف الدار بعد سنين مسهونة» قال لنا رجب إن من بين ما نشرته «العربي» قبل أكثر من 44 عامًا هو مشروع بناء مدرسة القرن، وهو ما دعا المهجريين الحضارمة - بعد رؤية «العربي» - إلى دعم بناء تلك المدرسة. البحث عن فتاة غلاف يكاد كل غلاف من أعداد «العربي» - أو لنقل النسبة الغالبة من أغلفة «العربي» - أن يحتفي بالمرأة، ليس فقط لأن النساء يقدمن مدنهن على النحو الأبهى بزينتهن وأزيائهن، وابتساماتهن، ولكن لأننا لا نستطيع أن نغفل نصف المجتمع. لكن البحث عن غلاف للمرأة في تريم أعيانا، ففي كل مرة تكاد الظروف تبتسم لعدسة زميلي سليمان حيدر تنغلق بعد أن تضيع الفرصة تلو الأخرى. في المدن العربية والغربية على حد سواء يمكن أن يحدث ذلك، لكن الصعوبة تكمن في مدينة محافظة يعتقد أبناؤها أن ظهور المرأة يمكن أن يسيء لها! وهو مستغرب في بلدٍ أعتقد أنه قطع أشواطا كثيرة في الاحتفاء بالمرأة، مبدعة وأديبة وفنانة، وأستاذة وأكاديمية وعالمة. كانت طائرة حيدر إلى صنعاء تسبقني بيوم كامل. في الصباح التالي، جاءتني البشرى بأن الغلاف سيبتسم أخيرًا حين تزينه فتاة تريمية. نظرت إلى الساعة، وكنتُ في سيئون، قلت لصديقنا سعيد الشدادي الذي يسَّر لنا كلَّ اللقاءات في تريم وحولها: «الطائرة ستقلع في غضون الساعتين، فكيف سنذهب إلى تريم - على بعد نصف ساعة - ونعود بعد أن نصور، وألحق الطائرة؟ نظر إلي نظرة الواثق وهو يقول إن طائرة سيئون - صنعاء لن تطير من دوني هذا الصباح. كنتُ قد خبرتُ الطريق الذي نمر به كل يوم، منذ سكنا سيئون، فما إن عبرنا شعار العاصمة الثقافية حتى تنفست الصعداء، لأننا قطعنا نصف المسافة. دخلنا إلى إحدى دور تعليم الفتيات. ويبدو أن مديرة الدار المنقبة لم تكن تدري عن مهمتنا! أخذت أوزع النظر بين سعيد الشدادي والساعة، وجاءت المفاجأة بأنه لا يوجد تصوير، وأن مديرة الدار أبلغت رفضها بالأمس! حتى يعوضني الشدادي عما جرى، لم يدعني أركب طائرتي الأصلية، بل رتب تغيير الحجز لكي ألحق بالطائرة المباشرة التي تحلق قبلها! إنه اليمن السعيد! النساء التريميات قد يختفين من الطريق، لكنهن يعرفن الطريق إلى المساجد، وقد رأيت وأنا أمر بحارة صغيرة تتسع لشخصين أو ثلاثة على الأكثر فتاة تجلس خلف عتبة البيت، وقد اعتمرت وشاحها تقرأ القرآن بصوتٍ جميل. لم يعد التدين في تريم تكلفًا، وليس التحفظ تأففا، بل هي الخطا التي ترسم التعفف في كل حين. دلني بعض من تحدثوا إلينا على مساجد مصليات للنساء، وهي تُنسبُ لنساء صالحات، قد يكون بعضها أسسه الرجال، ثم هجرت، قبل أن تعمر من جديد وتخصص للنساء (وأحيانا يحدث العكس). ومن أشهر مصليات نساء تريم: مصلى عيشة بنت الشيخ عمر المحضار، ومصلى خردة بالخليف، ومصلى شهابة بالنويدرة، ومصلى جنيدة بالسوق، ومسجد الحداد بالمحيضرة. عطر الحضارمة في إحدى الأمسيات اتجهت للقاء رئيس اللجنة الفنية لتريم عاصمة الثقافة الإسلامية، وهو الدكتور محمد أبو بكر المفلحي وزير الثقافة اليمني، الذي يحضر للإشراف على تنفيذ الخطة المقررة والمشاريع الثقافية الكثيرة التي تمت جدولتها منذ اختيرت تريم عاصمة للثقافة الإسلامية. الفعاليات كثيرة في تريم، وهي أيضا تقام في إطار الفعاليات خارج المدينة، سواء في شبام، أو سيئون، أو حضرموت الوادي والساحل. حدثني الدكتور المفلحي عن المشروعات التي أنجزت، وتلك التي في طور التحقق، فوزارة الثقافة تنفذ أكثر من 460 نشاطا، نصفها أو يكاد مخصص لطباعة الكتب (200 كتاب) وتكريم رواد اليمن، - من بين 553 فعالية ثقافية أقرت في إطار الاحتفالية، بين مشاريع للبنية التحتية، ومؤتمرات وسواها. قال الدكتور المفلحي إن الدور التنويري التاريخي للمدينة بدأ برفضها لدعاة الردة الذين ظهروا بعد وفاة الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم)، فلم تناصر أو تؤوي المرتدين عن الإسلام، واستمر هذا الدور بإنجاب المدينة للعلماء والدعاة والمفكرين والمبدعين، الذين تخطى دورهم سور المدينة وحدود الوادي، الذين بدأت أسفارهم مع أشقائهم في حضرموت عبر الهجرات الشهيرة إلى الهند وإندونيسيا والملايو وسيلان قبل أكثر من خمسة قرون لتجلب العطور، وتأتي بالتوابل، وتستورد الحرير، وغيرها من منتجات الشرق، ولتأخذ هذه البضائع طريقها برا وبحرًا لاحقا إلى مصر وفلسطين والشام، حتى أوربا. استطرد المفلحي «كانت الهجرات الحضرمية إلى الشرق الآسيوي قد بلغت ذروتها في القرن التاسع عشر. واستطاع ذلك المجتمع المهاجر أن ينشيء مجتمعًا يمنيا واعيا بأهمية الاندماج في فضائه الجديد، وهو اندماج لم يقطع صلة الأنساب للمهاجرين، ولم يفت في عضد الهوية الوطنية، وكانت سماحتهم رسالة سلام للدين الذي دعوا إليه، فانتشر الإسلام عبر الحضارمة بالحب، لا بالحرب». كنتُ أستمعُ إلى الدكتور المفلحي وأنا أتأمل تاريخ تلك الهجرات الحضرمية. قلتُ لنفسي، صحيح أن الحضارمة أتوا بالعطور والحرير من الشرق، لكنهم ذهبوا إليه بعطرهم الخاص. عطر الحضارمة كان أخلاقهم، ورسالتهم، ونموذجهم. المشروع الذي وضعه علماء تريم - مقيمين ومهاجرين - كان ولا يزال، وسيظل إحياء علوم الدين، والتمسك باللغة العربية، وإشاعة السلام. أعادني الدكتور المفلحي إلى تريم اليوم حين اختتم كلامه بأن أهالي تريم ضربوا مثلا في هجراتهم المسالمة، ففي الوقت الذي أصبحت الهجرة العربية والإسلامية تمثل هاجسا يحمل المشكلات للآخر الغربي في وطنه، فيصبحون متشددين في قبولهم للمسلم والعربي، تعد الهجرة التريمية - نموذجا للهجرة الحضرمية - مثالا للهجرة المسالمة، التي تفرض شريعة الإنسان، بقيمه الإسلامية الداعية للخير. كانت المدارس والأربطة التي أنجبت هؤلاء المهاجرين هي التي أهلتهم ليكونوا ذلك الضوء، ومن ثم فإن الحفاظ عليها، لمستقبل أجيالنا القادمة هو أمرٌ مهم من أجل مواصلة الدور المعرفي الذي مارسته المدينة منذ وقت مبكر وحتى اليوم. عمارة الحضارة الطينية كانت الحارات التي نتجول بها تسردُ علينا طرفا من أسرار عمارة الحضارة الطينية. الباب الكبير الذي يمثل درة في قلادة سور القصر يستدعي على ضلفتيه أماكن إسلامية مثل مكة المكرمة والمدينة المنورة، أو عمارة شهيرة مثل منارة المحضار، أو خطوطا جميلة وزخرفة نباتية. وكأن الداخل كتاب، وهذا غلاف الكتاب الملون، أو عنوانه المرسوم بأناقة، وكأن مصمم الباب يقول لك: البيت يبان من عنوانه. وهناك بوَّابات عليها آيات قرآنية، فدار عبد الله العيدروس المنشأة في القرن التاسع الهجري تحمل بوابتها سورة «يس» كاملة. السور يمثل وظيفة أخرى هي إضفاء خصوصية على حرم البيت من الداخل. والأبواب والنوافذ مصنوعة من الحُمر، وهو خشب قوي. زوايا سور البيت الخارجي، أو أركان جدرانه، لا تعرف القسوة، إنها مستديرة ناعمة، كأنها تؤهل السائر للمنحنى القادم والمدخل التالي، فلا يفاجأ بالقادمين في عكس الطريق. هي أيضا انحناءة مستقاة من أسطوانية المئذنة، وعزف على أحد مفاهيم العمارة الإسلامية. في البيوت الصغيرة التي لا تملك السور الحافظ من العيون الساتر من النظر، يحتال المعماري بأن يجعل الباب وراء جدار يشبه ساترًا أو جدارًا لا يغطي سوى الباب، وكثيرًا ما يكون الباب مثل منبر، تصعد إليه بدرجتين أو أكثر، وهي صفة معمارية إضافية مستلهمة من عمارة المسجد في الداخل. وهكذا لن تجرح عيون المشاة رؤية من تفتح الباب! البيوت أغلبها من ثلاثة طوابق، على جدرانها نقوش وزخارف على هيئة دوائر وخطوط، وبعض الجدران تزدان بآيات من الذكر الحكيم، وربما بأبياتٍ من الشعر. في عمارة البيوت القديمة يلاحظ المتأمل وجود شمسة، وهي فتحة للتهوية من الداخل. بنيت المدينة على نظام الحارات، ويمكن أن تحدد مجموعة كل حارة حين تنظر إليها من عل. بالرغم من تلاصق المنازل، ستجد في كل حارة مجموعة من المساجد، وأمام كل مسجد بستان، وأحيانا ترى بئرًا للسقاية أو آثارها الباقية، وهناك - أحيانا - حوض لسقي الماشية، تذهب مياهه الزائدة لري أشجار نخيل ومحاصيل مما أوقف عادة للمسجد، يذهب ريعها إليه. بعض البيوت الجديدة في تريم قد لا تلتزم بمادة البناء التي اشتهرت بها المدينة، الطين اللبن، المخلوط بالتبن، لكنها تحاول أن تأخذ سمت البيوت بتصميمها المعماري، وواجهاتها الملونة بلون الطين. الدراجات النارية تحل مشكلات الشوارع الضيقة، التي لا تستطيع دخول السيارات إليها. فالدراجة النارية تقوم مكان سيارات الأجرة، التي لم أرها داخل المدينة. لم تعرف تريم السيارة إلا في العام 1920، حين وصلت أول سيارة مفككة على ظهور الجمال من المكلا على بعد 300 كيلومتر. الليلة الكبيرة تلك كانت ليلة الوداع، وقد أعد لنا الشدادي والجنيد وفرقة المسرة للإنشاد التابعة لدار المصطفى، ليلة وداعية استمتعنا فيها بهدوء الليل، وصفاء المناخ، وقوة الصوت، وجزالة الإيقاع. كانت رسالة الليلة الأخيرة .. الكبيرة، هي أن الترويح عن النفس لا يقل أهمية عن تعليمها وتهذيبها. وضع المنظمون لافتة يرحبون فيها بمجلة «العربي». في الباحة نصب المنظمون السماعات المكبرة للصوت، وحين بدأ أداء النشيد - الذي ظهر في تريم منذ ألف عام ويزيد - تحولت الشرفات حول المكان إلى قاعات استماع. فالذين أمضوا نهارهم في طاعة الله، والشباب الذين أحبوا إيقاعات الفرقة، اصطفوا ليشرفوا من عل وهم قابعون في الظلام حزمة النور والشدو. قال منشد الفرقة إن أهم أهدافهم هو توجيه مسار الإنشاد الإسلامي الهادف والارتقاء به بما يناسب الجيل المعاصر. سافروا إلى مصر والإمارات، والسعودية للمشاركة بفنهم الذي كُرِّم أكثر من مرة باليمن. بعد أن اندمجنا طربين، أحسسنا أننا كساكني كوكب يسافر بغنائه في الليل. وكان بيننا نجوم في الغناء. وكان الشجن يرسم ساعاتنا الأخيرة في تريم. كانت «العربي» هنا قبل أكثر من 44 عامًا، ثم عادت إلى تريم قبل ربع القرن، وها نحن نجدد في الألفية الثالثة الزيارة للمرة الثالثة. إنها مدينة تدعو للتأمل، وتزرع الأمل، وترسمُ صورة مدينة إسلامية تفخر بثقافتها، وتحتفي بها، وتحافظ عليها. وداعًا تريم، أو إلى اللقاء، يا عطر الحضارمة. نقلا عن مجلة العربي |
||||||
11-14-2010, 04:21 PM | #126 | ||||||
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه
|
التأثر والتأثير في محاضرة الشبيلي ! المكلا اليوم / كتب: عبدالله باجبير2010/11/14 استمتعت واستفدت كثيرا من محاضرة الصديق الدكتور عبد الرحمن الشبيلي، عن التأثير الثقافي المتبادل بين حضرموت وبلد الحرمين الشريفين، وبرحلته التي أخذني إليها من خلال كتابه “ثلاثة أيام في بلاد الأحقاف”. وأعادني إلى تاريخ قديم لم أشهده، فأنا أعرف أن أجدادي هاجروا من حضرموت قبل أكثر من 200 عام.. حيث استوطنوا “جدة” وحيث أصبحت سعوديا قلبا وقالبا، وإن كانت لي جذور حضرمية. يتحدث الدكتور الشبيلي من خلال رحلته فيكتب: لـ “حضرموت” الواقعة في جنوب الجزيرة العربية، موقع خاص في نفوس أهل الجزيرة كافة. ونفوس السعوديين بخاصة، فقد كان الحضارم أول من فتح السعوديون أعينهم على وجودهم بينهم، وشهد “الحجاز” بشكل خاص هجرات حضرمية على مر العصور، وكان من أقدم ما عرف في عصر النبوة، واستمرت عبر التاريخ تحدوها الرغبة في طلب العلم بجوار الحرمين الشريفين، أو البحث في سبل الرزق، وقد شهد منتصف القرن الماضي هجرات أوسع لكثير من الأسر الحضرمية المعروفة التي أسست بيوتات تجارية شهيرة في مكة المكرمة وجدة، من أمثال أسرة بن محفوظ في مجال الصرافة وبقشان في مجال التجارة والتوكيلات، وبن لادن في مجال المقاولات والتعهدات وغيرها الكثير. ويقول الدكتور الشبيلي في محاضرته مدللا على مدى التأثير المتبادل بين حضرموت وبلاد الحرمين الشريفين إن من الطبيعي وقد انتشرت الهجرات الحضرمية إلى مكة المكرمة وما حولها أن تصطبغ الحياة الاجتماعية ببعض مظاهر التراث الحضرمي الاجتماعي والمادي والفولكلوري، ومن هنا يستطيع المراقب أن يلحظ التشابه في الأسواق والبيوت والعمران والملابس والفنون وبعض أنماط العادات والتقاليد الاجتماعية في جدة والمكلا. ويضيف: “والكلام نفسه يقال عن الأدب والتعليم في الحجاز اللذين ظهر فيهما أعلام، من أمثال حسين باسلامة وعبد الله بالخير وصلاح البكري ومحمد سعيد العامودي ومحمد سعيد باغفار وعلي حسن فدعق ومحسن باروم وعبد الله حسن الجفري وأحمد عمر بافقيه والدكتور محمد علي البار والدكتور محمد علي الحبشي ومحمد سعيد باعيس والدكتورة خيرية السقاف والدكتور محمد أبو بكر حميد ومحمد أبو بكر باذيب والدكتور أبوبكر باقادر وحسين بافقيه وعبد الله محمد باشراحيل وعبد الله باجبير”. مع أن أسر الكثيرين منهم اندمجت منذ قرون في المجتمع الحجازي. ومع أن معظمهم أتى إلى الحجاز وهو صغير أو ولد فيه، فإن ثقافة هؤلاء تعد في الحقيقة حجازية أو مختلطة أكثر من كونها حضرمية صرفة. ويطرح الإعلامي والباحث السعودي الدكتور عبد الرحمن الشبيلي سؤالا عن مدى التأثر الذي يحدثه أو يتلقاه أحد الإقليمين من الآخر.. ويجيب عن تساؤله: “أيظن أن إقليم الحجاز هو الأقوى المفترض روحيا واقتصاديا نجد أن كثيرا من الموروثات المستقاة من الثقافة الحضرمية في أنماط الفنون والملابس والمأكولات ونحوها قد تغلغلت في البيئة الحياتية الحجازية، خاصة في جدة الثغر البحري والتجاري لمكة المكرمة، وما كان ليتم لولا كثافة الهجرة الحضرمية من ناحية، وكذا الارتياح النفسي المتبادل بين الشعبين الملتحمين في أصولهما وأنسابهما. من ناحية أخرى، للحق فإن محاضرة الصديق الدكتور عبد الرحمن الشبيلي عن التأثير الثقافي المتبادل بين حضرموت وبلاد الحرمين الشريفين ورحلته ثلاثة أيام في بلاد الأحقاف ـ حضر موت ـ والتي جاء ذكرها في القرآن الكريم في سورة “الأحقاف”: “واذكر أخا عاد إذ أنذر قومه بالأحقاف”. والرحلة تمثلان إضافة حقيقية لتاريخ وجغرافية هذه المنطقة، وتفتحان الباب لأبحاث أخرى، بعد أن فتح الدكتور الشبيلي الطريق وأضاءه أيضا. * نقلا عن صحيفة الاقتصادية الإلكترونية |
||||||
11-16-2010, 12:14 AM | #127 | ||||||
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه
|
حضرموت والعودة للحق.. سلامٌ لها وسلامٌ عليها المكلا اليوم / كتب: علي بن مبارك المحمدي2010/11/15 في لحظة من الزمن يجبرنا التاريخ أن نقف وقفة مراجعة وترتيب أوراق، بل وربما وقفة استغفار وإعادة تنظيم للأولويات التي تفرضها محددات الوقت وأبجدياته, إن حياة الشعوب تتأثر دوماً بما هو دائر حولها، خصوصا عندما تفقد اعتزازها بذاتها، أو يجن عليها الليل فلا ترى لأثر السير دليلاً تهتدي به لتواصل مسيرها، وهذا ما وصل إليه حال أرضنا الحضرمية في شتى سهولها وجبالها ووديانها. حيث مرت على تلك الأرض حقبة من الزمن فقدت فيها أروع معاني الانتماء، وتاهت عنها كل مواطن الفخر، وتلاشى من بين يديها تاريخ أمجاد سطرها الأولون بعزتهم واعتزازهم حتى اندثر وتماهت حين وصلت إلينا اليوم. حري بنا اليوم أن نقف لحظة صدق مع أنفسنا، وننفض عنا غبار التبعية العمياء التي لربما جرفتنا إلى ما لا تحمد عقباه، ولربما من الأجدر حتى لا نستميت في جلد ذواتنا أن نعترف بأن ثمة أسباب ومسببات أوصلتنا إلى ما نحن فيه اليوم، وعوامل كانت وراء هذا التشرذم والتخبط الذي يحيط بنا بدءاً من الحقبة الحمراء ومن قبلها السلطنة وما واكبها من حرب تشطير نفخ في أوداجها فكرٌ خارجي لا يمت للعروبة ولا لأصالة الإسلام ووحدته لا من قريب ولا من بعيد.. فتواترت تلك العوامل جميعها لإخراج جيل مسخ مزقت أواصره، وعمَّقت فيه مفاهيم الأنا حتى مع أبناء جلدته، وفوق هذا وذاك أثرت سلباً وبشكل جلي على تعايشه. لقد عاش الحضارم الأوائل فترة ذهبية في هجراتهم بعد أن اضطروا إليها، وعاش ذلك الجيل فترته الزمنية يبحث عن الحياة الكريمة حتى وجدها، وعكس بحسن عشرته ومعاشرته ذلك الانطباع الورع والراقي عن الحضارم، حتى أصبحوا مضرب المثل في حسن الأخلاق، وصدق المعاملة، ونشأ حينها جيل يحمل المكون الأساسي للحضرمي والمتمثل في الانتماء للأرض، وتأثر بالمكوِّن الفكري للبيئة التي نشأ فيها وبطبيعة الحضرمي فهو عنصر مؤثر ومتأثر لكن مع تناغم داخل البيئة الجديدة. وفي الجهة المقابلة وعلى النقيض تماماً أصبحت حينها حضرموت أفكاراً متضاربة، وآمالاً متباينة، وساحة صراع فكري كانت تدار رحاها من خارج حضرموت، ويوجهون دفتها حسب قناعتاهم، ويحق لكل صاحب فكر أن يقتنع بفكره ويعالجه ضمن فهم واقعه بما لا يصلح للصدام أو التقاطع. لقد كانت - وبكل أسف - تلك هي السياسة التي دفعنا إليها تلك الأطروحات، إنها سياسة ما وراء الحدويد التي دفعت بحضرموت وأبناء حضرموت ورجال حضرموت إلى شفا جرف هار كاد أن ينهار بها لولا لطف الله فجاءات مبادرات على يد علمائها وحكمائها وقادتها ورؤوس أموالها. أولئك الذين هيأهم الله لتلمس الخطر، وومحاولة تصحيح ما يجب أن يكون عليه المسار، فرأوا ما وصل إليه أبناء حضرموت مع إخوانهم من ألم الفرقة والتناحر، ولمسوا يقيناً كيف يُساقون سوقاً إلى ما يحبه الشيطان من فرقة وشتاتاً فآلوا على أنفسهم إلى أن يقذفوا إلى تلك الأرض الطيبة بأطوقة النجاة لتنقذ ما تبقى لهذا الشعب الكريم وأرضه المباركة من بقايا مكونات خصها الله بها وجبلها عليه، من تسامح وتغافر وتعذير واحترام لأخوة العرق والأرض والجوار والدين. إن اللقاء الذي دعا إليه عقلاء حضرموت وعلى رأسهم الدكتور عمر بامحسون، والذي تكفل بكافة نفقاته المهندس عبدالله بقشان وباركته الحكومة السعودية عبر حضور الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي وكوكبة من علمائها، وباركته الحكومة اليمنية من خلال حضور العديد من الشخصيات الممثلة لكافة مناطق الجمهورية اليمنية، ذلك الاجتماع الذي عقد يوم الأربعاء التاسع عشر من ذو القعدة من سنه واحدة وثلاثون بعد الأربع مائة والألف الهجرية تجلت فيها بصدق شخصية الحضرمي الحقيقية بشهامته وأصالته، ورجولته، وأخلاقه، الذي يعيش مع إخوانه ويتكامل معهم ويتقاسم معهم الأصول المشتركة لحمل رسالته الدينية والدنيوية. لقد أكد ذلك اللقاء لكل من حضره بما لا يدع مجالاً للشك عظم المسؤولية التي تحلى بها الجميع، وحسن النوايا، وصدق الإخلاص في التعامل مع المشاكل لأختلافات بكل فاعلية.. ولا أدل من ذلك الصدق في النوايا ما عقد تحت اللقاء من شعار والذي كان بعنوان: «الربانيون ووراثة النبوة وعظم المسئولية». نعم نحن بحاجة أن نشعر أن هناك علماء ربانيون تجلت عزائمهم في ذلك اللقاء فكانوا مثالاً صادقاً لمن قال عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مثل ما بعثني الله - عزَّ وجل - من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضاً فكانت منها طائفة طيبة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكان منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله به الناس فشربوا منها وسقوا وزرعوا، وأصاب طائفة منها أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ». نعم لقد انتصرت طائفة الحق فأنبت الله على يديها الخير بإذنه تعالى من قال عنهم الإمام علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - هم الذين يغذون الناس بالحكمة ويربونهم عليها. سيبقى الخلاف والاجتهاد إلى قيام الساعة، ولكن ما يجب أن يبقى أيضاً إلى قيام الساعة هو تعظيم الأخوة، واحترام الأرض، وتقدير الرحم والقربى. |
||||||
11-18-2010, 12:53 AM | #128 | ||||||
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه
|
بإنتاج متميز من المخرج احمد بن يحيى الأربعاء , 17 نوفمبر 2010 فيلم " قافلة جمال شعب النبي هود عليه السلام" يعرض قريبا على قناة العقيق دمون نت / تريم – كتب : عبدالله بن حميدان يعرض في الأيام القليلة القادمة على قناة العقيق الفضائية فيلم قصير لا يتجاوز التسع دقائق حيث يتضمن سير قافلة الجمال من مدينة تريم إلى شعب النبي هود عليه السلام وما يرافقها من أهازيج وسباقات وزيارة سيدنا هود هناك في الشعب فضلا عن استعراض نماذج من الحياة العامة للزائرين وبعض الطقوس والعادات والتقاليد التي تعتمل كل عام هذا وقد ابدع المخرج المتميز دوما احمد يحيى بن يحيى في إنتاج الفيلم بصورة غاية في الروعة والجمال اللتان تثبتان انه موهبة نادرة جدا في عالم الإخراج . حيث شد المخرج بن يحيى الرحال هو وطاقمه احمد سعيواد ونوير باطحان واحمد حسين بلفقيه لتوثيق كل تفاصيل الزيارة ,الفيلم أنتج من قبل (الحضرمية) بأشراف عام من الأستاذ القدير احمد الرباكي ودعم لا محدود من رجل المال والأعمال الحضرمي الشيخ الدكتور عبدالله بن مرعي بن محفوظ المعروف عنه باهتمامه البالغ بتوثيق كافة أنواع التراث الحضرمي حيث سبق ان ساهم في إنتاج العديد من البرامج و الأفلام الوثائقية لعل أشهرها فيلم هجرة الحضارم . فلمدينة تريم الغناء عاصمة الثقافه الاسلاميه ميزة التفرد في العادات والتقاليد التي تملك بموجبها مدينة الصديق علامة الجودة الحصريه في عبق الخصوصية ولعل من تلك العادات عادة زيارة شعب النبي هود عليه السلام بقافلة الجمال ففي اليوم الخامس من شهر شعبان من كل عام يقوم مالكو الإبل بتزيين جمالهم بالحناء وذلك بكتابة بعض العبارات أو المسميات التي تدل على مكانة جمالهم ويكتب البعض الآخر عبارات الصلاة على النبي من اجل در عين الحسود عن جمالهم . وفي عصر يوم الحناء يحضر ناس كثير خصوصا من الشباب والأولاد الصغار الذين يستمتعون بمشاهدة تخضيب الجمال بالحناء الذي يكسي على الجمال لونا جميلا وسط روائح البخور الزكية وفي اليوم الثاني وفي الصباح الباكر تشد الجمال ويعتلي ظهورها الشباب والأطفال حيث يمرون في شوارع مدينة تريم وسط حضور كثيف من الشباب والرجال والأطفال الذين يتبعون الجمال إلى نهاية المدينة ويواصل البعض المرافقة إلى المناطق المجاورة وتغادر الجمال مدينة تريم باتجاه شعب النبي هود عليه السلام حيث يقوم الكثير من سكان تريم بالزيارة السنوية إلى قبر سيدنا النبي هود ويحضر كذلك للزيارة الكثير من دول الخليج وشرق أسيا كاندونيسيا وماليزيا وسنغافورا. وتمكث الإبل في الطريق أياما تتنقل من قرية إلى أخرى حتى الوصول إلى شعب النبي هود وهناك يستريح الجمالون ويريحون جمالهم ويذهبون لزيارة قبر النبي هود عليه السلام ويتفسحوا بالغسل في النهر وبعد ان يمكثوا في الشعب يومين يتحركون قاصدين تريم قبل كل من في الشعب من الناس الآخرين كونهم يعتمدون على المشي وفي اليوم الثالث عشر من شعبان يصلون إلى تريم ويقيمون وجبة الغداء ويتأهبون بتفقد شد الجمال من اجل سلامة المتسابقين وفي عصر ذلك اليوم يجتمع الآلاف من الناس بمختلف الفئات رجال ونساء وأولاد فيحتشدوا على جانبي نخر الحاوي مكان السباق قبل موعد السباق بساعة تقريبا. وما ان يبدأ السباق أو (الحيك حيك) حسب اللغة التريمية الدارجة إلا والناس يغطون أطراف المكان ويبدأ معها السباق بطريقة اثنين اثنين ينطلقون من نقطة البداية وحتى نقطة النهاية ومعها يستمتع الحاضرون بسباق الهجن وتصل ذروة المتعة حينما يخرج احد الجمال عن نطاق السير المخصص له ويتجه نحو الجمهور الذين يتدافعون خوفا من وطأة الجمال ومعها يتدافع الحاضرون و يتساقط البعض ويفر الآخرون في مشاهد مفرفشه ومضحكه من الصعوبة نسيانها ويحرص التريميون على عدم تفويت هذا السباق حيث يرون فيه فرجه مجانية للتسلية وطرد هموم الأيام الحالكة ويحضر هذا السباق الكثيرون من المناطق المجاورة لتريم ومن بعض مدن الوادي الأخرى . - دمون نت .. موقع إخباري مستقل صادر من محافظة حضرموت |
||||||
11-22-2010, 04:38 PM | #129 | ||||||
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه
|
2010 عام حضرمي بامتياز المكلا اليوم / القاهرة: أحمد باحارثة2010/11/22 أشرقت شمس هذا العام على مدينة تريم عاصمة حضرموت الروحية وهي عاصمة لكل العالم الإسلامي عبر ثقافة ملونة بأطياف من العلم والتصوف والأدب والفن الإنشادي والدعوة بالتي هي أحسن، شكلت جميعها قوسًا مزينًا بتلك الألوان أطل على العالم أجمع، إطلالة سبقت هذا العام ولن تنحصر فيه أبداً. وفي صيف هذا العام ترجل في قلعة صلاح الدين بوسط القاهرة فارس حضرمي مرحبًا بوفود العالم الإسلامي التي أتته زائرة تلقي عليه كلمات الود والوفاء والاعتراف له بعظيم صولانه وجولانه في ميدان الأدب وهو أعزل إلا من مداد بنانه وصفاء ذهنه ورقة وجدانه، إنه الأديب الكبير علي أحمد باكثير. وعلى وقع هذين الحدثين الجليلين رأينا عددًا من كبريات الصحف في العالم العربي تدبج صفحات من بعض أعدادها لتكشف لقارئيها عن هذا البلد الذي أنجب تلك الهامة، وتتوسطه تلك المدينة كالشامة، وتعرفهم بهذا الجنس من البشر الذي يقطن تلك البلدة الطيبة المسالمة، أي حضرموت والحضارمة, وهم الذين لم يكونوا بحاجة إلى تعريف، لولا ما دهى به الدهر بلادهم من تصاريف. من بين تلك الصحف مجلة «العربي» الكويتية في استطلاع عن مدينة تريم في عدد شهر نوفمبر تحت عنوان «تريم عطر الحضارمة»: ومنها مجلة «الهلال» المصرية التي أصدرت ملفًا عن علي أحمد باكثير في عدد شهر يونيو تحت عنوان «الهلال باكثير المبدع والإنسان»: ومن بينها مجلة «منبر الإسلام» الصادرة عن وزارة الأوقاف المصرية عدد شهر أكتوبر تحت عنوان «تريم لؤلؤة حضرموت وعروسة الوادي»: ومن بينها صحيفة «القاهرة» الصادرة عن وزارة الثقافة المصرية عدد شهر يونيو تحت عنوان «حضور الحضارمة في الثقافة المصرية» لكاتب هذه السطور: ومن بينها مجلة «الرافد» الإماراتية التي نشرت إصدارًا في شهر يونيو عن علي أحمد باكثير بمناسبة مرور مائة عام على مولده احتوى مقالات للدكتور عبد الحكيم الزبيدي مؤسس موقع باكثير في الشبكة العنكبوتية كما تعتزم الصحيفة إصدار ملف عن باكثير مع عددها لشهر ديسمبر: كل ذلك يعد شرفًا لحضرموت وللحضارمة صوروكتب على الرابط المكلا اليوم - تفاصيل الخبر |
||||||
12-05-2010, 01:32 AM | #130 | ||||||
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه
|
أوضاع حضرموت بين 1918-1945م كتاب جديد للدكتور عبدالله الجعيدي المكلا اليوم / خاص2010/12/4 صدر مؤخراً كتاب للدكتور عبد الله سعيد الجعيدي من دار الوفاق للدراسات والنشر بعنوان «الأوضاع الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية في حضرموت 1918-1945م» والطبعة الأولى للكتاب صدرت عن جامعة عدن ودار الثقافة للنشر والترجمة, الشارقة 2001م. ويغطي الكتاب مرحلة خاصة في تاريخ حضرموت فيها ألقت الترتيبات السياسية لما بعد الحرب العالمية الأولى بظلالها على الواقع السياسي في حضرموت ودخلت السلطنات الحضرمية "القعيطية - الكثيرية" في علاقات جديدة تحت المظلة البريطانية, وشهدت حضرموت جملة من التحولات في مختلف المجالات ويعد الكتاب أول دراسة أكاديمية تتناول هذه المرحلة بهذا الاتساع والعمق. ومن أهم الموضوعات التي تناولها الكتاب الحركة الثقافية والتعليمية في حضرموت وتطور النفوذ البريطاني في شئون حضرموت والصراع القعيطي الحمومي وثورة ابن عبدات في الغرفة وكذا الأنشطة الاقتصادية التقليدية وتاريخ الحركات الإصلاحية في حضرموت ومؤثرات النزاع العلوي الإرشادي على حضرموت وغيرها من العناوين المتعلقة بالمرحلة. |
||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|